أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أسبرين رايس والداء العضال!














المزيد.....

أسبرين رايس والداء العضال!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


لن يكون هناك أي "اتِّفاق" مع "المفاوِض الإسرائيلي"، على ما أكَّد "المفاوِض الفلسطيني" غير مرَّة، إذا لم يتَّفِق الطرفان، هذه المرَّة، على "حلول نهائية" لكل المشكلات الجوهرية، كالحدود والقدس واللاجئين، فـ "كل شيء" أو "لا شيء"!

وهذا إنَّما هو الدرس الأوَّل والأهم الذي تعلَّمه "المفاوِض الفلسطيني" من تجربته الطويلة الفاشلة في التفاوض ذاته، وفي ما انتهى إليه التفاوض من اتفاقيات، وفي ما آلت إليه هذه الاتفاقيات عند التنفيذ.

ضدَّ هذا الموقف التفاوضي الفلسطيني قالت رايس في مستهل زيارتها السابعة (للسياحة السياسية) منذ مؤتمر أنابوليس (تشرين الثاني 2007) إنَّ على الطرفين القيام بـ "عمل كبير".. "إذا ما كانا راغبين حقَّاً" في التوصُّل إلى "اتِّفاق سلام" قبل نهاية 2008.

ليس رئيس الوزراء الإسرائيلي وإنَّما رئيس السلطة الفلسطينية هو الذي ينبغي له القيام بهذا "العمل الكبير، إذا ما كان راغباً حقَّاً" في التوصُّل إلى هذا الاتِّفاق، فـ "الأوَّل" هو الآن، ولأسباب موضوعية في المقام الأوَّل، في حالٍ من "العجز التفاوضي التام"، ولا يستطيع أن يُفَكِّر، حتى وهو جالس إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية، في أي شيء عدا "يومه الشخصي الأسود".

وتظنُّ رايس أنَّ ما بقي من وقت (ضئيل) للرئيس بوش في البيت الأبيض يمكن ويجب أن يكون "السيف" الذي يُشْهَر في وجه الرئيس الفلسطيني، فيتولَّى هو القيام بهذا "العمل الكبير"، أي تذليل كل "عقبة فلسطينية" من طريق التوصُّل إلى اتِّفاق يرضي إسرائيل والولايات المتحدة!

لقد استثنت رايس نفسها من هذا "العمل الكبير" إلاَّ إذا كان حضُّها الطرفين على القيام بـ "عمل كبير" هو أكبر عمل يمكنها القيام به، بدعوى أنَّها الوسيط الذي لا يفاوض عن أيٍّ من الطرفين، ولا يمارِس الضغوط، ولا يملك من "وسائل الإقناع والإكراه" سوى "الكلمة الطيِّبة"، يقولها ويذهب إلى حال سبيله!

وعندما ينفد هذا الوقت المتبقي من غير التوصُّل إلى "الاتِّفاق"، بحسب تعريفه الفلسطيني، أي "الاتِّفاق على حلولٍ نهائية لكل المشكلات الجوهرية"، ستُعْلِن رايس أنَّ الطرفين ما زالا يرغبان حقَّاً في التوصُّل إلى "اتِّفاق سلام"، وأنَّهما مصمِّمان على الاستمرار في بذل الجهد، وعلى القيام بـ "عمل كبير"؛ ولكنَّهما يحتاجان إلى مزيدٍ من الوقت لـ "استكمال ما أنجزاه"، ولا بدَّ، بالتالي، للإدارة المقبلة من أن تساعدهما، فهما يستحقَّان!

وهذا الذي ستقوله رايس يمكن أن يكون على شكل "بيان"، مُتَّفَقٌ عليه بينها وبين الطرفين، وفيه من "خير الكلام" ما يشير إلى أنَّ "الحَمْل" قد حَدَثَ فعلاً، ولكنَّ مدَّته ستطول، فـ "مسار أنابوليس" لم يتعطَّل (تماماً) وإنَّما طال؛ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..!

ومع ذلك، فثمَّة من يخشى التسرُّع في إصدار الحُكْم، فالتفاوض في منتهى السرِّية، وبعيد عن الأضواء الإعلامية، وقد تقع "مفاجأة" في اللحظة الأخيرة، بحجم "مفاجأة أوسلو"، أو أكثر، فنرى، عندئذٍ، أن كل ذلك "التشاؤم" كان "قنبلة من دخان" لحجب ما أُنْجِزَ، ويُنْجَز، عن الأبصار والبصائر!

كلاَّ، لن نرى "نجاحاً مفاجئاً"، في اللحظة الأخيرة؛ ولكن، ينبغي لنا، في الوقت نفسه، ألاَّ ننظر إلى "الفشل" على أنَّه "مفاجأة"، فـ "المفاجأة" بعينها هي أن يقال، فلسطينياً وعربياً، بعد ثبوت الفشل، أو بعد رؤية "الفأر" يخرج من رحم "جبل أنابوليس"، إنَّ السلام يستحق منحه "فرصة أخرى"، وإنَّ "الفرصة الأخيرة (القديمة)" للسلام لم تُسْتَنْفَد بَعْد، فـ "الإدارة الجديدة" لن تدَّخِر جهداً في مساعدتنا على تجديد وهم السلام، في كلامنا وتفكيرنا ومواقفنا وعملنا.

ولسوف نسمع مِمَّن لا خيار لديهم سوى التوفُّر على صناعة وتسويق الأوهام ذاتها كلاماً عن الأسباب التي تجعل "الإدارة الجديدة" مختلفة لجهة حاجتها إلى إنهاء النزاع، وإقرار السلام.

أمَّا الذين ذهبوا (وكأنَّهم ذاهبون على مضض) إلى أنابوليس لـ "اختبار النيَّات"، و"قطع الشكِّ بسكِّين اليقين"، فلن يتغيَّر خطابهم؛ لأنَّهم لا يملكون سواه.

إنَّه "إنجازٌ" يُعْتَدُّ به أن يقف "المفاوِض الفلسطيني" على أطلال "مفاوضات أنابوليس"، ليقول: لقد وَفَيْنا بالعهد، فنحن لم نوقِّع أيَّ "اتِّفاق" يتعارض ومبدأ التفاوض الذي استمسكنا به، وهو أن لا اتِّفاق يُوقَّع إذا لم يكن اتِّفاقاً على حلولٍ نهائية لكل المشكلات الجوهرية؛ وإنَّ "البيان" الذي قرأته رايس (على افتراض صدوره) ليس بـ "اتِّفاق".

ولكنَّ هذا "الإنجاز" سيكون لبوساً يرتديه "الفشل الكبير" إذا لم يؤسِّس لاستراتيجية فلسطينية جديدة، تُفْرِغ خيار "الحل عبر التفاوض" من كل أوهامه، وتعيد بناءه على الحقائق فحسب، وإنْ تضاءل كثيراً حجم المبنى الجديد.

وأحسب أنَّ "السؤال" الذي يجب أن يبدأ به كل شيء هو الآتي: ما هي الأسباب الفلسطينية والعربية التي جعلت إسرائيل (ومعها الولايات المتحدة) غير معنية بالسلام؟

هذا السؤال يجب أن يلقى إجابته الموضوعية، وأن تُتَرْجَم هذه الإجابة بالتغيير العملي والواقعي الموافِق لها، ولو ذهب المجيب ضحية إجابته.

وإذا كان من نتيجة إيجابية (موضوعية) لهذا "الفشل الكبير"، الذي هو في حقيقته فشل للأوهام في أن تغدو حقائق، فهذه النتيجة إنَّما هي تَوَلُّد شعور قوي لدى الفلسطينيين جميعاً بأنَّهم ما عادوا يملكون شيئاً حتى يخشون "الخسارة"، فالشيء الوحيد الذي يملكون، والذي يمكنهم وينبغي له أن يخسروه، إنَّما هو أوهامهم وقيودهم!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر إقصاء -الأقصى- عن -السلام-!
- العالم اختلف.. فهل اختلفت عيون العرب؟!
- -الإعلام الإلكتروني- يشبهنا أكثر مما نشبهه!
- -العلمائيون- و-السياسة-.. في لبنان!
- -إيراروسيا-.. هل تكون هي -الرَّد-؟!
- ثرثرة فوق جُثَّة السلام! -دولتان- أم -دولة واحدة ثنائية القو ...
- ما معنى جورجيا؟
- مات -آخر مَنْ يموت-!
- الصفعة!
- النفط -الخام-.. سلعة أم ثروة للاستثمار؟!
- -قطار نجاد-.. هل يتوقَّف؟!
- -الموت-.. في تلك الحلقة من برنامج -أوبرا-!
- طهران أفسدت -مناورة- الأسد!
- صُنَّاع الخزي والعار!
- -شاليط الأصفر- و-شاليط الأخضر-!
- ما هو الكون؟
- مؤتمرات تكافِح الفساد بما ينمِّيه!
- الأخطر في أقوال اولمرت لم يكن القدس!
- -قضاءٌ- وظَّف عنده -القضاء والقدر-!
- جريمة في حقِّ -العقل الفلسطيني-!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أسبرين رايس والداء العضال!