مزن مرشد
الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثمة فارق نوعي بين حرية التعبير، والتعبير عن الرأي.
الاول، مغرق في السياسة ، أما الثاني فيخرج من دائرة الحريات، ليدخل في عمق الحياة، وفي كل جوانبها، فالتعبير عن الرأي هنا، هو تعبير عن شخصية الفرد، وتميزه في مجتمعه عن الآخرين، اذ يكون لنفسه منهج حياة قائم بذاته، ولكننا نعيش في مجتمع للأسف يخاف من بعضه البعض، لأسباب كثيرة وغير مفهومة في بعض الأحيان، ليمسي الانسان مستترا خلف قيود من الاقنعة التي لا بد أن يلبسها، في بيئة عودتنا عدم الافصاح عما نرغب وعما نريد.
فالصراحة التي تميز بها الغرب، ننظر اليها على انها ضرب من الغباء، وننتقدها على انها مباشرة لا داعي لها، ونعامل التلقائية بازدراء، ونجزم أن شخصية أخرى نختبئ خلف قناع التلقائية البادية على أحدهم، لأننا ببساطة أمسينا لا نصدق بوجود هؤلاء التلقائيين اللذين لا يلبسون الا وجوههم ولا يختبئون من أنفسهم، ولا يخشون من التعبير عن ذواتهم، نستغربهم وقد ننبذهم أحيانا.
الخوف الذي يتعرض له الانسان السوري منذ نعومة أظفاره يبقى رفيقه المخلص في كل مراحل حياته، فالخوف من سلطة الاب أو الام أولا، ثم من سلطة الاستاذ في المدرسة، الى سلطة رب العمل، ليتخطاها الى خوف دائم من أي سلطة أعلى منه مهما كانت درجتها، ومهما بلغت شدة تعاملها.
وتكبر المشكلة، لأننا نقف اليوم أمام تحد كبير، فكيف السبيل الى الوصول بالمجتمع الى مرحلة جديدة، يتخطى معها ثقافة الصمت،ويلغي الأمثال القائلة أن السكوت من ذهب، ويطلق العنان لنفسه في التعبير عن أفكاره وأرائه، لنصل في النهاية الى انسان واضح، لا يخشى من تقديم نفسه كما هو، مستعدا لإبداء آرائه بمختلف جوانب الحياة دون خوف أو وجل.
#مزن_مرشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟