مؤيد العتيلي
الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 06:09
المحور:
الادب والفن
لَيْسَ الفَتَى حَجَرُ* ...
إلى محمود درويش
(1)
لَسْتَ نبيَّاً ..
وما كُنْتَ يَوْمَاً رَسولاً ..
ولَسْتَ وليّاً ..
وما كُنْتَ حتّى صَفيّاً ..
فماذا تكونْ ..؟؟
وكيفَ اختَصَرْتَ المَسافَةَ ..
بينَ الوِلادَةِ والمَوْتِ ..
في قَبْضَةٍ مِنْ لَهَبْ ..؟؟
وكيفَ تَمَدّدَ ظِلّكَ مُسْتَرْخِياً ..
مِن أقاصِي الجَليلِ ..
وحتّى النَقَبْ ..؟؟
وكيفَ أًَقَمْتَ نَشيدكَ ..
فوقَ رَمادِ الغَضَبْْ ..؟؟
(2)
لستَ نبيّاً ..
فكيفَ حَضَرْتَ ..
كما يَحْضُر الأَنبياءْ ..؟؟
ولستَ رَسُولاً ..
فكيف تَقَاسَمَ خُبْزَكَ ..
حَشْدُ الجِيَاعِ لِقَطْرَةِ
حُبٍّ ومَاءْ ..؟؟
ولستَ وليّاً ..
فكيفَ أقامَ لك المُنْشِدونَ ..
مقاماً عَصِيّاً على المَوتِ ..
والعابِرينَ ..
يُعانِقُ مَرجَ السَّماءْ ..؟؟
ولستَ صَفِيّاً ..
ولكنّها الأرضُ حينَ اصْطَفَتْكَ ..
اصْطَفَتْ رُوْحَهَا ..
واستَظَلَّتْ بِصَوتِكَ ..
مُمْعِنَةً في الغِناءْ ..!!
22/10/2008
______________
* إشارة إلى عجز بيت الشاعر الجاهلي تميم بن مقبل (ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر) في تعبير عميق عن رؤية شعراء العصر الجاهلي لمسألة الحياة والموت والتي اتسمت بالحكمة الملازمة لهم ووضعتهم في مستوى أقرب إلى الأنبياء في ذلك العصر.
#مؤيد_العتيلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟