أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً














المزيد.....

مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


الأدب نتاج اجتماعي، وحضاري لكل الشعوب. مرآة تعكس كل معطيات حياتنا الاجتماعية، والحضارية، ويجمع بين طياته كل أوجه الثقافة، والحياة. بترجمتنا لأعمال أدبية من لغة إلى أخرى يتمكن قارئ هذه اللغة من أخذ انطباع عن المعطيات الاجتماعية، والحضارية عن شعب، أو أمة غريبة. وما أهمية الأدب كوسيلة بالغة الأهمية بالنسبة للحوار بين الحضارات تعود إلى كون هذا الحوار يتطلب قنوات لذلك. لهذا تبقى الترجمة أهم قنوات الحوار بين الحضارات، والاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى.

ذلك المنسي، القابع في مدينة غراتس النمساوية، صديق نهر مور العنيف، والقلعة الجبلية، السائر خلف آلامه، وأمانيه حاملاً وجع وطنه، وآمال أمته معه، حيثما يذهب، يرفد في كل لحظة ثقافة أمته المنسية في ثقافات الشعوب القابعة على نفسه ليجعل من كل قصيدة يترجمها مخلوقاً يضيفه إلى قائمة المخلوقات الأدبية المنتشرة في الكون الثقافي، والشعرية منها بالذات.

بدل رفو المزوري، يئن بكلماته مع آهات الشعراء الذين يترجم لهم قصائدهم من لغات شتى إلى العربية، جعل من تلك الأشعار قصائد جديدة، يستغرب القارئ كثيراً إذا ما قارنها مع نصوصها الأصلية دون أن يفقد النص الأساسي معانيه، وأحاسيسه، وباحتراف دقيق يحول القصيدة إلى قصيدة أخرى كمن يخلق شيئاً جديداً.

بقراءة سريعة لأبرز قصائد الشعراء الذين ترجم لهم بدل رفو المزوري نجد استلذاذاً غريباً يضفي المزوري طابعه الخاص في كل قصيدة مترجمة، فنجد في قصيدة: فقط ...انتظري! للشاعر النمساوي مانفريد خوبوت سهولة العبارات، وبساطة الكلمة حيث يقول:
إن لم تأخذي
حذرك ...
سأكتب قصيدة حب
لك،
حينها سترين،
إن هذا الذي
ما أردت

وكذلك في قصيدة أغنية بيني، وبينك للشاعرة النمساوية فريدريكي مايروكير حيث يقول:
أترى نجمة المساء؟
نعم أراها...
أتسمع صوت الريح؟
نعم، أسمعه
أتحس بالأبدية؟
أجل، أحس بها
ما اسمك؟
يسمونني الليل
من أين تأتي؟
من عزلتك...
وأين ستتجه؟
صوب حرارة مشاعرك
أعطني يدك.

يحاول المزوري انتقاء القصائد التي يجيد ترجمتها ببلاغة فيقوم بتنويع نصوصه من خلال مجموعة مختلفة من الشعراء الذي ينجح في اختيار قصائدهم للترجمة، حيث يعرض في قصيدة إلى شعوب العالم للشاعرة الكردية ديا جوان الهم الوطني لشاعرة تحاول تجسيد حبها لوطنها بكلمات بسيطة حيث يقول المزوري:
معذرة...
من شموخ جبال
وطني السامقة...
لم أكن
أرى
أية جبال أخرى
وراءها
وبقدر...
ما كانت
معاناة شعبي
كبيرة....
لم أكن
أحس
بمعاناة أخرى...
ولما كنت
أعشق وطني
عشق كبيراً ....
لم يبق
في قلبي
متسع
لعشق آخر

المزوري خلق من خلال ترجمته لهذه القصائد منظومة شعرية مترجمة خاصة به، محاولاً عرض القصيدة بنصها الأصلي رغم ترجمته، ففي قراءتك للقصيدة المترجمة تشعر، وكأنك تقرأ نصها الأصلي في محاولة منه خلق صورة لواقع القصيدة في مخيلتك رغم ترجمتها من لغة أخرى كما في قصيدة أتتذكرين للشاعر محفوظ مائي حيث يقول:
حينها لم أكن أعرفك
كنت طفلاً بريئاً
الجبل الذي يقابل قريتنا
بضخامته...
كان صديق طفولتي،
السماء بعلوها
والقمر، والنجوم ببعدهما
كانا صديقي طفولتي

لم ينس المزوري الحب في ترجماته حيث يقول في قصيدة الهوى للشاعر الكردي مؤيد طيب حيث يقول:
حين أحببتك...أحببتُ النار، والأمطار
أحببتُ المشانق، والخنادق... أحببتُ المناضلين، والكادحين
أحببتُ النجاد السامقة... أحببتُ كل المدن، والقرى
لكن!!!
حين ركعتُ لقامتك، وقرأت صفحة عشقك، وخلجتُ شجرة الأمنيات
لم اركع في حياتي لأحد قط، ولن يقدر أحد أن يأمرني بالركوع

بدل رفو المزوري قام بالترجمة من الكردية، والنمساوية لعدة شعراء منهم فريدريكي مايروكير، مانفريد خوبوت، آمنة زكري، ديا جوان، نذيرة أحمد، لقمان ئاسيهي، مؤيد طيب، صديق شرو، محفوظ مائي، كرمانج هكاري، وآخرين. يرى أن أدباء، وفنانو الكرد هم هوية الوطن الحقيقية، والذين ستتذكرهم الأجيال القادمة. تمكن من التوغل بين كبار أدباء، وكتاب النمسا، فأصبح أول كردي، وربما أجنبي يضمه هذا الاتحاد العريق، لكن! هل تذكره اتحاد أدباء الكرد في وطنه؟ سؤال جدير بالإجابة.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!
- اغتيال جديد على مذبح الحقيقة اللبنانية
- فسحة أمل
- طبول الضياع
- أنفال ولكن!!!
- انتصار الأغاني
- لا تقل لو!!!
- شعراء العالم
- حروب استباقية, وإسقاطات إقليمية, هل تكرر تركيا السيناريو الإ ...
- لبنان الأخضر... لبنان
- اجتياح لبنان: حرب جديدة, أم تصفية حسابات قديمة؟
- تسلية أمنية وسذاجة كردية
- من صنع الزرقاوي, ومن أتى بنهايته ...؟
- معشوق الله


المزيد.....




- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...
- 40 عاما على إطلاقه.. ماذا تبقى من -نقد العقل العربي- للجابري ...
- فيلم -شرق 12-.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مسعود عكو - مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً