فينوس صفوري
الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 11:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كل الأديان مبنية على خوف الكثرة و على ذكاء القلة....
"ستاندال "إ
الخوف يتحكم جيدا بحياة الإنسان وبحياة الحيوان,وقيل لرجل عاد لتوه من ألمانيا في الحرب العالمية الثانية:من الذي يحكم في ألمانيا؟ فقال:الخوف هو من يحكم في ألمانيا كل شيء, والله هنا يخبرنا عنه رجال الدين بأنه شديد التسلط على عباده وبأنه يقهرهم وبأنه سيعذبهم يوم القيامة لكي نطيعهم بأسم الله الذي لا يموت والذي لا تأخذه سنة ولا نوم ,والله في حقيقة الأمر ما هو إلا صور وكلمات رسمها لنا كهنته لكي يرهبونا من أنفسهم فقادوا الجيوش وقادوا الناس إلى مصيرهم النهائي وهذا الله لم يخبرنا مباشرة بأنه هو الذي أبدع هذا الكون بل هنالك أناس ذهبوا إليه في رحلة سفر قصيرة جدا أو طويلة جدا وقالوا بأن الله أعطاهم هذه الرسالة لكي يوصلونها لنا على جناح السرعة وما علينا إلا أن نقول شكرا لساعي البريد..شكرا للموصل...شكرا لإدارة البريد المستعجل والرسائل المسجلة,,وهنالك من الرجال الذين بلغت بهم الجرأة حداً لا يطاق إذ قالوا بأن الله هو الذي أتى إليهم ودق عليهم باب البيت وقال لهم أنا الذي خلق هذا الكون وأبدعه وهيا أذهبوا بسرعة وبلغوا زوجاتكم وأبناء عمومتكم وجيرانكم...
والحقيقة إن الدين بشكلٍ عام مبنيٌ على أساس خوف الكثرة وذكاء القلة,فالأذكياء في هذا الكون من نصابين ودجالين هم من ينشر الدين وليس هذا الله ولا أحد يساعدهم على ذلك سوى غباء وجهل الأكثرية من الناس الذين يتوهمون بأن هذا الله دبر كل شيء بغمضة عين وبأنه قادر على هدم كل شيء بلمحة عين,هؤلاء الناس ينجرفون إلى هؤلاء الكهنة الذين يقودون السفينة إلى نهاية غير معروفة وفقط القلة هي المستفيد الرسمي من هذا الدين أما بخصوص الأغلبية المسحوقة أو المضحوك عليها فهم أداة طيعة بيد الأذكياء الكهنة يموتون من أجل مصالح الأذكياء ويدافعون عن الأموال التي يسرقها رجال الدين بإسم شريعة الرب, زد على ذلك أن كل الأديان تدعي بأنها قادرة على تخليص الإنسان من عذابه في الوقت الذي يزداد فيه المعذبون في الأرض,ودائما هنالك الكهنة والمشائخ مستفيدون من الجلبة التي تحدثها العامة من الناس حين يطلون برؤوسهم وبأفواههم من خلف الضوضاء ليدعوا كذبا أنهم رؤوا النور من خلال العتمة.....
وفي كلتا الحالتين نحن لم نرَى ولم نسمع أحداً منهم إذ لم نرَى إطلاقا بأن هذا الله حدّثَ الذين قالوا بأنهم ذهبوا إليه ولم يرَ أحدٌ هذا الله حين أتى إلى منزل بعض الرجال وأخبرهم بتلك القصص المُفبركة كما في بعض الديانات عندما " يدق الباب " ..
نعم نحنُ اللادينين لا نؤمن بجواز إرسال هذا المدعو الله رسلاً من البشر أنفسهم للبشر بطريقة سرية غريبة مُقتصرة على أحد الرسل أو الأنبياء ومثال صريح على ذلك....
إذا أفترضنا أن هذا الإله المُسمى الله يريد إرسال رسائل تحذير أو غيرها إلى بشر خلقهم هو بيديه فإنه سوف يفعل ذلك بطريقة علنية قطعية لا تقبل تأويل أو تحريف أو اختلافات أو حتى شك قيد أُنمله.... ولن يقتصر الأمر على شخص يختاره هذا الله أو الإله من بين الناس ولا يظهر إلا له هو وحده أو عن طريق وسيط أسمه " جبريل " ...ثم يطلب من الناس تصديقه بناءً على ذلك مصمماً على سرية غريبة غير مبررة رغم قدراته الضخمة والهائلة والفوق عادية ... فهو إما أن يرسل رسائله بشكل إلهي علني قاطع غير قابل للضحد والتشكيك من بشر هو من خلقهم أو لا يفعل.. وهذه أبسط قواعد العدالة أليس كذلك ؟ .....
والأفتراض الثاني ...هو أن الإله أو الله يريد إرسال رسائل إلى البشر فيجب أن يكون ناقص العلم والغيب والمشيئة أما إذا كان عالم بكل شيء ومدرك أنه لا هداية لبشر إلا بمشيئته هو .. فإن إرسال البشر أنفسهم للبشر لهدايتهم يعتبر مجرد مسخره وعبث لا طائل من وراءه ، فكل شخص معروف منذ الأزل لدى هذاالله أو الإله أنه سوف يهتدي أو لا يهتدي سلفاً .. ولا يمكن للإنسان اتخاذ قرار في هذا الشأن يعارض به مشيئة الإله أو الله فما الداعي إذاً لإرسال الرسل إليه ؟....
وإذا افترضنا أن الله أو الإله يريد إرسال رسائل إلى البشر ليلزمهم الحجة ... فلابد أن يفعل ذلك بطريقة لا تجعل للمتشكك طريقاً بعيدة عن السرية ... أي دون الحاجة للإنتباذ مكاناً شرقياً ولا الاختباء في غار أو كهف بعيداً عن أعين الناس.. لأنه لو فعل تصبح الحجة غير ملزمة لأنها لم تلزم الناس كافة بل اقتصرت على شخص واحد أختباء أو أنتبذ مكاناً شرقياً وبالتالي فلا داعي لها...
ومانقصده نحنُ اللادينين أن تكون الرسالة الإلهية الربانية أكثر وضوحاً و شمولية من وحي ينزل على إنسان واحد مخصص دون العالمين .. وتحميله مهمة إيصالها لنا وليس لديه على ذلك أي إثباتات إلا حديثه هو نفسه أو حديث يصدر عن طريقه دون شهود عيان... الأ يستطيع هذا الإله أن يتبع وسائل أفضل وأدق وأقوى لعقولنا لإبلاغ رسالته بحيث لا تكون معتمدة على إنسان واحد قد يكون نبي وقد يكون كذاب .. رسالة ضعيفة مغرقة في المحلية تتهددها تحريفات وإضافات وتحويرات وأكاذيب وتأويلات وفرق لا حصر لها ولا عدد !!
والكارثة الكبرى في القرآن .... وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ....." ولكننا في الحقيقة نسينا تماماً هذه الشهادة ولانعرفها وكأنها لم تكن .. أنا شخصياً لا أذكر هذا الموقف على الإطلاق وأنتم بالتأكيد كذلك .. فما جدوى هذا الإشهاد الذي نساه الشهود؟
وفي الواقع تم إجبار جميع الشهود على نسيان ما شهدوا به .. ولو بقوا يتذكرونه لظل الكفار منهم على عصيانهم وكفرهم وإنكارهم سواء بسواء.. لكن إنكارهم حينذاك سيكون جحود حقيقي.مع ذلك نجد أن هذا الله أو الإله مصمم وبكل قوة وعبر كهنته على اتباع وسائل بدائية صعبة الإثبات وليست من العقل في شيء وحمالة أوجه.. وهذا عجيب ويكون أعجب إذا علمنا أن هناك تجارب سابقة لذات الإله أثبتت فشل نفس الوسيلة ( تخصيص فرد بحمل رسالة جماعية ) في الحفاظ على الدين .. فكم من رسول أرسله هذا الله للناس قبل نبي الإسلام ؟ وكم رسالة له تعرضت للتحريف والإخلال والنسيان والحذف والإضافة؟....
تحياتي فينوس سعد صفوري
#فينوس_صفوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟