عودة الاقطاع وإذلال المقهورين

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يوم اعلنت مرشحة الحزب الديمقراطي الامريكي هيلاري كلنتون ترشحها للسباق الرئاسي قبل شهرين تقريبا ‘ كان مقدم نشرة اخبار الثامنة مساء في القناة الهولندية الاولى ‘ قد وجه العديد من الاسئلة ‘ الى مراسل القناة هناك ‘ عن رائ الناس بها كمرشحة للرئاسة ‘ وزوجة رئيس سابق ؟ ‘فقال ان الكثير من الناس يرى ان ترشحها شيئ سيئ وسيكون محزن بالنسبة لهؤلاء اذا ما فازت ‘ لان هذا سيسجلة التاريخ على الولايات المتحدة من انها حكمت لمدة اربعة وعشرون عاما من قبل عائلتين ‘ وهذا يعني ان الشعب الامريكي قد فقد حيويته وفشل في صنع قادة جدد .
هذا الكلام يقال عن اناس قدموا برامج وخسروا مئات الملايين من الدولارات خلال الحملة الانتخابية من اجل التعريف وكسب اصوات الناخبين ‘ وبعضهم قتل مئات الآلاف من الاطفال العراقيين خلال فترة الحصار من عام 1991 الى 2003 ‘ والاخر احتل العراق ودمره كدولة ‘ ذات حضارة ‘ ولها خارطة معلقة قرب الجندي المجهول وسط روما مكتوب عليها بلاد ما بين النهرين عمرها الاف السنين ‘ ونشأت فيها احزاب علمانية منذ اكثر من ثمانون عاما ‘ ورغم هذا عادوا به الى حكم القبيلة والاقطاع ‘ ومع كل هذا الشعب الامريكي يريد غيرهم وافضل منهم .
اما نحن في العراق وبعد كل ما فعله النظام البائد من مقابر الجماعية ومئات المعتقلات التي احتفظت بأنين وأهات المناضلين ‘ والحصار ‘ بعد كل هذا يحاولون اعادة حكم الشيخ والاقطاعي ‘ ومنذ سقوط النظام راحت العوائل تعامل الشعب معاملة العبيد ‘ يوم كانوا يجلدون ويقتلون اذا ما اشتكوا من الجوع وعنجهية الاسياد الحاكمين ‘ وصارت هذه العوائل لاتكتفي بقتل اوجلد من يعترض فحسب بل كل الحي او القرية وحتى المدينة التي يحتج عليهم اهلها تعرضهم للإذلال جميعا ‘ اذلال يشبه ما يظهر في المسلسل التاريخي ايام كليب وبعد مقتله ‘ فكليب قتل الذين اوقدوا النار من اجل خبز العشاء ‘ وقال لهم كليب وحده من يوقد النار ويطعم الخبز ‘ والاطفال والنساء الذين قتلوا يوم عاشوراء قرب قدور الطبخ هو ذات المشهد ‘ وقبل خمسة ايام يوم وصل الجيش الذي استقدم من المقاطعات التي تحكمها ذات العائلة التي تحكم مقاطعة النجف و التي طلبت من الطائرات الامركية ان تقتل الاطفال والنساء بحجة انتمائهم لمجموعات مسلحة ويحاولون مهاجمة رجال الدين بالرغم ان بعضهم رضع ‘ وبعد ذلك اخذت تعتقل العشرات من اهالي الحلة والنجف والديوانية ( اكثر من مائة من مدينة المشخاب خلال يوم واحد ) والكوت ‘ وتظهرهم حفاة وبثياب ممزقة ومعصوبي الاعين ‘ ( عرض هذا المشهد الاطفال قرب القدور‘ والمعتقلين الحفاة ‘ بعدة قنوات منها العراقية عرضت المعتقلين ‘ وايطالية وغيرها ‘ الاطفال والنساء والقدور والمعتقلين ) وبعد ان امرت الشرطة في الديوانية ملازمة بيوتهم باعتبارهم متهمين او مشكوك بولائهم ‘و دخل حي الجمهوري والعسكري في اول يومين اي قبل ثلاثة ايام ‘ اعلن من عدة قنوات فضائية ‘ ان الاهالي قد خرجو ا من البيوت وهم يرفعون رايات بيضاء وتوجهوا الى حي الحكيم ؟ وبعدها توالى دخول الاحياء ولكن دون المطالبة برفع الرايات والتوجه الى حي الحكيم ‘ ‘ وتمت محاصرة المدينة حتى الان وظهر اليوم 9-4-2003 في مؤتمر صحفي قائد الفرقة الثامنة التي دخلت المدينة بصحبة جنرال امريكي ‘ ومن دون حضور اي عضو من مجلس المحافظة او حتى المحافظ ؟ ‘ وهذا ما حصل بعد مقتل كليب ‘ ايام الجاهلية ‘ اذلال كل القبيلة بما فيهم اهل امرأة كليب واولاد اخته ؟ هذا ما تفعله العوائل لفرض هيبتها وتسلطها ‘ كل في مقاطعته ‘ ولكنهم في البرلمان يعملون كتجمع طبقي اقطاعي‘ لاقرار قانون نهب الاموال هم وعوائلهم مع حصانة حتى للاحفاد تحميهم من اي مسائلة ‘ وهذا القانون يناقش خلف الابواب المغلقة ‘ وهذا القول الاخير ليس كلامي بل كلام مستشارة وعضو برلمان سابق ومعها عضو برلمان في البرلمان الحالي قالوا ذلك من على قناة العراقية يوم مناقشة هذا القانون قبل يوم من محاصرة الديوانية واجبار اهلها على رفع الرايات البيضاء والتوجه الى حي الحكيم . يا لبعدنا عماوصلت اليه وما تحلم بالوصواليه الشعوب . .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات