أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - وليلةٌ أخرى من ليالي الفأر في جحره - قصة قصيرة














المزيد.....

وليلةٌ أخرى من ليالي الفأر في جحره - قصة قصيرة


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 770 - 2004 / 3 / 11 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


انقبضت نفسه فجأةٍ وما أكثر ما تنقبض وتنبسط تبعاً لخواطر الفكر المهزوم وخيالاته وأمنياته …!
انقبضت نفسه إذ حلّ الليل ولم يأته البشير …!
أرهف السمع ملياً عسى أن تصله الأصوات الغاضبة المزمجرة الواثقة المصممة التي حلم بها طويلاً منذ أقام في ذلك الجحر …!
أصوات الجموع خارجةٍ من البيوت والمقاهي والطرقات والمزارع والمخابئ ، عن بكرة أبيها …. رجالٌ …شيوخٌ …نسوةٌ …أطفالْ … بل ورضعٌ محمولون على أكتاف النسوة من فلاحي ورعاة تلك الأنحاء الحبيبة …كلّهم … آتون لتحريره من هذا الجحر وإعادته إلى القصر الذي بارحه على غير رغبةْ …!
- اللعنة …وهذه ليلةٌ أخرى في هذا الجحر مع الفئران والعناكب والثعابين …!! ( هاتفه خاطره المشوش المضطرب )
- لا … لا زال الليل على أوله ….سيفعلونها …لا شك سيفعلونها ( وأعتدل بقامته وقد رسم على شفته ابتسامة راعشة )… سيفعلونها … إنهم لا يستطيعون العيش بدوني … لا … !
وألقى نظرةٍ على صندوقٍ خشبيٍ عتيقٍ كبيرٍ يستقر عند ركنٍ محاذٍ لسرير نومه ……أبتسم لنفسه مجدداً ، شعر بألمٍ في شفتاه المتقرحتان المتيبستان … كفّ مرغماً عن الابتسام وأرهف السمع من جديد …!
توجه جهة الصندوق … مرر يده على الغطاء بنعومةٍ بالغةٍ وكأنه يلامسُ جسداً أنثوياً دافئاً …رفع الغطاء برفقٍ فأطلت رزمٌ خضراءٌ مرصوفةٌ بعناية من فئة الألف والمائة … !!
- لا زال لدي الكثيرُ جداً من هذا الذي يجعل الواحد منهم يبيع أمه وأباه … ولدى الجيران مثل هذا وأكثر … لا خوف عليك يا …( همس لنفسه وهو يمرر أصابعه بحبٍ على الرزم )….!
فجأةٍ أنقلب مزاجه إلى عكرةٍ كثيفةٍ إذ تذكر الجيران ، أعداء الأمس الألداء … !
- وهل يؤتمنون أولئك ال… اللعنة … أخشى أن يخدعوا ال( ويلاد ) وينتزعوا مالي فيشتروا به أمانهم من …. أعرفهم … جبناء… عند المنازلة … !!
قهقه بلطفٍ إذ تذكر المنازلة … وماذا فعلت أنا عند المنازلة … هه…هه ..هه …!!
نهض مجدداً … عقد ذراعيه خلف ظهره … طأطأ رأسه وقد ثقلت عليه الهموم والفِكرْ… ( بلا ماذا لو خدعوني ولم يفعلوا شيئاً … )
ذرع الجحر مرتين وقد ضاق صدره وتعثرت قدميه ببعضهما … عاد إلى السرير … تناول حبتي فاليوم من زجاجةٍ على الطاولة … تجرع جرعةٍ من البيرة … شعر بالسائل ينساب بارداً حارقاً عبر حنجرته الجافة المتقرحة … أنتابه إعياء غريبٌ لم يعهده في نفسه من قبل ، تحسر… !
- لا لست أنا من يضعف أو يمرض أو يخاف …. يجب أن أتماسك حتى أعود إلى القصر …!
تناهى لسمعه صوتُ طلقٍ ناريٍ منفردٍ ينبثقُ في الأفق القصي البعيد …!
- يا الله … وهذه واحدةْ … وستتبعها الآلاف من الطلقات … ستشتعل السماء ناراً … جحيماً يحرق غربان الأعداء … !
أصاخ السمع ثانيةٍ …. دنى من الجدار … ضغط صدغه بقوة وكأنه يود أن يستنبت أذنه في هذا الجدار الترابي الرطب …!
هرش رأسه بقوةٍ إذ شعر بما يشبه دبيب النمل في غابات شعره الكثيف ، انتقلت عدوى الهرش إلى اللحية ثم الإبطين … بلا شعورٍ منه تشمم أطراف أصابعه … غمره شعورٌ نادرٌ بالتفاهة والبؤس …حاول أن يغالبه … لم يستطع فقد ترسخت رائحة عفونته في صميم مخيلته … أحس برغبةٍ في البكاء … فصل رأسه عن الجدار بيأسٍ وسقط على فراشه … وأجهش بالبكاء….!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولِم لا يكون الأشقاء في سوريا وإيران هم الفاعلون …!
- النصوص …. النصوص … حاضنة الإرهاب وراعيته …!
- الكائن الإنساني إذ يتجاوز الحدود الزائفة لحجمه الفسيولوجي وا ...
- الإسلام …هذا الدينُ اللعنة ….!
- هذا الذي كان حبيس مستنقعه العفنْ …!!
- شاعرنا الكبير سعدي يوسف … ما الذي يريده بالضبط …؟؟
- هل أدلكم على حاكمٌ ….لا يظلم عنده أحد …!!
- حكايةٌ عن الفأر لم تحكى من قبل ..! قصة ليست للأطفال
- لا لاستهداف قوى الخير من قبل سكنة الجحور…!
- مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري
- حشرجات الرنتيسي البائسة …. لمن يسوقها …؟
- ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!
- رحيل حشود الأرواح
- الذي شهد المجزرة
- خطبة جمعة على التايمز
- لا تنسوا غداً أن تشكروا…بن لادن
- بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين


المزيد.....




- أقوى أشارة لتردد قناة روتانا سينما 2024 لمشاهدة أحلى الأفلام ...
- زوج الممثلة الإباحية يتحدث عما سيفعلان -بعد نهاية محاكمة ترا ...
- الممثل الأمريكي هاريسون فورد لم يساند في هذا الخطاب المظاهرا ...
- مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وبجودة HD ...
- لأول مرة.. مهرجان كان يخصص مسابقة لأفلام الواقع الافتراضي
- مشاهدة ح 160 مترجمة… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 والموعد ال ...
- ضجة وانتقادات تحيط بزيارة محمد رمضان لمعرض الكتاب بالرباط
- اليابان بصدد تطوير منظومة قائمة على الذكاء الاصطناعي للترجمة ...
- بالغناء والعزف على الغيتار بملهى في كييف.. بلينكن للأوكرانيي ...
- وفاة -سيدة فن الأقصوصة المعاصر- الكندية أليس مونرو


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل السعدون - وليلةٌ أخرى من ليالي الفأر في جحره - قصة قصيرة