الوزير وخجله من البايسكلجية

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:16
المحور: المجتمع المدني
    

عندما تسير في شوارع هولندا في القرية او المدينة ستجد هناك طريق خاص للدراجات الهوائية ( البايسكلات ) وفي اغلب التقاطعات تكون الاولوية له ‘ وكل البيوت تقريبا فيها دراجة هوائية او اكثر ‘ وطلاب المدارس القريبة جميعا يذهبون الى مدارسهم على الدراجة الهوائية ( البايسكل ) والكثير من الموظفين بما فيهم وزاراء ونواب برلمان يذهبون بالدراجة الهوائية (البايسكل ) الى عملهم وتصورهم وسائل الاعلام ويتحدث بعضهم مع وسائل الاعلام وهو يمسك بدراجته (البايسكل ) . ويوجد في كل مدينة عدد من محلات تصليح الدراجات الهوائية اي ( بايسكلجية ) ‘ واغلبهم وخاصة الشباب منهم يكون قد حصل على شهادة من معهد الصناعة المهني ‘ ( بايسكلجي ) ‘ والكثير منهم يختار عمل آ خر بعد فترة ‘ ويمكن ان يكون نجارا او وزيرا او نائبا في البرلمان ‘ ويتحدث عن عمله السابق باعتزاز ويعلق بعض الصور الشخصية وهو يصلح دراجه هوائية ( بايسكل ) ‘ وفي امريكا الجنوبية انتخب عدد من اليسارين رؤساء للدولة بالرغم ان بعضهم كانو ماسحي احذية او حمالين في مزار ع الموز ... والعالم بما فيه الولايات المتحدة يستقبلهم ويزورهم ‘ ويحاورهم بجدية وصدقية وتقدير اكثر من الزعماء التقلدين اصحاب الشركات الكبرى ‘ ولم يسمع من احدا ان قال انا اخجل ان نزل الى مستوى هذا العامل او ذاك ‘ او ان عمله سيكون اقسى شتيمة توجه لاحدهم .
ولكن مثل هذه المهن بمثابة عار مهين عند اولاد المشايخ والانتهازين و الوصولين و صدى من عينهم ‘
وهي عار وشتيمة ليس على الشخص وحسب بل على الحزب او المنطقة التي يمثلها ‘ .
هذا ليس كلام شيخ قبيلة يعيش ما قبل الدولة ‘بل حديث شاب ‘ يلبس ربطة عنق صفراء ويسمي الرسالة مسج ‘ ويرفض ان يقبل المستشارين القانونيين لدى الحكومة العراقية ‘ حتى كطلاب مبتدئين عنده ؟‘ وهو سيذهب ويعلم اعضاء البرلمان العراقي ماذا تعني فقرات الدستور؟‘ نعم هذا ما قاله احد موظفين السلطة المحلية في كردستان العراق ‘ في مؤتمر صحفي ونقل من على قناة الجزيرة مباشر يوم 3-4-2007‘ وهو السيد محمد احسان وزير المناطق خارج الاقليم ‘ وهذا بعض ماقاله عند رده على سؤال عن راءيه باعضاء البرلمان الذين لايخافون من رئيس القائمة ويختلفون مع رئيس القائمة او الكتلة بالعديد من الاراء ‘ فقال انا اخجل من ان انزل الى مستوى هؤلاء ‘ هولاء ‘(( بايسكلجية‘)) هل يوجد اكثر؟ من هذا هؤلاء ‘(( بايسكلجية))؟ . اي فنيين تصليح دراجات هوائية وتـأكيده عليها بسؤاله هل يوجد اكثر ؟ يعني انها بالنسبة له شتيمة قاسية جدا .
‘ وهؤلاء هم بالتحديد القائمة العراقية والتيار الصدري اما السيد عبد العزيز فقد امتدحه وقال لايوجد احد يخرج عن ارادته مثله مثل القائمة الكردستانية التي لاتخرج عن ما يقوله الرئيس . ( اذا قال صدام قال العراق بعض من كان يردد هذا الان عضو في البرلمان الحالي ) .( والحقيقة القائمة الكردستانية ليس كما يدعي فهي عدة قوى سياسية وبعضهم لايؤمن بالقائد الملهم ) .
ويكمل السيد صاحب الفكر الشمولي البائد ‘فيقول‘ انصح رؤساء القوائم ان يسطروا على قوائمهم وان يكون رئيس القائمة هو القائد الاوحد مثلما ما هو في كردستان ؟ . المشكلة خلال كلامه هذا ذكر مرتين كلمة الديمقراطية ‘ وهذا يعني انه سمع عنها ‘ وعرف ان اكثر المتظاهرين ضد ريئس الحكومة في بريطانيا هم من حزبه حزب العمال ‘ وفي الاسبوع الماضي صوت عدد من الحزب الجمهوري الامريكي ضد مطالب بوش الحربية ‘ وكل الاتحاد الاوروبي وحتى بوش ‘ التقوا بالرئيس البرازيلي والبوليفي و...ولم يقل احدا منهم اني اخجل من هذا الرئيس ما سح الاحذية اوذاك حمال الموز . وكل حقوق الانسان تدين التمييز العنصري الطبقي ‘ وحتى بوش سيخجل من مثل هذا عندما يذكره احدا بالديمقراطية والمساوات ‘ ومن يقول مثل هذا يلقب بالفاشل ذو الفكر المشيخي البالي ‘ الذي يشرع قتل المراءة ويهين العامل والفلاح ..
ايها السيد المعين كاقطاعي لتكون صدى لصوت ابناء شيخ القبيلة عليك ان تسأل المناضلين من البيشهمركة : هل ان عمل( البايسكلجي ) عمل مهين ؟ وعار على من عمل به ؟ وهل انك تصلح للحوار خارج سلطة من عينك؟ و جل عملك هو الاقناع ؟ ام ان تكون ضابط امن في نظام شمولي مشيخي ؟ وهل عمل البايسكلجي عار بالنسبة لهم ام مشرف ؟ وستعرف منهم اي وظيفة تصلح لك .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل