أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!














المزيد.....

ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


"الفكرة"، بحسب وصف وزير الخارجية المصري لها، "جذَّابة"، وتستحق أن تُبْحَث وتُدْرَس فلسطينياً، لعلَّ تحويلها إلى حقيقة واقعة يهيِّئ للفلسطينيين مَدْخَلاً إلى إنهاء نزاعهم.

و"الفكرة"، في جوهرها، هي "إرسال قوَّة أمنية عربية" إلى قطاع غزة، تتولَّى بناء قوَّة أمنية فلسطينية جديدة (إعادة بناء الأجهزة والقوى الأمنية الفلسطينية التابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية) بمنأى عن الحزبية السياسية، ووفِق معايير مهنية (ووطنية) صرف، حتى يصبح في مقدورها تولِّي الإدارة الأمنية للقطاع الذي تسيطر عليه "حماس" وحكومتها المقالة منذ 15 شهراً، فيصبح ممكناً، بالتالي، تطبيع الوضع هناك، فلسطينياً وإقليمياً ودولياً.

وفي خلال هذا الطور الانتقالي الأمني، الذي يبدأ بوصول "القوَّة الأمنية العربية" إلى قطاع غزة، يمكن، على ما يبدو، أن تتولَّى تلك القوَّة مهمَّة "الحفاظ على الأمن" فيه.

"الفكرة"، من الوجهة العملية الواقعية، إنَّما تعني إنهاء السيطرة الأمنية والعسكرية لـ "حماس" على القطاع، وإعادة تلك السيطرة إلى الرئاسة الفلسطينية؛ ولكن من خلال "قوَّة أمنية فلسطينية جديدة"، أي تختلف عن القوى والأجهزة الأمنية التي كانت من قبل، لجهة تجنيد أفرادها من فلسطينيين غير منتمين إلى منظَّمات سياسية، ولجهة تأديتها العمل وفق معايير مهنية (ووطنية) صرف.

وتَنْظُر القاهرة إلى هذا "الحل الأمني" على أنَّه المَدْخَل الطبيعي إلى إنهاء الحصار المضروب على القطاع عبر معبر رفح؛ ذلك لأنَّه يستوفي الشروط الإقليمية والدولية لإعادة فتح وتشغيل هذا المعبر، الذي تستصعب مصر (سياسياً وقانونياً) إعادة فتحه بقرار منها فحسب، وتعاني، في الوقت نفسه، من عواقب بقائه مغلقاً.

إذا كانت "المهمَّة" هي فحسب بناء "قوَّة أمنية فلسطينية جديدة" لتولِّي الإدارة الأمنية لقطاع غزة فإنَّ الحاجة إلى إرسال "قوَّة أمنية عربية" إلى القطاع تنتفي، ففي مصر، أو غيرها من الدول العربية، يمكن إنشاء تلك القوَّة الأمنية الفلسطينية، وإرسالها من ثمَّ إلى قطاع غزة، وإلى معبر رفح على وجه الخصوص.

أمَّا إذا كانت "المهمَّة" أوسع، أي إذا كان قوامها "إعادة بناء القوى والأجهزة الأمنية كافة على أسُسٍ مهنية، وبمنأى عن الحزبية السياسية"، وإذا كان متعذَّراً إنجازها من غير مساعدة "القوَّة الأمنية العربية"، فلا بدَّ، عندئذٍ، من أن تُرْسَل هذه القوَّة (الأمنية العربية) إلى الضفة الغربية أيضاً.

وغني عن البيان أنَّ إسرائيل إنْ وقفت موقفاً إيجابياً من "الفكرة" فلن تقفه إلاَّ إذا استوفت تلك القوَّة الأمنية العربية شرطاً في منتهى الأهمية إسرائيلياً هو أن تتولَّى حفظ الأمن في قطاع غزة بما يُثَبِّت ويُرسِّخ ويديم "الهدوء الأمني" بينه وبين إسرائيل.

وهذا إنَّما يعني أنَّ "القوَّة الأمنية العربية" ستتألَّف من المصريين في المقام الأوَّل، ولن تضمَّ في صفوفها من دول جامعة الدول العربية إلاَّ من يحظى بالموافقة الإسرائيلية.

وينبغي لهذه القوَّة أن تبدأ عملها (في قطاع غزة) بتولِّي الإدارة الأمنية (المؤقَّتة) في كل موضع أو مكان تسيطر عليه أمنياً "حماس" وحكومتها المقالة، على أن يقترن هذا بالإنهاء الفوري لكل مظهر أو وجود أمني وعسكري آخر.

لقد رفضت "حماس" الفكرة "الجذَّابة"؛ ولكنَّ رفضها لم يكن، لجهة حُجَجِه وأسبابه ومنطقه، بالمقنع لكل فلسطيني حريص على إنهاء الأزمة الفلسطينية، فكانت العاقبة هي إظهار وتأكيد أنَّ احتفاظ "حماس" بالسيطرة الأمنية والعسكرية على قطاع غزة (المحاصِر والذي "تَنْعُم" حدوده مع إسرائيل بالأمن والهدوء) هو ما يستأثر باهتمامها في المقام الأوَّل.

ومع ذلك، ظلَّت "الفكرة" في حاجة إلى أن تُطوَّر بما يجعل رفض "حماس" لها أشدُّ صعوبة، فالقاهرة يمكنها، وينبغي لها، أن تبذل من الجهد، إقليمياً ودولياً، بما يمكِّنها من أن تُظْهِر "الفكرة" على أنَّها و"الإنهاء الفوري والتام للحصار" شيء واحد، فالفلسطينيون يجب أن يقتنعوا بأنَّ قبولهم "الفكرة" سيقترن بالإنهاء الفوري والتام للحصار المضروب على قطاع غزة.

إذا طُوِّرت "الفكرة" على هذا النحو فإنَّ من الصعوبة بمكان، عندئذٍ، أن تستسهل "حماس" رفضها؛ لأنَّها ستَظْهَر أمام الفلسطينيين جميعاً على أنَّها تفضِّل بقاء واستمرار الحصار على انتهاء سيطرتها الأمنية والعسكرية على القطاع مع بدء هذه المرحلة الانتقالية الأمنية.

إنَّ للفلسطينيين عموماً مصلحة في أن يُطبَّع الوضع في قطاع غزة؛ ولكن بما يؤكِّد انتفاعهم من التجربة الأليمة، فالإدارة الأمنية الجديدة للقطاع يمكن ويجب أن تتولاَّها قوة صغيرة من الشرطة، الجيِّدة مهنياً، والمتحرِّرة تماماً من ضغوط الانتماء الحزبي، والتابعة لسلطة، فيها من قوَّة "التمثيل العام"، ما يجعلها، مفهوماً وممارسةً، تشبه كثيراً "الدولة"، التي تؤسِّس لعلاقة سوية وسليمة مع "المقاومة" و"سلاحها".

في قطاع غزة، تشوَّهت كثيراً "المقاومة" و"الدولة"، وتشوَّهت أكثر أوجه العلاقة بين الطرفين، فحدث كل هذا الذي حدث بـ "قوَّة الضرورة"؛ ولا بدَّ الآن من إزالة كل هذا التشويه، الذي تشتدُّ الحاجة إلى إزالته مع الاقتراب من لحظة إعلان الواقع لفشل مسار أنابوليس، ومن لحظة ثبوت وتأكُّد فشل تجربة سلطة "حماس" في القطاع.

واحسب أنَّ هذا الفشل وذاك هما لجهة عواقبهما أكبر وأهم من فكرة "إرسال قوَّة أمنية عربية" إلى القطاع، ومن الجدل الذي أشعلت فتيله بين الفلسطينيين، فالتحدِّي الذي يواجهون إنَّما يرتِّب عليهم مسؤولية ابتناء استراتيجية سياسية جديدة من حجارة كل نهج قام على إخضاع المصالح الفلسطينية العامة لمصالح فئوية ضيِّقة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خيار أوكسفورد- لا يقلُّ سوءاً!
- ثقافة -الموبايل- و-الفيديو كليب-!
- لقد أفل نجمها!
- أسبرين رايس والداء العضال!
- خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!
- العالم اختلف.. فهل اختلفت عيون العرب؟!
- -الإعلام الإلكتروني- يشبهنا أكثر مما نشبهه!
- -العلمائيون- و-السياسة-.. في لبنان!
- -إيراروسيا-.. هل تكون هي -الرَّد-؟!
- ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القو ...
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!
- طهران أفسدت -مناورة- الأسد!
- صُنَّاع الخزي والعار!
- -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!
- ما هو الكون؟


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!