أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - على إسرائيل أيضاً أن تتغير !














المزيد.....

على إسرائيل أيضاً أن تتغير !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 11:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


ردة فعل نتنياهو وليبرمان على اتفاق المصالحة الفلسطيني يفتقر إلى المسؤولية وإلى قراءة واعية لمجمل التغيرات العاصفة في العالم العربي، فهم قد أوضحوا بكل سطحية أمام وسائل الإعلام أنهم مع تكريس حالة الانقسام والتشظي لدى الشعب الفلسطيني مع كل ما تسببه حالة الانقسام من معاناة ومكابدة لكل فلسطيني يعيش حصار غزة وحواجز الضفة. كلاهما لا تعنيه معاناة الفلسطينيين لا من قريب ولا من بعيد بل إن إسرائيل هي السبب المباشر وتكاد تكون الوحيد في معاناة الشعب الفلسطيني بأسره وفي كافة أماكن تواجده.
ولكي نفهم ماهية ردة الفعل بلهجة التهديد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، يجب أن نفهم طبيعة إسرائيل غير العلمانية بل والعنصرية، على عكس ما يفهم كثيرون من المفتونين بالديمقراطية الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن ما أعطى الطابع العلماني للدولة العبرية هم علمانيو حزب العمل الذين حكموا الدولة خلال الخمسينيات والستينيات ونجحوا في مخاطبة الغرب بلغته التي يفهمها، لكن إسرائيل في حقيقتها دولة تقوم على أساس ديني، فهي أولاً وقبل كل شيء دولة لليهود، وما تزال الشريعة اليهودية نافذة في جميع مرافق الدولة.
حزب يجودات إسرائيل رفض قيام دولة علمانية لليهود ما قبل عام 1948، ثم جرت مفاوضات بين بن غوريون وهذا الحزب ثم تم الاتفاق فيه على أن الدولة سوف تحترم طقوس يوم السبت وأن طهاة الجيش سوف يخضعون للحاخمية ناهيكم عن العطل الرسمية في جميع الأعياد التي أقرتها التوارة.
يمكن القول أن الطابع العلماني للدولة كان طارئاً على إسرائيل وأن طابعها الديني آخذ في التبلور منذ ظهور شاس وديجل هاتوارة وكاخ والترنسفير للعرب وما شاكل ذلك من أحزاب دينية تسمح لها الدولة بالعمل الرسمي وبامتلاك مؤسسات ومدارس لتعليم التوارة وصحف وكل ما من شأنه أن يكرس إسرائيل كدولة للمتدينين اليهود، وتنتشر الدعوة والتبشير بإقامة إسرائيل من البحر المتوسط إلى نهر الأردن حيث أرض الآباء والأجداد بحسب اعتقادهم وأن على العرب أن يبحثوا لهم عن دولة عربية من أصل 22 دولة لكي يعيشون بها أما اليهود المساكين ضحايا المحارق النازية فليس لديهم سوى هذه الدولة.
فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية محكومة بليبرمان وشاس - وإلا فلن يصبح هناك حكومة - تعتقد بأن الضفة الغربية هي أراض توراتية يجب استعادتها من المحتلين العرب، فعن أي سلام يتحدث العالم، وكيف تمكن اليهود من خداع الكرة الأرضية بعلمانية وديمقراطية بينما الواقع دولة دينية عنصرية كل ما لديهم هو طرد الفلسطينيين عبر التضييق عليهم وجعل حياتهم في بلادهم جحيماً لا يطاق لكي تجبرهم على الهجرة والرحيل ؟ لهذا السبب يتحدث نتنياهو عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة لأنه واثق بأن الواقع على الأرض سوف يتغير مع استمرار سياسة التهويد والاستيطان ونهب الأراضي وإقامة الطرق الالتفافية على حساب حياة الفلسطينيين.
ثمة مقعدين في الكنيست لحركة السلام فقط لا غير، ومن المتوقع أن تفرز الانتخابات الإسرائيلية القادمة حكومة أكثر تطرفاً لكي تظهر طبيعة إسرائيل الدينية على حقيقتها أمام العالم.
لا يمكن أن تستمر إسرائيل في إخفاء طبيعتها العنصرية عن العالم الآخذ في التغير، فمن كان يصدق بأن حسني مبارك سيكون في السجن وبأن ملايين من اليمنيين يعتصمون يومياً وبشكل سلمي في ساحات التغيير لكي تطالب بالحرية والديمقراطية وبأن الشعب السوري يثور على حكومة الثورة ؟ ما يجري من انتفاضات وهبات شعبية في العالم العربي يؤكد بأن الدول الديكتاتورية التي أنهكت الجسد العربي لن تظل قائمة إلى ما لا نهاية.
في سبتمبر القادم ستكون إسرائيل في مواجهة مع العالم أجمع في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وإلا فإن عليها منذ الآن أن تتغير لكي تنسجم مع رغبة الإرادة الدولية التي لن تظل صامتة إلى الأبد على سياسة الاستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية، وقبل ذلك فإن على إسرائيل أن تتغير لكي تصبح دولة علمانية لكل مواطنيها وليس لليهود فقط وإلا فلا يمكن الحديث عن السلام والمساواة في ظل دولة دينية عنصرية لن يكون بإمكان العالم الحر تقبلها أو التعايش معها.



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بعيون يابانية: متدينون جداً .. فاسدون جداً !!
- إسرائيل ليست علمانية ولا ديمقراطية !
- تاريخ الإسلام لم يعرف التداول السلمي للسلطة
- عارٌ في غزة !!
- ملاحظات انتقادية لحكومة حماس
- نفس التفاهة الإسرائيلية
- أسلمة القضية الفلسطينية ويهودية الدولة العبرية
- مدينة الرماد - قصة قصيرة
- الدولة الواحدة بين لا جدوى المقاومة ومشروع العزل العنصري
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- هل نذهب لمؤتمر الخريف أو لا نذهب ؟!
- حل السلطة .. السلاح الأقوى بيد الفلسطينيين ؟!
- تاريخنا بين الفساد والعدم !
- في القضاء والقدر - من يتحمل مسئولية الموت ؟؟!
- وردة حمدان
- عن الظلام والحصار في غزة - رداً على مقال الزميل علي جرادات
- حماس بين مأزق المقاومة وأزمة التحول الديمقراطي !
- ديمقراطية آخر مويل !!
- إسرائيل دولة عنصرية لا تقبل السلام أو التعايش !! وثيقة هامة
- جدتي وأرسطو


المزيد.....




- ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN ...
- بلينكن: على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد التطبيع.. وهذا شرط ...
- كاميرون: لندن لا تستبعد إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة بخصوص ال ...
- مقتل 16 سيدة وفتاة على الأقل بعد سقوط حافلة كانت تقلهم للعمل ...
- أول عرض أزياء لملابس البحر في السعودية يثير جدلا
- واقعة سرقة عملات أجنبية في مطار القاهرة تثير جدلا والداخلية ...
- إبراهيم رئيسي.. تعزية إيران بوفاة رئيسها ورفاقه تقسم المواقف ...
- محمد صلاح يلمح إلى البقاء في ليفربول بعد تعيين المدير الفني ...
- الاتحاد الأوروبي يعتمد قانونا رائدا للذكاء الاصطناعي
- إيران بعد مصرع رئيسي.. هل من تغييرات جوهرية في الأفق؟


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - على إسرائيل أيضاً أن تتغير !