أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحاج ابراهيم - خلفيات العصبيات في مجتمعاتنا الحاضرة ( مداخلة على الندوة الأسبوعية للعلامة السيد محمد حسين فضل الله














المزيد.....

خلفيات العصبيات في مجتمعاتنا الحاضرة ( مداخلة على الندوة الأسبوعية للعلامة السيد محمد حسين فضل الله


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد متابعة أزعم دقتها للندوة الأسبوعية لمجلة " فكر وثقافه" للعلامة السيد محمد حسين فضل الله حول العصبيات ومعالجتها، أحب أن أضيف مع كل المحبة والاحترام لهذا الرجل الذي أتابعه منذ زمن غير قليل،وفي ذلك أقول:
العصبية حالة من الانشداد للدائرة الأصغر التي تزعم تأمين الحماية المُفترضة لأعضائها ولها جذرين هما:
1- جذر عقائدي بُني على المعرفة الذهنية وقام على التكفير للمُغاير الديني أو الفكري أو السياسي.
2- جذر نفسي تربوي بُني على الشعور وقام على اجتثاث الآخر المُغايرعبر قاعدة التكفير الذهنية والتي دفعت باتجاه التصفيات الجسدية أحياناً ،وأكثر من ذلك أنه تعزز بالرفض للعادة التي تربى عليها الآخر، وهو ما نتج عنه رفض التزاوج معه،أو رفض طريقته بالعديد من المسائل الحياتية.
الجذر الأول نتاج تاريخ مورس فيه كل أشكال الإقصاء والتكفير والتحريم للآخر، وتحليل الجانب الإيماني والحياتي للمُكفّرأو المُقصي، ولمعالجته لابد من إعادة قراءة التباين على ضوء التفسير للنصوص كمُرسل إلهي ،أو مراجعة المجتهدين من البشر فكرا وسلوكا وتأريخا،والذين حمّلوا النص تفاسيرهم فتم البناء على هذه التفاسير العديد من الشروخ تسلسلت حتى وصلت أيامنا هذه.
الجذر الثاني وهو نتاج نفس التاريخ الذهني الذي صنع بناء نفسيا شكّل مدارس تربوية أنتجت مع الأجيال هذا الرفض المُتبادل الذي تواجهه مجتمعاتنا،ومثال على ذلك اليوم أن اللهجة صارت معيار للحكم المباشر على الشخص، وهذا يعني أن مجتمعاتنا بغياب الفكر الإنساني غرقت في المباشر، وحكمت من خلاله ومارست على ضوءه، وهذا ما يعني أننا في الطريق لمواجهات أكبر إن لم نتمكن من معالجة الخلفيات التي أسست لهذا التباين والتي بنت الجدران النفسية بين أبناء البشر.
إننا بالعودة لبدايات تشكل العصبيات لانجد اليوم إلا قليلا من الناس يتعصبون ذهنيا أو معرفيا، وذلك لأن الواقع اليوم يؤكد أن قلة من الناس يقرأ أو يتابع القراءة والمعرفة كما كانت،لذلك صرنا اليوم بمواجهة العصبية التربوية النفسية أكثر من العصبية الذهنية، حيث أن الحروب وخاصة الأهلية منها يُشعلها القاع الاجتماعي بقيادة السطح السياسي ذو النزعة المصلحية الخاصة والضيقة، وليس ا لسطح الثقافي ذو الهم العام،وهذا القاع الاجتماعي هو الخَطِر، لأنه مُنتمي للعصبية بحكم الانتماء، وليس بحكم الوعي والمعرفة والضرورة،وهو الأكثر فعلا في إشعال نار الحروب الأهلية بين الأهل، أو أبناء الوطن الواحد لما يفعله في الشوارع والأزقة ،وتبقى مهمة السلطات الحاكمة ،ومؤسسات الدول إن وُجدت ،والمثقفين فيها الاقتراب أكثر من هذا القاع ،وملامسته على أسس أكبر وأوسع مما تربى عليه، وذلك لتشكيل الرافعة التي تساعده على الخروج من أزماته وتثقيفه حقوقيا ليقف تلقائيا عند الحدود الطبيعية له دون التمادي بتجاوز هذه الحدود،وهو الشكل المباشر والقريب لمعالجة العصبيات وتجاوز مخاطرها،حيث أن النصائح لم تعد كافية اليوم،ولابد من معرفة معاناة هذا القاع بدءا بتوفير العمل وهذا مهمة الدولة،لأن البطالة والفقر يُولدان الغربة والجهل والتشفي وكل أشكال الحماقات الزارعة للفتن الداخلية،وإن كان يتصور البعض أن الحلول الأمنية تستطيع حل هذه المشكلة أعتقد هو خاطىء لأن الجوع كافر لابد من معالجته،والتخويف مرحلة يمكن تجاوزها من قبل المقهورين، وفقدان الإحساس بالأمان الاقتصادي كفيل بتلاقح الثأرية بالعصبية لإيقاظها بإفراط وهو فتيل كل الأزمات التحتية المولدة للصراعات المحلية.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعظم ماقدمه الصراع السياسي في لبنان
- ثقافةالإلغاء بين الذهني والنفسي
- إذا تشرنق الحاكم أعلن الوداع
- أقذر اغتيال للديمقراطية في التاريخ
- هل انتصرت المقاومة اللبنانية فعلاً،أم هُزمت؟
- بين حزب الله والأحزاب السياسية العربية
- الضامن الدولي لو تم نزع سلاح حزب الله
- أسطورةٌ تنسخ أسطوره
- شرق أوسط جديد!!..لكن.. لمن؟!
- أمّةٌ تتزلزل
- نتائج الهجرة المدنية اليهودية على إسرائيل
- هل يستمر حزب الله.. ؟
- شرق أوسط جديد مأزوم
- من الذروة إلى أين؟حزب الله × إسرائيل
- يابسطاء العرب اتحدوا
- نخوة الأمة بين الماضي والحاضر
- جندي مأسور-وشهيدة العراق اغتصاباً
- المعارضة السورية:أمر واقع، أم فقدان رؤيه؟!
- قراءة خاصة للعلمانية
- هزيمة أم سباحة فوق الرمال


المزيد.....




- خطوة بخطوة نساعدك تثبت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 ...
- انتقادات لترامب بعد استخدامه كلمة معادية لليهود
- تحقيق حصري: هل الكنيسة الروسية في السويد وكر للجواسيس؟
- فوق السلطة: نتنياهو مكلف بتعجيل ظهور المسيح وهذا ما يفعله
- روسيا تصبح أول دولة تعترف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- أغاني حصرية هتفرح أطفالك طول اليوم .. تردد قناة طيور الجنة ب ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- السعودية وفكرة بناء كنيسة قبطية على أرضها.. البابا تواضروس ا ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحاج ابراهيم - خلفيات العصبيات في مجتمعاتنا الحاضرة ( مداخلة على الندوة الأسبوعية للعلامة السيد محمد حسين فضل الله