أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد دلومي - ديمقراطية ميكي ماوس العظيم














المزيد.....

ديمقراطية ميكي ماوس العظيم


محمد دلومي

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 10:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما أعلن الرئيس الأمركي " ولسن " مبادئه الاربع عشر بعد الحرب العالمية الثانية إعتنقتها كل الشعوب التي كانت تحت نير الاستعمار وتكتوي بناره . بل اصبحت تلك المبادئ تتلى تلاوة الاناجيل والكتب المقدسة في المحافل الدولي من طرف المستضعفين في هذه الأرض , لتصبح امريكا في نظر المستعبدين في القارات الخمس هي ملاك الرحمة الذي جاء من اجل خلاص العالم وبث الحب والأمن في نفوس الشعوب التعيسة .
كانت تلك هي صورة امريكا الظاهرية والوجه "الممكيج" والبراق , لتصبح مثالا يحتذى به في الديمقراطية وحقوق الإنسان واصبحت البلد الذي تهفو له القلوب ويلجأ إليه المضطهدين الفارين من الديكتاتوريات الظالمة والأنظمة الشمولية القمعية التي جعلت من الاوطان مجرد سجون ومعتقلات كبيرة ..
ماذا تغير من امريكا اليوم ..؟؟ الارض هي الارض .. البحر هو البحر .. وتمثال حريتها الاخرق لازال ماسكا مشعلا يحرق به الضعفاء بلا رحمة ..
انهار الاتحاد السوفياتي فجأة مثل كومة من قش ’ انهياره حير حتى ذئاب "الس اي اي" الذين لم يتوقعوا انهيارا بتلك السرعة و من كان يعتقد ان وكالة الاستخبارات الامريكية هي التي اسقطت الاتحاد السوفياتي فهو واهم .. الاتحاد السوفياتي اسقطته افات حكامه وجشعهم مثلما ستنهار يوما مملكة المجون في الارض .
ودون سابق انذار ووجدت امريكا نفسها امبراطورية عظيمة وسط عالم تتلاطم امواجه في جنون , وفي صدمة شبه جنونية وبعد انقضاء نشوة الانتصار على الشيوعية وجد عملاء " الس اي اي" انفسهم بلا شغل ولا مشغلة مثلهم مثل الشباب العربي المبدع البطال , لولا ان امريكا الديمقراطية والحرية ابتدعت لنفسها عدوا من العدم ليستمر نهمها الشره وشرها المستطير يعم العالم باسره . في الوقت الذي كان المستضعفين ينتظرون حرية حقيقية دون ان تغلفها انامل حمراء وجدوا انفسهم محاصرين أمام نظام جديد يتجسس عليهم ويفرض عليهم الديمقراطية بالقوة ويملي عليهم شروطا خاصة ويقسم العالم الى عالم الخير وعالم الشر وفق مقايس القوة وليس بميزان العدل , ليكون العراق الضحية الأولى والمحببة والعدو رقم واحد لسيدة الشر في انتظار ان تصنع امريكا عدوا اخر من العدم , وقبل ان تحتل العراق كان لها ترتيبا آخر في افغنستان لتجرب على الضعفاء افتك الاسلحة أمام خردة الطالبان الحربية , لتنهي بعدها الحصار على العراق بهجوم شرس لازال مستمر الى اليوم .
بين امريكا " ولسن " وامريكا "بوش" بحار من دماء ضعفاء الارض إستثمرت فيه امريكا بمبادئ العدالة الزائفة او بمبادئ القمع الوحشي لكل من خالف رايها او ابدى امتعاضا من سياستها .
من مبادئ " ولسن " إلى قانون بوش لمحاربة الارهاب توجد ديمقراطية خاصة جدا وحرية بشكل هراوة مغلفة بالحرير في العهود السابقة لتبرز منها اليوم في عهد بوش مسامير حادة ممزقتا الحرير لكنها العصى هي نفسها العصى لم يتغير منها شيء , لتصبح هذه الحرية عظيمة عظمة الشمس وبحجم امريكا وهي تفرض في سجون ابو غريب و"منتجع غونتنامو السياحي" لتصل هذه الحرية ذروتها عندما تعمم على الصغار وتصبح مطلبا ديمقراطيا اجباريا وعندما تصبح الديمقراطية بالكراه والاجبار فالامر اذا فيه خلل وخلل رهيب لتصبح الديمقراطية منذ خلقتها الى اليوم مجرد عبث واحلاما لا تتحقق . بل احلاما ولدت لتموت .
لو كتب القدر لأدولف هتلر ان يعيش ويرى مشاهد اطفال العراق وهم تحت رحمة جنود جلالتها وهم ينهالون عليهم بكل ديمقراطية وحرية لا يفرقون في ركلهم بين عين صبي وانفه ولا بين صراخهم وتوسلاتهم وتوقف دقات قلوبهم لذرف بدل الدمع دما قانيا . هكذا هي الحرية الموعود بها في العراق ..هاهي سلعتهم فمن يشتري ..؟
من سخريات هذه الدنيا أن يصبح ميكي ماوس عرابا للديمقراطية والحرية وسيد العالم . في وضع كريكاتوري لكنه للاسف ليس مضحكا رغم ان الكرياكتور فن يضحك . لأن الحرية التي تنشرها امريكا لم تجعل للفرح مكانا ولا للسعادة أرضا .
ومن العراق نرحل الى ارشيف وكالة الإستخبارات الامريكية لنرى كيف تنتقم دولة بجلالة قدرها وعظمة شأنها من بعض الثوار في امريكا اللاتينية باخراجها لصور الثائر الارجنتيني ارنسطو جيفارا وهو مقيد بالسلاسل والأغلال وفي صور أخرى تظهره صريعا وآثار التعذيب بادية على جسده في تصرف اقل ما يقال عنه انه بلا ضمير وبلا وازع من اخلاق من دولة أصبح الضمير عندها في خبر كان لانه لم يكن لها اصلا ضمير أما الأخلاق فاسالوا بيل كلينتون وابنة الرئيس بوش ..
ان هذا التصرف الذي تريد به امريكا كسر كبرياء كل ثائر حر في هذا العالم هو مجرد خبل والحقيقة ان كبريائها هو الذي كسر وانفها هو الذي مرغ في التراب فتصرفاتها تدل على انها تتخبط في لجج من الحيرة والانهزام وانسداد الافاق في وجه طموحها , فلم تعد تدري ما تفعل او تصنع فصارت تتخبط كالذي به مس من الجن بعدما فقدت كل أوراقها في لعبة اعتقدت انها سهلة ويسيرة مثل لعبة الغولف
الرقيقة التي يعشقها الأسياد , وأمام الظربات الموجعة للمقاومة في العراق والتكتيك الجديد للطالبان صار الرهان على فرض الحرية الزائفة بالقوة ونهب خيرات الدول غصبا وظلما مغامرة عواقبها قاتلة ربما ستسقط دولة الشر بالضربة القاضية .
الوقت والآفات والعداء المتنامي في العالم ضد امريكا سيرسم لها نهاية دراماتيكية اكثر من دراماتيكية سقوط الاتحاد السوفياتي .
ماذا بقي من امريكا اليوم ..؟ مبادئ ولسن نثرتها رياح المحافظين الجدد , وتمثال الحرية الرمز لم يعد يؤخر او يقدم في امر الحرية شيء فقط بقيت ديمقراطية ميكي ماوس العظيم تضحك على البشرية منذ صدقت البشرية بشيء إسمه ديمقراطية .



#محمد_دلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس سلفادور اللندي
- عندما كنت حمارا


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد دلومي - ديمقراطية ميكي ماوس العظيم