أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات














المزيد.....

اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3006 - 2010 / 5 / 16 - 10:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما يشترط بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل اعتراف العرب باسرائيل كدولة لليهود قبل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فإن الذي لم يقله في نفس اللحظة وقاله سابقاً بأن لا انسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967، ولا تنازل عن القدس المحتلة، ولا لوقف الاستيطان، ولا لتفكيك المستوطنات، ولا لإيجاد حلّ عادل لمشكلة اللاجئين.
ونتنياهو واضح وضوح الشمس في معتقداته وفي رؤيته للسلام المنشود، وقد ذكر ذلك في كتابه " Place Between Nations " الذي تُرجم الى العربية تحت عنوان " مكان تحت الشمس " فهو يريد السلام مقابل السلام في ظلّ اسرئيل قوية وعرب ضعفاء، ويتنازل للعرب عن أراضي المملكة الأردنية الهاشمية لتكون وطناً بديلاً للفلسطينيين، فهي حسب رأيه أراض اسرائيلية، لأن أراضي اسرائيل تطل على الصحراء العربية ، والمقصود الجزيرة العربية.
ونتنياهو يزداد في مطالبه، ففي حين لا يعارض بوجود " أقليات " في دولة اسرائيل ويستشهد في كتابه برأي معلمه(جابوتنسكي) " بأنه لا يضير الديمقراطيات وجود أقليات فيها"، إلا أنه باشتراطه الجديد ومطالبته بدولة يهودية، فإن ما لم يقله هو طرد الفلسطينيين من وطنهم لتبقى اسرائيل دولة يهودية نقية من"الغوييم" الغرباء.
ونتنياهو بهذا يدغدغ عواطف حليفه وزير خارجيته ليبرمان الذي تنكر لقرارات مؤتمر أنابوليس وخارطة الطريق، ودعا سابقاً الى ضرب السدّ العالي في مصر لاغراق مصر وابادة شعبها بالكامل، كما هدد بتدمير سوريا واعادتها الى العصر الحجري.
ونتنياهو بتصريحاته هذه أكثر وضوحاً من أسلافه الذين فاوضوا منذ مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991 وحتى الآن، ولم يقدموا أيّ تنازل، وقد صدق اسحق شامير رئيس وزراء اسرائيل في حينه عندما ضغط عليه جورج بوش الأب لحضور مؤتمر مدريد عندما قال: سأفاوض العرب عشر سنوات ولن أعطيهم شيئاً " وقد مضى على مؤتمر مدريد عشرون عاماً، ولم تقدم اسرائيل شيئاً، اللهم إلا اقامة السلطة الفلسطينية على السكان وليس على الأرض، لتبرئة ذمة اسرائيل كدولة احتلال من التزاماتها تجاه مواطني الأرض المحتلة، حسب القانون الدولي.
والعرب الذين طرحوا " المبادرة العربية " التي تقدم بها العاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام 2002 عندما كان ولياً للعهد، لم يسوقوا هذه المبادرة، ولم ينشطوا دبلوماسياً لتطبيقها، وتركوا اسرائيل تحقق أطماعها التوسعية في الأراضي المحتلة بعد أن أسقطوا خيار الحرب بعد حرب أكتوبر 1973، ولم يستعملوا أيّ وسيلة ضغط لتحقيق خيار السلام بالمفاوضات.
وكان الأجدر بالعرب عموماً وبالفلسطينيين تخصيصاً أن يشترطوا على اسرائيل قبل البدء بأي مفاوضات شروطاً عادلة، ولا تتناقض مع القانون الدولي ومع قرارات الشرعية الدولية ومنها: اعتراف اسرائيل الواضح بأن الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 -بما فيها جوهرتها القدس الشرقية-هي أراضي محتلة لا يجوز استيطانها، ولا ترحيل مواطنيها، ولا يجوز تغيير ملامحها، وأن لا سلام عادل ودائم دون الانسحاب الكامل منها، ويجب وضع فترة زمنية محددة للمفاوضات ولتحقيق هذا الانسحاب، ولو فعلوا ذلك لما وصل الشطط والتعنت الاسرائيلي الى ما وصل اليه.
لقد اقتطعت اسرائيل من المبادرة العربية جزئية "اقامة الدول العربية والاسلامية علاقات طبيعية مع اسرائيل" وأرادت الحصول على ذلك قبل تحقيق شرط الانسحاب، وقد نجحت في ذلك ولو جزئياً، واقتطاعها هذه الجزئية شبيه بموافقتها على قرار التقسيم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 والذي ينص على اقامة دولتين هما اسرائيل ودولة فلسطين، فقبلت بجزئية اقامة دولة اسرائيل ورفضت جزئية اقامة الدولة الفلسطينية.
ان العالم الذي قاطع حكومة حماس التي تشكلت بناء على انتخابات ديمقراطية في العام 2006 لعدم رضوخها لشروط الرباعية، ومنها اعترافها باسرائيل، ومحاصرته لقطاع غزة منذ انقلاب حماس في حزيران 2007 ومشاركة الدول العربية في هذا الحصار، لم يحرك ساكناً أمام حكومة نتنياهو التي ترفض شروط الرباعية، ومنها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 وفي مقدمتها القدس الشريف، كما ترفض اتفاقات أنابوليس وخارطة الطريق وكافة قرارات مجلس الأمن الدولي، وما الكيل بمكيالين في الصراع العربي الاسرائيلي الا نتيجة حتمية للضعف العربي وللتشرذم العربي، واذا ما قالت الحكمة : " على قدر أهل العزائم تأتي العزائم " فإن لا عزم لدولنا العربية مع الأسف، واذا ما أكدت الدول العربية أن المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة الى الأبد، فإن أحداً لم يسمع شيئاً عن البديل،اللهم إلا اذا اعتبرنا أن لا بديل للمفاوضات إلا المفاوضات.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية
- رواية الوجوه الأخرى في ندوة اليوم السابع
- القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية الاسلامية
- فلسطيني يموت تحت الاحتلال
- رواية وجوه أخرى والسمو الانساني
- قمة للتأبين أم للتحرير
- الرهان على السلام مع نتنياهو
- الفساد ينمو ويكبر


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات