عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2875 - 2010 / 1 / 1 - 13:38
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
شهد العام المنصرم 2009 عمليات عنف ضد الاقباط سجلت رقم قياسي في الخمسون عاما الاخيره فبحسب المصادر الحقوقيه عاني الاقباط هذا العام اكثر من 45 اعتداء بين كبير وصغير شهدة معه ازهاق العديد من الارواح وترويع وتهجير العشرات من الآسر كما شهدة ذلك قري في محافظة قنا والتي تم تهجير بعض الاسر القبطيه هناك تلبية لرغبة بعض المجرمين والمتطرفين
ومع هذا الوضع المئساوي والمستفز لم يكن هذا العام يريد المغيب دون ان يترك لنا بصمته السوداء الاخيره وهو هذا الخبر الحزين الذي حمل رحيل حبيبنا ووالدنا واحد رواد النضال القبطي العظام المهندس عدلي ابادير والذي مع غياب شمس العام الماضي كان موعد سفره الي موطنه الاصلي
كان غياب ابادير في هذا الوقت يمثل طعنه قويه للقضيه القبطيه فالرجل الذي حمل هموم اهله ووطنه في غربته كان له ألاثر الفعال في احياء القضيه القبطيه وقد ساهم بقوه في وضع الاقباط علي الساحه الدوليه في اقامة أولي مؤتمراته في مدينة زيورخ السويسريه ومع هذا الانطلاق قام بتدشين موقعه ألالكتروني ليقوم بتغطية اغلب الاعتداءات التي تمت علي الاقباط خلال الاعوام الخمسه الاخيره
أبادير الذي كان عمل الخير هو جزء من تكوينه النفسي والوجداني والالاف من الاسر والكنائس والاديره في مصر تشهد بعمل ذلك الرجل الذي لم يبخل لا بمال او جهد من اجل رفع المعاناه عن اهله وزويه بشتي الاشكال وكانت بصمته الاخيره تخصيصه جزءا من تركته لآجل القضيه القبطيه كنموذج حي للبذل والتضحيه بما هو غالي وثمين لا طلبا من اجل شهره او مجد لآن وضع ابادير المادي كان خياليا وكان قادرا علي طلب الشهره والمجد بطرق اسرع واوفر ولكن حبه لشعبه واهله جعله يقبل التعب علي الراحه
لم اكن موفور الحظ في أن اتقابل مع الرجل وجها لوجه لآنها كانت امنيتي والتي افصحت بها لاحد المقربين والذي فاجئني في احد الايام بمكالمه تليفونيه يخبرني فيها بأن المهندس عدلي سيهاتفني وبالفعل جاء الموعد ورن جرس التليفون ليخبرني بأنه سعيد وشاكر لسؤالي عنه ومحبتي التي أظهرها دائما تجاهه وكم كانت سعادتي وانا اسمع ذلك الصوت الجهوري والجرئ واخبرني بسعادته تجاه ما اكتبه عن قضيتنا وستظل كلماته ترن في أذني والتي كان يقول لي فيها ألامل فيكم انتم ارفعوا اصواتكم ضد الظلم والقهر المنظم ضد الاقباط لاتخشوا شيئا لن ندفع ثمنا اكثر مما دفعناه وندفعه الان وانتهت مكالمتي معه ولكن الكلمات ستظل عالقه في ذهني وفي قلبي
خبر رحيلك كان طعنه قويه شعرة فيها بألم الفراق والرحيل فأمثالك نادر جدا وجودهم
خبر رحيلك هز مشاعري فأدمعت عيني لا من اجل شئ سوي انك بالفعل قبطي اصيل
خبر رحيلك هو راحه لك من اتعاب الجسد لكنه بالنسبه لنا فجيعه لايعرفها سوي من يعرف قيمة اعمالك
مهندس عدلي احببتك وسأظل اتذكرك بالخير ايها المناضل العظيم والفارس في زمن بالفعل قلة فوارسه
إبنك الحزين
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟