حتى الانظمة البالية صارت تتندر عما تفعلون

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قبل اكثر من شهرين يوم اعلن عن استلام الحكومة الهولندية الجديدة عملها ومباشرتها العمل‘و يومها كان اكثر من ركز عليه الاعلام هو وزير الماليه ‘ وهو سكرتير حزب العمل( فوتر بوس )‘ ويوم الاستلام ‘ ظهر تقرير وبرنامج يناقش الحدث من على القناة الهولندية الاولى ‘ وقد ظهر في التقرير مسؤولة الارشيف في الوزارة ‘ ومعها اوراق العمل التي كان يكتبها وزير المالية في الستينات والوزير الذي كتبها آن ذاك عن عمل الوزارة يوم كان هو من يديرها ‘ وسئل عن رأيه في ما قدمته الوزارة من بعده خلال هذه السنوات وما رأيه في الوزير الجديد ( بوس ) ؟‘ هذا في هولندا‘ و في اندينوسيا عندما سقط الدكتاتور سوهارتو لوحق من قبل القضاء عن ما كان يعلنه عن عمله من انجازات ‘ وتبين انها كاذبه . هذا يعني ان اي مسؤول هو يتحمل مسؤولية امام الشعب عن كل ما يقوله بغض النظر إن كان في دولة يحكمها القانون وحقوق الانسان مثل هولندا او في نظام عائلي دكتاتوري مثل نظام سوهارتو البائد في اندينوسيا .
ولكن يظهر ان موظفين اقطاب المحاصصة في العراق منذ سقوط النظام القمعي ولحد الان يتصرفون وكانهم يعيشون داخل اسوار مغلقة مثل التي يحاول بنائها الاحتلال الان حول الاحياء والمدن العراقية ‘ ولا احد يمكنه التاكد مما يدعوه من عمل ؟ ‘ وعلى سبيل المثال اليوم 29-4-2007 كانت وزيرة الاسكان والاعمار تتحدث عن ( انجازات ) الوزارة ‘ التي لاتوجد إلا على الورقة التي قرأتها الوزيرة ‘ وهذه ( الانجازات العظيمة )‘ هي ثمانية آلاف وحدة سكنية ‘ سيتم المباشرة بتنفيذها بالمنحة الامريكية( كما قالت) !!! وبذات الوقت قالت ان العراق بامس الحاجة الى اثنين مليون ونصف مسكن ؟ وخلال حديثها كررت التأكيد على المنحة الامريكية وضرورة الاسراع بتنفيذ قانون الاستثمار !؟ وتترك الامور لتقدير الخيال ‘ وايضا اعادت التأكيد على اهتمام الوزارة بمدينة الديوانية ( طبعا الديونية مطوقة بالدبابات واكثر ما نفذ فيها منع التجوال ومحاصرة حتى الشرطة وغير هذه المشاريع لايوجد شيئ يذكر ويمكن التأكد من هذا ) والناصرية صارت ترابا كما قال احد النواب . وهنا نسال السادة اقطاب المحاصصة و الوزيرة ماذا ستقولون اذا ما تمكن الشعب من الوصول لدولة القانون حتى وإن بحدها الادنى ؟ وها انتم ترون كما ذكر اعلاه الشعوب تسائل من يعمل في القطاع العام بعد عشرات السنوات ‘ وانتم تكذبون وتخدعون الشعب امام العالم كله ‘ فالوزيرة يمكن ان تقول ما يحلوا لها لو كانت تابعة للادارة في اربيل او دهوك على اعتبار ان الادارة هناك لم تتغير بعد سقوط النظام ‘ وبالتالي يحق لها ان تتحدث عن ما تشاء من الانجازات الورقية .ولكن هي من ضمن حكومة تؤكد من انها تمثل الشعب و حتى السيد بوش قال نريد ان نبني نظام مسؤول امام المواطن ‘ ومع هذا تتحدث الوزيرة عن المكرمة الامريكية التي لم تبني بيتا واحدا منذ العام 2003- ولحد الان كما قال للوزيرة ‘ اليوم النائب وائل عبد اللطيف ‘ والاخرين الذين طلبوا من الوزيرة ان تذكر لهم مشروع واحد من الموصل الى الفاو ؟ ‘ بما فيها الديوانية التي كررت ذكرها ‘ وهي تقصد بذلك ‘ رسالة مجاملة ودعم من عائلة الى عائلة لادامة نظام المحاصصة والحديث عن الانجازات التي لاتوجد إلا على الاوراق التي قرأتها حسب ما اكده عدد من اعضاء البرلمان ‘ بالرغم من معرفتهم ان المقصود ليس هم من يراد اسماعه هذه الانجازات ( الورقية ) ‘لان الكثير منهم ايضا يكثرون عن مثل هذه الانجازات الورقية .
ايها السيدة الوزيرة كان عليك ان تسألي احد مساعديك عن الفترة التي حكمت فيها ثورة الرابع عشر من تموز ‘ وهي اقل من هذه فترة حكم عوائل المحاصصة ‘ ولكنها بنت احياء في اغلب مدن العراق وما زال الناس يسكنوها ‘ وظل الناس يحبون ويقدرون صدق ونزاهة من عمل فيها حتى الان ‘ بينما انتم تشاركون في تهديم ما تبقى من العراق كدولة ‘ وشعب ‘ والناس يتشوقون لرؤيتكم تمثلون امام القضاء ليسالكم عن اموال الشعب التي نهبت بمعرفتكم ومشاركة البعض منكم في نهبها بالرغم من كل جوع اطفال ضحايا المقابر الجماعية ونومهم في العراء دون ثياب .
حتى الانظمة الدكتاتورية البالية صارت تتندر على ما تفعلون من كذب ونهب وتنكر لكل ضحايا الشعب ‘ الذين يفوقون سكان عدد من بلدان الجوار . يا لبؤسكم كل ما نهبتوه وستنهبوه لايساوي قطعة من صدارة عبد الكريم التي عدلها فوق راسه لحظة اطلاق الرصاص على صدره في تلك الغرفة الضيقة وصراخ المجريمن .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل