غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 21:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بـرنـامـج مواطن عادي
أو رد للسيدة ماجدة منصور ـ أم لــهــب
سـألتني يا سيدتي الكريمة بتعليقك البارحة على مقالي المنشور من يومين ردا على مقال السيد برهان غليون ما هو برنامجي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=307545
مما سبب بينك وبيني وبعض المعلقين المحترفين تراشق كلمات غير معتادة أخرجتنا عن غاية مجمل غالب كتاباتي وجوهرها, والتي لا أرغب فيها على الاطلاق ازدياد التشقق والانفجار. سواء في الجاليات السورية المختلفة الآراء في بلاد الاغتراب, أو على أرض الوطن.. سـوريانا الحبيبة.. بلد مولدنا أنت وأنا, والذي يعيش اليوم أكثر من أي يوم من تاريخه, أسود مآسيه الإنسانية والبشرية. أكثر من أربعة عشر ألف قتيل من المدنيين وقوات الجيش وحفظ النظام. بالإضافة إلى أعداد ضخمة غير محدودة من الجرحى.. وتفجير البنى التحتية لأمن البلد.. وخاصة شبه موات اقتصاده. وعندما قرأت في وسائل الإعلام الحيادية أن 51% من مجموعة من يحق لهم الانتخاب, صوتوا فقط للانتخابات التشريعية. يعني أن ناخبا من اثنين لم يستطع التصويت. تصوري هذا الانشقاق يا سيدتي الكريمة في لحمة شعبنا الوطنية, والتي لم تعرف عـبـر تاريخ سوريا كله مثل هذا التشقق والانشقاق!!!... بالنسبة لي إنها صورة أليمة, محزنة, مأساوية, نحتاج لزمن طويل, ومصالحة متينة قوية, حتى نتمكن من محوها من الأذهان ومن ذاكرتنا القومية.. ونبدأ كتابة وتخطيط مستقبل آمن مزهر لأولادنا.. وخاصة بناء حريات جديدة مضمونة للأجيال الجديدة.. حريات جديدة مبنية على مبادئ متينة علمانية. خاصة علمانية, حتى تحيا ديمومتها ورسوخها تاريخيا واجتماعيا... وإلا فكل الخطابات الحالية سواء من سلطة اليوم أو بديل الغد..سوف تبقى وعودا عرقوبية, بلا أسس ولا تنفيذ.. تتفجر أو تذوب, فور تمسك من أطلقوها بكراسي وزمام الحكم والسلطة...
لذلك أكرر لك وللمرة الألف أو أكثر, بأنني لا ألتزم على الإطلاق بكل من شاركوا بهذه السلطة من خمسين سنة حتى هذه الدقيقة, ولا بمجموعة هذه المعارضات الهيتروكليتية التي تشاركت مع الشيطان والقاعدة, وخالقتها وعرابها الظاهر والمخفي الولايات المتحدة الأمريكية, ومع سلاطين وأمراء وملوك البترول وتجار الفتاوي الذين لا يعرفون من الحريات الإنسانية والديمقراطية, سوى التفسيرات التي تحلل وتحرم ما تطلبه رغباتهم وشهواتهم وما توهبه لهم براميل بترولهم...
برنامجي؟.. برنامجي أمنيات شخصية..شخصية فقط. لأنني كما ذكرت لك أنا لست رئيس عشيرة أو مرشح حزب ولا صاحب ثروة أو مصلحة, في البلد أو في الغربة.. وبعد 49 سنة من الاغتراب اؤكد لك بأنني لا أملك أي شـيء,, أي شـيء لا في الغربة ولا في أرض الوطن.. وما زلت أدفع إيجارا لسكني في المدينة الفرنسية التي أعيش فيها مع عائلتي, والتي لا أبدلها ـ اليوم ـ لقاء الجنات الغيبية الموعودة...رغم حنيني الدائم لبلد مولدي اللاذقية ولسوريا التي أعطيتها زهرة شبابي وأيامي الحلوة والمرة...
عندما أرى ما أصاب سوريا هذه الأشهر الأليمة الماضية, لا يمكنني أن أبقى متفرجا.. صرخت.. كتبت..كتبت لأهل السلطة وقمتها.. كتبت لجماعات المعارضة.. شاهدنا كلنا ماذا جرى في العالم العربي, وما سمي ربيعه.. شاهدنا ولمسنا الأمل ورغبات الخلاص والتغيير.. كما رأينا انحسار الآمال والتغييرات بالمقلوب وسيطرة الإسلاميين والتعصب الديني والعودة إلى قرون من التخلف والخسائر بالأرواح والآمال والحقوق... والخطوات الضائعة........ فما كان مني سوى الوقوف والتأمل والحياد, قدر الإمكان, وتسمية القطة قطة. ولم أستطع تأييد أي من الأطراف.. وخاصة عند تفاقم القتل والتقتيل. وظهور عصابات قنص وخطف بلا مبدأ, سوى القنص والخطف والتفجير. حيث لا يفيد أي مبدأ ولا تنبيه أو لفت نظر. فوضى شمولية. لا غاية لها سوى الخراب والتخريب وترهيب السكان الآمنين... وسوريا فقدت كل جمالها ومعانيها وطيب أهلها.. ولم يعد الجار يأمن لجاره...ونجحت مخططات من رسموا تفجير هذا البلد وتصحيره...من أجل مآربهم ومصالحهم وغاياتهم السياسية وغيرها. وأنا ألوم السلطة الحالية بالدرجة الأولى, لأنها رغم قوتها وجبروتها وثبوتياتها ومنظماتها ومكوناتها, تركت المجال ولم تحسب حسابات هذه النتائج ولم تعي بوادر هذه المؤامرة التي حيكت ضدها.. وألوم هذه المعارضات لمشاركتها بهذه المؤامرة مع كل هذه العناصر الغير سورية, ورفضها لأبواب ونوافذ الحوار العديدة التي فتحت لها من أجل بناء التغيير السوري ـ السوري... وكان أن دفع الشعب السوري ـ اليوم ـ ثمن هذا الخلاف وهذا التمترس من الطرفين المختلفين.. تفاقم الأخطاء والأخطار. وأصبحت سوريا اليوم ومن جديد مسرحا ومخبرا للخلافات الدولية والمصالح الرأسمالية العالمية. وهذا ما يحزنني.. فقدان السيادة. أن تفقد سوريا سيادتها...تدخل الدول في أمورنا.. يعني فقدان كامل لسيادتنا... مسببوه السلطة والمعارضة... والغد مجهول معتم أسود!!!...
هذه هو رأي وبرنامجي الشخصي... وهما في نفس الوقت أسباب حزني وألمي.. لأن الحياديين قلة.. وغالبنا في بلاد الغربة.. لا نملك أية قوة سياسية.. وخاصة أن خلافات البلد قد فرقتنا, أكثر مما وحدتنا...
لذلك آمل أن أتمكن من متابعة الكتابة على الأقل.. رغم أن الكلمة الحقيقية الصحيحة تضيع في وادي الطرشـان. لأن التعصب في الخلاف الديني والطائفي والسياسي, بلغ ذروته. وابتعد التعقل والتحليل الصحيح والحكمة!!!... وهذا لا يعني أنني أملك الحقيقة... ولكنني سوف أبحث عنها حتى آخر لحظة من عمري..........
آملا لبلدي أن يــحــيــا.......
ولجميع القارئات والقراء كل مودتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فـرنـسـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟