أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:.....19















المزيد.....


من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:.....19


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 11:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


علاقة المرأة مع نفسها:.....19

4) وإيديولوجية الطبقة العاملة تقود إلى نسج مسلكية تعمل على تمتيع المرأة بحقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

فمسلكية الطبقة العاملة تجاه الكادحين، تهدف إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، لجميع أفراد المجتمع العاملين في كل القطاعات، مهما كان جنسهم، سواء كانوا رجالا، أو نساء. كما تهدف إلى إلغاء الملكية الفردية، وتحويلها إلى ملكية جماعية، من أجل القضاء على كافة مظاهر الاستغلال المادي للمجتمع، التي تستهدف العاملين من النساء، والرجال على السواء، لتصير المرأة متمتعة بحقها الاقتصادي.

وفي نفس الوقت فتمتع أفراد المجتمع بحقوقهم الاقتصادية، يصاحبه الحرص على التمتع بحقوقهم الاجتماعية، التي تجعل التعليم مشاعا بين جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم النساء، وسيصير جميع أفراد المجتمع بمن فيهم النساء يتمتعون بحقهم في العلاج، وفي الحماية الصحية، والاجتماعية، وسيتمتع الجميع بالحق في السكن اللائق، وفي الشغل، لتصير بذلك الحقوق الاجتماعية مضمونة للنساء، وللرجال على السواء.

وكنتيجة لشيوع الحقوق الاجتماعية بين جميع أفراد المجتمع، تصير الحقوق الثقافية مضمونة للجميع، فتصير الأدوات الثقافية مضمونة للجميع، وتتوفر شروط تفاعل مختلف المكونات الثقافية، حتى تساهم جميعها على أساس المساواة فيما بينها، في بث القيم الثقافية النبيلة بين جميع أفراد المجتمع، حتى يرتقي سلوكهم في شروط أحسن، تؤهلهم للقيام بدورهم كاملا في البناء الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بمن فيهم المرأة التي تصير أكثر فعالية.

وشيوع القيم الثقافية النبيلة، سيساهم في ترسيخ قيم المساواة بين الرجال، والنساء على مستوى الواقع، وعلى مستوى العادات، والتقاليد، والأعراف، وأمام القانون الذي يصير متلائما مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بمن فيهم النساء اللواتي يمارسن حياتهن العامة بشكل عادي إلى جانب الرجال، ولا أحد يستطيع أن ينال منها لسيادة دولة الحق، والقانون، التي تضمن المساواة بين جميع أفراد المجتمع.

وتحقيق المساواة بين الرجال، والنساء في المجتمع، سيضمن المساهمة الفعالة في الحياة السياسية، التي تقود إلى العمل على قيام دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب، وضمان قيام مؤسسات تمثيلية حقيقية تعكس إرادة الشعب، وتعمل على خدمة مصالحه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وتحرص على تكريس سيادته في جميع المجالات، وعلى جميع المستويات، وفي كل المسلكيات التي تعتبر المرأة متاعا، أو سلعة، أو عورة، ويتكرس في السلوك، وفي الوجدان، وفي الفكر كون المرأة إنسانا.

5) والطبقة العاملة، بإيديولوجيتها العلمية، وبحزبها الثوري، وببرنامجها السياسي، تستطيع تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

فالنضال من أجل الحرية، هو شرط الوجود الإنساني، وشرط وجود إيديولوجية الطبقة العاملة، وشرط قيام حزبها الثوري، و شرط وجود برنامجها السياسي. والحرية هنا لا تعني إلا الانعتاق الجماهيري من الأسر الإيديولوجي الإقطاعي، أو البورجوازي التابع، أو البورجوازي الليبرالي، أو البورجوازي الصغير، أو المؤدلج للدين الإسلامي، ومن سيطرة التنظيمات الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية الليبرالية، والبورجوازية الصغرى، والمؤدلجة للدين الإسلامي، ومن سيادة البرامج السياسية لهذه الأحزاب، حتى ينفسح المجال أمام إيديولوجية الطبقة العاملة، التي تعتبر إيديولوجية التحرر لوقوفها وراء تحرير الإنسان، والعقول، والوجدان، من كل القيم التي تجعل المجتمع يفقد القدرة على التعبير عن إرادته في السعي إلى التمتع بحقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

والنضال من أجل الديمقراطية، يقتضي العمل على مناهضة كل التصورات اللا ديمقراطية واللا شعبية: الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية الليبرالية، والبورجوازية الصغرى، والمؤدلجة للدين الإسلامي، والعمل على تحقيق الديمقراطية الحقيقية بمضمونها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، التي تمكن جميع المواطنين من جميع الحقوق، التي تتحقق معها كرامة المرأة كإنسان، و كرامة الرجل كإنسان، ويساهم الجميع، وبكامل الحرية، في تقرير المصير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.

والنضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، الذي يقتضي الحرص على نفي الاقتصاد الإقطاعي، والبورجوازي التابع، والبورجوازي الليبرالي، والبورجوازي الصغير، والعمل على تحقيق الاقتصاد الاشتراكي القائم على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، من أجل تمكين أفراد المجتمع من التمتع بالعدالة الاقتصادية، التي هي أساس التمتع بالعدالة الاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

فالطبقة العاملة إذن هي الطبقة التي إذا امتلكت إيديولوجيتها، فإنها تنجز المعجزات لقيامها بنفي كل أشكال الاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، لإقامة مجتمع الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

6) ومفهوم الطبقة العاملة للحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، هو القادر وحده على الحد من تأثير مؤدلجي الدين الإسلامي في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.

فعمل الطبقة العاملة على تحقيق الحرية، يصطدم بدعوة مؤدلجي الدين الإسلامي إلى الخضوع المطلق للأمير، الذي يملي على أتباعه ما يكونون على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، بدعوى أن الأمير وحده هو الذي يعرف ما يجب عمله انطلاقا من فهمه للدين الإسلامي، ومن معرفته بالشريعة الإسلامية، تلك المعرفة التي تعطيه الحق في فرض وصايته على الدين الإسلامي، تلك الوصاية تجعل الأمير يفرض استبداده بالأتباع، وبالمسلمين، وبالمجتمع ككل، وفي كل بلد من البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. فحرص الطبقة العاملة على الحرية يمكن من فضح، وتعرية ممارسة الاستبداد بالمسلمين من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، ويكشف عن الخلفيات التي تقف وراء استغلال الدين الإسلامي عن طريق أدلجته، كجعله يعبر عن المصالح الطبقية لمؤدلجي الدين الإسلامي، وخدمة تلك المصالح. وعندما تصير تلك الخلفيات واضحة في أذهان الناس، وفي سلوكهم، فإنهم سيعتبرون أدلجة الدين الإسلامي كباقي الإيديولوجيات المضللة للبشر، وسيعملون على الفصل بينها، وبين الدين الإسلامي، الذي هو دين الناس جميعا، وفي كل مكان من العالم. وسيعملون على محاربتها، حتى يصير الدين الإسلامي خالصا منها، ويصير الناس أحرارا بدينهم الإسلامي، وفي دينهم، وسيحرصون على حفظ كرامتهم الإنسانية، التي هي كرامة جميع المسلمين، وجميع الناس في كل مكان من الكرة الأرضية.

وعمل الطبقة العاملة على تحقيق الديمقراطية، يكشف عن استبداد مؤدلجي الدين الإسلامي بأتباعهم، وبالمجتمع ككل، في حالة وصول مؤدلجي الدين الإسلامي إلى السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية. ولذلك فالطبقة العاملة عندما تناضل من أجل الديمقراطية، إنما تسعى إلى مناهضة الاستبداد أنى كان مصدره، ومهما كانت الجهة التي تقف وراءه، حتى وإن كانت هذه الجهة هي مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يدعون المحافظة على سلامة الدين الإسلامي من التحريف، و"تطبيق الشريعة الإسلامية". وهم، في الواقع، لا يحافظون إلا على أدلجة الدين الإسلامي، ولا يسعون إلا إلى خدمة مصالحهم الطبقية، و هو ما يتنافى جملة، وتفصيلا مع الممارسة الديمقراطية، التي يعتبرونها بدعة غربية، وممارسة يقوم بها الكفار، والملحدون، والعلمانيون، الأمر الذي يقتضي محاربتها. ودور الطبقة العاملة يكمن في الكشف عن خلفيات معاداة مؤدلجي الدين الإسلامي للديمقراطية، وعن خلفيات حرصهم على تكريس الاستبداد، أو فرض استبداد بديل، حتى يسعى الناس جميعا إلى العمل على تحقيق ديمقراطية من الشعب، وإلى الشعب.

والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، يقتضي الوقوف على طبيعة المصالح الطبقية لمؤدلجي الدين الإسلامي، وتشريعها، والعمل على جعل تلك الطبيعة مفهومة، وواضحة عند الناس جميعا، وعلى جميع المستويات، مما يبين إلى أي حد يمكن أن يشكل مؤدلجو الدين الإسلامي طبقة اجتماعية، تمارس الاستغلال على المجتمع بكافة الوسائل الممكنة، بما فيها ملكية وسائل الإنتاج، وتضليل الناس بأدلجة الدين الإسلامي، حتى ينتبه الناس إلى ما يمارس عليهم على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، ويعملوا على مقاومته من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، التي تنتفي معها جميع أشكال الاستغلال، بما فيها استغلال مؤدلجي الدين الإسلامي.

ولذلك، فكما تناضل الطبقة العاملة ضد الإقطاع، والبورجوازية، إيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، تناضل كذلك ضد مؤدلجي الدين الإسلامي، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتبارها أهدافا إنسانية سامية.

7) وبمقاومة الطبقة العاملة لممارسة مؤدلجي الدين الإسلامين فإنها تثبت أنها وحدها القادرة على مواجهة الاستبداد القائم، أو أي استبداد آخر بديل، يسعى إلى تحقيقه اليمين المتطرف.

فحرص الطبقة العاملة على بناء المجتمع الديمقراطي، هو السلاح الأنجع لمحاربة الاستبداد القائم، لأن الديمقراطية، والاستبداد يتناقضان. وهذا التناقض القائم بينهما، هو الذي يعمل على فرض قيادة الطبقة العاملة للنضال الديمقراطي، من أجل إزاحة الاستبداد القائم، سواء كان ناتجا عن الحكم الإقطاعي، أو الحكم البورجوازي، أو الحكم البورجوازي الصغير، أو أي حكم آخر يمارس الاستبداد بشكل، أو بآخر، حتى وإن كان يرتدي لباس ديمقراطية الواجهة.

والنضال من أجل الديمقراطية، بقدر ما يعمل على مناهضة الاستبداد القائم، بقدر ما يعمل في نفس الوقت على منع استنبات أي استبداد بديل، كيفما كان نوع هذا الاستبداد المستنبت في الواقع، وخاصة ذلك الذي يعمل على فرضه اليمين المتطرف المؤدلج للدين الإسلامي.

فالنضال الديمقراطي هو نضال يومي ضد كل الشروط القائمة في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، والتي تعمل على إدامة الاستبداد القائم، أو تساعد على استنبات استبداد بديل، إلى أن تتحقق الديمقراطية الحقيقية، في إطار مجتمع متحرر، وعادل، بمناعة ضد الاستبداد بجميع أنواعه، وفي مختلف مظاهره.

وقطع الطريق أمام أي استبداد، وكيف ما كان نوعه، سيمنع الرجل من إقامة استبداده بالمرأة، التي تصير بوعيها الديمقراطي المتقدم المصاحب لوعيها بذاتها كإنسان، وبامتلاكها للوعي الطبقي الحقيقي، قادرة على مواجهة استبداد الرجل بها، سواء كان أبا، أو زوجا، أو أخا، لتحافظ بذلك على حريتها، التي تمكنها من المساهمة في بناء المجتمع الديمقراطي.

8) ويمكن أن تعتبر مسلكية الطبقة العاملة تجاه المرأة هي الوحيدة دون سائر المسلكيات، المؤهلة لوضع حد لكافة أشكال دونية المرأة.

فبعمل الطبقة العاملة على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، فإنها تعمل في نفس الوقت على:

ا ـ استئصال المسلكية الإقطاعية، التي تعتبر المرأة مجرد متاع، عن طريق العمل على تشريح إيديولوجية الإقطاع، التي تقف وراء إنتاج المسلكية الإقطاعية، والعمل على نفيها، وبصفة نهائية من المجتمع، في كل بلد من البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حتى تنتفي تبعا لذلك المسلكية الإقطاعية تجاه المرأة.

ب ـ استئصال المسلكية البورجوازية التابعة، التي تجمع بين اعتبار المرأة متاعا واعتبارها سلعة، عن طريق تشريح الإيديولوجية البورجوازية التابعة، وبيان خطورتها على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، على اعتبار أنها تقود المجتمعات البشرية إلى الاستغراق في التخلف الإقطاعي، والاستلذاذ بالتبعية للغرب، من أجل نفيها، حتى تنتفي تبعا لذلك المسلكية البورجوازية التابعة تجاه المرأة.

ج ـ استئصال المسلكية البورجوازية الليبرالية التي توهم المرأة بتحقيق حريتها، من أجل خدمة مصالح البورجوازية الليبرالية الطبقية، والتحول بعد ذلك إلى مجرد سلعة، بدعوى التمتع بحرية المرأة. وذلك عن طريق تشريح الإيديولوجية البورجوازية الليبرالية، وبيان دورها في استغلال الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، إلى جانب دورها في تسليع المرأة، من أجل نفيها، حتى تنتفي معها المسلكية البورجوازية الليبرالية.

د ـ استئصال المسلكية البورجوازية الصغرى تجاه المرأة، التي تتأرجح بين اعتبار المرأة متاعا، واعتبارها سلعة، واعتبارها عورة، عن طريق تشريح الإيديولوجية البورجوازية الصغرى: التوفيقية، والتلفيقية، من أجل نفيها، لتنتفي تبعا لها المسلكية البورجوازية الصغرى تجاه المرأة، التي تتناقض مع مسلكية الطبقة العاملة.

ه ـ استئصال مسلكية مؤدلجي الدين الإسلامي، التي تعتبر المرأة مجرد عورة عن طريق إيديولوجية اليمين المتطرف المؤدلج للدين الإسلامي، وبيان خطورتها على مصير المجتمع في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، بسبب التحريف الذي تنتجه في حق المعتنقين للدين الإسلامي، بتحريف الدين، وتحويله إلى مجرد إيديولوجية، من أجل نفيها، لتنتفي تبعا لذلك مسلكية مؤدلجي الدين الإسلامي تجاه المرأة.

وبعمل مسلكية الطبقة العاملة على نفي جميع المسلكيات المكرسة لدونية المرأة، فإنها تحقق حرية المرأة، التي تعتبر جزءا من حرية المجتمع، التي لا تتحقق إلا بتحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

9) والطبقة العاملة في حالة امتلاكها لوعيها الطبقي، هي المؤهلة لقيادة الشرائح الكادحة من المجتمع، لنبذ كافة أشكال دونية المرأة.

فهي تنقل وعيها إلى جميع كادحي المجتمع، حتى يدركوا مواقعهم من علاقات الإنتاج القائمة، ويدركوا عمق الاستغلال الممارس من قبل مختلف الطبقات السائدة في المجتمع، والمالكة لوسائل الإنتاج، والمستفيدة من الاستغلال، سواء تعلق الأمر ببقايا الإقطاع، وبالبورجوازية التابعة، والبورجوازية الليبرالية، والبورجوازية الصغرى، وكيف أن هذه الطبقات المستفيدة من الاستغلال توظف الأجهزة القمعية لقمع الكادحينن وإخضاعهم للاستغلال الهمجي، والذي يزداد همجية في عصر العولمة.

وهي التي تعمل على توعية الكادحين بضرورة التنظيم في مختلف التنظيمات الجماهيرية: النقابية، والجمعوية، والحقوقية، وغيرها، من أجل العمل على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للكادحين، في جميع المواقع الإنتاجية، والخدماتية، ومن اجل تنشيط مختلف المكونات الثقافية، التي تمد المجتمع بالقيم النبيلة، ومن أجل التمتع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

وهي التي تعمل على تنظيم الكادحين في حزبها الثوري، الذي يقود نضالاتهم، من أجل الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وفق برنامج محدد: مرحلي، واستراتيجي.

والطبقة العاملة عندما تعمل على توعية الجماهير الشعبية الكادحة، وتنظيمها في منظمات جماهيرية، من أجل تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، وقيادتها من أجل تحقيق مجتمع متحرر، وديمقراطي، وعادل، فإنها بذلك تعد المجتمع لنبذ كافة أشكال الدونية، التي تعاني منها المرأة في المجتمع الاستغلالي.

10) وانطلاقا مما رأينا، فإننا نجد أن نضال الكادحين بقيادة الطبقة العاملة من أجل حرية المرأة جزء من النضال من أجل الديمقراطية:

ا ـ لأن حرية المرأة لها علاقة بتحقيق دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب، الذي يتكون نصفه من النساء اللواتي يطلب منهن المساهمة في تقرير المصير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

ب ـ لأن حرية المرأة تقتضي إجراء انتخابات حرة، ونزيهة بمساهمة المرأة، ترشيحا، وتصويتا، وبكثافة، من أجل إيجاد مؤسسات تمثيلية، تعكس إرادة الشعب، وإرادة النساء بالخصوص، اللواتي تعمل المجالس المنتخبة على حماية حقوقهن الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

ج ـ لأن حرية المرأة تقتضي تمكينها من الانخراط في الجمعيات، والنقابات، والأحزاب السياسية، حتى تساهم مساهمة فعالة في النضال من أجل الديمقراطية، بمضمونها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.

د ـ لأن حرية المرأة تقتضي تمكينها من تحمل المسؤوليات في مختلف المنظمات الجماهيرية، والحزبية، وفي المجالس المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، ومن مسؤوليات الدولة المختلفة، حتى تبرهن عن أهليتها لتمتعها بحريتها كاملة، غير منقوصة، إلى جانب الرجل، وبتمتعها بحقوقها المختلفة كاملة، غير منقوصة أيضا.

ه ـ لأن حرية المرأة تقتضي فسح المجال أمام إبداعها، و في مختلف المجالات العلمية، والمعرفية، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، من أجل البرهنة عن كفاءتها التي قد تفوق كفاءة الرجل.

فنضال الكادحين من أجل حرية المرأة، ليس إلا نضالا من أجل تمتيع جميع أفراد المجتمع بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

وهكذا نجد أن الجهة التي تسعى فعلا إلى تحقيق حرية المرأة هي الطبقة العاملة، لأنها هي التي تسعى إلى تحقيق دولة الحق، والقانون؛ لأن مسلكية الطبقة العاملة تجاه المرأة هي الكفيلة بتحقيق حرية المرأة، وهي التي تعمل على تمتيعها بكافة الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لأنها هي القادرة على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وهي القادرة على تفنيد أطروحات مؤدلجي الدين الإسلامي، وهي التي تملك أدوات التحليل العلمي القادرة على مواجهة الاستبداد القائم، أو أي استبداد بديل، يسعى إلى تحقيقه اليمين المتطرف.

وبذلك تكون مسلكية الطبقة العاملة تجاه المرأة هي الكفيلة بوضع حد لكافة أشكال دونية المرأة، وهي المؤهلة في حالة امتلاك وعيها الطبقي، لقيادة الشرائح الكادحة من المجتمع، لنبذ كافة أشكال دونية المرأة، الذي يعتبر جزءا من النضال من أجل الديمقراطية المؤدي إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، لجميع أفراد المجتمع، على أساس المساواة فيما بينهم.

وهكذا نجد أن علاقة المرأة مع نفسها تمر عبر علاقتها بالمسلكية العامة للمجتمع، التي نرصد من خلالها علاقتها بالمسلكية الإقطاعية، والمسلكية البورجوازية، والمسلكية البورجوازية الصغرى، ومسلكية مؤدلجي الدين الإسلامي، والمسلكية اليسارية، ومن خلال هذه العلاقات المتنوعة نتبين: ما هي المسلكية التي تعتبر المرأة متعة، أو سلعة، أو عورة، أو إنسانا. كما نتبين ما يجب عمله من أجل حفظ كرامة الإنسان في الرجل، وفي المرأة على السواء، من أجل تجنب قائمة الكوارث، التي تصيب الإنسانية بسبب الحرص على تكريس دونية المرأة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس: ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:. ...
- من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس. ...
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....20
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....19


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحنفي - من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس:.....19