أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصدق الحبيب - الليلة التي حملتني فيها الملائكة الى الجنّة














المزيد.....

الليلة التي حملتني فيها الملائكة الى الجنّة


مصدق الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم افكر في الجنة قط !ّ ولم اشغل ذهني يوما في فلسفة وجودها.. لكنني وجدت نفسي محمولا اليها ليلة الخامس من تشرين الثاني عام ست والفين. جاءت لي الملائكة لتحملني بين الغيوم وتمنحني الفرصة ان اتطلع من علو على الاحتفال المهيب الذي اصطف فيه اكثر من مليوني شهيد بملابس بيضاء كالوفر، وانتظموا بفرق ومجموعات متتالية تكبر وتكبر مثل الحلقات التي يحدثها سقوط حجر في الماء ..كانت هذه الجموع تحمل يافطات باسماء الفرق التي تمثلها ..تمكنت من قراءة اليافطة التي حملها الفريق الاول الذي تقدم الجموع ، وقد كتب عليها "ضحايا الثامن من شباط الاسود" فيما رفع الفريق الاخير يافطته المعنونة "ضحايا الارهاب البعثوسلفي" وكان واضحا ان ارى من بين هذا الفريق النساء والرجال، المسنين والرضع، البنات والاولاد، المعوقين والمرضى. كانت هذه الجموع الغفيرة تحمل شموعا متوهجة وهي تطوف على واحة صغيرة تفجر فيها نبع رقراق، وانتصبت في وسطها نخلة محملة بالتمر، اكتظت على سعفها العصافير والحمائم ذات الاشكال الفاتنة والالوان الخلابة. رأيت آلافا من النساء الجميلات يلبسن ملابسا وردية ويحملن سعف النخيل..قالت لي الملائكة : انهن ارامل وامهات واخوات الشهداء ..كما انني رأيت آلافا من الاطفال بعمر الزهور يتقدمون الجموع وهم يحملون قناني الحليب ولعب ملونة صغيرة. قلت... فأكملت الملائكة: نعم، انهم ايتام الشهداء ..وفي ركن آخر من هذا الحفل الجليل امتدت ملايين اخرى من الجياع والمغيبين والمنفيين والمسحوقين والمظلومين والمضطهدين. بدأت مراسيم الاحتفال بدخول ضبع هرم رث الى وسط الواحة وهو يتقدم مجموعة صغيرة من الكلاب المسعورة السائبة التي كان واضحا انها لم تولٍ اي انتباه لجمهور الحضور لانها مازالت تلعق مؤخرة الضبع الذي بدا عليه ينبح ويعوي دون ان يسمع احد منه اي صوت..لمحت في الافق عدة مجموعات صغيرة من الكلاب السائبة التي كانت تشم الارض مقتفية آثار الضبع والمجموعة الاولى باتجاه الاحتفال. تطلعت مرة اخرى الى وجوه الشهداء والمعدمين والجياع فرأيتها تطفح بالنور وتشع بالرضا وتتألق بالسعادة .وبقيت انتظر مواد الاحتفال التالية، وزاد انتظاري، وكثر قلقي ، وبدا تضايقي ونفاذ صبري لمعرفة بقية مراسيم الاحتفال ..لكن شيئا لم يحدث سوى وصول مجموعات اخرى من الكلاب التي كانت تنبح وتنبح حتى تهئ لي ان عروق اعناقها تكاد تتفجر دون ان يسمعها احد.. سألت: مالذي يحدث بعد هذا ؟ قالت الملائكة: ستظل الكلاب تنبح وتعوي.. وستزداد وجوه الشهداء نورا وتألقا.. وسيظلون واقفين مبتهجين يحملون شموعهم في هذا الحفل الهادئ الى ان يستنفذ الضبع كل قواه فيسقط ميتا، ويسقط آخر كلب مسعور بعده.



#مصدق_الحبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اصول واخلاق الحوار البرلماني
- تصميم مقترح للعلم العراقي الجديد
- حول تسييس الثقافة وأدلجة الفنون والآداب
- عن العلمانية والدين والسياسة
- حول جدليّة المعيار الجمالي في الفن والادب
- عبد الكريم قاسم: النزاهة الاسطورية والشموخ البطولي
- من صنع العنف عبر التاريخ
- حول منهج التجريد التشكيلي
- اجابات سريعه حول اخطاء شائعه: وقفه لغويه مع الدكتور عدنان ال ...
- عن المحكمه والديموقراطيه
- القاضي والسفاح وهيبة المحكمه
- حول عملية الخلق والابداع في الفن والادب
- حول حرية التعبير الفني والادبي
- فلنرفع للعراق الحر علما جديدا


المزيد.....




- تونس ـ السجن لرئيس الحكومة الأسبق ومسؤولين سابقين في قضية -ا ...
- مصر.. البلشي يحسم مسألة سباق نقيب الصحفيين
- لبنان يعرب عن تضامنه مع سوريا في وجه -الاعتداءات الإسرائيلية ...
- الولايات المتحدة تلغي نظام الإعفاء من التأشيرة مع رومانيا
- توصيات الجامعة الربيعية لأطاك المغرب المنظمة بالرباط أيام 25 ...
- ناشطة بأسطول كسر الحصار: قلقون من احتمال حدوث هجوم إسرائيلي ...
- كيف استخدمت الدعم السريع المسيّرات لتغيير مسار الحرب؟
- غارات إسرائيلية جديدة على سوريا ودوي انفجارات في دمشق
- محللون: إسرائيل تستثمر هشاشة الوضع بسوريا لفرض وقائع ميدانية ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مناطق متفرقة في سوريا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصدق الحبيب - الليلة التي حملتني فيها الملائكة الى الجنّة