سعيدة لاشكر
الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 10:41
المحور:
الادب والفن
في دروة الجمود
وبعد أن طفنا أغلب الدروب
وغنينا مع العصافير والطيور
واكتفينا من الصبا
وفتحنا أدرعنا للنضوج
في لحظة تأمل تتلاقى العيون
وتتشابك الأيدي
نتظاهر أننا نسير
لكننا في الحقيقة نحلق ونطير
يختفي الكون
ويتلاشى لون البشر
نسير في دربنا المعتاد
ونجلس في المقهى
في زاويتنا المعتادة
نحتسي القهوة في دهول
تغير كل شيء من حولنا
كل شيء أصبح وردي ومرسوم
بألوان الربيع وبندى الصباح العليل
تتصفح عناوين الجريدة
فتخبو من وجهك الإبتسامة
وتتوارى ملامح وجهك
أخطف من بين يديك الجريدة
تتتبعني بعينيك السوداوين
وأذكرك بأمس القريب
حين كنت تخطف مني كراريس الدرس
وتجري بها بعيدا
وأنا أجري وراءك
نتسابق, والريح تلفح وجوهنا في انتعاش
نتأمل الأفق ونتمنى لو كنا طيور
لو أن لنا أجنحة تحلق متل الطيور
ينقضي الطريق
فنتظاهر أننا مازلنا في أول الطريق
نفتح أدرعنا للنسيم
ونفتح عيوننا للعشب الأخضر الجميل
لكن ألم تقف لحظة وتتساءل يوما
لما ما زلنا معا رغم مر السنين
وحياتنا تومض بكل هذا البريق
لأني يا دربي الحميم
لا أضن أن كل ما يجمعنا هو فقط الطريق
أو الطيور أو الأفق أو حتى النسيم العليل
ما يجمعنا أكثر من ذلك وكبير
تجمعنا الآمال والأحلام
بغد واعد لانكتفي فيه فقط بالأحلام
بل نغوص ونجري بين أشجار الصنوبر
وبين أشجار الزيتون وبين النخيل
بغد لا نهرب فيه من تصفح الجريدة
لكي لا تختفي من وجوهنا الإبتسامة
بل نتصفح الجريدة وتنبتق الإبتسامة الفريدة
ولا نستمر في حياتنا بقلب عليل
وكل همنا أن نخزن قوتنا الكثير أو القليل
بل نستمر يا دربي بقلب كبير
نابض بالحب والخير وكل ما هو جميل
ودائما يغمرنا أمل دافق بالصباح المشرق العليل
#سعيدة_لاشكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟