واحد أيار وتأملات لتجمع واحد

شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

واحد أيار كمبرز حقيقي لكفاح الطبقة العاملة حين أطلقت الشعلة من شيكاغوا فتوهجت وأضاءت بقاع العالم المختلفة حتى تحول هذا اليوم الى تضامن طبقي ومواصلة من أجل مستقبل أفضل لعمال وكادحي العالم 0يستقبل عمال العراق أيار وهم بهذا الحال بعد أن جار الزمان عليهم ودخل الاحتلال ، فوصل المشروع الرأسمالي والعولمة المسلحة خاطفي الارواح والعمل ، ناشري الفساد والبطالة ، والعمال يذوقوا المصائب0 فمضت الطبقة العاملة العراقية في حالة تدهور وتلوثت من الاثار السلبية للنظام السابق وظهرت حالات غريبة على الوضع العراقي وهي ليست فقط على المستوى المعاشي للطبقة العاملة ولكن تجار الحروب وبائعي الاسلحة أستغلوا تجمع العمال وخاصة عمال البناء حيث تباع الاسلحة الجارحة وأسعارها وأشكالها مختلفة وبسبب تفشي البطالة أستخدم العمال كقرابين مفخخة وبأسعار رخيص أستفاد منها أيتام النظام السابق لقتل الانسان وأشاعة الخوف والرعب مرتكزين على ودائع النظام السابق من أموال كلها نصبت لقتل العمال ونشر الفساد والارهاب 0 أن التأملات المرجوة على غرار عيد العمال العالمي هو كيفية تضييق فجوة الخلاف التي بعضها حقيقية وأغلبها مفتعلة بين قوى اليسار الديمقراطي التي تعيش في تناحر لاتكامل وفي أنقسامات وغرور زعامات ومحترفي مناصب ، والجميع مطالب بتبرير التراجع الكبير الذي شهدته هذه القوى منذ أربعة عقود ، ولم تستطع الحفاظ على وضعها حين كانت في أنتعاش رغم ضغوط وسواعق الحكومات الاستبدادية أسباب ومؤثرات تفكيك قوى اليسار والديمقراطية : * هو الأستخفاف بقوى الاسلام السياسي والذي جعلها تتراجع أمام تقدم عنف وأرهاب هذه الكتل التي دفعت الجماهير عن العدول والابتعاد عن قوى اليسار والديمقراطي والتقدم 0 * عدم ترسيخ التحالفات العمالية والوطنية والأرتباط في تحالفات سياسية مع الحكومات ألاستبدادية والتي لم تخدم مصالح الطبقة العاملة مما جعل القوى غير متصلة مع ميدان عملها 0 * تعدد خنادق اليسار والاتهامات والحراب المستمر بين أقطاب شيوعية ويسارية وديمقراطية مما أربك نشاط الشرائح المحرومة من كادحين وفقراء ، وأضعف في قناعاتها كما أن أنتقادات المجتمع العراقي لبعض ممارسات القوى اليسارية المتطرفة في بعض المواقف له التأثير في عزل المجتمع عن هذه القوى 0
* أن ما تحقق لقوى اليسار الديمقراطي من وزن في المجتمع كان نتيجة لنشاط وتضحيات أجيال سابقة وتم الأستفاد منه الان فكيف نعمل كي تبقى أسس الديمقراطية ثابته ومتواصلة نحوالافضل امام متغيرات المجتمع 0وتبقى ذكريات العمال نحو اول شعلة أوقدت لهم في أستراليا ضد البؤس 0 * الأدوار المختلفة التي مارستها القوى الخارجية بتثبيت رموز وكيانات لم تخدم مصالح الطبقة العاملة ولم تعزز نشاطها النقابي بل هياكل محاصصات نفعية تسلطية 0 * فمن أيار كان الطموح وتعالت صيحات الطبقة العاملة مع عطر الزهور لتحديد ساعات العمل ، والتأكيد على سقف الاجور وزيادتها ، وتوفير متطلبات العيش الكريم 0
ينبغي على اليسار الديمقراطي والقوى الليبرالية والديمقراطية والعلمانية أن تتحرك بدقة وشفافية في هذه الاوضاع الغير سليمة والمعقدة للغاية وأن تكرس مناسبة واحد أيار للدعوة لجبهة عريضة واحدة لمواجهة جبهة تخندق الاحتلال والتقاليد المتخلفة المفروضة على المجتمع 0 وفي أعتقادي أن تحسين وضع القوى الديمقراطية في البلاد وتقاربها من خلال :
* التأكيد على الثقافة الوطنية وأن تأخذ الثقافة دور الرائد في التوعية بعيدا عن التبعية للزعامات السلطوية والحزبية والعمل على ترسيخ الثقافة الديمقراطية 0
*الاستفادة من منظمات المجتمع المدني لتوطيد المباديء المطلبية للجماهير الكادحة وأن تلعب الاحزاب دور مكمل وليس مصادرة دور النقابات والاتحادات العمالية والشبابية 0وتوفير فرص عمل للشباب وتأهيلهم بأعتبارهم القوة المؤثرة في المجتمع 0 * الاهتمام في تحقيق المصالحة الوطنية في البيت الديمقراطي وتطبيع علاقات الزعامات الشيوعية واليسارية الديمقراطية كي ترسي بالمجتمع العراقي الى مستقبل أفضل أذا كان الجميع مع واحد أيار 0

#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل