أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دلومي - أبشروا .. العرب يقاطعون














المزيد.....

أبشروا .. العرب يقاطعون


محمد دلومي

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة منذ عقود يتفق القادة العرب على المقاطعة حيث قاطع كل القادة الميامين تنصيب الرئيس الموريتاني المنتخب ديمقراطيا في انتخابات أوجعت مشاعر الذين يريدون الخلود في الحكم إلى يوم الدين ففي إجماع فطري ورد فعل جماعي قاطع كل القادة العرب موريتانيا في ما يشبه حس غريزي مشترك حتى دون أن يعقدوا قمة عربية ترعاها الجامعة التي يسمونها عربية لأجل هذه المقاطعة , في وقت تعالت فيه الصيحات من القادة العرب لأجل إبرام اتفاقيات (استسلام) وإنهاء العداء بين إسرائيل والعرب أو ما يسمى بالسلام بين الدولة اللقيطة ودول الشرق الأوسط وفق شروط يقولون أنها جديدة وموضوعية ( وواقع الحال أن كل الذي طرحته القمة العربية على إسرائيل ما هي سوى قرارات أممية سابقة كانت إسرائيل قد رفضتها بطرق شتى ) والمصيبة أن أنظمتنا تريد أن تسوق لنا هذه المبادرة على أنها نقلة نوعية وانتصار آخر للحكمة العربية وبعد نظر ثاقب وإستراتيجية جديدة لبلورة مفهوم جديد للعلاقة بين الدولة اللقيطة والعرب لتصبح موريتانيا هذه الدولة العربية الفقيرة هاجس الحكام العرب وربما أقضت مضاجعهم وزادت همومهم لأنها شذت عن قاعدة عربية متوارثة وثابت واحد وحيد اتفقت حوله كل الأنظمة العربية دون أن نستثني منها نظام واحد بعدما اختلفوا في كل شيء حتى في الاتفاق على تواريخ عقد مهازلهم أو ما يسمى بالقمم العربية وهو الاتفاق على عدم إشراك الشعوب في الرأي واتخاذ قراراتها المصيرية ولا حتى حق اختيار من ينوب عنها ويرعى مصالحها الوطنية , لذا حق للعرب أن يجعلوا من موريتانيا اليوم الدولة المغضوب عليها والمارقة ومكانها هو محور الشر ومن يدري ربما وجب طردها من الجامعة العربية لأنها خالفت النظام الأساسي التي قامت لأجله كل الدول في المنطقة وهي الدخول إلى الحكم بالقوة والبقاء فيه بالقوة والخروج منه بالقوة , لم تجد موريتانيا الفقيرة المزهوة بنسمات ربيع الحرية سوى حكام بعض الدول الإفريقية الذين شاركوا الشعب الموريتاني فرحته بانجازه العظيم الذي يعد بحق نقلة نوعية في تاريخ موريتانيا الحديث , ولا أعتقد أن أمر العرب ومقاطعة الحكام لتنصيب الرئيس الشرعي الجديد يهم موريتانيا لأن موريتانيا على يقين أن كل الحكام العرب غير شرعيين , و نستطيع أن نفهم لمَ يقاطع الحكام العرب تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد ويحاولون جاهدين إبرام ما يسمى اتفاقيات سلام مع إسرائيل لأن إسرائيل والحكام العرب يشتركون في نقطة واحدة قد توحد أفكارهم وجهودهم نحو الوهم الذي يسمونه سلام وهي عدم شرعية كليهما فعدم شرعية الأنظمة العربية ودولة إسرائيل ربما هو الذي سيوحد الجهود التي تقودنا إلى مزيد من الاستسلام المهين .
يحق لموريتانيا اليوم أن تنتشي ولا تعبأ بالذين يريدون إفساد عرسها وتنطلق في طريق الحرية والبناء والتشييد تحت رعاية مؤسسات منتخبة ديمقراطيا وليس مؤسسات معينة فوقيا تنتج الكثير من اللصوص والخونة وتجار الضمير وخيرات الوطن .
موريتانيا اليوم أيها القادة العرب قد انطلقت وطوت حقبة التسيير الأسري والعائلي لشعب كامل . موريتانيا اليوم دولة كاملة السيادة كاملة الحرية حتى ولو كانت فقيرة لا تنام على بحار من نفط ولا يهم النفط اليوم بعدما انتصرت الحرية لان الحرية هي التي تصنع الثروة وليس العكس , وهاهي ثرواتنا المقدرة بملايير الدولارات تشيد لنا معتقلات وتجلب لنا الويلات ,قدر ما شعرت بالسعادة التي تغمرني بدولة موريتانيا بقدر ما يعتريني الحزن لمستقبل ينتظرنا في ظل الظروف المحيطة بنا وتحت وصاية لصوص يسمونهم نواب في البرلمان وخونة ومرتزقة يستوزرون علينا باسم الوطنية والمصلحة العليا للبلاد ..
إن كان الحكام العرب يعتقدون أنهم صفعوا موريتانيا بمقاطعتهم حفل تنصيب الرئيس الجديد فإنهم واهمون لأن الصفعة أخذوها يوم شهد العالم بنزاهة الانتخابات الموريتانية وشهدت كل المنظمات الدولية بذلك رغم نقص الإمكانيات إلا أن الإرادة كانت قوية لشعب أراد أن يتحرر ويأخذ المبادرة بيده ورجال أرادوا أن يسلموا الأمانة لأهلها ويوقفوا لعبة الفساد في بلد يعد من أفقر الدول في العالم لكنه من أغنى الدول رجالا في وقت اختفت فيه الرجولة , ولو قلبنا الأمور من كل جوانبها لاكتشفنا أن موريتانيا هي التي قاطعت الحكام العرب وليس العكس .
لقد عجز العرب في أن يقاطعوا حتى لدول أساءت لمعتقداتهم ونبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام لأجل مصالح تجارية ولأجل أن لا تكشف هذه الدول عوراتهم في المحافل الدولية وتعريهم أمام العالم , أما اسرائيل فلم يعجزوا عن مقاطعتها فحسب بل يستجدون منها سلاما واتفاقيات وفي كل مرة تعود شروطهم الهزيلة اليهم صفعة على القفى , لكن اليوم تستطيع هذه الأنظمة وبكل فخر أن تعلن للعالم أنها نجحت في مقاطعة دولة عربية لأن هذه الأخيرة نجحت في امتحان لازال فيه الحكام العرب يعيدون فيه السنة في كل عام وهو امتحان المصير والحرية
وأخيرا ليس لنا إلا أن نقول : مبروك على موريتانيا انجازها الحضاري و التاريخي ومبروك لحكامنا مبادرات الأوهام ومقاطعة موريتانيا .



#محمد_دلومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العربي بالشقلوب
- الاستثمار في الإرهاب
- عولمة الفساد
- افلونزا الغرور
- سنة أولى تمرد
- وداعا .. ياسمين
- ديمقراطية ميكي ماوس العظيم
- الرئيس سلفادور اللندي
- عندما كنت حمارا


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دلومي - أبشروا .. العرب يقاطعون