أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - الاحصاء السكاني ... الكورد الفيليون ، جدل القومية والمواطنة














المزيد.....

الاحصاء السكاني ... الكورد الفيليون ، جدل القومية والمواطنة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثار اعلان الاحصاء السكاني ومن ثم تأجيله الى شهر ديسمبر العديد من الاسئلة والنقاشات التي نرجو ان تكون هادفة وتصب في مصلحة مستقبل العراق الديمقراطي ، وعدم وضع العصي في أية خطة تهدف من ورائها الحكومة لتاسيس قاعدة بيانات علمية تستند اليها في التخطيط والتنمية وتطبيق البرامج الهادفة الى تطوير الواقع المتخلف الذي ورثناه من حقبة حكم العصابة الصدامية .
من بين المشاكل التي تواجه قضية الاحصاء هي حقل القومية الذي سيذكر في استمارة الاحصاء ، ولا بد ان نشير الى قضية حضارية مستقبلية ، هي ان القومية ستكون في المستقبل القريب مسألة هوية شخصية ولن تكون مؤثرة في قضية المواطنة التي يجب ان تبنى على المساواة بين جميع قوميات الشعب العراقي واطيافه ، وان كان من فضل لذكر القومية في استمارة الاحصاء فسيكون من اجل انصاف القوميات العراقية التي عانت الامرين تحت حكم عصابة النظام الصدامي السابق والتمييز الذي لحقها خلال حقب مختلفة ، منذ تاسيس الدولة العراقية حتى اليوم .
ومادام الشعب الكوردي سيحصل على حق تدوين هويته الكوردية في استمارة الاحصاء ، تبقى التفاصيل الفرعية الاخرى مثل العشيرة والطائفة ذات أهمية ثانوية ، لان ذكر القومية الكوردية يغني عن التفاصيل الاخرى ، فسواء كان الكوردي شبكيا او يزيديا او سورانيا او كرمانجيا او فيليا ، فان ذلك لا يغير من المعادلة القومية شيئا، الا اللهم اذا اراد احد المكونات ان يخرج عن هويته القومية وينتمي الى هوية قومية اخرى ، او ان يطلب ان تكون قوميته نفس هوية دينه ، تماما مثل اليهودية التي تعد الدين قومية ، تلك مسألة اخرى ، ولا نعتقد انها نافعة لاي مجموعة عراقية .
ان تسجيل او ذكر القومية في استمارة الاحصاء قضية مرحلية وليست قضية مستقبلية ، لان القومية في المستقبل لا تمثل ضرورة يجب ان يلتزم بها العراقي في الحصول على حقوقه ، في المستقبل يجب ان نحرص جميعا على ان يتساوى اي مواطن مع غيره سواء اكان عربيا ام تركمانيا ام اشوريا ام كلدانيا ام سريانيا... الخ .
وكذلك مسألة الاصرار على تدوين الدين او المذهب في سجلات الاحصاء ، قد تكون قضية ملتهبة اليوم ولكن بعد سنين قليلة نأمل ان تصبح مسألة احصائية فقط لا علاقة لها بالتوترات التي تنخر جسد الوطن .
مؤخرا حاولت بعض التنظيمات الكوردية الفيلية وبعض الزملاء من الشخصيات المعنية في الشأن الفيلي الادلاء بدلوهم حول تدوين القومية في حقل استمارة الاحصاء السكاني ، ونرى ان تقسيم الكورد الى فئات متعددة ليس في صالح انجاز متطلبات الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي في العراق ، وكذلك ليست في صالح العراق كبلد ، فكلما تناثرت مكونات الشعب العراقي الى مكونات صغيرة مجهرية كلما اصبح كاهل العراق مثقلا بمشاكل متفرعة كثيرة ستسحبه الى مستنقع التخلف والرجوع الى حضيرة البلدان المتخلفة التي تنخرها الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية مثل رواندا والصومال ويوغسلافيا سابقا ... الخ
ان الشعوب العراقية مدعوة - بعد زوال حكم العصابة الصدامية - الى تضييق هوة الاختلافات بين مكوناتها لكي تقلل من حدة الصراعات التي يجب ان لاتتفاقم يوما بعد اخر وانما يجب اخمادها ، اخماد نيران الطائفية والقومية والعنصرية ، لكي نحث السير مع الدول المتقدمة نحو غد مشرق ، ولو اخذنا مثال تركيا في الوقت الحاضر سنلاحظ انها تجاهد من اجل تقليل الصراع بين القوميتين الكبيرتين في تركيا الترك والكورد ، والجميع يعلم ان اطفاء الصراع الدائر في تركيا يعجل في التحاق تركيا بركب مجموعة الدول الاوربية – منظومة الوحدة الاوربية - لكي تاخذ مكانها بين الامم المتقدمة ، وهو سيتحقق في السنوات القريبة القادمة حالما تستطيع التخلص من توترات الماضي والارتقاء بحقوق الانسان التركي والكوردي دون تمييز .
كذلك لدينا في العراق ، فان ازالة الفوارق الطائفية والمذهبية والقومية بين الجميع على اساس المساواة بين جميع المواطنين هو الحلم المنشود للجميع ، ولا اظن ان احدا يتسم بالانفتاح على العالم الخارجي يستطيع التمسك بهويات محلية صغيرة لا تقدم سوى التوتر في العلاقة مع الاخر .
وارى ان الكورد في عموم العراق ليسوا بحاجة الى تشتيت هويتهم ، وانما الاكتفاء بالاسم العام لهم ، كورد ، اما الصفات الاخرى مثل الطائفة او الديانة او اللقب او العشيرة فاعتقد انها صفات ثانوية لاتقدم ولا تؤخر في العملية الاحصائية ، لان الغرض من الاحصاء اولا واخيرا هو وضع البرامج النافعة للمواطنين لا تقسيمهم الى كانتونات معزولة بعضها عن البعض الاخر . حتى القومية في المستقبل - عندما تصبح المواطنة هي السمة الاولى للانسان العراقي - لا ارى لزوما لذكرها في احصاء المواطنين العراقيين .
وعلى سبيل المثال هنا في السويد يحصل المواطن المهاجر على الجنسية السويدية بعد خمس سنوات من اقامته الدائمة في السويد ، ونلاحظ ان جميع المهاجرين لا يريدون ان تذكر في اوراقهم السويدية اية اشارة تميزهم عن السويديين ، وقام البعض بتغيير اسمائهم كي لا ينظر اليهم احد بعين التمييز بسبب اسمائهم ، واقترح مكتب العمل – وهو مؤسسة تساعد في الحصول على العمل - في السويد ان تقدم طلبات العمل دون اسماء ، لكي يختار رب العمل من يحتاجه دون تمييز بسبب الاسم الذي قد يدل على ان طالب العمل من المهاجرين فلا يحصل على فرصة متكافئة مع السويديين ، وهناك اقتراحات متعددة من اجل ازالة التمييز بين المواطنين .
الاحصاء في العراق يجب ان يكون هادفا الى تقليل الفروق بين المواطنين وعدم تعميق الهوة بينهم بوضع علامات تمييز مختلفة مثل المذهب والطائفة والعشيرة ... الخ
وبالامكان الاكتفاء في الوقت الحاضر بالدين والقومية فقط اضافة الى البيانات الاحصائية المعروفة عالميا ، وترك التفاصيل الاخرى الصغيرة وعدم التأكيد عليها كي تهدأ التوترات التي خلفها النظام السابق المتخلف ، وبذلك نكون قد نجحنا في وضع خطوة سليمة على الطريق الصحيح نحو عراق ديمقراطي حقيقي يتسع للجميع .




#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية .. من اروقة السياسة الى موسوعة غنيز
- بشرى سارة ... اختيار رئيس الوزراء صباح غد
- نتائج الانتخابات السويدية وآفاقها
- ربط انتاج وتصدير نفط البصرة مع نفط كوردستان
- السومرية والجذور المشتركة مع اللغة الكوردية 2 من 2
- السومرية والجذور المشتركة مع اللغة الكوردية 1 من 2
- الحكومة العراقية اقتراح لتشكيلها بدلا من تأرجحها
- الحكومة العراقية رايحة ل .... بيت الجيران
- الموقف الامريكي من تشكيل الحكومة العراقية ... وراء الاكمة ما ...
- مصطلح العجم خلط الاقوام والاجناس وعانى منه الكورد الفيليون ف ...
- حكماء يختارون رئيس الوزراء
- حكومة شراكة أم شركة ذات مسؤولية محدودة
- القائمة العراقية و فشل العملية السياسية
- القائمة العراقية و مفترق الطرق
- المثقف العراقي وصياغة المستقبل ... رؤية اولى
- الراحل علي باباخان .. اضاءة على مقال السيد عزيز الحاج
- حضارة سومر من الشمال الى الجنوب .... الكورد الفيليون رواد صن ...
- كيف نشكل الحكومة
- الشاعر الراحل كاظم السماوي في حوار سابق
- انكيدو في ملحمة جلجامش .... بطل من بلاد الكورد الفيليين


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يلتقي رئيس القائمة العربية في الكنيست منصور ...
- حزب الله يُعلن مسؤوليته عن إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجولان ...
- إسبانيا تخطط إلى جانب عدد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلس ...
- مسؤولة أممية: رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤ ...
- حفارات ذكية وروبوتات لتشييد مبان صديقة للبيئة
- السودان وغزة: -الحزن واحد والجرح واحد وإن اختلفت الأماكن-
- مفاوضات اللحظات الأخيرة تبوء بالفشل..توخل سيرحل عن بايرن
- لقاء مع سعادة السفير احمد الطريفي رئيس قطاع الشئون العربية و ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في عدة مناطق بغزة (فيديوه ...
- -حزب الله- يرد على غارة النجارية بـ50 صاروخ كاتيوشا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - الاحصاء السكاني ... الكورد الفيليون ، جدل القومية والمواطنة