عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 05:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الرساله التي وصلتني من فريق العمل بموقع الأقباط متحدون يكشف تطور غريب في عمليات الأسلمة في مصر وبين الأقباط، فبعد أن كان ضد أفراد أصبح الآن يتم عن طريق استقطاب الأسرة بالكامل في مخطط استغلالي.
الفترة الماضية كان أغلب التركيز على بنات الأقباط، ويتم الاختيار بعناية فائقة في نوعية من تلتف الشبكة المنظمة حوله لاستقطابه إلى الإسلام، وذلك بعملية التحري عن الفتاةة، وظروفها الأسرية، وعلاقتها بأصحابها، وطريقة تفكيرها، ونقاط ضعفها، وماذا يؤثر عليها، وأغلب التركيز في هذه الحالات يكون عن طريق العواطف، ثم يتطور الأمر إلى أن يدخل في مراحل الشهوة الجسدية، وعندها تكون الفتاة قد وقعت في المحظور –الشرف- من ناحية الأسرة، والخوف من مواجهة المشكلة. وفي هذا تكون الشبكة ممسكة بدليل مادي يظهر سقوط الفتاة، وفي الغالب يكون عن طريق تصوير الفتاة في وضع مخل، وأمام هذا لا تستطيع الفرار، وتكون وقعت بين أنياب الوحش، وتبدأ رحلتها في عالمها الجديد كجارية ليس لها ثمن ولا يمكن أن تؤتمن من وجهة نظر أبناء الوحش على أن تكون ربة أسرة مسلمة لأنها باعت من قبل دين أبائها ولأن العقيدة تقول أن دمائها نجسة لأنها ليست مسلمة أصيلة، بل من وجهة نظرهم دخيلة، وتقع الجارية في سوء المعاملة وتكون مجرد خادمة ليس لها أي حقوق، والغريب في الأمر أن أبناء الوحش يقومون بتداول الجارية فيما بينهم، وتتنقل من مكان إلى آخر، وفي كل هذا تكون قد ساءت حالتها سواء الجسدية أو النفسية، وأخيراً المصير هو الشارع، ولكن الحالة التي قدمها فريق الأخبار بموقع الأقباط متحدون يقدم نموذج جديد في الأسلمة، وهو استقطاب كل أفراد الأسرة، بداية بالطفل ثم الإبنة إلى آخره.
ولكنني لا ألوم في كل هذا شبكات الأسلمة، ولكنني ألوم بالأكثر الأسر القبطية التي حدث بها شرخ وأصبحت جزء من العالم بكل صفاته الرديئة، وأصبحت الأسرة تعيش حالة اغتراب بين أفرادها، فلا يوجد هناك رقابة من رب الأسرة أو من ربة الأسرة، وإن وجدت تكون بطريقة استفزازية تُزيد الأمر سوءاً، وأحياناً يكون رد الفعل نوع من الانتقام من الأسرة بأن يسلك أحد أفرادها هذا الطريق نتيجة لسوء المعاملة وتفاقم المشاكل الأسرية بين العائلات، والنموذج الذي يقدمه الموقع هو أبلغ دليل على ما نقول، وهو عبرة لكل أسرة حتى تراجع نفسها وعلاقتها مع جيرانها، وعلاقة بناتنا وأولادنا معهم. علاج كل ذلك هو أن ترتبط الأسرة بعلاقة صداقه بين أفرادها، وليس بعلاقة أب وأم، و،ن تكون الصراحة لكل أسرة هي منهجها. لا بد أن نكون على وعي حتى نحطاط من الأخطار التي تحدق بنا كأقباط.
أيها الحملان أنتم تعيشون في وسط ذئاب، فكونوا حذرين على الأمانة التي بين أيديكم، التي هي بناتنا وأولادنا، حتى لا تتكرر هذه المآسي التي نراها كل يوم.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟