أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - مجهول يشتم حكومة البعث في مقر للشيوعيين في الموصل!..














المزيد.....

مجهول يشتم حكومة البعث في مقر للشيوعيين في الموصل!..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 00:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الزمان منتصف السبعينات.. المكان مقر للحزب الشيوعي العراقي في الموصل. في أجواء متشابكة وسريعة ترافقت مع انفراط تحالفات واتفاقات بين سلطة البعث والثورة الكردية من جهة وتشكيل تحالفات جديدة شارك فيها الشيوعيين الذين افتتحوا مقراً علنياً لهم في سوق الشعارين لبعض الوقت قبل أن ينتقلوا إلى مقرهم الأوسع والفسيح في شارع الغزلاني جنوب حي الدواسة الشهير ..
ساهمت موازين القوى في هذه التحالفات في تغيير شكل ووجهة الصراع الاجتماعي في المحافظة وأطرافها.. إلا أنها لم تلغ ِ طبيعة وجوهر الصراع المحتدم والمتأزم، وبقيت ثمة ملامح لا يمكن بأية حال إخفائها أو تغطيتها مهما تغير شكل العلاقات، التي كان من أولى مظاهرها الدفاع عن سياسة التحالف ونهج الجبهة، الذي يفترض ويتطلب عدم التعرض لسياسات السلطة وحزب البعث ونبش تاريخه الدموي بأية صورة تساهم في تعكير العلاقة بين الطرفين المتحالفين.
هكذا الأمر أيضاً بالنسبة لما يجري في الواقع.. فقد بدأت سلسلة إعدامات في سجن الموصل كانت تطال الكرد الذين سلموا أنفسهم في أعقاب انهيار الحركة الكردية اثر اتفاقية الجزائر.
حصلنا على معلومات تفصيلية دقيقة، وشاهدنا جثث المعدومين تنقل الي ابريل ودهوك، في أرتال من السيارات تتطاير منها لفائف القطن الحمراء الدامية وهكذا كان الحال مع الشيوعيين الذين بدأ الضغط عليهم لتجميد المنظمات الديمقراطية..
الموقف الانتهازي للحزب، يتطلب غض النظر عن هذه الوقائع في سبيل إنجاح الهدف من التحالف، لذلك أصبحت مقرات الحزب الشيوعي تشهد بداية صراعات حادة في الاجتماعات واللقاءات حول الموقف من التحالف وممارسات وتجاوزات حزب البعث وسلطته الدموية..
كنا في تلك الأيام نعاني من حالة احتدام في الموقف والضغط علينا كطلبة لحل التنظيم الطلابي الذي ينشط باسم اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية وتطلب الأمر عقد لقاءات خاصة لمناقشة التطورات الجديدة بعد أن أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي موافقتها على حل التنظيمات الديمقراطية وفي مقدمتها اتحاد الطلبة العام..
اتفقنا على عقد لقاء سيكون الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية للاتحاد في مقر الموصل.. موعد اللقاء الثانية بعد الظهر..وصل عدد من الزملاء من أعضاء المكتب التنفيذي تباعاً.. جلسنا نقرأ الوجوه الحزينة لبعضنا بألم يكشفُ الكثير من المخاوف عن مستقبل العلاقة مع البعث وعدم ثقتنا بنهج وممارسات السلطة التي بدأت تحرك الدعاوي ضد عدد من كوادر الحزب في المحافظة التي طالت أكثر من نصف أعضاء اللجنة المحلية التي كتب عنها الراحل توما توماس في أوراقه الكثير من تفاصيلها ...
وفي غمرة انتظارنا استكمال العدد.. دخل منفعلاً الزميل جبار موسى* مستفسراً بغضب...
ـ ما هذا ؟.. ماذا يحصل في المقر؟.. هناك شخص جالس في الاستعلامات يسب ويشتم حزب البعث والسلطة... وعبر عن عدم فهمه وإدراكه لما يحصل في صالة الاستعلامات عبر تساؤل فيه الكثير من الاستنكاف هل يجوز أن يشتم شخص ما البعثيين والحكومة في مقر للشيوعيين؟!!...
مما حدا بالزميل رفعت سيف** أن يتوجه إلى الاستعلامات ليتفقد الوضع ويحدد الموقف ومعرفة من هو الشخص الذي يشتم السلطة وحزبها في المقر!!.. لكنه عاد يهز أكتافه معلناً عدم معرفته بالشخص.. مؤكداً: انه مازال يشتم وينتقد البعثيين وسياساتهم بحده!! ..
مما دفع بالزميل علاء احمد الربيعي*** ليقول:
ـ صباح أذهب .. شوف من هو الشخص المعني؟.. أنت تعرف الجميع..
عدت من الاستعلامات مبتسماً وضاحكاً.. قلتُ ساخراً:
ـ هذا مسموح له السب والشتم.. لن يغير موقفه من السلطة والبعثيين حتى لو أبدلوا جلدهم وشكلهم ألف مرة .. وقبل أن يستفسروا مني عن هويته..
قلت لهم:
ـ هذا والدي..
وو.. طبعاً ضحكَ الجميع... شتان ما بين ضحك وآخر..

صباح كنجي
بداية أكتوبر2011
ـــــــــــــــــــــــ
*
جبار موسى .. طالب هندسة من الناصرية.. عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في الموصل.. جرت تصفيته فيما بعد في الحرب العراقية الإيرانية..
**
رفعت سيف طالب كلية هندسة أيضا.. عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في الموصل.. من بغداد له صلة قرابة بمالك سيف.. لا اعرف شيء عن مصيره..
***
علاء احمد الربيعي.. اعتقد هو علاء احمد طه من الشطرة .. خريج فيزياء.. كان سكرتير المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة العام في الموصل.. التحق بالأنصار وغادر إلى فرنسا..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوالة أبو عبود..
- الرحيل المؤلم لعاشق الحرية..
- حوار مع المعقبينَ على الرسالةِ المفتوحةِ..
- شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفل ...
- لقاء مع الكاتب والنصير صباح كنجي
- رسالة مفتوحة إلى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي..
- مِنْ حَكايَا الأنفال..
- خلف جنيب ذلك البدوي والنصير الشيوعي الأصيل..
- أبو ظفر.. الطبيب الماهر والإنسان النادر
- حياة شرارة .. شعلة الكفاح وجريمة السفاح..!
- اختفاء نبيل فياض....
- سوريا الشعب وسوريا الدكتاتورية..!!
- جيش البعث السوري وجيش الاحتلال الإسرائيلي..
- أفياء وليل حمودي الطويل..
- -المنسيون-.. بقايَا ذكرى وبقايَا جُرح..
- إلى صديق غاب من بيننا ولم يرحل..إلى أبو جنان في ذكراهُ الأول ...
- كتاب عن الفرمانات الإسلامية ضد الأيزيديين ..!
- جذور الاستبداد الشرقي والكفاح من أجل الحرية والانعتاق
- مَلامِحُ عصر جديد..
- برقيات زمن التغيير العاصف..1


المزيد.....




- رئيس الصين يفرش السجاد الأحمر باستقبال بوتين في عرض قوي لوحد ...
- سفينة عملاقة تصطدم بجسر في تكساس.. شاهد ما حدث
- أوكرانيا.. إعفاءات من التعبئة للعاملين في شركات يملكها أمريك ...
- لجنة التحقيق الروسية تفتح قضايا جنائية ضد 658 مرتزقا يقاتلون ...
- نهر من السولار ينفجر في مصر.. ومواطنون يهرعون لجمعه
- أعمال شغب عقب مظاهرة بمناسبة ذكرى -النكبة- في برلين
- روسيا.. ابتكار أول دواء في العالم لعلاج الاعتلال العضلي
- الأمن الروسي يحبط هجوما إرهابيا استهدف السكة الحديدية في الق ...
- لحظة بلحظة.. القمة العربية في البحرين 2024
- ستولتنبرغ: محاولة اغتيال فيتسو انتهاك لجميع قيم الديمقراطية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح كنجي - مجهول يشتم حكومة البعث في مقر للشيوعيين في الموصل!..