|
الانتخابات الرئاسية الايرانية بين زيف وحيف
علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 09:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان اغلب المتابعين السياسيين يعتبرون احتمال فوز مير حسين موسوي برئاسةالجهورية الايرانية تحقيقاً لمعجزة سياسية تحصل في هذا البلد ، انطلاقاً من طبيعة ونمط القواعد السياسية التي يتبعها النظام الايراني الذي يعمل وفقاً لارادة ( ولاية الفقيه ) فالموسوي خرج بصعوبة مع امثاله الاصلاحيين من فلتر لجنة تشخيص مصلحة النظام ، فلم تكن خطوة السماح لاكثر من مرشح اصلاحي لهذا المنصب الرفيع بالهينة ، في حين كان احمدي نجاد قد جاء اختياره من قبل مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي ، وهذا ما يجعل فوز موسوي امراً غير مسموح به ، بسبب الانحياز المطلق للمرشد الى جانب المحافظين الذين يمثلهم السيد نجاد ، وقطعاً ما يعنيه ذلك هو ان المتشددين الذي يمسكون بصولجان القيادة في ايران لن يتخلوا بسهولة عن مواقهم في قيادة السلطة ، وقد شهدت في ما سبق عملية الانتخابات البرلمانية في ايران اشد اساليب العزل والاقصاء للمختلفين مع سياسة النظام ، اذ حرم ومنع الالاف المواطنين من الترشح للبرلمان بقرار من المرشد الاعلى ، لا لسبب سوى انهم ممن يؤمنون باصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادي والاجتماعية في البلد . بات معروفاً تمسك القوى المحافظة في ايران بالسلطة ، وتدرك الجماهير الايرانية عواقب هذا التشبث على حرياتها واستقرار بلدها ، ولذلك كان ثمة هواجس لدى المرشحين للرئاسة من ان السلطات الحاكمة سوف تلجأ الى التزوير اذا ما شعرت بان حداً من المرشحين الاصلاحيين قد يحظي باغلب الاصوات ، من ذلك جاء تهديد حسين مير موسوي باعلان انتفاضة عارمة اذا ما لجأت السلطات الى التزوير ، وكما كانت تحذيرات كل من خاتمي ورفسنجاني وكروبي وكلهم من كبار رجال الثورة الايرانية من التلاعب والتزوير بنتائج الاقتراع على الرئاسة ، وعليه تشهد الساحة الايرانية اليوم تحركاً جماهيرياً صاخباً ولم يسبق له مثيل على اثر نتائج الانتخابات المشكوك في نزاهتها ، على خلفية الانحياز المطلق من قبل المرشد على خامنئي ومباركته الفورية بفوز الرئيس المحافظ السابق محمود نجاد ، والتي اعلنت عنها وزارة الداخلية الايرانية الموالية بالمطلق الى الرئيس المتشدد المنتهية ولايته . وقد انجلى المشهد السياسي في الشارع الايراني بانقسام واضح المعالم مما يعكس تعطش فئات واسعة من الشعب الايراني للحرية والتقدم والوئام مع العالم والاسرة الدولية ، واول مايعنيه ذلك هو رفض سلوك الهيمنة وسطوة ولاية الفقيه التي سلبت ارادة الناس وصادرت الحقوق المدنية للمجتمع الايراني المتعدد الاطياف والاعراق والمذاهب والاديان ، وحصرتها بفئة مذهبية واحدة ، لابل بنخبة مختارة من هذه الطائفة الا وهي فئة المحافظين . يلاحظ ان الجماهير الغاضبة التي نزلت الى الشوارع في العاصمة الايرانية وغيرها من المدن الاخرى يغلب عليها العمر الشبابي ، اي من الاجيال التي ترعرعت في ظل نظام الاسلام السياسي ، واذا ما امكن التفسير لهذه الظاهرة فلا تخرج عن كونها رفضاً من قبل الجماهير المتطلعة الى الحرية والمستقبل الزاهر ، وعدم تأثرها بمفاهيم ما يسمى بمبادئ الثورة الخمينية ، ولم تجد فيها ما يحقق تطلعاتها في الحياة الكريمة والحريات الشخصية والعامة ، هذه المبادئ التي تنص قطعاً على هيمنة نظام ولاية الفقيه وفرض احكامه المتشددة على الشعب الايراني ، واعتماد المواجهة بالقوة العسكرية لاي مختلف مع النظام ، هذا وناهيك عن التدخل الفظ في شؤون الغير ، وتصدير الثورة الخمينية ، وشاهدنا هنا على ما يجرى من تدخل ايراني في العراق ولبنان وغزة واليمن والتحرك في المغرب العربي ومصر ، وزد على ذلك استيلائها على الجزر الاماراتية الثلاث في الخليج عنوة ومن دون وجه حق يذكر . كان وما زال وسوف يبقى الشارع السياسي الايراني محتقناً ويتململ ، وربما ستكون نتائج انتخابات الرئاسة الاخيرة هذه التي عبرت عن زيف وحيف بحقه في الاختيار ، هي القطرة التي سيفيض بها الإناء ، الا ان القوى الاصلاحية الايرانية الناهضة رغم الصعاب بحاجة الى التضامن من قبل الاوساط الخيرة في العالم وبخاصة قوى الديمقراطية والتقدم والسلام ، ان الشعب الايراني المناضل يستحق العون والتضامن بشتى اشكاله لتخليصه من محنته التي خيمت عليه منذ اكثر من ثلاثين عاماً .
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات العراقية القادمة واسر هيمنة الطبقة الحاكمة
-
كل السبل وارد استخدامها لاسقاط حكومة المالكي .. ولكن
-
الدستور العراقي قاسم مشترك اعظم لايقبل التحجيم
-
تصريحات كنباح كلب اطرش
-
دولة المالكي .. في امتحان ام في محنة ؟
-
اين ستلقي سفينة المالكي مرساتها لكي تنجو من الانقلاب؟
-
مصائب الصابئة المندائيين !!
-
نتائج انتخابات المجالس .. لدغة للناخب من جحر مرتين
-
بطاقة تهنئة : بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي ال
...
-
الدستور العراقي والموقف من عودة البعث الصدامي
-
المصالحة مع الشعب العراقي وبإنصاف ضحاياه
-
حقيقة ميل القوى التصوتية العراقية واختلاف التفسيرات
-
الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته
-
استعصاء في مجلس النواب
-
رهانات لاتتمتع بنصيب وافر
-
حصاد الانتخابات .. بحسابات الحقل ام بحسابات البيدر ؟
-
فساد انتخابي بامتياز
-
قضية الشعب العراقي .. لماذا صارت استثناءً ؟!!
-
الحزب الشيوعي العراقي .. قوس قزح عراقي فانتخبوا قائمته
-
مستقبل العراق بين وعي الناخب وكفاءة النائب
المزيد.....
-
مسؤولون أوكرانيون: القوات الروسية تستخدم أسرى البلدات الحدود
...
-
بعد إعلان معاناته من حرارة وألم بالمفاصل.. نبذة سريعة عن الم
...
-
إدارتا هيروشيما وناغازاكي تحتجان على اختبار حالة الرؤوس الحر
...
-
قتيل و16 جريحا بهجوم درون جوي أوكراني على حافلة في مقاطعة خي
...
-
-كلما طال أمد الحرب، كلما ازداد نفور إسرائيل من أصدقائها الإ
...
-
تراشق كلامي بين ترامب وبايدن حشدا لحملتهما الانتخابية
-
بعد تكرار حوادث خطف الفتيات.. البرلمان المصري يناقش اتخاذ إج
...
-
-لا بديل..- بن غفير يدعو نتنياهو لإقالة غالانت وحل حكومة الح
...
-
الكونغو.. مقتل 3 أشخاص باشتباك مسلح قرب مكتب الرئيس في كينشا
...
-
وزارة التعليم المصرية ترد على أنباء تداول أسئلة امتحانات الش
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|