أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي















المزيد.....

يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 16:22
المحور: القضية الفلسطينية
    



منذ تشكيل حكومة اليمين الديني والقومي المتطرف بزعامة بنيامين نتانياهو قبل عام من الآن، وهذا اليمين يعزز من هيمنة الخطاب الديموغرافي، ومن ضغوطه للاعتراف بـ "يهودية الدولة" كمفهوم خطير يراد فرضه اليوم، وبعد أكثر من ستين عاما، من أجل الإقرار بـتجسيد "ضرورة" ما هو نظري وسياسي في العقيدة الصهيونية، وما أفرزته من مزاعم توراتية؛ حتى وهي تتصادم وتتناقض مع القيم الديمقراطية، وكل ما هو كوني ومشترك بين بني البشر. وما هيمنة ذاك الخطاب إلاّ محاولة بدئية وانقلابية جديدة لتجريد الشعب الفلسطيني – من بقي داخل الوطن ومن شرّد منه إلى المنافي أو إلى مناطق أخرى داخل فلسطين التاريخية – من كامل حقوقه.

أما الآن.. وإذ يحاولون استئناف الترانسفير بطريقة أو أخرى، إلى جانب ما يُطرح الآن من مشاريع للتبادل السكاني، وغيرها من مشاريع إستيلائية وإحلالية وتهويدية، وهو ما يشهده الوطن الفلسطيني بكامله من شماله إلى جنوبه، هذه كلها ليست أكثر من محاولات إستئنافية، يحاول المشروع الصهيوني عبرها، وعبر بعض "الرؤى" المتجددة أو التجديدية التي يبرع اليمين الفاشي المتطرف في ابتداعها، وهو المتحكم بالحكومة وفارض تشكيلتها الراهنة، مواصلة تفكيك عناصر الوحدة والترابط في صفوف الشعب الفلسطيني، بما هي ضمانته الأكيدة لحق عودة اللاجئين، كل اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي يجري التصرف بها الآن، كما يشاء الهوى الصهيوني، فماذا في جديد تهويد الجليل والنقب ومصادرة المزيد من الأراضي، والدفع بالخطاب الديموغرافي خطوات إلى الأمام؟.

منذ سنوات الأحتلال الأولى، وحكومات الكيان المتعاقبة، تحاول استكمال تنفيذ مخططاتها القديمة – الجديدة، والمتجددة؛ الرامية لتهويد الجليل والنقب، إلى حد تعيين وزارة خاصة لهذه المهمة أيام حكومة أولمرت الأولى، حين تم تشكيل ما يسمى وزارة تطوير/تهويد النقب والجليل، ترأسها يومها شمعون بيريز. ولم تعدم حكومات إسرائيل منذ ذلك الوقت الوسيلة أو الأسلوب لتنفيذ مخططها هذا الذي ما انفكّ يشهد المزيد من المراوغة، احتيالا من قبل مؤسسات كيان الاستيطان الإحلالي.

وهذا العام دشن بنيامين نتانياهو حملة التهويد المتجددة، بمصادقته على منح من يسمون "الجنود المسرّحين" قسائم بناء في أراضي الجليل والنقب، توسيعا وتشجيعا لعملية الاستيطان فيها، وذلك بمنح ربع دونم مجانا لكل جندي يخدم في الوحدات القتالية، شريطة ان ينتقل للسكن فعليا هناك، على أن يستمر العرض بموجب هذه الخطة لمدة خمس سنوات، حيث يجري تمويلها مناصفة من قبل مكتب رئيس الحكومة ووزارة الإسكان.

هذه الخطة وغيرها مما يتفتق الذهن الصهيوني عن التزامها قانونيا، أو إسنادها إلى قوانين إسرائيلية؛ أتاحت نهب الأراضي الفلسطينية، إعتمادا على ذاك القانون الجائر المسمى "قانون أملاك الدولة"، الذي ينص على "أن كل أملاك لسلطة كانت موجودة في البلاد (فلسطين) قبل إقامة الدولة (إسرائيل) تعتبر أملاكا لها، وأن أملاك المندوب السامي وكل الحقوق المسجلة باسمه أصبحت حسب القانون المذكور أملاك دولة". وباسم هذا القانون الجائر تجري الآن محاولة مصادرة أراضي جبل طرعان والبالغة مساحتها 12 ألف دونم، لإقامة مستوطنة عليها لاستيعاب 300 مستوطن، وذلك بحجة أن ملكية هذه الأرض تعود للمندوب السامي منذ الانتداب البريطاني على فلسطين، وهذه المحاولة متواصلة منذ عشر سنوات.

وبينما يجري مخطط تهويد الجليل مترافقا مع إلحاق أضرار ببلدات فلسطينية، على امتداد أراضي القرى المسكونة والمدمرة، فقد كشف مركز التخطيط البديل (عيلبون) عن مخطط إسرائيلي رسمي لربط المنطقة الصناعية "تسيبوريت" (صفورية) بخط الغاز الطبيعي، علما أن هذا المخطط يهدد مئات الدونمات في طرعان وكفر كنا والمشهد، حيث أن خط الغاز المنوي مده من محطة الطاقة المحاذية لـ "بيت كيشت" حتى المنطقة الصناعية "تسيبوريت" (صفورية) التابعة للناصرة العليا، ينتهك حق الملكية ويفرض قيودا تخطيطية على مساحة 800 دونم تابعة لمناطق نفوذ طرعان والمشهد وكفركنا، حيث ستقتصر إمكانيات استعمالها على الزراعة المحدودة فقط، مانعين أصحابها حتى من زراعة الشجر فيها، ما يعني أن المخطط يتجاهل رغبات وحاجات المواطنين والسلطات المحلية العربية المجاورة، حيث يتحمل أصحاب الأراضي العرب جل الأضرار الناجمة عن تنفيذ مخططات لا تخدم التجمعات العربية أصلا.

وضمن مسلسل المصادرات المتلاحقة لأراضي اللاجئين الفلسطينيين، قضت المحكمة الإسرائيلية العليا مؤخرا بتأييد قرار عدم إعادة أراضي لأصحابها، والإبقاء عليها تحت تصرف سلطات الاحتلال، كما حصل لأراضي قرية اللجون، التي صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1953 نحو مائتي دونم من أراضيها، بموجب بيان أصدره وزير المالية آنذاك ليفي أشكول، وذلك بحجة "احتياجات الاستيطان والتطوير"، وبذلك يكون قد جرى تأييد مصادرة أراضي القرية البالغ مجمل مساحتها 44 ألف دونم.

وحقيقة، فإن لقرار المحكمة هذا تداعيات وتأثيرات سلبية على كل ما يتعلق بإمكانية استعادة أملاك اللاجئين. حيث يذكر المحامي علاء محاجنة (الجزيرة نت 6/1/2010) "أن المحكمة سدّت الطريق أمام أي دعوى مستقبلية، وأغلقت الثغرات الموجودة في القانون الإسرائيلي، وحصّنت عملية مصادرة أملاك وأراضي اللاجئين". وفيما أكد المحامون أن حق السكان في التملك "حق دستوري" ، وأن كون الأراضي المصادرة لم تُستخدم لأي غرض منذ الاستيلاء عليها، يجعل من الواجب إرجاعها إلى أصحابها الأصليين، إلاّ أن سياسة المحكمة العليا بشأن الأراضي – حسب محاجنة – تسير في مسارين مختلفين بحسب الانتماء الإثني للملتمسين، حيث يمكن لليهود إسترداد أراضيهم المصادرة إذا لم يتم استخدامها، لكن المواطنين الفلسطينيين لا يتم إرجاع أراضيهم إليهم حتى إن لم تستخدم على مدار عشرات السنين، وهو واقع حال آلاف الدونمات المصادرة من أملاك اللاجئين منذ العام 1948.

وتكمّل سياسة هدم بيوت الفلسطينيين داخل وطنهم، وخاصة في المدن التاريخية التي أصبحت مختلطة، باستيلاء سلطات الاحتلال على بيوت اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا بيوتهم قسرا عام 1948، تكمّل سياسات حكومات الاحتلال ضد من تبقى من فلسطينيي الجليل والمثلث والنقب (حوالي المليون ونصف المليون فلسطيني) منذ أيار (مايو) 1948. وها هي حكومة نتانياهو تكثّف حربها الضروس لطرد الفلسطينيين من المدن المختلطة، تماما كما تفعل في القدس والضفة الغربية، عبر محاولاتها تهويد وأسرلة العديد من المناطق، وبهدف قطع تواصلها الجغرافي ومنع إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967.

وفي هذا القسم من سياسة الهدم والطرد، مقدمة للتهويد، تشير المعلومات إلى أن سلطة الاحتلال هدمت منذ العام الماضي، أي مع تشكيل نتانياهو لائتلافه الحكومي، أكثر من 120 منزلا في مختلف المدن والقرى الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، وذلك بحجة عدم الترخيص، حتى أنها لاحقت المواطن الفلسطيني الذي يعيش في المدن المختلطة كيافا وحيفا وعكا والرملة والناصرة وغيرها، ولا يختلف الحال في مدينة اللد أيضا، حيث بلغ عدد المنازل المهددة بالهدم حوالي 60 منزلا، وللمفارقة المأساوية يجري الطلب من سكانها دفع تكاليف عملية الهدم التي تصل إلى أكثر من 120 ألف شيكل. ويعيش في اللد نحو 22 ألف مواطن فلسطيني بقوا صامدين فيها بعد النكبة وتهجير بقية أبناء شعبهم، ليصبحوا أقلية في ظل تدافع المستوطنين الصهاينة الذين سيطروا على المدينة ومرافقها، وهناك محاولات حثيثة لتهجير السكان الفلسطينيين من خلال ادعاءات عدم الترخيص، وملكية المنازل التي تدّعي حكومة الاحتلال أحقيتها فيها، بعد أن هجرها اصحابها قسرا إبان النكبة.

أخيرا كشف المركز العربي للتخطيط البديل، أن اللجنة الخاصة بالتخطيط والبناء، صادقت على إيداع مخطط حريش القاضي بإقامة 9 آلاف وحدة سكنية لليهود المتزمتين (الحريديم)، وذلك على حساب ألفي دونم لمواطنين فلسطينيين سيتم مصادرتها. والمخطط هو المرحلة الأولى في مشروع خطة لبناء مدينة خاصة بحوالي 120 ألفا من اليهود المتزمتين، حيث يظهر المخطط وجود أربع مراحل لتوسيع مدينة حريش، الأولى تحوي منطقة حريش القائمة اليوم، والمنوي أن تضم حوالي 900 وحدة سكنية. والثانية يتم توسيع منطقة نفوذ المدينة نحو الجنوب لتصل إلى حدود منطقة نفوذ باقة الغربية الشمالية، ولتضم حوالي 700 وحدة سكنية إضافية. والثالثة وهي التي تمتد إلى المنطقة الشمالية الشرقية لحريش اليوم، وتحاذي قرى أم القطف وبرطعة ومنطقة نفوذ عرعرة، وستضم بين ستة آلاف وثمانية آلاف وحدة سكنية في المستقبل، أي في المحصلة 22 إلى 24 ألف وحدة سكنية. وأخيرا المنطقة التي تحدّ منطقة نفوذ كفر قرع من الجنوب بهدف منع توسعها مستقبلا، وهي معدّة لتشكل المنطقة الصناعية التابعة لحريش.

هكذا تستمر عمليات الاقتلاع والمصادرة، بهدف الوصول إلى عملية تفريغ ديموغرافي كاملة، أو شبه كاملة للمواطنين الفلسطينيين؛ لاستكمال طردهم من أرضهم واقتلاعهم منها وتشريدهم داخل وخارج أرض وطنهم التاريخي، ما يؤكد أن أرباب "أرض إسرائيل الكاملة" و "يهودية الدولة" ماضون في توجهاتهم لمحاولة إيجاد معادلة جديدة، قوامها نكبة جديدة أو متجددة، لتشريد وإبعاد من تبقى من أبناء الوطن الفلسطيني من أرضهم وممتلكاتهم.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي بدائل إقليمية لحل الدولتين؟
- تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة
- أولويات نتانياهو القومية ومهمات جباية الثمن
- نحو شراكة أوروبية - عربية في قضايا حوض المتوسط.. والعالم
- ماذا يريد الفلسطينيون من نظامهم السياسي؟
- الحداثة نقضا للخرافة
- أبعد من إفشال مهمة ميتشيل!
- .. أبهذا يُصار إلى التطبيع الثقافي؟
- المسار الفلسطيني وتسويته بين الفراغ والإفراغ
- الوطنية الفلسطينية ومخاطر هزيمتها من داخلها
- أي سلام يسعى إليه أوباما؟
- تركيا: وقائع انقلاب دستوري!
- الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي
- في الصياغات الجديدة للعقائد العسكرية
- مأزق الشراكات التفاوضية
- جعجعة خطط ولا طحين لدولة في الأفق
- حدود العلاقات الندية اليابانية - الأميركية وآفاقها
- فساد السياسة والكيان في إسرائيل
- التحولات التركية وإمكانيات الاتجاه التواصلي
- المفاوضات.. الموعودة دون وعد والمأمولة دون أمل


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي