أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - طلاسم عراقية















المزيد.....

طلاسم عراقية


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاتاخذ بعض الممارسات والأحاديث السياسية العراقية طلسميتها من الغموض والتشابك بل من التناقض المفضوح والتهافت. فمن بتابع تصريحات السياسيين العراقيين والمسؤولين الحكوميين سيعثر يوميا على أشياء عديدة تثير الغثيان والاكتئاب معا. فيكفي المرء أن يشاهد إحدى فضائيات العرب المنغمرة بالشأن العراقي على هواها حتى يرى عجائب ليس اخرها أو أدهاها ادعاء عبد العزيز الحكيم في لقائه الأخير بعد عودته من أمريكا بأنه ذهب للعلاج في إيران ( بيته الثاني) ليكون قريبا ـ قالها مع إشارة يد خرقاء ـ ( منكم أيها الشعب العراقي... أل.. عظيم).

غير ان أقوال الحكيم هذه وليست أفعاله فقط لا تثير قرف المرء وتشعره بالمرارة بالقدر الذي تثيره تصريحات أشخاص آخرين يصنفون ظلما في خانة السياسيين. فقد قال خلف العليان، وهو ( سياسي) لم ( تجد) ارض العراق المعطاءة بمثله بعدما قاءت علينا عزت الدوري، في فضائيته (م) الراعية ( الجزيرة) ضمن سيل من الهذيان ـ ممتعضا من فكرة اجتثاث البعث ـ إن البعثيين هم عراقيون قبل أن يكونوا بعثيين... ويمكن أن يحاسب، وفق القانون، المسيئون منهم، وهم بعدد أصابع اليد، قد( لاحظوا معي هذه القد) يكونون أساءوا ....

يبدو أن أصابع اليد التي قاس بها العليان جرائم البعثيين والتي اسماها إساءات هي متضخمة للحد الذي يمكنها أن تضم العدد الهائل من رجال الأمن والمخابرات وكل أجهزة القمع والملاحقة البعثية من فدائيي صدام إلى جيش القدس ومنظمات الحزب إلى الجيش الشعبي وغيرها. وبما إن الإساءة التي قد تكون حدثت هي بحجم الأنفال والمقابر الجماعية فلا يمكننا وفق مقياس اليد الواحدة العلياني هذا، أن نعثر على تفسير منطقي لها سوى أن تكون عملا انتحاريا جماعيا قتل به هؤلاء الضحايا أنفسهم. والا كيف نستطيع أن نوفق بين صورتين متناقضتين وموجعتين لعدد الضحايا الهائل من قتلى ومشردين ومشوهين نفسيا من آثار التعذيب والاعتقالات وغيرها من ممارسات الكابوس اليومي الذي أحياه البعث سنوات طويلة على ارض العراق وبين أفعال مجموعة قد!!. نعم قد... تكون أساءت وهي بعدد أصابع اليد( الجملة دائما مبتورة فهو لم يقل اليد الواحدة.. والأمانة تقتضي النقل الدقيق).

هذا ما قاله ألبعثي المتخفي بغلال الوطنية الجديدة خلف العليان أما عضو مجلس النواب علي سنجري الذي يخاله المرء، حينما يسمعه من غير أن يعرف شيئا عن عضويته البرلمانية، بعثيا مطلوبا وهاربا إلى أراضي سورية أو الأردن القصية. وبالمناسبة فان وجود هكذا أشخاص داخل البرلمان يثير إشكالية مخيفة فهؤلاء يشاركون بالعملية السياسية وبالحكم وهم يناصبونهما العداء ويعملون على تقويضهما. المهم قال علي سنجري وبعبارات صريحة( عبر فضائية البغدادية هذه المرة) إن قانون حل الجيش كان خطأَ كبيرا ( وهو عمليا يبدو هكذا) وان تبعات هذا الإجراء هي أن جل العمليات التي تواجهها قوات الاحتلال الآن هي من صنع هذا الجيش( الباسل) فإبعاد أناس من وظائفهم( اقرأ امتيازاتهم) وقطع أرزاقهم يدفعهم بالتأكيد للمواجهة. وهذا كلام صحيح وهو جوهر الواقع ولب الحقيقة لكن مصيبته أو طلسميته هي انه يفضح تهافت ادعاءات الوطنية ومقاومة المحتل التي يتشبث بها معسكر اليمين السني. فكلام سنجاري أوحى للسامع إن لم يكن صارحه بان السبب الكامن وراء أعمال (المقاومة) هو فقدان الوظيفة وامتيازاتها بالنسبة لكبار الضباط. ـ ونحن نعلم إن جل هؤلاء هم من أبناء المناطق الغربية وهم كانوا جيشا لحماية النظام البعثي قبل حماية الوطن ـ مع إن منطق( المقاومة والمقاومين) يفترض أن المحتل يواجه لأنه محتل وليس لأنه ابعد هذه الجهة أو تلك عن الحظوة والجاه. وهذا يجعلنا نستنتج أن الصراع و(المقاومة) في العراق بواقعهما الفعلي( وهذا أمر مؤسف ومؤلم) جاءا في إطار الصراع على تقاسم السلطة والنفوذ واخذ الأدوار وليس مواجهة المحتل كمحتل. وهذه، أي السلطة وامتيازاتها، إن سلمها المحتل للبعثيين وطائفيي السنة ( وهو على مايبدو لديه النية للقيام بذلك) فسوف لن يواجه مقاومة مسلحة بل وأكثر من هذا فسوف يحصل على الحماية والدعم بمواجهته للقوى الإرهابية الأجنبية. وهذا ماحصل ويحصل الآن في مناطق الانبار وستلحقها قريبا محافظة ديالى، وهذا التحول على ما وراءه من ثمار ايجابية إلا انه عبر عن حالة التناقض مع ألذات الذي وقعت فيه قوى البعث وطائفيو السنة بنقضهم لمنطقاتهم وادعاءاتهم بمواجهة المحتل أولا. وتورطهم ثانيا بصراع دموي مع تنظيم القاعدة التي تحالفوا وتشاركوا معها حينما قبلوا بما لم ولن يقبل به هذا التنظيم ألظلامي الدموي، بموافقتهم على الدخول في العملية السياسية( وهو فعل سليم لكن دوافعه ونواياه خبيثة) للمشاركة في تسابق تقاسم السلطة.

لهذا طلع علينا احد منظري ودعاة (المقاومة الوطنية الإسلامية)( الشيخ محمد عياش الكبيسي احد أتباع حارث الضاري) في رأي طلسمي آخر مضحك ومبكي معا.
فقد قال هذا الورع ( صدفة عبر فضائية الجزيرة) بعدما عبر عن استنكاره لعملية إرهابية في مدينة الفلوجة فجر فيها انتحاريا نفسه في مجلس عزاء بان هذه الأعمال هي انتقام للمحتل الأمريكي من أهالي الفلوجة المجاهدين وان هؤلاء( يقصد تنظيم القاعدة) هم صنائع الاحتلال، وطالب في الختام، بعدما أحرج نفسه ومقدم البرنامج، ( الشيخ أسامة بن لادن والشيخ الظواهري بإعلان موقفهم من هذه الجماعة) التي تستخدم الغازات السامة في عملياتها، مشككا في أن تكون فعلا هي ذاتها تنظيم القاعدة اللادني.

عجبا الم يكن هؤلاء يقتلون ويفجرون طيلة أربع سنوات ولم يشكك احد بتابعيتهم إلى تنظيم القاعدة المعلن عنه رسميا في العراق ولم يستنكرها أي من شيوخ الهيئة ؟ أم إن التفجيرات الانتحارية والقتل العشوائي الأخرق حينما يوجه ضد طائفة أخرى لا يؤمن( محمد عياش الكبيسي) وهيئته العجيبة، بإسلامهم وربما بآدميتهم يكون فعلا جهاديا يقصد الاحتلال وحين يوجه إلى السنة يكون عملا إرهابيا مشكوكا في انتمائه وتؤدي به الشبهات إلى قوات الاحتلال الأمريكي؟ أليس هذا أمر عجب وطلسم لا يستطيع فك رموزه السحرية إلا أناس تفننوا في الخلط والتهويش واللعب في مصائر الناس كالبعثيين وهيئة علماء المسلمين والمكونات الأخرى للطائفية العراقية البغيضة.


طبعا لااحد يتوقع ان يقول اهل السياسة الحقيقة كما هي، فالسياسة في تعريفها الانيق هي فن الممكنات مع ان شكلها العام هو التلاعب والنفاق .لكن ان تكون السياسة لعبا ونفاقا ، لاسيما في ميدان الحكم، في اخر المطاف امرا يكون مفهوما رغم انه غير مقبول اما ان تكون السياسة عهرا، كما يمارسها ويفهمها اليمين الطائفي في العراق فهو امر لاهو مفهوم ولاهو مقبول.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانشوطة
- قتلة الحلم
- بشتاشان مسارقضية
- من قانا الى تل ابيب
- مغامرة ام مقامرة
- مالايمكن تحقيقه
- ذاكرة الانصار الشيوعيين
- حكومة المالكي والتحول في مسار الواقع السياسي
- إختلافاتنا البهية
- بشتاشان ذاكرة التاريخ
- ربطة العنق التي ستخنق العراقيين
- سيف البغي
- صفعة على خد ناعم
- من هو رجل أمريكا القوي في العراق؟
- ماقالته الانتخابات
- معبر الانتخابات الى الهزيمة
- الانتخابات العراقية... منتصرون ومهزومون
- صحوة الدائخ
- المصالحة الوطنية... ماساة ام مهزلة؟
- نظرة في الدعاية الانتخابية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - طلاسم عراقية