أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - عودة إلى المسكوت عنه في العلاقات الأميركية - الصينية















المزيد.....

عودة إلى المسكوت عنه في العلاقات الأميركية - الصينية


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على رغم الإشارات المتكررة من جانب الصين، وتحذيرها من تقويض اللقاء المؤجل منذ عام مضى، بين الرئيس أوباما والزعيم الروحي للتيبت، للعلاقات الأميركية – الصينية، فقد يفتح اللقاء على مزيد من القروح في جروح تلك العلاقات، ضمن سلسلة أزماتها الدورية غير المستقرة، وعلى خلفية قضية تايوان، لتزيد النار اشتعالا، خاصة إزاء نمط من علاقات ملتبسة، ليست واضحة وشفافة، قدر ما تتحكم بها عوامل المصالح والمنافع المتبادلة، وآفاق التنافس الحاد فيما بينهما، في مناطق التماس الهيمني، والنفوذ المتصاعد للصين، خاصة في القارة الإفريقية. وها هو الإعلان عن صفقة الأسلحة الأميركية الجديدة لتايوان، يتسبب برد فعل قوي وسريع من قبل بكين، التي قررت تجميد العلاقات العسكرية والمحادثات الأمنية البارزة مع واشنطن، إضافة إلى تعليق مشاورات بين البلدين حول الأمن الإستراتيجي، والرقابة على الأسلحة، ومنع الانتشار النووي، والإعلان عن عقوبات في حق شركات أميركية متورطة، نظرا إلى التأثير السيء لصفقة الأسلحة الجديدة إزاء العلاقات العسكرية بين البلدين.

وصفقة الأسلحة التي أعلن عنها يوم التاسع والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، هي ثاني إعلان أميركي عن مبيعات سلاح لتايوان خلال شهر واحد، إذ أمام الكونغرس الأميركي 30 يوما للتعليق على الصفقة، وفي حال لم يجر الاعتراض عليها، فإن إدارة أوباما ستمضي بها قدما، علما أن بكين كانت قد قطعت علاقاتها العسكرية بواشنطن لأكثر من عام، بعدما سلمت إدارة الرئيس السابق جورج بوش تايوان في تشرين أول (أكتوبر) عام 2008، شحنة أسلحة مماثلة قيمتها 6,5 مليار دولار.

أما الآن، فقد ذهبت بكين إلى اعتبار الإعلان عن الصفقة الجديدة، بمثابة تدخل صريح في الشؤون الداخلية للصين، لجهة ما قد تلحقه من ضرر كبير بالأمن القومي الصيني، وجهود إعادة التوحيد السلمي للوطن التاريخي الصيني بإعادة انضمام تايوان، أو ما كان أطلق عليها يوما (الصين الوطنية)، إلى الصين الأم (الشعبية). كما أن مبيعات أسلحة كهذه؛ تعدّ مخالفة أميركية صريحة للبيانات المشتركة الثلاثة الموقعة بين البلدين، وبخاصة بيان 17 آب (أغسطس) الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة، عدم السعي لتنفيذ سياسة طويلة الأجل لمبيعات أسلحة لتايوان، وعزمها على خفض مبيعاتها من الأسلحة تدريجيا.

ومن الواضح أن الأهداف المتعاكسة لكل من واشنطن وبكين، هي ما يحكم إثارة مسألة الأسلحة الجديدة في هذا الوقت تحديدا، حيث تشتد حاجة الولايات المتحدة إلى دعم ومساعدة الصين لأزمتها الاقتصادية. وفي حين تعتقد واشنطن أن الصفقة تهدف إلى ضمان السلم والأمن في المنطقة، وليس تهديدهما حسب بكين، كذلك تتعاكس نظرة كل من البلدين إلى صفقة الأسلحة، وما إذا كانت تتفق أو تتعارض مع سياسة "صين واحدة". وهذا تحديدا ما رفع من وتائر مجابهة الخطوة الأميركية؛ بمزيد من التصعيد من جانب بكين، ورفعها درجات الخلاف بين البلدين، إلى ذروة جديدة لم يسبق أن بلغتها من قبل.

وفي تقييم للرد الصيني الحالي، وهو ما كان متوقعا، وعلاوة على أنه جاء سريعا، فقد حمل إشارة واضحة إلى أن بكين تتجه نحو مزيد من التحدي، في التعامل مع هذا الموضوع الحساس، فطالما تسببت مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان في إثارة غضب الصين، التي تعد الجزيرة (تايوان) إقليما انفصاليا متمردا منذ العام 1949، وهي لذلك كثيرا ما هددت باستعادته بالقوة، رغم أنه وبمقتضى قانون 1979 للعلاقات مع تايوان، التزمت واشنطن بدعم الدفاع عنها، حيث كان قد تزامن ذلك القانون مع قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالصين، وتحويل علاقاتها الدبلوماسية من تايبيه إلى بكين.

ومنذ وصول الرئيس "ما ينغ جيو" إلى سدة الرئاسة إثر انتخابات آيار (مايو) 2008، تحسنت العلاقات الصينية التايوانية إلى حد كبير، وأبرمت سلسلة اتفاقات اقتصادية وتجارية، وبالرغم من المبادلات السياحية المتنامية بين "الجارين"، فإن الريبة والحذر ما زالا يكتنفان علاقاتهما. ولئن شجعت الصين كثيرا عودة الحرارة إلى العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، إلاّ أنها تبقى متمسكة بمبدأ "صين واحدة"، في تعويل على عودة تايوان إلى كنفها، تماما مثلما كانت قد استعادت ماكاو من البرتغال وهونغ كونغ من بريطانيا، فتايوان انفصلت عن الصين التاريخية بعد الحرب الأهلية في العام 1949 بعد انتصار الشيوعيين وانزواء وطنيي شان كاي تشيك في الجزيرة.

ويبقى للنزاع الأميركي – الصيني تأثيراته الدولية والإقليمية التي لا بد لها من أن توجد مناخا دوليا، بات يخشى من تعقيدات عملية السعي لانضمام بكين إلى فكرة فرض عقوبات دولية على إيران، على خلفية برنامجها النووي، ما حدا بوزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير للتمني أن لا يدوم التوتر الأميركي الصيني طويلا، لا سيما في ظل مساعي الحصول على قرار جديد من مجلس الأمن الدولي، خلال الفترة الدورية للمجلس التي ترأسها فرنسا، رغم إيضاح كوشنير أنه لا يستبق رفضا من بكين لقرار جديد ضد إيران.

في وضع كهذا، لا مفر من تأثر التعاون حول مسائل دولية وإقليمية مهمة، ربما نجم عنها نتائج لا يريدها أي من الطرفين، حتى يمكن تفادي تدمير أوسع نطاقا للعلاقات الأميركية – الصينية، لا سيما وأن الخلاف الجديد يزيد نار الخلافات والانقسامات بين بكين وواشنطن، حيث تشهد علاقاتهما هشاشة وحساسية قل نظيرها بين الدول، لولا الحسابات الخاصة لكل منهما، وحاجة كل دولة إلى الأخرى، وإلى إنماء مصالح متبادلة لا تقطع شعرة مصالحهما المتبادلة، رغم الخلافات الحالية في شأن مسائل أخرى تتعلق بالتجارة والعملة والتيبت وأخيرا حول الانترنت.

ولهذا بات يُخشى أن يشكل لقاء الرئيس الأميركي والدالاي لاما، والذي جرى يوم الخميس الماضي، المزيد من تفخيخ العلاقات الأميركية – الصينية التي تزداد يوما بعد يوم محاذير إغلاق دورة تقاربها. في وقت يبدو أن الجانب الأميركي يحاول استخدام كامل أدوات ضغطه السياسي ضد الصين، في أعقاب فشل الجهود الدبلوماسية بإقناعها بتبني عقوبات دولية ضد إيران، والتوقيع على اتفاقيات حول التغير المناخي وزيادة الكميات المستوردة من السوق الأميركي، وتلويح عملاق الانترنت الأميركي (غوغل) بوقف عملياته في السوق الصينية، وذلك على خلفية تعرضه لهجمات معلوماتية مصدرها الصين، وكذلك إزاء الرقابة المحلية. إضافة إلى تأكيد الرئيس الأميركي أن بلاده ستفرض إجراءات حمائية أكبر، وضرائب على الشركات الأميركية التي تستثمر في الخارج.

وفق هذه المعطيات، يتضح أن لتأزم العلاقات الأميركية – الصينية، أكثر من تداعيات الخلاف الراهن، هناك خلافات متشعبة ظل مسكوتا عنها، حتى جاءت صفقة الأسلحة الأميركية الجديدة لتايوان لتفجّرها، وتفجر معها كل مكبوتات وخبايا التناقضات التنافسية بين نظامين تشهد لحساسية دورة العلاقات المأزومة بينهما، تلك الأنماط الرأسمالية التي لا يبدو أنها بصدد أن ترسو على طابع تعاوني أو تشاركي، في إدارة النزاعات بينها، أو إدارة خلافاتها دون أزمات، حتى في ظل حاجة البلدين إلى هدنة طويلة من السلم والأمن والتعاون الإقليمي والدولي، لحل إشكالاتهما الداخلية المحلية الاقتصادية والتجارية، كما والبينية في نطاق بيئة أمنية مستقرة أوسع وأشمل.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي
- أي بدائل إقليمية لحل الدولتين؟
- تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة
- أولويات نتانياهو القومية ومهمات جباية الثمن
- نحو شراكة أوروبية - عربية في قضايا حوض المتوسط.. والعالم
- ماذا يريد الفلسطينيون من نظامهم السياسي؟
- الحداثة نقضا للخرافة
- أبعد من إفشال مهمة ميتشيل!
- .. أبهذا يُصار إلى التطبيع الثقافي؟
- المسار الفلسطيني وتسويته بين الفراغ والإفراغ
- الوطنية الفلسطينية ومخاطر هزيمتها من داخلها
- أي سلام يسعى إليه أوباما؟
- تركيا: وقائع انقلاب دستوري!
- الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي
- في الصياغات الجديدة للعقائد العسكرية
- مأزق الشراكات التفاوضية
- جعجعة خطط ولا طحين لدولة في الأفق
- حدود العلاقات الندية اليابانية - الأميركية وآفاقها
- فساد السياسة والكيان في إسرائيل
- التحولات التركية وإمكانيات الاتجاه التواصلي


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - عودة إلى المسكوت عنه في العلاقات الأميركية - الصينية