أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد احمد - الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !















المزيد.....

الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 382 - 2003 / 1 / 30 - 03:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


                                                                              

إن مخاطر شن الحرب على العراق وشبحها تخيم على المنطقة بشكل متزايد. فالاستعدادات العسكرية و إرسال القطاعات العسكرية المختلفة تجري بسرعة و تامين حشد القوى الكافية لشن الحرب يقترب من حد الخطة المحسوبة لها.  فبالرغم من التصريحات المتناقضة من الجهات المختلفة التي توحي باحتمال إبعاد الحرب، غير إن إجراء الاستعدادات العملية للحرب بتلك الوتيرة المتصاعدة و المستمرة تفند كل تلك الادعاءات. إن أمريكا و بالتحالف مع بريطانيا تحاول أن تشن الهجوم العسكري على العراق إذا لم تكن هناك حركة اعتراضية   قوية و واسعة جدا على الصعيد العالمي تجبرها على التراجع.

 إن الأغراض الرجعية لهذه الحرب، كما كنا و لا نزال نقول باستمرار،  ليست من اجل نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق،  ولا من اجل إسقاط نظام فاشي يستعبد الملايين من سكان العراق. إنها حرب من اجل تجسيد السيطرة الأحادية لأمريكا على مقدرات و مصير العالم وتثبيت النظام العالمي الجديد الذي بدأت الهيئة الحاكمة في أمريكا تعمل من اجل إنشاءه منذ بداية التسعينات.  إنها حرب من اجل السيطرة الأمريكية على العالم وإخضاع الأقطاب السياسية و العسكرية و الاقتصادية الأخرى على الصعيد العالمي لمصالحها و استراتيجيها. باختصار إنها و من اجل تحقيق تلك الأهداف الرجعية و المناهضة للإنسان سوف تقتل الآلاف من سكان العراق وتدمر مجتمعا بكامله و تشن حربا كارثية تتقوي من جرائها الرجعية السياسية و الإسلام السياسي و القيم و القوى القومية العربية في العراق و المنطقة و تفرض تراجعا ماديا و معنويا أكثر على الجماهير.

بوجه تهديدات و مخاطر الحرب تتصاعد حاليا حركة ذات قوة و شمول ووسعة لا سابق لها في تاريخ الاعتراضات قبل نشوب الحروب، في أوروبا و أمريكا.  فهناك ازدياد في إبعاد و مديات الحركة المناهضة للحرب في أوروبا و أمريكا و كندا و كذلك في بعض بلدان جنوب شرق آسيا، هذا عدا الاعتراض و الاستياء ضد الحرب في جميع البلدان العربية تقريبا. حسب تقيم نشطاء الحركة المناهضة للحرب و بعض الصحف الغربية إن هذه الحركة المناهضة للحرب ، وهذا الاعتراض الواسع و الشامل الحالي بوجهها في أوروبا و أمريكا لا يمكن مقايستها بشبيهاتها السابقة لا في الستينات بوجه الحرب في فيتنام و لا في بداية التسعينات بوجه حرب الخليج الثانية. فبالإضافة إلى ازدياد نسبة المشاركة في الاحتجاجات المناوئة للحرب، تبين استطلاعات الرأي أيضا التصاعد المستمر والحاد للآراء المناهضة للحرب. فأمريكا نفسها أصبحت أيضا مكانا لهذه الاعتراضات بشكل ملموس حيث اجتمعت مئات الآلاف في أجواء البرد القارص في واشنطن كذلك في سان فرانسيسكو وغيرها من المدن نهاية الأسبوع لماضي.

إن هذه الظاهرة و هذا النمو في الاعتراض ضد الحرب هي انعكاس للتطور الحاصل في الوعي السياسي الراديكالي لدى الجمهور وتبلور مادي للعمل السياسي الناقد عند قطاعات واسعة من الجماهير ضد سياسات الهيئة الحاكمة في أمريكا و بريطانيا. إنها من حيث البعد التكنيكي نتيجة لمتغيرات العالم الحالي و سهولة الاتصالات وعهد الانترنيت وعولمة السياسة في العالم المعاصر، ولكن من حيث المحتوى الطبقي، فإنها انعكاس جلي لعودة المسائل الأساسية لقضايا الإنسان و حقه في العيش دون الحروب وحقه في الرفاهية الحرية المساواة و الطمأنينة إلى مركز السياسة في هاتين القارتين.

إن توسيع رقعة هذه الحركة المناهضة للحرب وانتصارها في إفشال مخطط الحرب يكون خطوة مهمة و حيوية ليس فقط في إبعاد مخاطر محدقة بالبشرية نتيجة الحرب المحتملة،  بل في إنهاء عصر الجمود و اللامبالاة السياسية لدى الجماهير في أوروبا و أمريكا أيضا. إن الجماهير تواجه الحقائق السياسية والوقائع العنيدة لعالم اليوم الذي تسوده مخاطر الارهاب و إرهاب الدولة لأمريكا و حلفائها و إملاء مصالحها الاستراتيجية على العالم قاطبة.  فبدون المبادرة و التدخل السياسي الفعال و العمل المباشر لا يمكن كبح جماح إرهاب الدولة و الغطرسة العسكرية الأمريكية و حلفائها و ووضع حد للارهاب الاسلامي ايضا. فهذه بدأت تدخل الوعي العام و تشكل المنطلقات السياسية و الفكرية لدى الجماهير في نضالها.  وبكلمة، فان البشرية المتمدنة المعاصرة تريد أن تكون لها كلمتها بوجه الغطرسة العسكرية وحروب وإرهاب الدولة لأمريكا وحلفاءها وهذا هو لب ومعنى الاعتراض الحالي.

إن بعض الأقسام من اليسار التقليدي الهامشي في اوروباو أمريكا الذين لا يزال يطرحون فكرة الائتلاف السياسي مع الإسلام السياسي تحت ذريعة توسيع القاعدة الشعبية للاعتراض بوجه الحرب واحترام التقاليد الاسلاميةو الحركة الرجعية الإسلامية بوصفها ملتحمة بـ “الجماهير"، لا يمكنها أن تسيطر على توجهات هذه الحركة العارمة الحالية المناوئة للحرب و قولبتها في إطار الايدولوجيا الشعبوية المتخلفة و القوالب الجامدة السياسية. فلا يمكن أن تجد المساومة مع الإسلام السياسي و الحركة القومية العربية أي صدى داخل حركة واسعة راديكالية كتلك التي نراها اليوم. إن تقديم  ذرائع مثل عدم "الوقوع في العنصرية"، من قبل قسم من اليسار،التي ليست إلا عنصرية مقلوبة، لتبرير مجاملته و ائتلافه السياسي مع  الاسلام السياسي و القوميين العرب يكون موضع ازدراء واستياء الجماهير المعترضة في أوروبا و أمريكا. 

إن المسالة الأساسية اليوم هي ان هذه الحركة العالمية أمام اختبار كبير و أمام منعطف تاريخي عظيم فيما يتعلق بمدى قدرتها على التأثير على مجرى الأحداث و إيقاف أمريكا لشن الحرب على العراق. إن هذه الحركة تستطيع أن تتقدم إلى الأمام فقط عندما يكون لها أفقا سياسيا راديكاليا ينظر إلى العالم الحالي بوصفه عالما واحدا و قضاياه واحدة غير قابلة للتجزئة. فلا يمكن تطبيق المعايير المزدوجة على تطلعات الجماهير في الحرية المساواة و الرفاهية و العدالة و الإنسانية على سكان أية بقعة من الكرة الأرضية. إن مستقبل هذه الحركة مرهون بمدى إشاعة الافكارالانسانية التحررية للبشرية المتمدنة والطبقة العاملة و الشيوعية العمالية في أوساطها.

إن الحركةالمناوئة للحرب والعسكرتارية بحاجة إلى متحدثين شيوعيين عماليين و راديكاليين انسانيين على المسرح  العالمي و إلى خطباء و فعالين عالميين يقولون و يكشفون على الملء كامل حقيقة العالم الحالي و يفضحون النظام الرأسمالي العالمي و تياراته البرجوازية و قطبي الإرهاب العالمي و يرفعون الستار عن أكاذيب الطبقة الحاكمة في أمريكا و الغرب و جرائمها بوجه البشرية. إنها بحاجة إلى أناس ينظمون مزيدا من الاعتراض و تجميع القوى  بوجه  العسكرتارية و الإرهاب و الحرب التي تهدد بها البشرية و بوجه الإسلام السياسي والفانتزم الدينية و الحركة القومية أينما كانت. إن الآفاق السياسية التحررية و الداعية للمساواة و الإنسانية باستطاعتها أن تتحول إلى قوة كبيرة في ميدان هذا الصراع.

فكما إن الوقوع في ذيلية الإسلام السياسي و آفاق الحركة القومية العربية، مثلما يمارسه  قسم من اليسار، يضر بالحركة المناهضة للحرب من الأعماق، كذلك يجب أن تكون الرؤى واضحة أيضا فيما يتعلق بالطابع العالمي لهذه الحركة.وبالتالي ومن الزاوية الأخرى فيجب أن لا يكون للمحلية الضيقة أي صدى داخل  النضال ضد الحرب و العسكرتارية. إن طريق خلاصنا في العراق و النضال التحرري للطبقة العاملة والجماهير المحرومة تعطي الثمار بشكل أكثر عندما تكون الحركة المناهضة للحرب تتقدم بخطى عظيمة نحو الأمام وعندما تتبنى هذه الحركة أفقا عالميا تتدخل في قضية تحرر الإنسان أينما كان، وعندما تنتصر في صراعها الحالي. إن النضال الجدي و المثمر لأجل الخلاص من براثين النظام البعثي هو في الدفع بالحركة المناهضة للحرب إلى الأمام بكل قوة و النضال من اجل إيصالها إلى أقصى الحدود و تحقيق هدفها الآني في إيقاف و إنهاء مخاطر الحرب.

إن طابع المعارضة على صعيد العراق أصبح عالميا أيضا. فالجبهة المناهضة لتطلعات الجماهير المجتمعة في الـ INC تتحالف بشكل علني مع أمريكا و تخدم مصالحها في شن الحرب من جهة و القوى القومية العربية و الإسلامية المختلفة في المعارضة أيضا تتحالف مع تيار الإسلام السياسي في أوروبا و غيرها من البلدان على الصعيد العالمي لتحقيق أهدافها. إن الحركة الشيوعية العمالية و الحزب الشيوعي العمالي العراقي و الحركة التحررية للطبقة العاملة و الجماهير الداعية للحرية في العراق أيضا، لها جبهتها العالمية، جبهة الطبقة العاملة العالمية و نضالها التحرري و جبتها المتمثلة في الحركة التقدمية و العلمانية الحالية المناهضة للحرب العسكرتارية. إن على الحركة المناهضة للحر ب أن تكون لها كلمتها تجاه الملايين من جماهير الطبقة العاملة و الشباب و النساء و الأطفال الذين يرزخون تحت أيدي الاستبداد القومي العربي المتمثل بالنظام البعثي الفاشي. إن تطور الحركة المناهضة للحرب و وصولها إلى الموقع الذي يؤهلها أن تنهي مخاطر الحرب المرتقبة على العراق سوف يعطيها القوة لان تساند بحزم نضال الجماهير في العراق صوب إسقاط النظام كجزء من أجندته الثورية و الإنسانية الغير قابلة للفصل.

إن المهمة الحالية الأكثر إلحاحا هو أن لا تسمح لأمريكا و شريكتها في الجريمة، بريطانيا، بان تشنا حربا كارثية على العراق و أن تتطور الحركة المناهضة للحرب إلى الأمام. فأهمية إنجاز مكتسبات كهذه تكون لها أهمية تاريخية عظيمة و تفتح المجال أمام مسار التطور السياسي في هذه الدول و غيرها من دول العالم لصالح الطبقة العاملة و الجماهير الداعية للحرية.

 

 

 



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص كلمة مؤيد احمد لالاف المتظاهرين في بيرن –بسويسرا
- استفتاء صدام : وسيلة قمع اخرى بيد النظام!
- لماذا الجلبي و -المؤتمر- و كتاب مأجورون يخفونحقيقة ما واجهه ...


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد احمد - الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !