أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مؤيد احمد - يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد















المزيد.....

يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 593 - 2003 / 9 / 16 - 02:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



            
قام اتحاد العاطلين عن العمل  منذ يوم 29-7-2003  ولمدة 48  يوما،  باعتصام امام مقر الادارة الامريكية في بغداد، مطالبا بتحقيق مطالبه التي تتلخص  بضمان البطالة و بمبلغ 100 دولار لكل عاطل عن العمل او توفير عمل مناسب لهم .
 نظرة سريعة على مجريات امورهذا الاعتصام ضرورية كي تكون لدينا صورة حية لما حدث.  تضمن الاعتصام عدد من التظاهرات التي شارك فيها مئات من العمال العاطلين عن العمل،  في ظروف انفلات امني في بغداد وتحت شمس بغداد الحارقة لشهرآب، مواجهين الجنود الامريكان واحتمال خطر الرمي عليهم داهمٌ في اية لحظة، للضغط على الادارة الامريكية للرضوخ لمطالبه وجرها الى مفاوضات جادة. لقد اعتقل العشرات من المتظاهرين والمعتصمين في مناسبتين من قبل قوات التحالف        ولقوا الاهانة والمعاملة القاسية والعطش والجوع والمرض. ورغم ان الاغلبية الساحقة من المتظاهرين  كانوا من الذين  يعيشون اوضاع  الفقر المطبق ولم يكن بوسعهم دفع  حتى كلفة التنقل من بيوتهم الى مكان الاعتصام الا بصعوبة، الا انهم ناضلوا و تحملوا واستمروا باعتصامهم دون كلل.  ففي اجواء استمرارالاعتصام ظهر قادة و نشطاء  ينظمون امور الاعتصام و التظاهرات وادامة المواجهة على كل الصعد. لقد رضخت الادارة الامريكية في بغداد في بدء المفاوضات مع الاتحاد ولكن وكما تبين منذ البداية واثبت في مسارالصراع بان تلك المفاوضات كانت بالاساس تجري من اجل احتواء الاعتراض و كسب الوقت والمراوغة.   وباختصار كان مئات من العمال العاطلين عن العمل واعضاء و كوادر وقادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي يتخندقون في جبهة اعتراضية طبقية واحدة ويشنون نضالا عنيداً وحيا من خلال الاعتصام من اجل تحقق مطالب الملايين من العاطلين عن العمل في العراق.
تحولت هذه المنظمة واعتصامها وتظاهراتها، خلال الاعتصام، وخاصة في شهر اب، الى منظمة تجذب انتباه الاعلام العالمي المتواجد في بغداد. وتحولت الى منظمة محبوبة تجلب انتباه الناس في المحلات والاحياء في العراق  وقد تحولت قضيتها الى قضية مسموعة وحساسة تمس 70 بالمائة من عمال العراق. كل هذا سيبقى مكتسبا مهماً للاتحاد و نضاله، لا يمكن لاحد  تجريده من تاريخه.
ومن خلال هذا الاعتصام ايضا، اصبح معروفا لدى الجميع، بان اسم الحزب الشيوعي العمالي العراقي اصبح مقترناً بهذا النضال ومثل هذه القضايا الاجتماعية التي تمس حياة الملايين من الرجال والنساء والشباب والمسنيين في العراق. فاصبح لمن تعرف على الاعتصام بان هناك حزباً وحيداً في الساحة السياسية في العراق يقف وراء هذا العمل الاعتراضي الكبير. وبالفعل لقد اصبح معروفا في اوساط واسعة  في العراق وخارجه بان نمط عمل الحزب الشيوعي العمالي العراقي وقيادته و كوادره واعضائه هو هذا النمط من العمل والانخراط في هكذا  قضايا للمجتمع؛ اي قضية رفاهية الانسان وحريته على العموم  وقضايا الكادحين فيه. لقد اعطى نضالنا في اتحاد العاطلين واعتصامه بشكل ما الرسالة التالية للجميع : يود هذا الحزب ان تكون السلطة بيده من اجل تامين الرفاهية والمساواة والحرية  للجميع، من اجل ان يقلع  والى الابد جذور الفقر والعوز والجوع .
 اليوم ينتهي الاعتصام ولكن الصراع مستمر. ففي نفس اليوم الذي ينهي فيه الاتحاد اعتصامه سيظل هنالك الملايين من العمال في هذا المجتمع بلا عمل او مورد عيش في العراق. وبالتالي لابد وانه سيكون في اجندة الاتحاد استمرار النضال باشكال اخرى متنوعة.
ان مجتمعا قد دمر تحت تاثير سيناريو دموي نجم عن الحرب الامريكية على العراق والاعمال الارهابية والتخريبية لقوى الاسلام السياسي وفلول النظام.  ولم تعد لدى المجتمع اية افاق للخروج من قبضة الاحتلال والقوى القومية والدينية التي تريد ان تحكم العراق الا بقيام قطب الشيوعية الراديكالية واليسار والقوى المحبة للحرية والانسانية بالتدخل الاجتماعي الواسع ، وان تفتح جبهة صراع انساني واجتماعي قوي ومؤثر من اجل تغيير مسار الاوضاع . ان 13 مسيرة اعتراضيةلاتحاد العاطلين في بغداد و مشاركة مئات من العاطلين فيها واستمرار 48 يوماً من الاعتصام  ومشاركة كوادر وقادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو جزء من هذه الجبهة السياسية الطبقية التي لوحدها فقط تستطيع ان تضع حداً لكل ما يجري للمجتمع من دمار وتمزيق لبنيانه.
 لقد ادرك الامريكان بموضوعية هذه العلاقة وبوجود هذه الجبهة التي ستفتح ابواب غليان اجتماعي اكبر. لقد قاوموا الخضوع لاي من مطالب اتحاد العاطلين وهم على علم تام بارتباط تحقيق هذه المكاسب مع تزايد القوة المعنوية و السياسية للمنظمة وقطب اليسار والحزب الشيوعي العمالي العراقي.
ان الاجوبة التي رد بها الامريكان على مطالب العاطلين عن العمل واعتصامهم الذي ادى الى انهاء المفاوضات ليست بالاساس مرتبطة بتفاصيل وفورمات المطالب بل انها رد علىالمحتوى الطبقي والابعاد الاجتماعية لمطالبهم. انهم في الحقيقة لا يريدون ان يكون في اجندة الحركة العمالية في العراق مطلب ضمان البطالة ولا ان يمس احدٌ البؤس الاقتصادي والاجور المتدنية  المفروضة على الطبقة العاملة او ان يعترض عليها. ففي معرض رد  الكولونيل "كلاتنوف" ممثل الادارة الامريكية في العراق  لشؤون العمل على مطالب الاتحاد  يشير الى ان مطلب الـ 100 دولار من قبل الاتحاد هو مطلب غير واقعي ودليل على عدم
"جدية" الاتحاد في حل قضية البطالة.  حيث كما ذكر، ان الحد الادنى لاجورالعمال المشتغلين هو 60 دولار. ان الغرض من هذا النمط من الاجوبة هو الالتفاف حول المطلب، وفي الوقت نفسه، تاكيد على مسالة اخرى الا وهي الايحاء بان مبلغ الـ 60 دولار للعمال هو من معطيات الواقع الاقتصادي وغير قابلة للمس وكمقدس من المقدسات  فرضه الرأسمال وحركته. 
وهكذا الحال بالنسبة لرد "كلاتنوف" على مطلب توفير العمل للاعضاء المسجلين في اتحاد العاطلين ووصف تركيزالاتحاد على اولويتهم بالحصول على فرص العمل بالعقلية "البعثية" واحتكارمن قبل الاتحاد. انه يعطي هذا الرد في الوقت الذي يعرف بانه مطلب عادل لعشرات الاف من العاطلين عن العمل والذين سجلوا اسمائهم كي يحصلوا على فرصة عمل او ضمان البطالة. ولكنه في حقيقة الامر يريد ان يوجه ضربة للعمل الجماعي الموحد و"الاتحاد" النضالي كمفهوم والاستهانة به. ان هذا النمط من الرد هو طريقة الراسماليين والبرجوازية اليمينة التي لا تريد ان يكون هناك اي مظهر من مظاهرالعمل الجماعي ليس فقط على صعيد الطبقة العاملة بل على صعيد كل عمل جماعي تقدمي وانساني مؤثر في المجتمع. انه يريد التفرد والفردية ومحي اثر اي بعد جماعي لوجود الانسان ودفاعه المشترك عن حقوقه. انه يرد علينا في الشكل، ولكن من حيث المحتوى، انه يود الترويج للفكرة الراسمالية وينفث سمومها القائلة بان العمل الجماعي الموحد هو شئ يناقض الحرية و"الديمقراطية". وباختصار، فان اساليبهم واضحة ومفضوحة ولكن قضيتنا باقية في مكانها. ان قضية العاطلين عن العمل بحاجة الى رد وانها قضية مجتمع يريد ان تعيش جماهيره بعيداً عن الفقر المدقع. انها قضية العمال الان، ان كانوا يعملون او بلا عمل. لقد تم الاعلان عن انهاء اعتصام العاطلين  ولكن النضال من اجل هذه القضية الاجتماعية الملحة مستمرٌ، وله موقع الاولوية في اجندتنا نحن القطب الراديكالي الشيوعي والانساني في هذا المجتمع .




#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل مجلس وزارء ديني وقومي خطوة رجعية اخرى باتجاه لبننة الع ...
- مسارالاوضاع ومسالة السلطة في العراق
- في ذكرى رفيقنا العزيز منصور حكمت
- كفى انتظارا لادارة عنصرية و فاشلة ! يجب توفير الخدمات الحيات ...
- بصدد: اللجنة التحضيرية لتشكيل المجالس والنقابات العمالية في ...
- ذكرى يوم العمال العالمي، تواجه الطبقة العاملة في العراق مهما ...
- من يدعو اليوم للحرب ، ينوي قمع الجماهير بعد سقوط النظام!
- التظاهرات العالمية ضد الحرب وافتضاح دور المعارضة القومية -ال ...
- لنقوي الحركة العالمية المناهضة للحرب !
- الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !
- نص كلمة مؤيد احمد لالاف المتظاهرين في بيرن –بسويسرا
- استفتاء صدام : وسيلة قمع اخرى بيد النظام!
- لماذا الجلبي و -المؤتمر- و كتاب مأجورون يخفونحقيقة ما واجهه ...


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مؤيد احمد - يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد