أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ما هي جريمة القرآنيين؟














المزيد.....

ما هي جريمة القرآنيين؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنه لمن قبيل المفارقات المرة والمؤلمة، والمشكوك في دوافعها وبواعثها، أن يـُضيـّق على رموز التنوير والعلمانية والعقلانية والتسامح في مصر ويفسح في المجال لرموز التخلف والبداوة والتجهيل والتخدير والتسطيل لترويج الضلالات والزعبرات المفبركة والأحابيل، كأن يـُنفى الدكتور أحمد صبحي منصور بسبب من بطش وبلطجة غلاة الأزهريين إلى ما وراء المحيطات والبحار، ويهجـّر نصر حامد أبو زيد ويهدد بالطلاق والتفريق، ويسجن نبيل عبد الكريم سليمان الشاب الأزهري في غياهب الظلمات وعتمة الزنازين، وتكفـّر د. نوال السعداوي وتطارد كعتاة القتلة المجرمين، ويهدر دم رواد آخرين، وتقدم الساحة الفكرية لقمة سائغة للمشعوذين والسحرة المهرجين كزغلول "الفشار"، وعزت عطية صاحب فتوى الإرضاع الشهيرة، وعمرو خالد أبو الروايات البدوية الرومانسية الخزعبلاتية، إضافة لشيوخ الكاسيتات المتاجرين بالدين من صنف " بتاع كلو"، والضاحكين على ذقون بسطاء المصريين.

و"كـَحــَّّل" الأمن المصري المتحالف مع الجماعة "المحظورة"، سلسلة إجراءاته الوقائية فجر يوم الاثنين الماضي باقتحام غير قانوني، وغير شرعي لمنزل الدكتور أحمد صبحي منصور، واعتقال السيد عبد اللطيف محمد سعيد (الأخ غير الشقيق للدكتور أحمد صبحي منصور)، الذي "ضبط" وهو يمارس، وبكل أسف، نشاطاً تنويريا مريباً لا يتوافق مع السياسة الرسمية المعلنة للنظام المصري، والتي أصبحت واضحة وضوح الشمس، وتقضي بنشر الجهل والتسطيح والتسطيل العام، ومحاربة تيارات التنوير، والفكر، والرأي العصري الحديث. كما شملت الاعتقالات السيد أحمد دهمش، و السيد عبد الحميد محمد عبد الرحمن (الشهير بـ"وليد")، والذين يكتبون، و"ياللعار والجريمة النكراء"، في موقع أهل القرآن، و يشاركونه في حواراته الفكرية. وللعلم فقد تم اقتحام بيت الدكتور أحمد صبحي منصور الكائن بالمطرية، في مساء يوم الأربعاء 30 مايو/أيار، و صادرت ما فيه من ممتلكات، واعتقلت السيد عمرو ثروت الباز (قريب د. منصور و الباحث بمركز ابن خلدون و الذي تصادف وجوده في الشقة للمبيت).

ويعتبر الدكتور أحمد صبحي منصور "منظـّر" وشيخ القرآنيين في مصر، والذي يتبنى منهجاً يعتمد، بشكل عام، على القرآن كمرجع ومصدر وحيد في مختلف المسائل الفقهية والشرعية. ويقول د. منصور بهذا الصدد: "يؤمن القرآنيون بالقرآن كمصدر وحيد للإسلام وشريعته، و أن هذا المبدأ موجود منذ عهد الإمام أبي حنيفة إلي أيام الإمام الشيخ محمد عبده". ويعترض الدكتور منصور علي وصف القرآنيين بالجماعة، وقال: «هذا يوحي بأهداف سياسية»، وهو أمر غير صحيح بحكم أنهم يمثـّلون منهجاً فكرياً مبنياً علي التسامح والاختلاف في الرأي، وأكد أن عملهم قائم علي الإصلاح السلمي ضد التخلف والتطرف والدعوة للديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال القرآن الكريم.

وبهذا، فجماعة القرآنيين ليسوا جماعة أو طائفة، وإنما هم تيار فكرى يدعو إلى الإصلاح السلمي للمسلمين دينياً، وسياسياً، وثقافياً من داخل الإسلام. وبسبب من مواجهتهم للاستبداد و الفساد وتصديهم لجماعة الإخوان المسلمين "المحظورة" (لها 88 نائباً فقط لا غير في البرلمان المصري وهذه واحدة من المفارقات السياسية الغريبة غير المفهومة والتي تعصى على الفهم والتأويل)، وتيارات الإرهاب والتطرف، فهم ضحية لفتاوى التكفير و حملات الاعتقال، والتي تأتي الاعتقالات الأخيرة ضمن هذا السياق الممنهج. وقد بدأت سلطات الأمن المصرية موجات الاعتقال ضد القرآنيين اعتباراً من العام 1987 حيث كانت الموجة الأولى، وأعقبتها الموجة الثانية في عامي 2000-2001، وهذه الحملة الثالثة التي كانت بتهمة أن المعتقلين كانوا يخططون لـ" جريمة" إعادة كتابة مؤلفات الدكتور منصور المنشورة سابقاً، لإعادة نشرها على موقع أهل القرآن، وذلك طبقا لمشروع تبنـّاه ( المركز العالمي للقرآن الكريم)، ونشروا مقالاً عنه بعنوان ( رحيق العمر مجانا ). فهل لنا أن نتساءل بعد تلك المعمعة البوليسية، والاستعراض الأمني البطولي الكبير ما هي الجريمة التي اقترفها القرآنيون لكي يعاملوا بهذا الشكل البدائي المهين، وهل في نشاطهم الفكري السلمي العقلاني ما يعرض أمن الدولة والمجتمع لأي خطر وشيك؟

ليس من البراءة البتة، في هذه الحالة، استهداف هذا التيار الفكري، في هذا الوقت، الذي يتزامن مع تداعيات فتوى إرضاع الكبير المثيرة والغريبة، والتي شتـّت وقسمـّت الشارع الإسلامي، وعرّت شيوخ البلاط السطحيين، ووعاظ السلاطين المرائين، والتي تأتي ربما نصرة لمؤسسة الأزهر التي اهتز عرشها الوصائي، وتداعى كبرياؤها التاريخي، وفضح مضمونها الفكري، بترهات شيوخها البعيدة عن كل منطق وعقل وضمير. وكان من الأجدر، والأجدى للسلطات المصرية، أن "تحجر" على أولئك المفتين المهرجين وتطلق فوراً، ودونما إبطاء، سراح هؤلاء المعتقلين من القرآنيين. وأن برمجة الاعتقالات، وبشكل متعمد مستفز وحيد، باتجاه التنويريين، والعقلانيين، والعلمانيين يوحي بأكثر من مجرد تواطؤ مريب مع الجماعات التكفيرية، والسلفية، والإرهابية الظلامية، وربما يتعداه إلى تحالف استراتيجي، ذي مضامين جيو- سياسية قحة، ظاهرة وبعيدة المدى، ترمي لرهن مصر كلية وإلى أمد غير محدد بقبضة الظلاميين السلفيين وأمرائهم الطالبانيين، وإنهاء الدور الريادي والحضاري لمصر، والذي تبوأته في المنطقة لحقب مديدة من السنين، هذا إذا تبقى، أصلاً، ثمة دور في ظل هذا التهريج المرير، وصبغها بشكل مطلق، ونهائي، بصبغة الزمن البدوي القاحل الأغبر الضحل الشحيح.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنت قاضياً!!!
- عُلماء الأمّة
- د. أحمد العبادي: وفضائح الديمقراطية العربية
- نهاية عصر الدجل القومي
- لماذا يستهدفوننا؟
- أمة إرضع !!!
- مبروك لإسرائيل
- لا حياء في السياسة
- خرافة الدولة الدينية
- لا لتركيا الإسلامية
- شكراً فينو غراد
- من يشتري الهوية العربية؟
- حوار مع آفاق
- لماذا لا يكرهوننا؟
- هل العولمة شريرة؟
- هل كانت الأديان ضرورية؟
- الاتجاه المعاكس
- وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!
- توضيح حول مؤتمر زيوريخ
- أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرها ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - ما هي جريمة القرآنيين؟