أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جهاد علاونه - الثقافة والأحزاب السياسية أوسخ بيئة في العالم















المزيد.....

الثقافة والأحزاب السياسية أوسخ بيئة في العالم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 18:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يسألني كثيرٌ من المعلقين على مقالاتي لماذا أنت غير منتسب لأي حزب سياسي أو مؤسسة ثقافية وغير مشارك في الحراك الثقافي في الأردن, والجواب على ذلك هو طهارتي الفكرية ونقاوة معدني الأصلي فأنا مثل الذهب لا أقبل أن أندمج بالمعادن الأخرى لكي أبقى نظيفا من الداخل ومن الخارج لذلك أنا المثقف الأغلى ثمنا في العالم.. أنا أهتم جدا بنظافة قلبي وعقلي ووجداني وأحافظُ على ضميري وعلى أناقتي وأغسل قلبي يوميا من وسخ الأحزاب السياسية وأغسلُ عقلي لكي لا تعلق به أوساخ الأحزاب السياسية وألاعيب الانتخابات النيابية والمؤسسات الثقافية وحتى يبقى عقلي نظيفا أحافظ على نفسي من زيارة مكاتب المخابرات والحكام الإداريين فمن المستحيل أن يجدني أي شخص بمكتب محافظ أو مُتصرف لواء وذلك لكي أبقى نظيفا وطاهرا, فالمثقف الحقيقي إذا زار الأحزاب السياسية يتسخ عقله وإذا زار مكاتب الحُكام الإداريين يتسخ قلبه وإذا وقف على أبواب قصور الحُكام تتسخ روحه ولا يمكن أن يعود إلى مكتبته وقلمه طاهر الجسد, ولكي أبقى طاهرا وغير نجس فإنني لا أتملق للحكام ولا أصافح الملوك ولا أهتف باسم أي حزب سياسي شرقي, وحتى تبقى نفسي نقية ومعدني نقيا وصافيا لا يمكن أن أضع قدمي على بلاط القصور لا ولا على دواوين رؤساء الحكومات.

وأنا شديد الحقد على كل هؤلاء الذين ذكرتهم لأنه لم يسألنٍ طوال حياتي أي واحدٍ منهم متى شبعت آخر مرةٍ ومتى ارتويت من نهر الأردن ولم يسألن واحدُ منهم متى دخلت الحمام ووضعت على جسمك الماء إنهم لا يهمهم أن يكون جسدي من الخارج نظيفا ولا يهمهم متى أجرُ ماكينة الحلاقة على وجهي ولم يسألنِ ولا أي واحدٍ منهم متى نمت في آخر مرة نوما هادئا دون أن تتناول أي حبة منوم ولم يسألنِ أي واحدٍ منهم عن عُمر أطفالي وهل كبروا أم ما زالوا صغارا, ولم يهتم أي واحدٍ منهم باللعب التي يلعب فيها أطفالي ومتى زاروا آخر مُتنزهٍ ليركبوا المراجيح, وأنا شديد الحقد عليهم لأنهم لا يتعرفون عليّ وعلى أولادي إلا في فترة الانتخابات البلدية والنيابية لكي يفوزوا بصوتي.

عمري أصبح واحدٌ وأربعون عاما قضيت معظمها وعشت أغلبها وأنا شديد الحرص على طهارة روحي من الشعارات الانتخابية وعشتُ طوال حياتي وأنا صامتٌ أرفض رفضا باتا التكلم في مجالسهم رغم أنهم يغروني بالمال كثيرا لكي يشتروا مني ذمتي وضميري لأبخس الأسعار أو أثمنها وأنا طبعي عنيد فلا أبيع لا بالرخيص ولا بالغالي ولا يمكن أن أضع يدي الكريمة في يد نائب أو رئيس بلدية امتلأ بطنه من عرق الناس وكفاحهم, وحتى تبقى يدي كريمة إلى الأبد فإنني شديد الحرص على عدم إمساك أي منشور سياسي يهدف للترويج لأحد المرشحين, عمري واحدٌ وأربعون عاما أمضيت أغلبها وأنا أعمل تحت أشعة الشمس الحارقة دون أن أضطر للعمل ببيع الضمائر وشرائها ودون أن أضطر يوميا لبيع نفسي وشرائها ثم بيعها وشراءها لذلك لا أحد لديه سلطةٌ على ما أكتبه فأنا أكتب ما أقتنع به وأنا أكتب ما أحب أن أكتبه وأنا رجل مزاجي في كل شيء وكل قراراتي تخرج من رأسي ولا تخرج من أدراج ومكاتب أصحاب المؤسسات السياسية والثقافية ولا أقتنع داخل وطني ولا بأي حزب سياسي أو منتدى ثقافي, ولستُ مضطرا لكسب لقمة عيشي من أمام المساجد ومن داخلها, فالذي يكسب من داخل الجامع مثل الذي يكسب من خارجه إنهم جميعا يتاجرون بأماني الأمم والشعوب المغلوبة والمسحوقة ولم يسبق لي وأن كسبت دينارا واحدا من داخل بيت عبادة أو من خارجه.
وطوال عمري وأنا أحافظ على نظافتي من التلوث بالمصطلحات السياسية فإن سألتني عن أكثر شيء أكرهه فإنني فورا سأجيبك بأنني أكره السياسة والعمل في السياسة لأن عالم السياسة عالم حقير ومتسخ وكل من يدخل إلى داخل الأحزاب السياسية يتعلم أول ما يتعلم على الكذب وعلى الدجل وعلى الغش وعلى الخداع وعلى النميمة, وإن عالم السياسة من الداخل عالم متسخ جدا ومثله مثل عالم الثقافة حين تتحول الثقافة إلى حزب سياسي أو ما يشبه الحزب السياسي وقد انتسبت وأسست حركتين ثقافيتين في الأردن وبعد أقل من ثلاثة أعوام أو أربعة أعوام على انتسابي إليهن شعرت بأنني أصبحتُ رجلا متسخا وغير نظيف وبدأ الكل يدفعني إلى التعصب وإلى العنصرية وإلى الإقليمية وبما أنني نظيف جدا وأحبُ أن أبقى نظيفا جدا هجرت تلك المؤسسات لأنها مؤسسات غير نظيفة على الإطلاق, وهنالك سببٌ آخر يدفعني أو دفعني إلى الهروب من الأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية وهو أن الدولة هي التي تدعم تلك المؤسسات وتتبناها لترعاها وبصراحة عندي اعتقاد 100% وهو أن الدولة إذا أرادت أن تسقط أي مؤسسة ثقافية فإنها سرعان ما تعلن دعمها وتأيدها لها, وذلك مثل الصحف اليومية وبعض الأحزاب التي تدعمها من خزينة الدولة ومثل غالبية أو كل المؤسسات الثقافية التي تأخذ دعمها من الحكومة على حساب الشعب وخزينة, ووزارة الثقافة في الأردن تتبنى دعم الكتاب والقصة والشعر وكل ما يتعلق بالنشر الثقافي لذلك ثقافتنا رخيصة والكتاب رخيصين ولا يأتون بأي جديد, والحق الحق أقول لكم: إذا أردنا أن ينجح مشروعنا الثقافي فعلى الدولة أن ترفع يدها عن دعم الثقافة والرياضة والفن والصحافة والمنتديات الثقافية وأن يأخذ كل هؤلاء دعمهم من البرجوازيين ومن المصانع التي تكسب كثيرا لكي يبقى رأي المثقف والصحفي والشاعر والمؤرخ حرا وإلى الأبد, الدولة حين تعلن دعمها للمثقف فهذا معناه أنها تريد تعريض المثقف للفشل وإذا أرادت أن تعلن دعمها للسياسة فهذا معناه أنها تريد إسقاط السياسة والسياسي...إلخ.. . لذلك كل المثقفين المنتسبين لتلك المؤسسات يهتفون باسم الدولة ويفتحون على الحكومة عدة قنوات ليتصلوا بالدولة وبهذا الدعم تسقط الثقافة ويسقط معها المثقفون وتصبح البيئة الثقافية بيئة غير نظيفة ومتسخة وغير نقية وغير طاهرة إلى الأبد ما زالت الدولة تتبنى دعم الثقافة وحماية المثقفين والمنتفعين من تلك المؤسسات.

وبيتي من الداخل طاهرٌ ونفسي عفيفة لأن بيتي لم يدخله شيطان من شياطين الأحزاب السياسية ونفسي عفيفة جدا لم يدخلها لاعب من اللاعبين السياسيين على الإطلاق, وستبقى نفسي طاهرة ومعدني أصلي وستبقى روحي تهيمن على فكري وحرة طليقة تكتب ما يرضاه ضميري ولا يهم أن أكسب العالم وفي نفس الوقت أخسر نفسي, أنا أطهر من كل المؤسسات السياسية ومعاهد الدراسات ومقاعد الأساتذة الجامعيين, حتى الجامعات بيئة متسخة تتحكم فيها العنصرية وهذا شمالي وهذا جنوبي وهذا من بدو الشمال وذاك من بدو الوسط, علما أن الجامعات يجب أن تكون البيئة الوحيدة الطاهرة والمعقمة, وفي بلادي يذهب أساتذة علم الاجتماع والسياسة والأدب إلى القصور ليصفقوا للحاكم وإلى دواوين رئاسة الحكومة ليبايعوا كل خليفة جديد هو وحكومته الرشيدة!! في حين على العكس من ذلك في الدول المتقدمة حيث يذهب رئيس الحكومة إلى الجامعة وأمين عام الحزب إلى الجامعة ليتناقش مع أساتذة الأدب والسياسة والاقتصاد والعلوم الإنسانية ومن هنالك يطور رئيس الحكومة نفسه ويعيد أمين عام الحزب إنتاج نفسه من جديد من خلال الاستماع للنظريات العلمية التي تهدف إلى التنمية الشاملة في كافة المجالات, فأين نحن وعالمنا الوسخ من تلك الدول المتقدمة علينا حضاريا وفكريا؟.إننا نعيش يا أصدقائي في بيئة غير نظيفة ومتسخة ونجسه ومن أراد أن يحافظ على نفسه عليه أن لا يتجه إلى أي تجمع حزبي وأن لا يقف على أبواب السلاطين ليعيش قلمه إلى الأبد.

ولأن الدولة عندنا تدعم المؤسسات الثقافية والأحزاب بكافة قطاعها فإن الثقافة والسياسة أوسخ بيئة لدينا,ومن المفترض أن تكون طاهرة أكثر من طهارة المعابد الدينية,فالمثقف المسكين حين يتجه أول مرة إلى المؤسسات الثقافية فإنه يكون منذ بدايته نظيفا وروحه نقية ولكن سرعان ما يصبح متسخا وغير نظيف وكاذب ولص ومحتال وعنصري وإقليمي إلى أبعد الحدود.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحيانا وأحيانا
- قبة المسجد الأقصى ورجاء بن حيوة
- الدين الإسلامي يحاسب الجاهل ويترك العاقل
- من مكة إلى الهيكل2
- من مكة إلى الهيكل1
- صفات وأخلاق أبي جهل الكريمة
- اللف والدوران
- كل المسلمين كفار
- إننا نبني كثيرا من الأسوار وقليلا من الجسور
- كتاب ال100 الخالدون عبر التاريخ
- دخول المستشفى
- ماهية الفرق بين الإسلام والمسيحية
- زواج المصلحة في الإسلام
- تناقضات الإسلام
- تخاريف حول الإعجاز القرآني
- قصيدة في مدحي للشاعر الكبير:رياض لحبيب
- سورة النورين وآية الولاية
- ممتلكاتي
- الإسلام يهدد مستقبل الحريات
- الدين الأعوج


المزيد.....




- وكالة حماية البيئة الأمريكية تحذر من زيادة الهجمات الإلكترون ...
- عمدة نيويورك يبرر رد الشرطة العنيف على متظاهرين مؤيدين لفلسط ...
- في الذكرى السابعة والثلاثين لمهدي عامل، المفكر والقيادي الثو ...
- “مياه المنيا” تنهي تعاقد 5 موظفين بعد المطالبة بالتثبيت
- أمن الدولة تجدد حبس عمال المحلة 15 يوم
- للمطالبة بالتثبيت.. اعتصام موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسوان
- في ذكرى استشهاد مناضل حزب العمال الرفيق نبيل بركاتي: قراءات ...
- آلاف المتظاهرين في بروكسل يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
- الحراك الثوري الجنوبي يعيد هيكلة المجلس في مديرية الضالع وين ...
- مظاهرات في عدن بجنوب اليمن تنديدا بانهيار الأوضاع المعيشية و ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جهاد علاونه - الثقافة والأحزاب السياسية أوسخ بيئة في العالم