أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة لاشكر - زينب














المزيد.....

زينب


سعيدة لاشكر

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 04:06
المحور: الادب والفن
    



تابعت طريقها إلى أن وصلت أمام متجر دخلت لتختار ما تريده, انكبت على المعروضات تختار ما ألفت أن تجده في البيت, تضعه في السلة التي تجرها بيدها الأخرى, لكن ما إن تشاهد لوحة الأتمنه عليه حتى تعيده لمكانه متأسفة في نفسها لتختار واحدا آخر أبسط شكلا و أرخص ثمنا جمعت كل مشترياتها لتضعها أمام الموضفة التي في سرعة جمعت الأثمنة لتمنح لزينب ورقة كتب عليها الثمن النهائي الذي ما إن رأته حتى ارتاعت, دفعته رغما عنها حملت حاجياتها ثم توجهت نحو الشارع الطويل الذي يؤدي للبيت تجاهلت كل شيء وانغمست في أفكارها : في المرة القادمة يجب أن أغيرَ هذا المتجر فأثمنته باهضة مقارنة بالمتاجر الصغيرة الأخرى, ثم يجب علي أن أغير في المنتوجات التي ألفناها فلم تعد لنا القدرة على اقتنائها كما السابق, أو على الأقل أن ننقص من عددها ونحاول أن نقتصد في البيت فكل تلك الأطباق التي تحضر ولا يأكلُ منها أحد يجب أن لا تحضر بالمرة, وتلك الكميات من المأكولات التي ما نكاد نلمسها يجب أن تخفف وتقنن , أما الفواتير فهذه مسألة أخرى كيف سأتدبر أمرها هي الأخرى؟ متأكدة أنها يوما ما ستحدت لي جلطة, إدن كيف يا زينب؟ كيف ؟, آه دلك المشاغب الصغير الذي هو أخي يجب أن يتوقف عن تلك الألعاب التي لا طائل منها؟ فهي تستهلك الكتير من الكهرباء لكنه لن يقبل بدلك بسهولة, إذن سأجعله يقلل منها إلى أن يتوقف, وأنا أيضا يجب أن أتوقف عن الجلوس أما م الأنترنيت, وسأطلب من أمي أن تخصص يوما أو يومان فقط لغسل التياب فهي كما أدكر تشغل الآلة يوميا وإدا تقيدنا بكل هذه التفاصيل فبالتأكيد سيكفي هذا الراتب الذي أتقاضاه الآن ...

تابعت سيرها وتوقفت أخيرا عن خططها التي لم تعد تفكر الا فيها, كل يوم صباحا في طريقها للعمل تفكر وتحسب وتجمع وتطرح تم في المساء عند عودتها نفس الشيء, أصبحت حياتها منحصرة في مرتبها البسيط الذي تتقاضاه أسيكفي للشهر أم لا ؟ تدكرت حياتها قبل شهرين فقط من الآن قبل أن يتوفى والدها العزيز أحب الناس إليها.

كانت أسعد الناس كانت لها حياة متفائلة ككل الفتيات في سنها , حياة عائلية متماسكة, العائلة دائما تزورهم في المآدب التي يقيمها والدها ووالدتها تغدق عليهم بالهدايا والقبلات أعمامها ,أخوالها, أصدقاء العائلة , الكل حاضر إن احتاجت لأي شيء, تم حياتها الجامعية ارتادت الجامعة التي اختارتها هي, الشعبة التي مالت لها, وامتلكت الكثير من الأصدقاء والصديقات وفي البيت عاشت الرخاء المعنوي و المادي لم يكن ينقصها شيء كل شيء تطلبه إلا و تجده أمامها, عاشت هانئة مطمئنة مستمتعة إلى أن كان ذلك اليوم الدي حفر في ذاكرتها إلى الأبد , ذلك اليوم الذي صدمت فيه بالحقيقة المرة ألا وهي وفاة والدها , ذلك اليوم الذي اسودت فيه الدنيا في عينيها ولم يبقى لأي شيء معنى ولا وجود إلا لوعة الفراق و آلام الخسارة التي لا تعوض خسارة الأب, خسارة السند, خسارة الحضن الذي تسكب عليه أحزانها ومشاكلها في الحياة, وخسارة المعين على هموم الدنيا, كانت صدمة كبيرة شلت حركتها وشلت تفكيرها وفتحت أبواب وليس باب واحد لآلام وعذاب ومشاعر عميقة لم تكن تدري أن لها وجود على وجه الأرض, ولم تكن تتخيل أن تحيط بها يوما وتلفها من جميع الأنحاء, حاولت بعدها أن تسترسل فيها أن تمنح للحزن على أبيها ما يستحقه من مشاعرها, لكن الزمن لم يمهلها ذلك لم يمنحها الفرصة بل أجبرها على النهوض والبحث عن مصدر للعيش, وفي دروة حزنها اختبرت الجانب الآحر للحياة الجانب المضلم, تركت الكلية وراحت تطرق الأبواب باب العمل وأبواب الدائنين الكثر لوالدها الذين بالإجماع بعضهم أنكر وجود دين والبعض الآخر تماطل وطلب مهل في مهل عرفت من أول وهلة أنها لن تحصل على شيء منهم, تم ويا حسرة على العائلة, الأعمام والأخوال والأصدقاء الذين ابتلعتهم الأرض ولن يعد لهم وجود في أي مكان.
كل الأبواب أقفلت في وجهها ولم يعد لها إلا هذا العمل الذي لم تجده إلا بعد أن حفت أقدامها وذلك المبلغ الذي تركه والدها والذي أنفقو ثلته على الجنازة والذي طبعا سينفد يوما لا محالة.

وها هي الآن ما زالت تحاول حصر ميزانية المنزل وتقنينها بشتى السبل وفكرت ماذا ستفعل بعد أن ينفد ذلك المبلغ الذي تعين به ما تتقاضاه من العمل؟ كيف سيكفيها بعد أن ينفد؟ وماذا ستفعل بعدها؟ ربما سيباع البيت وينتقلو لبيت صغير متواضع تم بعدها ماذا؟....
انتقلت خواطرها من هذا كله لتتذكر والدها , حنان والدها, حب والدها, تدليله لها, وحياتها في عهده, عقلها مازال يموج في خواطرها وهي في الشارع تحت الخطى فكرت يآه حتى طريقة مشيها اختلفت ملأت عينيها بتفاصيل الشارع المارة كل يسير في همه واجهات المتاجر, السيارات,البيوت وتغلغلت مشاعر حائرة لأعماق قلبها و أحست لأول مرة بمرارة اليتم وغربة اليتم



#سعيدة_لاشكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق بلا رصيف
- من مذكرات إنسانة
- ذكريات منسية
- يا بشر أحبو رسول الله
- مذكرات إنسانة
- شابة على قارعة القدر
- أانسان أنت أم أنك دكرى انسان
- وردة أنت وغيرك أشواك
- رسالة الى صديقي
- أحلام امرأة
- غصة ألم
- اتركونا يا عالم نرتمي في عالمنا العاجي
- يا بحر يا غدار
- طلاق
- يا صديقي لا تجابه الأخطار من أجلي
- قاسية هي آلام الأيام
- دمعة أمل
- أحلام اليوم ذهبت مع رياح الأمس
- عفوا سيدتي خدلتني غيرت الحروف بعثرت المفاهيم وأتلفت المعاني
- امرأة وسط دروب الحياة الطويلة


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة لاشكر - زينب