أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - علاجنا خارج العراق















المزيد.....

علاجنا خارج العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتم معالجة المسؤولين خارج العراق ، ويتم فحص المسؤولين في الأردن ، وتتم معالجة بعض منهم في أيران ، ويفتقر المواطن العراقي لأبسط مستلزمات العلاج .
وتقوم قناة فضائية بمد يد العون الى أطفال وأناس يستحقون المعالجة فتنفق عليهم من مال مالكها ، ويمد بعض الأغنياء أياديهم لأنقاذ بعض العراقيين المرضى ، لمعالجتهم خارج العراق ، وهكذا صار من يريد الثواب إن ينفق على بعض مرضى اهل العراق !! .
في حين يبقى المواطن العراقي تحت رحمة الأدوية التي انتهى مفعولها ، أو غير المعتمدة طبيا ، وغير ذات الصلاحية والفعالية التي تعتمدتها شركات الدواء ، ويبقى المواطن العراقي يتحسر على وجود مستشفى يليق بالأنسان ، ويتوفر بها الدواء الذي يعالج الأمراض التي انتشرت بين اجساد العراقيين ، انتشار النار في الهشيم .
لم يزل السؤال راكسا في صدر المواطن العراقي ، الا تكفي اربع سنوات لبناء مستشفى تليق بالعراق ؟ مستشفى واحد ولو في كوردستان ؟ هل لم تعد تكفي الاموال أو ايرادات النفط التي لم يشمها العراقي الا في صور الصحف والمجلات ؟
كيف فات على المسؤولين في عراقنا الجديد إن يقوموا ببناء مستشفى يستقبلهم وحدهم شخصيا مثلما تستقبلهم المنطقة الخضراء ، كيف فات عليهم إن يخصصوا تلك المستشفى التي تتوفر بها الأجهزة والمعدات الحديثة لمعالجة أقاربهم واهاليهم فقط ، فأن المواطن العراقي يشعر كم العراق بحاجة لهم وهم يضيعون وقتهم الثمين ويرسمون العراق الجديد ، وسيضمن اربع سنوات اخرى لهم في مراكز المسؤولية لعل خاطرة ما أو فكرة تخطر في بال احدهم فلا يكلف نفسه عناء السفر الى دول الجوار ، ويتم تشييد مستشفى مثل مستشفيات العراق في الزمن البائد .
كيف لم يفكر المسؤولين وهم يتنافسون في السفر الى دول الغرب ( للعلاج ) أو النقاهة ، ليقوموا بتشييد مستشفى واحدة خلال مدة الأربع سنوات التي تعني اكثر من الف واربعمائة يوم بحرها وبردها ، وبقضها وبقضيضها ، دون إن تخطر على بال احدهم في برلمان العراق الجديد إن يدعو لتشييد مستشفى ومعها الاجهزة الحديثة ، حتى وعلى الأقل إن يتم اختصار المسافة وعناء الطريق ومفاجأت الإرهاب وقاكم الله شره المستطير .
كل المسؤولين يهرعون الى خارج العراق للعلاج والفحوص الا المواطن العراقي ، وكل المسؤولين يخشون على قلوبهم واجسادهم المتهالكة ، الا المواطن العراقي ، وكل المسؤولين يقطعون كل تلك المسافات بالطائرات الا المواطن العراقي ، وكل المستوصفات التي يقصدها المواطن العراقي لاتعالج قلبه ولا جسده المتعب والمليء بشظايا الانفجارات ورصاص الأخوة الأعداء ، غير إن للمسؤولين لغة اخرى وخطة اخرى لايستوعبها المواطن العراقي ولايفقه ما فيها ، فعودة العلاج الى الأعشاب الطبية والتداوي بالأدعية طريق لابد من سلوكه ، ورحمة الله وعنايته خير من الف طبيب .
ولذا قرر المواطن العراقي إن يترك امره وأمر القائمين على حكومته من المسؤولين الى الله ، ويترك ايضا الحكم لله بعد اربع سنوات عجاف ذاق بها الأمرين ، ودون إن يجد مستشفى واحد في العراق يجهز باجهزة تعالج وتشخص امراض اهل العراق .
فلا اهل البصرة يستحقون ذلك المر ولاحتى اهل كوردستان ، ولايمكن إن تكون المستشفى بالحلة أو حتى الانبار والنجف ، وقد زاحمت الكتل الكونكريتية في بغداد كل المساحات فصار امر انشاء مستشفى عسيرا على الغيارى من المسؤولين ، ولايعتب المواطن العراقي حتى لو تم تشييد المستشفى داخل المنطقة الخضراء نفسها !!
ومادام الأمر يتعلق بمخصصات السفر ومنحة العلاج ، ومادام الامر يتعلق بأماكن طبية لاتشخص المرض فقط ، بل تعطي الدواء الحقيقي والعلاج الشافي ، فلينتظر ابن العراق اربع سنوات اخرى وسيرى إن المستشفى قد وضع حجر الاساس له من قبل المسؤول وسيتم تشييده إن بقي حيا بأذن الله .
للمسؤول افضلية على العراق والعراقيين ، ولهذا يستوجب الامر إن نزف له التهاني بعودته من علاجه خارج العراق ، وعلى المريض العراقي إن يرتفع على جراحه ونكبته الصحية ويسارع للهتاف والتصفيق فقد عاد ابنا بارا للعراق من علاجه في الخارج ، وعاد الى مكانه الشاغر الذي لم يستطع إن يشغله احد ، ولله في خلقه لشؤون .
عاد المسؤول ومكانته ومكانه محفوظين ، ورواتبه ومخصصاته محفوظة ، وسيصرح في الفضائيات بأنه يناضل من اجل عراق موحد تسوده العدالة ويعمه الخير ، وليس للمواطن إن يسأل اين هو الخير ؟ فثمة غيوم قادمة تحمل مطرا واملاً منذ سنوات القحط ، وسيعمل على إن تكون للمواطن العراقي مستشفى لاترغمه السفر الى خارج العراق للعلاج ، فنحن بلد نفطي ولانختلف بشيء عن اخوتنا اهل الخليج ، بالرغم من ازمة النفط والبانزين والغاز التي نمر بها منذ سنوات وهي أزمة مفتعلة تركها لنا ارثا النظام الصدامي البائد لعنه الله .
وحتى يمكن إن يفكر المسؤول في وزارة النفط بان كلماته ستحل محل الأمل وسيعلقها اهل العراق لافتات في بيوتهم ، ومن ثم يقوموا بتفصيلها ملابس لأولادهم ، عليهم إن يتحملوا الأزمة التي ستحل قريبا بأذن الله ، فثمة اربع وزراء للنفط تعاقبوا على كرسي الوزارة المتين لم يستطيعوا حلها ( لشدتها ) ولعدم تعاون الأعداء من الإمبرياليين والصهاينة على ذلك .
ياسبحان الله على مشاكل المواطن العراقي الذي يريد كل شيء ويضع فوق كاهل المسؤول احمالا ثقيلة ، بالرغم من مرضه وحاجته للسفر خارج العراق للعلاج .
وكي يضطر المسؤول الى كشف حقيقة لامفر من كشفها ، لابد من أن نسأله هل إن الأطباء في بلدنا غير قادرين على تشخيص الأمراض ؟ وهل تتوفر فيهم تلك الطاقات والأمكانيات التي توفر ثقة المسؤولين بعملهم ؟ وهل إن الأجهزة التي يعملون عليها تتناسب مع التطور الطبي والفني المنسجم مع تطور دول الله ؟ وهل يتم اعطاءه دواء انتهى مفعولة أو انتجته شركة محلية غير معروفة ؟ هل فكر هذا المسؤول بأعداد العراقيين ممن يحتاج الى علاج بهذه الأجهزة ؟ وهل فكر هذا المسؤول في توفير الدواء الفعال والمعتمد دوليا في العلاج ؟
ترى ماهو دور المؤسسات الحكومية وهي تشاهد العطف والمساعدات التي يمنحها بعض على شعب البترول العراقي ؟ وما ذا تم توفيره من خدمات لهذا المواطن الذي بح صوته من الهتاف والصراخ ، معترضا تارة واخرى تأييدا لهذا المسؤول حتى يمكن إن يستقر في مركزه الذي يسمح له بالعلاج خارج العراق ( على نفقته الخاصة ) والعهدة على الراوي .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المرأة والزواج
- هل تقر تركيا بفاعلية مواثيق الأمم المتحدة ؟
- فتح الأسلام الى أين ؟؟
- محنة الأديان في العراق
- الأيزيدية تزف مجموعة من الشهداء
- يريدون أن يفقئوا عيون العراق
- كيف نرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- ماذا قدم التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية ؟
- مالك المطلبي وتواضع العلماء
- هل كان ابو سفيان ايزيديا ؟
- دور المؤسسات المدنية في المرحلة الراهنة - لجنة دعم الديمقراط ...
- ملاحظات على مشروع قانون المصالحة والمساءلة
- رسالة الى السيد وزير الداخلية العراقي
- جريمة حلبجة من منظور قانوني
- رسالة الى القاضي عارف الشاهين - رئيس المحكمة الجنائية العراق ...
- في ذكراك السنوية .. علي كريم سعيد لم نزل نفتقدك
- معاناة المثقف العراقي خارج الوطن
- القضاء الأردني يصدر قراره العادل ضد الأرهاب
- فتاوى التحريض والأرهاب
- متى تدرك تركيا إن الإمبراطورية العثمانية انتهت ؟


المزيد.....




- صاروخ -سجيل- الباليستي.. ماذا نعرف عن الصاروخ الجديد الذي تم ...
- روسيا تخشى من خسارة أخرى في الشرق الأوسط جراء مواجهة إيران م ...
- من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
- ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي ا ...
- مع تصاعد القصف .. غياب الملاجئ يزيد من معاناة الإيرانيين
- قيادة الأمن السيبراني الإيراني: صد هجوم كبير على الشبكة المص ...
- الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت بقنبلة جوية نقطة تجمع للقوات ...
- الخطوط الجزائرية تلغي جميع رحلاتها إلى الأردن حتى إشعار آخر ...
- ما هدف ترامب من حرب إسرائيل ضد إيران؟
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الحرب الإسرائيلية على إي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - علاجنا خارج العراق