أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - من قانا الى تل ابيب














المزيد.....

من قانا الى تل ابيب


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يكن الإرهابي موشي دايان( احد مؤسسي الكيان العدواني الإسرائيلي) يدرك حينما قال قولته الشهيرة (إن العرب لايقراون وان قرأوا لا يفهمون) أن تلك المقولة سوف تنطبق يوما ما على كيانه العدواني كما هو عليه الحال اليوم. فكما يبدو أن الإسرائيليين لم يقرأوا التاريخ جيدا حينما انهزموا عام 2000 أمام المقاومة الوطنية اللبنانية بانسحابهم ذاعنين من ارض الجنوب اللبناني، حيث لم يدركوا آنذاك أن مجاميع المقاومين لايمكن هزيمتها. ووقائع الحرب الجارية الآن تؤكد كذلك أن الإسرائيليين لم يفهموا ماقرأوه، إن كانوا قد قراوا أصلا، لأنهم كما صار واضحا يجهلون حقيقة التحول في شكل ومضمون المواجهة بينهم وبين العرب بعدما انتقلت أدوات المواجهة وقراراتها من أيدي الأنظمة العربية المختلة بنيويا لانشغالها بأمنها الداخلي الى أيدي الجماهير، الأمر الذي أدى الى اختلال في المعادلات وفي قواعد اللعب. فلم تعد إسرائيل بعد هذا التحول تواجه جيوشا كبيرة تسهل هزيمتها لأنها غير متماسكة ومرتبكة وجل قوتها وهاجسها متوجه لسدة الحكم وليس لكرامة الشعب وحدود الوطن. إن عدم هضم إسرائيل لدرس التاريخ الجديد هذا كلفها الكثير من الخسائر :
منها خسائر بشرية فجنودها يقتلون بكثرة في ارض المعارك( البهذلة التي تعيشها قوات النخبة من لواء كولاني ) ومدنييها مذعورون في الملاجئ. ومنها خسائر معنوية بسقوط اسطورة الجيش الذي لايقهر فجنودها يفرون من ارض المعركة ونيران المقاومة تحرق ظهورهم ومؤخراتهم، ومنها خسائر سياسية بسعيها للحلول السياسية متنازلة بإذلال جلي عن غطرسة سقف مطالبها الكبير جدا. لكن إسرائيل المتأزمة عسكريا في جنوب لبنان والتي عجزت آلتها العسكرية خلال ما يقارب الثلاثة أسابيع من إنجاز أي شيء، بل إنها تواجه الهزائم المتتالية ميدانيا، أخذت تبحث عن مخرج باتجاه آخر يعوض لها هزيمتها تلك ويرد لها ماء وجهها بانتصار عسكري تعرف أنها قادرة عليه من خلال مواجهة عسكرية تقليدية مع سورية لترد ( الق) صورتها الذي بهت كثيرا وتحقق نصرا يعوض اهتزاز صورة جيشها أمام شعبها. ذلك لأنها باتت تدرك مع حليفتها أمريكا أن مواجهة حزب الله والانتصار عليه ميدانيا أمر غير ممكن إن لم يكن مستحيلا، فكان عليها وعلى حليفتها في الإجرام أن تغيرا من تكتيكهما بنسق متساوق مع رؤاهما المشتركة حول الشرق الأوسط الجديد والذي يقضي بإضعاف سياسي وعسكري لسورية وإيران، وفي نفس الوقت لادراكهما أن إمكانية القضاء عسكريا على قوة المقاومة اللبنانية، حسب رؤيتهما، سوف يكون فقط بكسر خطوط المد والإسناد القوي لها والمتمثل في ظهيريها، سورية وإيران، لهذا قامت بجريمة قانا بطريقة استفزازية كرد مباشرا وفوري على تهديد السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله بان قوات المقاومة اللبنانية ستضرب العمق الإسرائيلي في مرحلة مابعد حيفا إذا ما استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، لتدفع، بمهاجمتها قانا، المقاومة اللبنانية على الوفاء بوعدها وضرب مدن في وسط إسرائيل، من الممكن أن تكون تل ابيب واحدة منها، فيعطيها هذا المبرر لمهاجمة سورية لتضمن لنفسها نصرا عسكريا سهلا وممكنا معتمدة في إنجازه بشكل أساس على خنوع وتهافت الموقف العربي ـ فالعلم الإسرائيلي مازال يرفرف في بعض العواصم العربية رغم كل هذه الجرائم ـ وانعدام أي مستوى للتضامن فيما بين الأنظمة التي وصلت بعجزها لحد عدم اجتراءها على ما تجرؤ عليه حتى الخراف ( الثغاء لااكثر). ( هذه الأنظمة قد تتحول قريبا لمساندة إسرائيل ضد شعوبها وضد المقاومة ـ فمنظر شهداء قانا من الأطفال والنساء يحرك ضمير أي مخلوق ماعدا الحكام العرب، واللبراليين العرب أو بتسمية أدل( الصهاينة العرب).) وكذلك لان إسرائيل تدرك أن أزمة ونقطة ضعف الأنظمة العربية، والنظام السوري واحد منها، هي في قلقها وهاجسها في حفظ أنظمتها وضمان بقاءها في سدة الحكم، وكذلك بسبب من انعدام شرعيتها مما يجعل الجبهة الداخلية عادة ما تكون مفككة وغير مهيأة بالتالي للمواجهة. هذا هو الهدف الرئيسي ، بتصوري، من وراء جريمة قانا بالإضافة طبعا لمحاولة إيذاء المقاومة بضرب ما يوجعها ( المدنيون) ومحاولة تأليب الرأي العام الداخلي اللبناني ضد المقاومة وتفكيك مايمكن أن يشكل وحدة في الموقف لاسيما وان هناك بعض البوادر في هذا الاتجاه اشر له سلوك رئيس حزب الوطنيين الأحرار اليميني( دوري شمعون) بلهاثه لاداء دور تخريبي لشرخ هذه الوحدة الضرورية بالانضمام علنا الى الجهود الأمريكية ـ الإسرائيلية لتقويض قاعدة الوحدة الوطنية وتفكيك القاعدة السياسية للمقاومة اللبنانية.

اذن ضرب قانا سيكون الرد عليه، حسب التوقع، ضرب تل ابيب ليكون عندها الطريق سالكا أمام إسرائيل لمهاجمة سورية. فماذا ستفعل سورية لتجنب هزيمة ستقوض كل كيانها ـ فالشعوب لم تعد تحتمل المزيد من الهزائم ـ وليس جيشها فقط؟
يبدو منطقيا أن سورية ستخطب ود المقاومة اللبنانية لمنعها من توجيه ضربة موجعة لإسرائيل إن لم تحاول فرض ذلك عليها ـ فتصريحات السيد حسن نصر الله تدلل على أن لسورية دالة عليه ـ لكن هذا الخيار سيكون بالنسبة للسيد حسن نصر الله طريقا محفوفا بالمخاطر. فهو إن لم يف بوعده ويؤكد مصداقيته التي عود العالم عليها سيفقد الكثير وربما الأساس من رصيده الذي جعل من مقاومته للإسرائيليين ممكنة. وان وفى بوعده وسار لإكمال المآل المنطقي للمواجهة فسيحرج سورية وربما يسبب لها الكارثة.

الكرة الآن في ملعب حزب الله ويبدو أن مصير النظام السوري هو بيد السيد حسن نصر الله. والمنطقة كالعادة في مفترق طرق قد تتواصل فيه عملية تبدل قواعد اللعب كلها وتسقط خيارات الأنظمة، الخنوعة والحمقاء، التي لم تجلب لشعوبها سوى الكوارث والهزائم وقبل ذلك المذلة.

30-7-2006



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرة ام مقامرة
- مالايمكن تحقيقه
- ذاكرة الانصار الشيوعيين
- حكومة المالكي والتحول في مسار الواقع السياسي
- إختلافاتنا البهية
- بشتاشان ذاكرة التاريخ
- ربطة العنق التي ستخنق العراقيين
- سيف البغي
- صفعة على خد ناعم
- من هو رجل أمريكا القوي في العراق؟
- ماقالته الانتخابات
- معبر الانتخابات الى الهزيمة
- الانتخابات العراقية... منتصرون ومهزومون
- صحوة الدائخ
- المصالحة الوطنية... ماساة ام مهزلة؟
- نظرة في الدعاية الانتخابية
- محنة الناخب العراقي وسؤال الشرعية
- ثوب الديمقراطية الفضفاض
- تمخض الجبل فولد فارا
- حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - من قانا الى تل ابيب