أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - ماذا ينتظر المغاربيون من أوروبا؟














المزيد.....

ماذا ينتظر المغاربيون من أوروبا؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 12:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن المغاربيين ينتظرون شيئين من أوروبا: دعم انتعاش التنمية البشرية بالتصدي للفقر والبطالة والهجرة من جهة، ومن جهة أخرى الالتزام بتقوية سيرورة إرساء الديمقراطية.
إنهم ينتظرون دعم انتعاش التنمية البشرية عبر فتح الأسواق الأوروبية أبوابها للمنتوجات الفلاحية المغاربية، وهذا يعني التخلي تدريجيا عن السياسة الفلاحية الأوروبية المشتركة التي هي في واقع الأمر شكل من أشكال الحماية التي كادت أن تغتال طموحات دول المغرب العربي. كما ينتظرون منهم فتح أسواقهم للمواد المصنعة بجنوب البحر الأبيض المتوسط، وكذلك لخدمات النقل والأبناك والتأمين والسياحة وغيرها.
بعبارة أدق إن على أوروبا أن تتخلى عن إجراءاتها الوقائية التي جعلت منها قلعة محصنة في وجه المنتوجات المغاربية. وهذا الانغلاق ساهم في جعل الكثير من الشباب المغاربيين مهاجرين رغم أنفهم، ولو تمكنوا من إيجاد موقع تحت شمس وطنهم، لن يفكروا في المغامرة بحياتهم، علما أن الهجرة أصلا سببها مختلف أساليب السيطرة الأوروبية: الاستعمار والحماية، الاتفاقيات المجحفة المفروضة، السيطرة الاقتصادية، وهذا ما جعل الدول المغاربية مصدرا للمواد الأولية المرصودة للصناعة الأوروبية، وفي ذات الوقت جعلت منها سوقا لمنتوجاتها المصنعة، وقد ساهمت هذه السيرورة في تحطيم المنظومة الصناعية التقليدية لتلك البلدان، الشيء الذي نتجت عنه بطالة حضرية، كما ساهم تحطيم المنظومة الزراعية بالبلاد في بروز بطالة قروية، ومثلت هاتان الظاهرتان مجتمعتان، السبب الأصلي لظهور الهجرة إلى أوروبا بدءا بفرنسا منذ أكثر من قرن، وانضافت إلى هذا السبب الأصلي أسباب مساعدة أخرى، يمكن إجمالها في السياسات الصحية والوقائية التي رسخها الاستعمار في البلدان المغاربية، والتي ساهمت في تقليص معدل الوفيات مما أدى إلى تسريع وتيرة التزايد السكاني في فترة زمنية وجيزة، ولأن سيرورة النمو والتنمية تعرقلت إلى حد كبير مع حصول البلدان المغاربية على استقلالها، تفاقمت الأزمات، ومع تفاقمها ارتفعت نسبة الهجرة نحو أوروبا.
كما أن المغاربيين ينتظرون من أوروبا دعم إرساء الديمقراطية الحقة ببلدانهم، ولن يتم هذا إلا بالتخلي عن مساندة الاستبداد بالسلطة وبالتصدي لمختلف مظاهر الفساد البنيوي. ولن يستقيم في دعم حقيقي للديمقراطية بالبلدان المغاربية إلا عبر الإقرار بعدالة اجتماعية، تمكن من إعادة النظر في نهج وسياسة توزيع الثروات بالبلدان المغاربية، كما تساعد على إبطال مفعول استغلال النفوذ لاحتكار قطاعات اقتصادية أو فرض المساهمة فيها دون تحمل أي استثمار بهذا الخصوص، ويزداد الطين بلة إذا علمنا، أن ذوي النفوذ الذين يفرضون أنفسهم في القطاعات الاقتصادية والأنشطة المنتجة للثروات المضافة، لا يعيدون استثمار أموالهم ببلدانهم وإنما يفضلون تهريبها أو توظيفها بالخارج، الشيء الذي يحرم الاقتصادات الوطنية من أموال هي في حاجة ماسة لها الآن، أكثر من أي وقت مضى. وتفوق قيمة هذه الأموال المهربة أو المستثمرة بالخارج بكثير مبالغ المساعدات الأوروبية الممنوحة للبلدان المغاربية.
في واقع الأمر يجب أن تكون سياسة حسن الجوار التي تنادي بها أوروبا، سياسة حسن الجوار مع شعوب المنطقة وليس مع القائمين على الأمور بها، وذلك لأن حسن الجوار يترسخ فعلا باعتماد نفس القيم ونفس المعايير دون تباين بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ضمان شروط العيش الكريم والديمقراطية والشفافية واحترام حقوق الإنسان والتناوب على السلطة واحترام حقوق المرأة وتمكين كل مواطن مغاربي من مكان تحت شمس وطنه. وإن لم يكن هذا هو معنى سياسة حسن الجوار، فلا داعي لها أصلا.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن لادن يهدد المغرب بالبوليساريو
- قمة عربية وقمة تردي الأوضاع
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الأولى
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الثانية
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الثالثة
- من معضلات البرلمان المغربي
- تدبير الأزمات المركبة فن لا يتقنه الجميع
- ماذا عساي أقول ..؟
- عودة الإرهاب إلى المغرب
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الأولى
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الثانية
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الثالثة
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الرابعة
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة الخامسة
- الأمير الذي كاد أن يصبح ملكا الحلقة السادسة
- مسارات الكتابة الروائية في تجربة عزت القمحاوي
- التصدي للإرهاب يستوجب فعلا الشمولية
- الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 1/3
- الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 2/3
- الانتحاري الذي فجر نفسه بمقهى الانترنيت 3/3


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - ماذا ينتظر المغاربيون من أوروبا؟