تشريفة مسؤل : أين الخجل من الواقع , والحياء من الذات ؟ !!

محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 07:19
المحور: حقوق الانسان
    

الحياء نعمة عظيمة من النعم التي حرم منها العديد من المسؤلين الذين تنتابهم أعراض الأمراض الخاصة بمركبات النقص , وفصام الشخصية , في الدول العربية والإسلامية !!
فهم كمن يعيش في جزيرة منعزلة عن الواقع , ولكنه يري جميع المآسي المحيطة بمجتمع ماهو خارج الجزيرة , ويري تلك المآسي بمنظار يري الحقائق علي ماهي عليه , دون تزييف أو تزوير , ومعظم هؤلاء المسؤلين كنا نراهم إلي وقت قريب قبل أن يعتلوا فوق المنصب السياسي الذي يوفر لهم ضمانة رغادة العيش , وطيب الحياة , وبحبوحة في الرفاهية , وتنعيم الرفاهة , كنا نراهم موظفين صغار , وكانوا يشربون السم ماءاً , ويأكلون السرطان خبزاً , والخضاروالفاكهة وسموماً ومبيداتاً وإلتهاب كبدي وبائي , ودوالي مرئ , وضغط الدم في زحام المخابز , وزحام المواصلات , وأيام سوداء ونحسات في مقتبل الأعياد والمواسم , وحلول أيام بدايات العام الدراسي !!
إلا أن هؤلاء المسؤلين , وماهم في حقيقة الأمر بمسؤلين إلا عن أنفسهم فقط , والسعي تجاه تحقيق مصالحهم الشخصية , ومآرب الأهل والآل من الأقارب والأنساب , وباقي المعارف من المسؤلين الذين تتداول فيما بينهم المصالح والخدمات المتبادلة طوال فترة العمل في المنصب السياسي أو الإداري رفيع المستوي ذو الرواتب العالية المحملة بالبدلات الرسمية , والعمولات الخفية , بل واستخدام الموظفين تحت رئاسته في التخديم ليس علي الوطن ومصالح المواطنين المعين لديهم كخادم وطني , مفترض فيه التخديم علي خدمة الوطن والمواطنين !!
ولكن الصورة تنعكس , والآية تقرأ بالمقلوب , ليتم التخديم علي زوجة المسؤل , وأبناؤه , وأفراد أسرته , فيتم إستخدام سيارات الوزارة , أو الهيئة , أو المؤسسة , أو الجهاز التابع له المسؤل وظيفياً , لتصبح حياة المسؤل , وحياة أسرته , وأقاربه في رفائل النعيم , وليذهب الشعب الذي يفترض أن يخدم ويسهر علي مصلحته المسؤل , إلي غياهب الذل والفقر , والمرض , أو إن شاء فليذهب إلي الجحيم !!
والمصيبة أن هؤلاء المسؤلين السفهاء , والمعتوهين , معدومي حب الوطن , وكارهي المواطنين , حينما ينتقلوا من مكان إلي مكان آخر بزعم تفقد حالة السؤ , والفساد الذي عم البلاد , من سرقات , وسلب ونهب , وتدني الخدمة الوظيفية التي لم تعد خدمة في الأساس , بسبب بيع البلاد , ورهن العباد , وترك الوطن مشاعاً لكل من أراد الشراء , أو البيع , او حتي الرهن مقابل العمولات التي يتلقاها المسؤل الكبير صاحب التشريفة اللصوصية , التي لاتستحي , ولاتخجل من سؤ الأوضاع , نجدهم وقد أحاطت بهم السيارات الفارهة , والدراجات النارية ذات الأصوات التي تنبيء بوقوع كارثة حريق مسرح , أو مصيبة قتل العشرات والمئات من تصادمات القطارات , أو غرق البواخر , وغرق وحرق العبارات , أو أفتعال حريق مثل قلعة الكبش , أو إنهيار أحد المباني ذات الشروط المخالفة للترخيص , والممررة بواسطة مسؤل الحي مقابل رشوة أو عمولة , أو إفتعال فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط في الأسكندرية أو بمها , وتواجد قوات الأمن خلال ثلاث دقائق من وقوع المجزرة بين المسلمين , والأقباط , أو في نهاية الأمر إفتتاح أحد المشروعات الذي تم إفتتاحه منذ سنوات !!
ومع ذلك تعطل حركة المرور , وتنتقص من حريات المواطنيبن في الحركة والتنقل , وتعطل مصالحهم , واشغالهم , بسبب ذلك المسؤل , بل ويموت أناساً بسبب تعطل سيارات الإسعاف عن إسعاف المرضي من المواطنين , والسبب كل السبب يرجع إلي التشريفة وإحتفالية إستقبال المسؤل اللص , الذي يعلم أن الأشجار المحيطة بموكبه , والأزهار التي تحيط طريقه من الجانبين , ليست بمغروسة غرس طبيعي , وإنما لو عاد إلي مكان تشريفته , ماوجد منها شيئاً , ولو غير مكان إستقباله عشرة أمتار لوجد الحقيقة عارية إلا من الزيف والكذب والنفاق , وللأسف الشديد , فالمسؤل يعلم ذلك , لأنه كان من قبل ليس بمسؤل وحينما أصبح في موقع المسؤلية المزيفة , أراد أن لا يعلم !!
فهل المسؤل مازال يظن أنه مسؤل ؟!!
ومن له الحق في سؤال المسؤل ؟!!
نرجو الحياء والخجل !!

#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل