أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصدق الحبيب - آهٍ ، لو يتقاتل المتطرفون مع بعضهم














المزيد.....

آهٍ ، لو يتقاتل المتطرفون مع بعضهم


مصدق الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 11:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ابتلت الشعوب منذ القدم بلعنة التطرف في كل مجالات الحياة، ولاسيما مجالي السياسة والدين. والسبب العقلاني لتركز التطرف في هذين المجالين بالذات يكمن في توافرالعامل المشترك الاكبر بينهما وهو امكانية السيطرة القسرية العدوانية على الاخرين والتي تعتبر، مع الايمان الاعمى بالنفس، من الميزات الرئيسية الاولى لذهنية التطرف. فالغرض الاول لمتطرفي السياسة هو الصعود على اكتاف الاخرين واستلام مقاليد الامور بأي ثمن، والغرض المقدس لمتطرفي الدين هو وكالة الله في الارض، بل احيانا يصل هذا الغرض الى القيام مقام الله والغاء دوره بالكامل. ويبتلي بهذا النوع من التطرف بشكل خاص الاديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام.

يشهد العالم منذ عدة سنين استشراس وحشي استثنائي للتطرف الاسلامي وتصعيد جنوني لمخططاته الاجرامية واساليبه الارهابية ، الامر الذي يفسر هذا الطوفان الديني الذي اجتاح البلاد العربية وقض مضاجعها ، والماضي قدما وحثيثا في انزال الكثير من الكوارث التي ستشهدها بهول ايامنا وسنيننا القادمة، وفي احلال الدمار الذي سيعم البلدان والاقاليم العربية والاسلامية الواحدة تلو الاخرى ويشيع فيها كما يشيع الوباء في حقل الدواجن. بل، ومن دون ادنى شك، هو الامر الوحيد الذي يقف وراء تخريب العراق وافناء شعبه وتحطيم منجزاته. وليس بعاقل في هذه الارض على الاطلاق من يصدق بان سبب مايجري من موت وخراب تقشعر له الابدان هو الاحتلال الامريكي بالرغم من ان الاحتلال يقف كعامل رئيسي للتصعيد وكحجة مقبولة لاستمرار اراقة الدماء. كل العقلاء يدركون ان مايجري في العراق كان من المحتوم ان يجري بعد سقوط النظام البعثي الفاشي حتى لو لم يكن لامريكا اي علاقة بالسقوط ، ولو لم يطأ ارض العراق جندي واحد من جنودها. بل ان كل الدلائل المنطقية تشير بانه كان من الممكن ان يكون مستوى العنف اضعافا مما هو عليه الان ولكن لمدة اقصر حيث ان مستوى العنف الذي يفوق الحدود والتصور وخلو الساحة من الدخلاء كان سيسهم في تسريع تغلب جهة ما على اخرى، الامر الذي يعود بالطبع الى دوران اسطوانة الاستبداد والظلم والقهر المشروخة من جديد. فالامر اذاً سيّان، تحت الاحتلال وبدونه، وهذا مايؤكد من جديد على حقيقة التطرف في السياسة والدين المذكورة آنفا، ويشير باصابع الاتهام مرة اخرى نحو اولئك الاوباش الذين يغالون في معتقداتهم دون حدود ويمعنون في خطاياهم دون ضمير فيجعلوا من سياساتهم ودينهم عبوات ناسفة تجلب الموت والخراب لكل ماهو حي وعامر.

والسؤال الاكثر الحاحا على النفس هو: لماذا لايقتتل المتطرفون المختلفون مع بعضهم طالما ان كل طرف منهم لايجد الحقيقة المطلقة الا في نفسه، وكذلك لايجد الخطيئة المطلقة الا في الجانب المخالف؟ اليس من المنطق ان تتناحر هاتان الجهتان المتطرفتان ويسلم من شرورهما الوسط المعتدل الاكثر اتساعا والذي لايتخذ من الحقائق والخطايا المطلقة مذاهبا مقدسة تستوجب من اجل فرضها فناء النفس وفناء الاخرين ؟؟ أليس من العظيم ان يتقاتل اولئك الاشرار مع بعضهم تاركين الابرياء من الناس على حدة؟ أليس من حكمة القدر ان ينهك الاقتتال والموت من يتبنى فلسفة الموت ويحمل رايتها عاليا؟ اليس من كرم الحياة ان ُيلفظ الى مستودع القاذورات كل من يرفض التعايش مع ابناء جلدته ويسعى الى فنائهم؟ اليس من عظمة هذا الكون المتوازن ان يظل اولئك السفاحون المجرمون يقتلون بعضهم البعض ويأتون على نهايتهم الشاملة بتصفية وتطهير ذاتيين لايدفع ثمنها من ليس له لاناقة ولاجمل ، وليس من ينتمي لهذه النحل او تلك الملل؟ اليس من الصحيح والواجب ان يسود الذي يحب ويسالم ويبني ويزول الذي يكره ويعادي ويهدم؟ اليس هو منطق الطبيعة ان يكون البقاء للافضل؟ وأخيرا، أليست هي مسيرة التأريخ ان يكتب المجد لابطال الحياة والخزي والعار لاعدائها؟



#مصدق_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الزهاوي: انتكاسة اخرى للثقافة العراقية
- لا تضيّعوا الفنان محمود صبري
- لاتضيّعوا الفنان محمود صبري
- المصالحة الوطنية:تساؤلات في التجربة العراقية وتأملات في تجار ...
- فوز شذى حسون: رسالة الفنانين ضد رسالة الاسلامويين
- الليلة التي حملتني فيها الملائكة الى الجنّة
- حول اصول واخلاق الحوار البرلماني
- تصميم مقترح للعلم العراقي الجديد
- حول تسييس الثقافة وأدلجة الفنون والآداب
- عن العلمانية والدين والسياسة
- حول جدليّة المعيار الجمالي في الفن والادب
- عبد الكريم قاسم: النزاهة الاسطورية والشموخ البطولي
- من صنع العنف عبر التاريخ
- حول منهج التجريد التشكيلي
- اجابات سريعه حول اخطاء شائعه: وقفه لغويه مع الدكتور عدنان ال ...
- عن المحكمه والديموقراطيه
- القاضي والسفاح وهيبة المحكمه
- حول عملية الخلق والابداع في الفن والادب
- حول حرية التعبير الفني والادبي
- فلنرفع للعراق الحر علما جديدا


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصدق الحبيب - آهٍ ، لو يتقاتل المتطرفون مع بعضهم