أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار نورعلي - مؤتمر شرم الشيخ ووثيقة العهد. من ينفذ؟














المزيد.....

مؤتمر شرم الشيخ ووثيقة العهد. من ينفذ؟


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 04:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد علمتنا الاحداث والتاريخ السياسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم أن الكثير من القرارات التي تصدر عن مؤتمرات واجتماعات دولية أو أقليمية تعقد هنا وهناك وحتى تحت خيمة الأمم المتحدة ورعايتها لحل معضلة سياسية لدولة ما أو خلاف وصراع بين دولتين ، تدخل في الغالب الأعم في ادراج المماطلة والتسويف والأخذ والرد والخلافات حول النقاط الواردة بسبب التفسيرات المختلفة المنبعثة عن مواقف متباينة وعن عمد أحياناً ، اضافة الى تهرب البعض من تنفيذ تعهداته والقفز على ما وقع عليه.

وفي المؤتمر الأخير الذي عقد في شرم الشيخ المصرية حول العراق وحضرته حوالي خمسين دولة بينها دول الثمانية الكبار والخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في الفترة ¾ مايس والتي صدرت عنه ما سمي بوثيقة العهد الدولي لدعم العراق وماوردت فيها من التزامات على العراق تنفيذها وأهمها بسط الأمن وحل المليشيات وتحقيق المصالحة واعادة النظر في بعض المواد الخلافية في الدستور.

لكن السؤال المهم هو هل ستُنفذ هذه الوثيقة ؟
وهل ستعمل دول الجوار كما تعهدت على تنفيذ التزاماتها في العمل على منع التسلل الى العراق ومساعدته على تحقيق الأمن ؟

إن هذه الوثيقة لا ولن تختلف عن غيرها من الوثائق والتعهدات وخرائط الطريق والقرارات التي صدرت من مؤتمرات واجتماعات دولية واقليمية ومحلية سابقة ، ومنها مؤتمرات المصالحة الوطنية التي طال انتظار تطبيق وتنفيذ قراراتها وتوصياتها من غير نتيجة ولا تقدم بل بالعكس رأيناها تدخل في أروقة المماطلات والمزايدات السياسية والمصالح الدولية والعربية والمحلية لأطراف كثيرة ومنها المتنازعة والمتصارعة.
هناك قرارات دولية لقضايا أخرى مهمة وخطيرة في المنطقة منها القضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية والملف النووي الايراني رعتها وعملت على اصدارها والتوقيع عليها قوى دولية كبرى على راسها أمريكا والأمم المتحدة ، لكنها لم تحترم ولم تنفذ حتى اليوم ، فكيف بالقضية العراقية وفيها كل هذا الكم من المشاكل والتعقيدات والتداخلات والعنف والقتل والدمار اليومين؟

وأما بالنسبة للحكومة العراقية وما يترتب عليها من التزامات وردت في المؤتمر فانه من الصعب عليها تنفيذها وسط الأجواء المشحونة والمعقدة والصراعات الدموية والعنف والتجاذبات الداخلية والخارجية ومصالح الاطراف السياسية والطائفية سواء من هو داخل العملية السياسية ومشارك في السلطة أو من خارجهما ، وخاصة اذا علمنا ان المسافة بين رؤى هذه القوى بعيدة جداً عن بعضها ومتصادمة ومتحاربة ، وأن توجهاتها مختلفة الى حد التناقض التام والعداء المستحكم . فهم ليسوا خصوماً سياسيين يعملون على تحقيق برامجهم عبر الانتخابات الديمقراطية الحقة ، وانما قوى معادية لبعضها البعض الى درجة محاولة الانهاء والتصفية السياسية والجسدية ، لآن كلاً منها ينطلق من موقف مختلف متضاد معادٍ للاخر ، ليس أخطرها الموقف والدافع الطائفي والقومي والسياسي وبناء الدولة على أسس المحاصصة الطائفية والتي هي أحد الأسباب التي جرت العراق الى ما هو عليه من تشرذم وصراع وتدمير ومحاولة تقسيم ، الى جانب الارتباط بهذا الطرف الاقليمي أو ذاك وبهذه القوة الدولية او تلك وخاصة أن هذه القوى ذات مصالح متباينة واستراتيجيات متضاربة.

وعليه فأن هذه القوى وبالذات المحيطة بالعراق لن تتوقف عن التدخل في الشأن العراقي ولن تساعد العراق في تحقيق أمنه واستقراره لا الآن ولا في الأمد المنظور وان تعهدت وتظاهرت بخلاف ذلك ، لارتباط وتأثير ما يجري بمصالحها السياسية والقومية وبأمنها الوطني المهدد بخطر هذا الكم الهائل من القوات الأمريكية على حدودها مترافقة مع تهديدات امريكا اليومية لها.
فطالما أن هذه القوات موجودة على أرض العراق فان هذه الدول لن تتوقف عن التدخل والعمل على نقل صراعها مع الولايات المتحدة الامريكية الى داخل العراق بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ، وأولاها مساندة وامداد المعارضين المسلحين والمقاومين للسلطة الجديدة ولقوات الاحتلال بالمال والسلاح والمتسللين من متطوعين ومن اجهزة مخابرات.
فلا هذا المؤتمر ولا وثيقته ولا الموقعون على أهميتهم قادرون على كبح جماح أو ايقاف هذه التدخلات. اذا أخذنا أيضاً بنظر الاعتبار أن بعض هذه الدول لها اطماع اقليمية وتاريخية وسياسية في أرض العراق.
أما العراق وشعبه فهما الضحيتان اللتان تدفعان الثمن الباهض لكل ذلك وللذي جره الاحتلال في أذياله من مصائب وكوارث ونكبات ، ومن أبشعها وأخطرها الصراع الدموي الطائفي البغيض ، وما سببه من تمزيق اللحمة الاجتماعية التاريخية لهذا الشعب المنكوب ووضعه على طريق التقسيم .



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلجٌ يتساقطُ
- مشاهدات رائد مزمن لشارع المتنبي في بغداد المتنبي
- هنا كانتْ بغداد..!
- مجلس النواب أم مجلس السواح العراقي ؟
- معنى الشعر عند بريهان قمق
- أسلمَة الحرب على الارهاب
- سِفر الخروج
- بريهان قمق بين اللغز وتراجيديا البحث
- وثيقة العهد، اعتراف صريح باقتراف جرائم الارهاب والقتل
- الرأس
- هذي السويدُ درة البلدان
- سيدة الكلمة الحية
- هل اصبحت قضية الكرد الفيليين في خبر كان؟
- هنا بيروت
- هولير وظلها البعيد
- الى التحالف الكوردستاني: الفيليون ليسوا كرداً من الدرجة الخا ...
- قراءة في دفاتر الشاعر محمود الريفي
- رسالة من شاعر
- هل الفيليون كرد مع وقف التنفيذ...؟!
- جلجامش والأفعى الى الشاعر عدنان الصائغ


المزيد.....




- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا
- محمد رمضان يثير التكهنات بصورة مع لارا ترامب.. ويعد بمفاجأة ...
- هل تستخدم إيران سلاح حزب الله كورقة تفاوض في ملفها النووي؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار نورعلي - مؤتمر شرم الشيخ ووثيقة العهد. من ينفذ؟