حرب الاطروحات والمزايدة بين الرباط والبوليساريو ..!؟

السالك مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

‏ خرجة المغرب " مفاوضات حول الحكم الذاتي " في الصحراء الغربية يصدق ‏عليها المثل تمخض الجبل فولد فارا..كونها تحصر سقف الخيارات امام ‏الصحراويين تحت عباءة سيادة المغرب .. في حين تمنح البوليساريو اكثر من خيار ‏وتبقي الباب مفتوحا للمفاضلة بين البضاعة : استقلال، انضمام للمغرب ، حكم ذاتي ‏‏..!؟
عرض البوليساريو ، رغم انه لا يخرج هو الاخر عن سياق "فن المناورة" لكنه حقق ‏سبقا علاميا وسياسيا وكان خرجة دبلوماسية ليس فقط انه اربك وشوش على ‏الاطروحة المغربية ، بل وضعها امام المحك .. الا انه بنظر المراقبين والعارفين ‏بكنه القضية ومواقف الاطراف ، لا يمثل تنازلا بقدر ما هو تكتيكا في لعبة الكر ‏والفر التي يجيدها الطرفان ، والتي تمرست فيها البوليساريو .. هذه الحركة التي ‏تسير بسرعتين في ان معا : فهي حركة تحرير من حيث الخطاب السياسي والتوجه ‏الايديولوجي .. الا انها من حيث المسؤولية الدولية والاجتماعية، تضطلع بدورالدولة ‏وتحمل وزرها من حيث التعاطي مع المستجدات ، خاصة وانها تسيطر على اجزاء ‏مهمة من اقليم على اجندة تصفية الاستعمار ومنطقة حرب ونزاع به ترسانة من ‏الذخائر غير المتفجرة بجانب ملايين الالغام ناهيك على الاسلحة التي بيدها في ظل ‏عولمة شبح الجريمة المنظمة ، الجماعات المتطرفة ، الهجرة العابرة .. التهريب ‏‏..!؟ ‏
‏ وتصبح خطورة الموقف عندما ندرك حجم الالغام وغيرها من المتفجرات القابلة ‏للاستعمال في منطقة مفتوحة على العالم من حولها( موريتانيا، المغرب، مالي ، ‏الجزائر...) في ظل تنامي نشاط الجماعات المتطرفة في المغرب وشمال افريقيا ..!!‏
في الجهة الاخرى، نجد نظام الرباط يضيق الهامش في صك واحيد" الحكم الذاتي ‏تحت سقف سيادة المغرب" في وقت لم تتجرأ دولة واحدة او منظمة دولية على ‏الاعتراف بمثل هذه المزاعم .. ويحاول ان يضع بعض المساحيق والروتوشات ‏المفبركة والقابلة للتعديل والتحايل القانوني او التهرب والتنكر كيفا ما يشاء من بيده ‏عقدة الصك ..!؟ ‏
البوليساريو وهي التي خبرت نوايا خصمها وتدرك حقيقة تصرفاته ، هي على يقين ‏ان الظروف لم تنضج لتغيير قناعة الرباط وهي متاكدة انه لم يعدل من مواقفه الا ‏بمقدار تصريف الازمة من حول عقنه، او بهدف خلط الاوراق ، كونه هو الاخر ‏على بينة لا يرقى لها الشك من ان البوليساريو ليست فقط غير مستعدة لتغيير ‏استراتيجتها قيد انملة ، بل انها حتمية ان تظل اسيرة للدفاع عن حق الشعب ‏الصحراوي في تقرير المصير حتى النهاية... والا انتفت وحكمت على نفسها ‏بالاعدام ..!! وهذا لسبب بسيط ان البوليساريو خرجت من رحم حرب التحرير ‏والتضحية من اجل الاخرين والموت في سبيل الحرية وتقرير المصير ..!!‏
ولكل ذلك نجد الامم المتحدة في شخص امينها العام يحول العودة بالملف للمربع ‏الاول : مفاوضات بدون شروط مسبقة ، سقفها تقرير مصير الشعب الصحراوي..!! ‏

#السالك_مفتاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل