أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - تحيـة اكبار واجلال لذكرى المعتقلين والشهداء من أبناء الوطن السوري ( ضحايا القمع ، وانعدام الحريات)















المزيد.....

تحيـة اكبار واجلال لذكرى المعتقلين والشهداء من أبناء الوطن السوري ( ضحايا القمع ، وانعدام الحريات)


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 12:22
المحور: حقوق الانسان
    


منذ بدأت عيناي تغزو مفرداتك يامحمــود( جلبوط) التي تتأرجح من بينها ظلال أشباح تعوي ..تفرز سياطا تلهب الأرواح ، وتنهال على الذاكرة ..توقظ فيها مانفتعله من نسيان ، وما خاطته خلال أعوام، وبنته من لبنات مموهة نخدع فيها الذات قبل الآخر ،،،أو نضفي عليها مسوحا ، ونقرأ عليها تعويذات ، ونرسم لها أيقونات تحرسها ، وتمنعها من الخروج ...نقتلها في أعماقنا ، ونطويها كي ننعم بالتناسي، وبغض الطرف عن الموجود، ونحسب أننا نغلق الباب دونها ...فلن تعود ، ،
للظهور ، ...لكن ماكدت أقرأ بوابات سطورك الأولى ...حتى انفتح الجرح ، ورويدا رويدا عاد للنزيف...نافضا مابداخله من صديد راميا عن كاهله كل ما أحطته به من عناية النسيان الزائفة ...ليقذفها أمامي دفعة واحدة ...يكومها كتلة من الوجع ، ويعيد تسجيل الصور والأحداث ...لم ينفع معها التلفيع، ولم يحول دونها التلوين ، ولا اللبنات ال الهشة التي بنيناها انهارت كلها ...لتقف أمامي ، ودونها أصاب بالهذيان ، وتنتابني الحمى ، التي لم أرها منذ سنين ...تعاودني، وتهزني بكل ماتحمله من غل وحقد ...تقف بمواجهتي ، وتعلن عن ذاتها ...تتفجر شظايا الذاكرة، وتخرج عن صمتها ، ومالي حيالها من طاقة ، وأمامها من مقدرة على التجاوز بعد ...ان ذكرى عبد الرزاق ، وغيره من شهداء الكلمة ، والرأي الحر ...رضا، والمهدي والكثيرين غيرهم ....يدفعون الثمن ...لكلمة الحق في زمن الباطل ...وأنت يامحمود واحدا منهم ....تعيشون بصورتكم الجسدية ...خرجتم للحرية !!!أي حرية ؟؟لقد خطفوا منكم الكثير ...اغتالوا منكم صغاركم ...لم تدفعوا وحدكم الثمن ...يدفعه كل محيطكم بصماته ...مرسومة في عيون الصغار ، والكبار من حولكم بصمات الروح ، وعذابات الذات ...ليس هناك أقبح من وحشية الانسان عندما يخلع عنه جلد الانسانية ...ان أكثر وحوش الكون توحشا يستأنس أمامه ...كيف يمكن أن نسامح ؟؟ ونغفر ، وننسى ؟؟ ومن قال لك أنه يمكننا أن نفعل ؟؟ لايمكن أن أنسى أبناء عبد الرزاق يذكرونني ...الذين شبوا ، ولم يعرفوا أباهم ، ولم أعرفهم ، ولم أحس بمقتل والدهم الا هذا العام ...بعد غياب عشرين عاما عن الوطن ...قررت العودة ...هكذا دون استئذان ....قررت ألا أسمح بعد للسجان بحرماني من وطني....للمرة الأولى أفقد عبد الرزاق ، فما زال غائبا عن عيني ككل الغائبين ...لم أعش الحدث ...الا روحيا ...لم أر الصغار يكبرون دون أباهم ...رأيتهم العام المنصرم ...رأيت من ولد بعد تسليم جثمان والده بيومين .....أطلقوا عليه اسم أبيه .....شابا يافعا جميلا ....وأنا بينهم أبحث عن عبد الرزاق ...وأقرأ ماسوف يقوله ...تقمصتني روحه لأنطق بأجوبة على أسئلة أمطروني بها ...يعرفون مقدار قربي وحبي له ...أحاطوني وغمرتني روحه ونطقت بما يريد ، وتدفقت أنهار عبراتي .....تحرث عشرين عاما من الوجع وتحاول اختصار عشرين عاما بزيارة!!!!زرت قبره وتحادثنا طويلا ...كما زرت والدي ...حيث لم يسمح لي الجلاد برؤيتهم أحياء ...فهل تغني القبور؟؟؟؟ولم أنعم بدفنهم ....لقد اغتالوا فينا الكثير ...يامحمود ، وهاهم يقولون لي ...لقد أنعمنا عليك فرصة العودة ، والزيارة !!! يدعون التغيير!!! وهل يغير أمثالهم جلده؟؟؟ويخرج مايقبع داخله من بشاعة ؟؟؟ هل يصبح الجلاد حملا وديعا؟؟؟ عذاب الروح يامحمود ...يبقى عالقا يغرز أنيابه ...كشعب المرجان ...نحمله جميعا معكم ...كم شردوا من أسر؟؟؟ وكم من بسمة فوق شفاه الطفولة اغتيلت وخطفت باكرا؟؟؟ من يمنحهم الحق في الافتاء؟؟؟ أيخرجونا عن وطنيتنا؟؟؟ بتهمهم الباطلة؟؟؟ انظروا يامن تمرون بساحتنا وتقرأوونا ماذا قدم صدام حسن للعراق؟؟ وماذا يقدم البعث السوري لسوريا؟؟؟منذ أكثر من أربعة عقود ...نفس المدرسة ...لم يتخرج منها سوى ( الحزب القائد ) الذي رسمت له صورة القيادة ، وسلمت سلطتها الحقيقية لفرد، أو لأفراد الحاشية والبطانة ، ولهم كل الحق باسم قانون الطواريء أو قانون يقصونه ويقيسون حسبه وحسب معايير يروها تخدم مصلحتهم لا مصلحة الشعب ، بل يتخذون من هذه المقاييس مبدأ على أساسه يصبح معيار المواطنه ...أو التخوين !!!بالضبط مثل قانون ( بروكوست ) ...قاطع الطريق ، وقابض الأرواح حسب الأساطير اليونانية القديمة ...حين يضع سريره بطريق المارة، ويقيس أجسادهم عليه ...يقص مايبرز منها ويمد مايقصر عنها ....وهذه حال قوانيننا في سوريا فماذا نحن فاعلون ازاء قانون( بروكوست ) لا حول لنا ولا قوة ...سوى قوة الارادة التي لم يستطيعوا تحطيمها، وقوة الايمان بالوطن والانسان ، والتي لايمكنهم بكل ماوصفوه من تخوين ...أن يضعفوا من انتماءنا لهذا الوطن ...والأيام حبلى بالأحداث ، وتثبت مع الأيام أصالة الانتماء، ومقدار التضحيات التي يقدمها كلا منا ...كل ماقدموه هو سرقة قوت المواطن ، وتخزين الأموال خارج الوطن ...هناك أنظمة ديكتاتورية ..أحيانا تبني اقتصادا قويا ولو بحد السيف...أو قوة عسكرية ...لكن في بلادنا ...ولله الحمد!!!أنظمتنا لا تبني سوى العار، والدمار، والنهب ، والسلب، والخراب....لا أرض مسلوبة تعود ، ولا حرية ....المواطن فيها مجوع...مخوف...مسلوب....مسحوق...مقهور...مبتور اللسان ، واليد ...ممنوع من الرؤيا، والسمع، والنطق...فماذا يمكنه أن يفعل؟؟؟سيأتي اليوم الذي يكفر فيه ...وويل لأمة يكفر فيها الشعب ويجوع ....ويل لها من حسابه...لقد هتف الشعب العراقي طويلا لصدام حسين ( بالروح بالدم...)وتملق نظامه ...لكنه عندما آل للسقوط ...وقف متفرجا ...رغم أن وطنه يستباح !!ظل متفرجا لأنه شامت بالنظام ...يود الخلاص بأي ثمن ...وهو كفيل بالمحتل فيما بعد ...نعم ...وهل من يعتبر؟؟؟؟هل يتخذ مما جرى للأخ العدو...سابقا !!درسا ؟؟ لاأعتقد ...الا أنه يرتكب نفس الحماقات ...الواحدة تلو الأخرى ....الشعب السوري لن يقف الى جانب من يقمعه ، ويقتل فيه الروح والنفس، ويسرق قوته ...لكنه أيضا لن يقف مع المستعمر، والمحتل....فهل يتعظ من فيه عقل بعد ؟؟؟
كـــل المحبــة ، وكــل الاكبــار ...لمنــاضلـــين قضــوا ..على دروب الحريــة ولآخريـــن ..مازالوا يحملونــها معهم الى أقبيــةالظلام ...سيخرجون للنـــور يومــا وسيعـــم النــور ليبهـــر من لايـــرى ومـن لايفقـــه....



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتسكـع في شـوارع الأمـــل
- تحيــة واهـــداء للمناضل محمــود جلبـوط
- (تجربــة امـرأة ( ذكريـاتـي
- *الـى حـدود أذرعــات
- لماذا نلحظ ترجعا لتعاطف وتضامن المواطن الأوربي مع القضية الف ...
- المحــامـي والخيــط ... قصة قصيرة من الواقع الحي المعاش في س ...
- تجـربة امـرأة_ الجولة الثانية مع أباطرة حوران _
- رأيـتــهمـا معــا - قصة قصيرة تتعلق بأوضاع المرأة العربية
- تجربــة امــرأة _ الجولة الأولى
- ونعــود دائمــا لــوحــدنــا
- قصة قصيرة :في المحطة
- يضربها نهارا ويدعوها لسريره ليلا!! من فلفل الحياة في سوريا!
- أيهـــا الـــرب
- في حقوق المرأة ــ المرأة في سورية ..نصف مواطن ..نصف انسان .. ...
- في حقوق المرأة ــ مواطنة كاملة الحقوق في فرنسا ، وقاصر في سو ...
- هل بـعـد من حيــاة ؟
- زيــارة أمـــي
- موضوع الملف - الصحافة الألكترونية ودورها، الحوار المتمدن نمو ...
- من باب الشـام لحدود الأقصى
- ماذا أقول لجـدتـي؟


المزيد.....




- بايدن عن طلب الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة ...
- بينهم اللبنانية الأصل أمل كلوني.. خبراء دوليون يدعمون إصدار ...
- أحلام مدفونة في حقول الزيتون.. مأساة المهاجرين غير النظاميين ...
- مخيم البريج.. لاجئون يخنقهم الاحتلال
- بينهم اللبنانية الأصل أمل كلوني.. خبراء دوليون يدعمون إصدار ...
- أنطونوف: واشنطن تنفي شرعية المحكمة الجنائية الدولية لكن تستخ ...
- الأمم المتحدة: سنواصل الاعتراف بزيلينسكي بعد 20 مايو رغم انت ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- المحكمة الجنائية الدولية
- قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة وتشن حملة اعتقالات
- بعضهم أدينوا وآخرون فارون.. أبرز قضايا المحكمة الجنائية الدو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - تحيـة اكبار واجلال لذكرى المعتقلين والشهداء من أبناء الوطن السوري ( ضحايا القمع ، وانعدام الحريات)