ليس دفاعاً عن كمال غبريال و أنما أحققاً للحق

جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كما ذكرت في التعليق الخاص بي على مقال الأستاذ/ مدحت قلادة في أقباط متحدون من الظلم وضع كمال غبريال في بوتقة واحدة مع بباوي و أسعد أصحاب اشهر دعارة فكرية في تاريخ مصر فهو كاتب محترم و جيد وليس معنى هذا أني متفق معه في كل أرائه و أنما أختلف معه في عدة أمور لكنه في المجمل انه ليس شاهد زور أو يهوذا انه فقط نموذجاً لكاتب علماني يحلل الأمور الكنسية الغير الإيمانية بالعقل و المنطق و يفرق بين الكنيسة وأيمانها و بين قادتها و أفعالهم كما صرح في أحدى مقالاته يجب هدم ساتر أن توجيه النقد لفكر وممارسات القيادة هو عداء لما تمثله المؤسسة أو الكيان، فنقد القيادة السياسية يصور كما لو كان عداء للوطن وخيانة للوطنية، ونقد فكر وممارسات قادة الكنيسة يصور على أنه عداء للكنيسة، وهرطقة عن عقيدتها الأرثوذكسية،
فكيف نتهم إنسان بأنه عدو للكنيسة ومهرطق لمجرد ينتقد فقط أفعال و ممارسات القيادة فأنه لم يناقش أيمانيات و عقيدة و إنما أفعال و تصرفات
فهل القادة و الآباء الأجلاء ليسوا بشر يجوز إن يخطئوا و يجوز نقدهم ؟ وهل أن نقدنا أفعالهم خرجنا من الأيمان الأرثوذكسي ؟ هل هم الأيمان و الأيمان هم ؟ أما نحن ديدان يجانب ضوء الشمس الذي هو البابا كما ذكر في تعليقه على المقال في أقباط متحدون من يسمي نفسه الراهب الراهب زكريا الانبا بولا قبرص و الذي أتعشم أن يكون كاذب في أسمه ومدعي الرهبنة و أرجو من محرري أقباط متحدون الـتأكد من شخصية من يريد إن يعلق باسم راهب أو قس
فمن يدعو نفسه الراهب زكريا الأنبا بولا يدعي أنه لم يكن هناك مسيحية أو إيمان قبل رسامة البابا شنودة و كأن الباباوات الذين قبله و على رأسهم رجل الصلاة البابا كيرلس هم من جعلوا الشعب في خمول و فتيلته مدخنة حتى دبت الحياة و اشتعلت الفتيلة بتولي البابا أسقفية التعليم ثم البطريركية
بداية من ينكر جهود البابا شنودة الثالث و حكمته و علمه هو جاحد و ناكر للحق لكن ليس بهذه الطريقة المتملقة التي كتب بها و عندما يختلف أحد مع البابا أو الكنيسة في رأي شخصي وليس إيماني لا يصح أن يوصف بأنه مهرطق أو اريوس أو يهوذا و أنه عدو للكنيسة ؟ وهل علمك الإنجيل يا جناب الراهب أن تصف أي إنسان كان أنه دودة ؟ والكتاب المقدس لن يفقد يا جناب الراهب و لن نضطر لجمعه من كتابات أحد لأن الله هو الحافظ له و هو الحافظ للأيمان و ليس أحد و إن أردت أن تجامل طمعاً في درجة كهنوتية أو أسقفية فلا يكون بإظهار إن الكتاب المقدس لو فقد يمكن جمعه من كتابات البابا شنودة و أرح بالك فأنت في رأي فأنت لا تستحق أي درجة كهنوتية لأنك سوف تنظر لمن يخالفك انه حشرة أو دودة و آنت شمس البر و الحق هذا على افتراض انك راهب من الأساس و لا تخف على أحد من مصير أريوس بل بالحري خاف على نفسك أنت من مصير أبشع من اريوس
و أنا أثق أن كثيرين من الذين هاجموا كمال غبريال و سبوه في تعليقاتهم لم يقرءوا المقال و إنما كتبوا في الهيصة يالله واحد عدو للكنيسة يالله نسبه و نلعنه ونكفره دون أن نقرأ أو نفكر متمثلين بخير أمة خرجت للعالم صحيح من عاشر القوم صار منهم
هل أخطأ كمال غبريال عندما أنتقد كلمة قبضة الحق ؟ هل اعتدنا أن نكون في قبضة أحد يصيرنا و يفكر لنا و يأخذ القرارات بالنيابة عنا
هل أخطأ عندما ذكر أننا كأقباط سواء في المهجر أو في الداخل أحترفنا العويل و الصراخ دون أن يكون هناك وجود على ارض الواقع
جيد إننا حركنا القضية القبطية و طرحنها و قتلناها مناقشة و بحثاً و لكن ماذا بعد هذه المؤتمرات و اللجان ؟ هل سنستمر في هذا إلى ما لا نهاية نضطهد و نصرخ في مؤتمر أو منتدى ما هم الحزب الذي شاركنا في تأسيسه و ووقفنا بجانبه لأننا تلمسنا فيه حقوق المواطنة ؟ هل تجمعنا جميعاً واتحدنا أمام أخوان الخراب ؟
كل ما نفعله إننا نعطي صوتنا للمرشح القبطي و هو في الغالب لا يستحقه لأنه بعيد عن العمل السياسي و قد يكون هدفه فقط التلميع و جني مصالح شخصية إن تم تعيين نائب قبطي في المجلس فهو لديكور وولائه لمن عينه و لا يفتح فمه بقضية تخص الشعب القبطي
أما قضية مناقشات قضايا الكنيسة على الملء فقد أصبحت اسطوانة قديمة فكثيراً من الكهنة و الأساقفة أصبحوا ضيوف شبه دائمين في الصحف و المجلات و البرامج و الشفافية يجب أن تسود و مناقشة القضايا الخلافية لا يسيء لأحد أن استخدمت لغة راقية دون تجريح أو تكفير
يا أخوة كمال غبريال ليس شيطان و في نفس الوقت ليس ملاك إنما بشر قد يخطئ و قد يصيب وهذا رأيه و إن كنت أعيب عليه التركيز على سلبيات الكنيسة فقط فالدنيا ليست سوداء لهذه الدرجة وهناك إيجابيات كثيرة و أرجو منك إن تشعر القارئ وخصوصاً المصري القبطي أن هدفك هو الإصلاح و ليس إفقاده الثقة في كنيسته و قادتها الذين يحظون بحب و تقدير الشعب متناسيين أنهم بشر لهم مزايا و لهم عيوب

#جورج_فايق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات