أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - د. سعد الدين إبراهيم:لم يفقد عقله














المزيد.....

د. سعد الدين إبراهيم:لم يفقد عقله


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 09:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أثناء تواجدي في مصر في شهر أغسطس الماضي ،شنت الصحافة القومية هجوماً شرساً وظالماً على عالم الاجتماع المصري، د. سعد الدين إبراهيم،حتى إن بعضها كتب"د. سعد الدين إبراهيم، رجل فقد عقله"، في مقالي هذا لا أدافع عنه، لأنه أقدر مني على الدفاع عن نفسه،لكن أردت أن أوضح بعض الحقائق الغائبة لأحق الحق.
التقيت بالدكتور سعد ثلاثة مرات في ثلاثة مؤتمرات،فعرفته عن قرب، قرأته فاعجبني اسلوبه السهل الممتنع، وحادثته فأعجبني حديثه المقنع،فهو كمثقف ملم بمشاكل المنطقة،مدرك لأبعاد الموقف العربي الإقليمي والدولي، وجدته على اطلاع على صناعة القرار في أوربا وخاصة أمريكا،مما يزيد من مصداقية كلامة واطلاعه على مجريات الأحداث،وهو رجل متفائل بطبعه، وخاصة بإمكانية تغيير العالم العربي وإدخالة إلى الحداثة،ففي سؤال وجهه له أحد الزملاء في أحد المؤتمرات،قال له إن الصورة قاتمة ولا أمل في إمكانية إصلاح مصر والعالم العربي.أجابه :"لماذا لا ترون من الكوب إلا النصف الفارغ؟ لماذا أنتم متشائمون ؟ فمصر بخير، صحيح أن هناك أخطاء فادحة للنظام الحاكم،صحيح أن الإصلاح يسير بسرعة السلحفاة،لكن هناك أمل في التغيير، هناك الآن صحافة حرة،هناك فكر وروح جديدة أخذة في الانتشار،نستطيع الآن نتكلم ونناقش قضايا كانت في حكم المسكوت عنه ولا نتكلم فيها إلا همساً،الآن وعلى الفضائيات تناقش كل القضايا علناً،هناك جيل جديد (وأشار إلى الحاضرين بيديه)بفكر ووعي جديد، الإصلاح قادم شئنا أم أبينا،لكنه بطيء في مصر والعالم العربي، لكن علينا أن نؤسس للمجتمع المدني، وهذه مسئولية مركز ابن خلدون الذي أديره ومسؤوليتكم أنتم كمثقفين، هناك ضوء في نهاية النفق".
لا شك أن عالم الإجتماع المصري الكبير واع بأن إصلاح مصر وغيرها من البلدان المشابهة يمر من بوابة إصلاح التعليم، وخاصة التعليم الديني، بتطهيره من ثقافة الكراهية،والعنف والجهاد والإستشهاد وكراهية المرأة، التي هي الثدي التي يرضع منها الإرهاب لبانه السامة، ويمر أيضاً -وخصوصاً- بنزع فتيل قنبلة الانفجار السكاني، التي يفجرها فيه الإخوان المتأسلمين وتلامذتهم من صناع القرار. فلماذا لا نفعل كما فعلت الصين والهند فانتقلتا من التخلف إلى التقدم الأقتصادي والعلمي والتكنولوجي، لمجرد خفضها معدلات السكان إلى الحد الأدنى، فارتفعت معدلات النمو إلى الحد الأعلى، حوالي 8% في الهند،و11,5 في الصين.ولمثل هذا فليعمل العاملون في مصر وكل أرض الإسلام المريضة بقنبلة أنفجارها السكاني.
الحرب التي تشنها الصحف القومية والصفراء على د. سعد الدين أنه ناقم على مصر، خاصة منذ خروجه من السجن، وهذا لعمري كذب كبير على رجل عالم بقامة د.سعد، فهل فيما ذكرته من حديث على لسانه ما ينم عن كرهه لمصر أو للمصريين؟؟!! حتى أنه عندما سأله أحد الزملاء عن أن جمال مبارك هو الذي سيحكم مصر بعد أبيه؟ أجاب:"وما الضرر في ذلك؟! نحن مع من يحكم مصر ويلتزم بالإصلاحات ويؤسس للمجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة الكاملة وحقوق المرأة،وحقوق الأقليات ... ما عيب جمال مبارك؟ هل عيبه أنه ابن مبارك؟ فهو مصري ككل المصريين ومن حقه أن يرشح نفسه للرئاسة، وإذا انتخبه الشعب فأهلاً وسهلاً" . هل فيما قاله عيب؟ عجباً. أين كرهه لمصر ونظامها؟!!أما قولهم بأنه يكتب في "الواشنطن بوست" ويفضح مصر،فهذه كذبة اخرى، فالدكتور سعد كعالم إجتماع يشخص أمراض مصر لقرائه بمن فيهم صناع القرار في أوربا وأمريكا ليساعدوها على التغلب عليها، فالتدخل الأجنبي الأوربي والأمريكي مرغوب ومطلوب، فبدونه لن تتم الإصلاحات المنشودة، وسأضرب مثلين على ذلك،فالجمهورية الإسلامية الإيرانية،لم توقف حد الرجم إلا بتدخل وضغط من الاتحاد الأوربي، وتركيا ألغت عقوبة الإعدام والزنا،وألغت حد الردة بضغط من الاتحاد الأوربي، فأهلاً بهذا التدخل إذا كان هو الذي سيدخلنا إلى الحداثة رغماً عنا،كالدواء المر الذي يصفه الطبيب للمريض فيأخذه رغماً عنه لأن فيه شفاءه.
أما المأخذ الثاني على د. سعد، فيتهمونه بأنه متلون ومتغير الآراء والأفكار، وهذه والله تحسب له لا عليه، بمعنى أن يتخلي الكاتب أوالمفكر عن أفكار أثبت له الواقع فشلها، فهذه علامة نضج ومرونة فكرية نادرة وجديدة على عالمنا العربي والإسلامي، انطلاقاً من القاعدة الذهبية القائلة:"كل شيء يتغير إلا قانون التغير".
فلا ضير في أن يتغير الكاتب من إسلامي إلى شيوعي،الى قومي، ثم إلى ليبرالي حسب مقتضيات الواقع، فالمثقف الجدير بهذا الإسم هو الذي يخضع فكره لمحكمة الواقع وليس العكس، فالدكتور سعد مثقف جدير بهذا الإسم، وطني محب لمصر حتى النخاع،ولو كره المتأسلمون ومرتزقة الصحافة،وهو لم يفقد عقله كما يقولون عنه بل زكاه ونماه ووسع آفاقه.
فسر على بركه الله يادكتور سعد الدين إبراهيم،أدي رسالتك التي وهبت لها حياتك، فقافلتك الحافلة بالمشاريع البناءة تسير وكلاب المتأسلمين والمأجورين تنبح،وكان الله في عونك.
[email protected]





#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتأسلمون مجانين دمويون
- حادثة جديدة من مسلسل كريه: الأقباط مستهدفون
- ثعالب المتأسلمين تجندوا: لتقويض حكومة الوحدة الوطنية
- نداء إلى الترابي وأودرغان
- فوضي الفتاوي: أدت إلى تسخيف الإسلام وقتل الأبرياء
- الدولية الإسلامية تعلن الحرب على ساركوزي
- هل سيكون مصير نبيه بري مصير الحريري؟!
- لماذا يخاف أقباط مصر من يوم الجمعة؟!
- من هم أعداء الإسلام الحقيقيون؟!
- توقفوا عن تضليل المسلمين
- هل فعلاً كرم الإسلام المرأة
- الإرهاب المتأسلم يأكل نفسه
- تحية لمؤتمر أقليات الشرق الأوسط
- أكذوبة لهم ما لنا وعليهم ما علينا
- جدوى حكم الأقليات
- الحجاب -عقدة جنسية-
- هل الأقليات طابور خامس؟!
- لماذا يهدد نصر الله بالفتنة الطائفية؟
- شعر المرأة ليس عورة
- انتفاضة المثقفين المصريين


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - د. سعد الدين إبراهيم:لم يفقد عقله