أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - أعظم نساء ورجال القرن؟















المزيد.....

أعظم نساء ورجال القرن؟


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 09:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فى الأيام الأخيرة وخلال عيد الأضحى نوفمبر ٢٠١٠، كنت فى جامعة لندن «جولد سميث»، أقوم بتدريس علم «الإبداع والتمرد»، الطلاب والطالبات من مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية، يجمعهم شىء واحد، الرغبة فى الإبداع والحنين إلى التمرد، اختاروا المجىء إلى هذا الفصل (الكورس)، الاختيار الحر هو المبدأ الأساسى للمعرفة والإبداع، فى الفندق لم أتناول الفطور الإنجليزى المشبع بزيوت قلى البيض والبيكون والسوسيس والفاصوليا والبطاطس المقلية والسمك، يعشق الإنجليز فطورهم الدسم، يتفاخرون به بين الأمم، لندن كلها تتحدث عن حفل الزفاف الملكى القادم فى صيف ٢٠١١، صور الأمير «وليم» وخطيبته «كيت» تتصدر الصحف والإعلام المرئى والمسموع، الشعب الإنجليزى أدمن النظام الملكى، يستعيد ذكرى الأميرة ديانا (والدة الأمير العريس)،

والملكات من فيكتوريا إلى إليزابيث الأولى والثانية، يكاد يكون شعارهم «الله- الملكة- الوطن»، الأقلية المتمردة ترفض الحكم الملكى الذى ينفق مليارات الإسترلينى على حفل زفاف ملكى، فى بلد يعانى الأزمة الاقتصادية، وتزايد الفقر والبطالة، والتخفيض المستمر فى ميزانية التعليم الجامعى، خاصة فى العلوم الإنسانية، فقط الأقلية ترفض وتتمرد، لكن أغلبية الشعب فى واد آخر، غارقون فى همومهم اليومية، ومشاكلهم العائلية والاقتصادية، يلعب الإعلام والتعليم دورا أساسيا فى تغييب عقول الشعب الإنجليزى، لا يختلف الإعلام الإنجليزى عن الإعلام الأمريكى عن الأعلام فى بلادنا، الإثارة وتهييج المشاعر مع تخدير العقل، تنتقل العدوى إلى كل البلاد مع فيروس البورصة والسوق والديمقراطية والانتخابات، التجارة بالجنس والدين والسياسة فى الصحافة والإعلام ووسائل البث واللت والنت، تتكوم أمامى الصحف على مائدة الفطور، تشبه الصحف فى بلادنا، مانشتات كبيرة، بالأحمر والأسود والأزرق والأخضر والأصفر، يلوث الحبر أصابعى، فضائح جنسية وسياسية، شذوذ واغتصاب ورشاوى فى البرلمان والحكومة والكنيسة، مباريات ملتهبة مجنونة فى كرة القدم ولعبة الانتخابات، فضائح عشق سرى وزواج علنى وطلاق، خفايا نجوم الفن والرقص والسياسة والرياضة، التسلية والتلهية عن أخطر الأمور.

كانت أسماء وصور منشورة عن أعظم نساء ورجال القرن، أغلبهم أمريكيون، لم أعثر على اسم رجل أو امرأة من أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية أو البلاد العربية، اسم جولدامائير (رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقا) فى مقدمة العظماء (كم ذبحت من الفلسطينيين فى عهدها؟)، وأوبرا وينفرى التى تقدم «توك شو» فى التليفزيون الأمريكى، توزع سيارات وآلاف الدولارات على من يحضرون برنامجها، ضمت القائمة العظيمة أسماء طباخات، وعارضات استعراض، ومصممات أزياء، ومطربات، ومديرات شركات تنتج أدوات زينة وإغراء، أو سيراميك ومراحيض، وكوندوليزا رايس، الذراع اليمنى لجورج بوش (قتل فى العراق فقط ربع مليون امرأة وطفل وشاب) وأنجيلا ميركل، زعيمة اليمين والبورصة فى ألمانيا، وهيلارى كلينتون ضمن القائمة وإن تأخرت فى الترتيب عن الطباخة وعارضة الأزياء، الرجال العظماء منهم بيل جيتس، وبيل كلينتون، وجورج بوش، ورونالد ريجان، فى إنجلترا مثل ألمانيا وأمريكا (وأغلب بلاد العالم) تغلبت قوى اليمين المحافظة على قوى اليسار غير المحافظة، لم يعد هناك فرق كبير بين حزبى العمال والمحافظين، أو بين تاتشر وبلير وكاميرون،

الشباب فى الجامعة فقدوا حلمهم فى تغيير نظامهم، أصبحت أحلامهم فردية: النجاح فى الامتحان، الحصول على عمل وزوجة أو زوج وشقة أو غرفة للمعيشة أو دراجة، تضاعفت نسبة البطالة والفقر كما يحدث فى أغلب بلاد العالم منها أمريكا، مع تصاعد قوة الشركات الرأسمالية ورجال أعمال وولت ستريت، تسببوا فى الأزمة الاقتصادية وخرجوا كالشعرة من العجين، وتمت مكافأتهم فى النهاية، دفع ثمن الأزمة الفقراء والكادحون فى كل بلد، انهزمت الحركات الشعبية، التى ازدهرت فى منتصف القرن الماضى، الحركة النسائية، حركة الشباب، حركة العمال والفلاحين، الأحزاب السياسية حلت مكانها منظمات المجتمع المدنى، والجمعيات الخيرية، وحقوق الإنسان، وحقوق الحيوان (لست ضد حقوق الحيوان بشرط إعطاء النساء الحقوق نفسها).

لا يزال الفكر الأمريكى الطبقى الأبوى يسود العالم بما فيه أوروبا (وبلادنا بالطبع)، تتردد أسماء المفكرين العظماء الأمريكيين فى صحف إنجلترا، من أمثال برنارد لويس وصامويل هانتنجتن وفرانسيس فوكاياما، يروج الإعلام لكتبهم الصادرة قديما وحديثا، تتشابه أفكارهم المؤيدة للحروب الاستعمارية الاقتصادية تحت اسم صدام الحضارات والثقافات والهويات والأديان، يروجون الشائعات عنا نحن سكان العالم العربى والإسلامى، أننا من أصحاب العقول المتخلفة بالطبيعة، الثقافة العربية والاسلام بطبيعتهما يعجزان عن التمدين أو الحداثة، فما بال «ما بعد الحداثة»؟ أن الخطر الذى يهدد الحضارة الغربية الرفيعة هو الإرهاب الإسلامى والعربى، يتجاهل هؤلاء الفلاسفة الإرهاب الأمريكى الإسرائيلى، الذى قتل ولايزال يقتل الآلاف فى العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها، يتجاهل هؤلاء الفلاسفة أن هناك الملايين فى العالمين العربى والإسلامى لا علاقة لهم بما يحدث من إرهاب وقتل غرباً وشرقاً، تحت اسم الصليب أو اسم الإسلام أو اسم الديمقراطية، يتجاهل هؤلاء الفلاسفة أن هذه الجماعة الإرهابية (من المسلمين أو العرب) تم تدريبهم على السلاح وتجنيدهم بالقوى الأمريكية الإسرائيلية للحرب فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتى والخطر الشيوعى، وضد منظمة التحرير الفلسطينية تحت اسم المقاومة الإسلامية «حماس» (بعد سقوط الاتحاد السوفيتى وسقوط ياسر عرفات، صوب الابن سلاحه ضد أبيه الذى رباه ودربه على القتل).

لا تتعلم الإمبراطورية الأمريكية الإسرائيلية من دروس الماضى، تسقط الإمبراطوريات فى التاريخ لأنها لا تتعلم، فالقوة الغاشمة الديكتاتورية عصيَّة على التعلم، تحطم نفسها بنفسها، تتعامى عن أكاذيبها وتناقضاتها، تطلق على قبحها أسماء جميلة من نوع: السيطرة الأمريكية الإسرائيلية قوى «الخير» تحارب قوى «الشر»، الرأسمالية الأمريكية الإسرائيلية رفيعة الأخلاق طيبة القلب، تعطف على المساكين فى البلاد المطيعة، تتصدق عليهم بالهبات والمعونات، أصحاب البلايين من بيل جيتس إلى أوبرا وينفرى، ورؤساء أمريكا السابقين، من ريجان إلى كارتر وكلينتون، ينشئون جمعيات خيرية باسمهم، يكسبون من الإعفاء الضريبى أكثر مما يتصدقون به على الفقراء، يحمل كل منهم لقب «الرأسمالى الطيب» العظيم.

«مذكرات جورج بوش» تتصدر الإعلام فى لندن، هل يحظى جورج بوش بجائزة نوبل للسلام مثل مناحم بيجن وأنور السادات وباراك أوباما؟ فى الصحف العربية كانت وجوه النخب المألوفة (العظماء) رجالاً ونساء فى بلادنا، صفقوا طويلا لخطاب باراك أوباما فى القاهرة، توهموا أنه المنقذ المنتظر حتى عاد إليهم الوعى مؤخراً، صفقوا لأنور السادات حتى تم اغتياله فعاد إليهم الوعى، كما عاد إليهم الوعى بعد موت جمال عبد الناصر، لا يعود الوعى إلى العظماء إلا متأخراً جداً.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (٢)
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (١)
- تمجيد المرأة والعقل الأجنبى.. وتحقير أنفسنا وزوجاتنا
- السلطة الأبوية والتجارة بالجنس
- صمتوا حين كان الكلام واجباً
- الضمير الحى فوق الهوية القومية والدينية
- وجوه تتكرر فى كل عهد
- الدكتوراة الفخرية والتعددية والنسبية
- جلسة مع كاتبات فى القاهرة
- الصورة المفبركة بدل الحقيقة المؤلمة
- المرأة الكاتبة
- «سارة بالين» وجوارى القرن الواحد والعشرين
- الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول ...
- التاريخ سينصف تجربتي والطفلة في داخلي تنتصر على الشرطي
- شهرزاد جديدة أكثر تحررًا
- خطورة قوانين الأحوال الشخصية الدينية
- عن النقاب والنفاق والسلطة
- حاربت 60 عاماً ضد الختان وفقدت وظيفتى وسمعتى وعندما صدر القا ...
- أنا أكتب إذن أنا أعيش
- خلايا العقل المظلمة


المزيد.....




- تطبيقات الصحة النسائية قد تعرض خصوصية المستعملات للخطر
- كانت تبيع فتاة بمبلغ 2300 دولار.. القبض على امرأة بتهمة الات ...
- عارضات أزياء بملابس البحر في حدث فريد بالسعودية.. الأبرز في ...
- دراسة: الموظفون تحت إدارة امرأة أكثر سعادة!
- تقرير تقتيل النساء – الظاهرة المسكوت عنها، يكشف العنف الأبوي ...
- أغنى امرأة في أستراليا تطالب بإزالة لوحة من معرض فني.. ما ال ...
- حقيقة منتجات إطالة العضو الذكري
- هل فيه منتجات بتطول العضو الذكري؟ #الحب_ثقافة #اكسبلور
- استقبل أروع قنوات الاطفال .. تردد قناة توم وجيري على نايل سا ...
- دراسة تكشف الجنس الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكري


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - أعظم نساء ورجال القرن؟