أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية














المزيد.....

الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 23:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بات الشباب السوري الثائر لا يولي ما يسمى أقطاب المعارضة التقليدية في سورية اهتماما يذكر، فقد بان و انكشف عقم و خشبية فكرهم الذي لا تختلف أيديولوجيته عن أيديولوجية النظام القائم سوى بالأسماء و كلمات الشعارات الفارغة. فقد ثبت أن أقطاب هذه المعارضة المحتضرة ليسوا سوى صائدي جوائز أو قمّامون يستغلون الظروف الأمنية التي تمنع رموز الثورة في الداخل من حرية التحرك، فيبرزون عضلاتهم على هذه القناة الفضائية أو تلك متبعين نفس طريقة النظام العفنة في إظهار ربوبيته للسياسة والوطنية بأسلوب فلسفي همّه الوحيد أن تُحْمَل صور أصحابه في الشوارع مثلما تُحمل صور بشار الأسد و صور أبيه من قبله.
و هؤلاء المعارضون الذين أقل ما يقال عنهم الآن أنهم "شبيحة المثقفين أو شبيحة المعارضة" لا يوفرون جهداً للتأكيد بكل الوسائل التي تخطر على بالهم بأنهم "وحدهم" من يمثل الشعب السوري الثائر، و أنهم هم وليس غيرهم سيكوّنون مشروع قيادة سورية بعد الأسد، و لا يفوتهم التأكيد على أنهم يتحدثون بتفويض من العديد من التنسيقيات و الهيئات التي في الحقيقة لا يجرؤون على ذكر اسم واحدة منها، والمثير للسخرية أنهم عندما يذكرون الشباب على الأرض والذين يشكلون الثقل الحقيقي، يذكرونهم بقرف و باستعلاء كونهم يشكلون الرعاع والمشكوك في أهليتهم لقيادة البلاد والعباد.
ولقد أحجم الشباب الثائر عن توجيه الانتقاد لهم بشكل صريح وذلك حفاظاً على وحدة الصف و محاولة لكسب من يعتقدونه مثقفاً ايجابياً إلا أن الواقع المر أثبت أنهم مصابون بسرطان العبودية للنظام دون أن يشعروا. وهؤلاء الشبيحة المودرن لا يختلفون كثيراً عن المعارضة العراقية التي حملت الدبابات الأمريكية على ظهرها إلى العراق مدعية أنها تمثل الشعب فثبت أنها لا تمثل أحداً و ثبت أن وزنها كوزن شبيحة سورية العجائز – صفر غرام وزن سياسي.
لقد عجزت هذه المسماة "بالمعارضة التقليدية" عن إتمام أي انجاز ذو ثقل سياسي على أرض الواقع السوري مهما كان تافهاً لأن "ختايرتها أو عجائزها" فاقدي المصداقية داخلياً و خارجياً هم أضعف من أن يحركوا أحداً في شوارع سورية غير المنحبكجية الذين يضربونهم فوق الطاولة ويقبلون أرجلهم تحتها.
لقد عَلِم الساسة الغربيون هذه الحقائق و علمت أمريكا بأن "المؤمن الأمريكي" لا يلدغ من جحر مرتين، فقد استحضرت التجربة العراقية مع ما كان يسمى "معارضة" في ذاكرتها و صارت تتحرك بنوع من الحذر و الانتظار علّ صاحبَ شأنٍ ثوري يمثِّل الشارع تمثيلاً حقيقياً يتقدم لعرض مستقبل سورية الذي لن يرسمه أحد غير دماء شهداء الحرية الأبرار فيكون مبررا لأي تحرك دولي مستقبلي.
في هذه الأثناء يسابق ثوار سورية الزمن لإنشاء هيئات و مجالس تنظم العمل الثوري لتركيز الجهود باتجاه إسقاط النظام السوري الأسدي من ألفه إلى يائه سواء تعارض ذلك مع سخافات المعارضة التقليدية بمقولات إسقاط النظام الاستبدادي أو القمعي أو الاستضراطي أو لم يتعارض.
فقد وصل الشباب الثائر إلى مرحلة نفْض اليدين و غسلهما سبع مرات إحداهما بالتراب من أقطاب المعارضة التقليدية الذين تناسوا أنهم - بعدم تبني إرادة الشارع- إنما يلقون حبل النجاة للطغمة المجرمة التي يمثلها المستبد الأول و القامع الأول و المستضرط الأول ابن القاتل الأول المدعو بشار حافظ الأسد، وهذا ما لا يقبله حمزة الخطيب و لا ابراهيم قاشوش ولا زينب الحسني و لا حتى الحمير الشهيدة التي أظهرت بجلاء مدى بطش بشار الأسد و شبيحته على الحمير و الحجر و البشر مما علمه أبويه القاتلين الحاج رفعت و الدراكولا حافظ الأسد.
إن إنشاء أصحاب دم الشهداء مجالس ثورة المحافظات لهو الخطوة التي تلغي أية شرعية مدَّعاة لأية شخصية تقليدية تدعي تمثيل الشارع دون رضا هذه المجالس، فشباب الشارع صاروا يعرفون بعضهم البعض بالرغم من لطخات الدم على وجوههم من اثر الإجرام الأسدي، وهم فقط من ينتدب من يمثله، ومن يتحدث باسمه، ليقارع النظام الغاصب و لكي يقدم سورية الجديدة للعالم الشاخص إليها أمام تحولات ستدك عصوراً سقيمة لم يتخللها إلا عصرا ذهبيا للتخلف العربي على كافة الأصعدة، وتؤسس إلى قرون من انقلاب موازين القوى.
وبما أن الإعلام العالمي يعكس ما يُقدم إليه، يتوجب على المجالس الثورية في المحافظات السورية أن تنشط في سبيل توضيح فكرة أن الشباب هو من يمثل السواد الأعظم من الشعب وهو ليس بحاجة إلى وكلاء مجهولين قبل الخامس عشر من آذار لكي يمثلونهم في المحافل الدولية و كأنهم هم فقط من يفهم في كل شيء، وهم فقط من يمكن أن يُتحدث إليه.
كل من يرضى عنه النظام، هو من النظام. هذه قاعدة بات الشارع السوري يدركها كما يدرك وجود الشمس في كبد السماء. فالقاعدة التي يؤمن بها الشعب السوري تقول: "إن لم تكن مع النظام، قتلك" و إلا بماذا تفسرون وجودكم يا حسن عبد العظيم، و فايز سارة، و ميشيل كيلو، وغليون، ومناع، والذي قبض، و الذي باع على قيد الحياة؟!! كيف يستوي أن النظام لم يقتلكم و أنتم لستم معه؟ احترموا عقول الحمير القتيلة على الأقل !!! الحقيقة هي أن النظام لم يقتلكم لأنكم فعلاً تنادون بإسقاط النظام الاستبدادي واستبداله بنظام استحماري للشعب.
لقد بات قريبا جداً ذلك اليوم الذي يضمد فيه الشعب السوري جرحه النازف تهاجمه الجراثيم الأسدية و الحشرات طمعاً في مص دم الشهداء و الأطفال الأبرياء، غير أن التصميم الأسطوري لهذا الشعب العنيد الذي يرفض أن يموت أفشل كل المحاولات لوأده حياً فسقطت وستسقط كل المؤامرات و كل الابتزازات التي تأتيه من كل فج قريب و من كل فج عميق.
وكلمة أهمس بها إلى كل القلقين على مسار الثورة و على نضوج الثوار الشباب، فبالرغم من وصفهم بالشباب إلا أنهم شبابٌ رجال ينبضون بالحرية و بالحس الحضاري و الديمقراطي وستكشف الأيام على أنهم وحدهم من سيبنون سورية الجديدة إن تدخل العالم أو بقى صامتاً.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا
- حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية
- العرعرة و النقررة في الميزان
- أمريكا والبحث عن النفوذ بين شهداء سورية
- أموات سورية لا يموتون
- جماعة الحلول الثورية والحيوية ... و لكن!
- تسريع إسقاط النظام السوري
- النظام السوري و الحذاء الضيق
- الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية
- الأسد و قمع الجراثيم
- مملكة الكذب و أوهام الخلود
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟
- نكسة العرب حزيران 1968
- القبور العربية
- المزربَّة القطرية
- مراجعة حيوية


المزيد.....




- عاشت مع قرود الشمبانزي قبل 60 عامًا.. العالمة جين غودال تُله ...
- إصابة أسماء الأسد باللوكيميا.. والرئاسة السورية: العلاج يتطل ...
- ما هو مرض الابيضاض النقوي الحاد الذي أصيبت به أسماء الأسد؟ و ...
- مصر.. مأساة مروعة في مياه نهر النيل
- هنغاريا تخاطب الدول الغربية: ألا تدركون أنكم فشلتم 13 مرة ! ...
- فون دير لاين تنفي وجود حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي والصي ...
- تأثير مكيفات الهواء على الصحة
- -منتدى الأردن للإعلام الرقمي-.. مسار جديد لمساعدة الصحافيين ...
- الحكومة المصرية ترد على أنباء عن بيع مستشفيات البلاد ووقف ال ...
- سوني تقدم روبوت جراحة مجهرية يعمل على نواة الذرة (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية