أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منصور - شجرة الحياة














المزيد.....

شجرة الحياة


عباس منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 23:39
المحور: الادب والفن
    




الحياة التي أكلت الناس

لم تزل تطلب المزيد منهم

والناس جاهزون على الدوام

للمجيء .. للغناء .. للعناق والعراك

لخلفه الأولاد

جاهزون للمزيد .

* * *


ما الذي يفعله الناس في هذي الحياة !؟

يأتون .. يكذبون

يكسبون جرائر سعيهم

من همٍ ٍ ومن مسرّة

ثم يمضون

لا يعلم الكثير منهم إلى أين تدفعه خطاه

وتنقضي الحياة

ويأتي المزيد من ضد ٍ

ومن أشباه

فما الذي يفعله الناس في هذي الحياة

إن لم يصيروا فريضة ً كالزهر

والفراش والطين والمياه !؟

ما جدوى الحياة

إن لم يذو الناس في ألق

ينسربون للتراب الذي يستحيل

طينا !!

تصعد من حمأته اليرقات والضوء

والأولاد نشيدا للحياة .

* * *


ماذا بعد الناس

بعد الجسد والكلام

بعد الموت والميلاد

بعد البيوت والصلوات ورجمة الشيطان

بالطوب أو بالكلام !؟

ماذا بعد الفصول

بعد الصيف وموسم الأمطار

بعد يبوسة الأطراف في الخريف

بعد انتظار العانس لانهمار الرجولة

وخشونة الأغصن وخرخشة الأوراق الزاوية

ماذا بعد الحياة

لاشيء .. سوى الحياة !!


* * *

كل شيء ينفد

المال والأولاد .. العمر والخطوات

وحتى الطفولة والكهولة

وثورة النهود والأرداف

في فسقة الصبا

كل شيء .. كل شيء .. ينفد

فلماذا تبقى صرخة الجوع وعضة الظلم

إرثا للقبح وللكراهة

كأنما

كتبنا عليهم عذابا إن حياة أو مماتا

في غبار الشراهة .


* * *

أخرجت لها كفي من النافذة

فبصُرت به رشفة أو رشفتين

ثم قالت :

آه .. ما أحلاه !

إنها الأولى التي ورديا أراه

فقلت لها :

اكتمي السر يا امرأة

فمن باح استبيح

فاحفظي دمك – إن شئت –

في شعاب القبائل

واغنمي بقية السنوات

يابنة الناس

في هذي الحياة .

* * *


ماذا يريد الناس من الناس

ما الذي أصلا لدى الناس

ليمنحوه للناس !؟

الحب .. الأنس .. الألفة السكينة

لاشيء من ذا لديهم

الناس لديهم أبناء ومزارع

حيوات صاخبة بالجنس وبالمال

لديهم وجع وصراخ ومظالم

جهل وغرور بالعمر وبالموت

بالفرح وبالأحزان

لديهم نهم صارخ

لا تكفيه حياة واحدة

يتمنى لو يغرف من حيوات الناس جميعا

حتى يبقى أبديا

وان ظل وحيدا في هذي الدنيا

لا يعرف بيتا يؤويه

أو أين سيخبط مسعاه .


* * *

أعطيتها طرفا من قميصي

قربته من وجهها .. تشممته

فانهلّ دمعها

قبّلت دمعها في ثنايا القميص قائلة :

آه .. ما أحلاه !

إنها الأولى التي ورديا أراه

هذا الدم الوردي لمن؟

دمك أم دم القميص

على خشبة المنبر .


فقلت لها :

إن رأيت ِ

راق الدم في الوريد وفي القميص

فاعرفي واحفظي

فما بك طاقة للنبذ والعراء.


* * *


علامن "تدور الدوائر "

- إن دارت أصلا -

على خطوة والغةٍ في الدم

واللحم العشيْ

أم تراها تدور

على قلب خشيْ !؟

وما الدوائر تلك – أيها الحادي –

أقرصة الجوع هيْ

أم غدرة البدو في الصحراء

وحسرة الفيْ !

ما الدوائر أيها الحادي

"تكونشي" ندهة ُ الموت

أم رجفة الخوف

في حضرة الميزان صباحا مسا !؟

وعلامن تدور

وهذي قوافل البدو تجوس

في الأرياف

تمصّ دم العيال وتسبي النسا

تارة بسيف السما

ومرة بخمر الجنان – لعل وعسى –


* * *

مددت لها بعضا من رغيفي

قربته من فمها

تذوقته

ثم قضمت قضمتين

وقالت :

آه .. ما أحلاه !

لكنها الأولى التي ورديا أراه .



عباس منصور



#عباس_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في -مثلث العشق- لشريف صالح
- أيّكم يغرس رمحاً في دارٍ فهي له !!
- ما كل هذه الدماء أيها العرب المسلمون ! ؟
- إنعام .. وكلب العائلة
- مفهوم -الله- في خطابات الدعاة الجدد
- عقائد البدو الاسرائيليين
- الكفيل
- سيرة الحمار المصري
- العزازيل
- نهج البداوة


المزيد.....




- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...
- كراسنويارسك الروسية تستضيف مهرجان -البطل- الدولي لأفلام الأط ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منصور - شجرة الحياة