أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد مجيد موسى - للاحتفال بالعيد مغزى تأكيد إصرار الشيوعيين على خدمة شعبهم بتفانٍ ونكران ذات















المزيد.....



للاحتفال بالعيد مغزى تأكيد إصرار الشيوعيين على خدمة شعبهم بتفانٍ ونكران ذات


حميد مجيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لماذا يكتسب اللقاء بالرفيق حميد مجيد موسى “ابو داود” سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في مثل هذه الظروف أهمية خاصة؟

هل بسبب المناسبة، الذكرى 73 لتأسيس الحزب، والتهيئة الناشطة في اوساط الشيوعيين وأصدقائهم للاحتفال بها؟ هل بسبب ما تثيره في نفس ابو داود وسائر الشيوعيين من ذكريات ومن آمال، من نظرة الى الماضي وتطلع الى المستقبل؟ أم للظروف الخاصة التي يمر بها العراق والحزب، ظروف اعادة البناء، على صعيد الوطن والحزب وما يكتنف ذلك من تعقيدات ومصاعب أم لكل ذلك مجتمعا؟

هذه الاسئلة وما يتفرع عنها، ذهبت بها (طريق الشعب) الى "ابو داود" فأخذته الذكريات الى اول إحتفال حضره "متسللا" عند حافة بستان إلتقى فيه اخاه عباس وأصدقاءه وكان له نصيب من حلوى العيد فظل حريصاً على الاحتفال به في كل الظروف، خصوصاً بعد ثورة تموز 1958..

يتذكر “ابو داود” مغرورق العينين والذكرى 73 تقترب، أولئك الذين احتفل معهم، وغيبوا، استشهاداً، او غابوا.

ولا تغيب عن “ابو داود” الظروف الحساسة والدقيقة التي يجري فيها الاحتفال هذا العام، لكنه يعتقد انه رغم المصاعب والتعقيدات، فان ثمة عوامل تستدعي التفاؤل، لو احسن تجميعها وتوظيفها للخروج من الازمة والانفتاح على المستقبل.

واذ يلاحظ تشابك المهمتين، اعادة بناء الوطن واعادة بناء الحزب، يؤكد ان ذلك يوفر ظروفاً لبناء حزب قادر على مواجهة الصعوبات والتعامل معها بمرونة وبروح التجميع.

ولا تفوته من الجهة الاخرى ملاحظة انه تتشكل ظروف انسب لاعادة بناء الحزب وزيادة فعاليته في حياة البلاد، فقد اختبر الناس، بالملموس، صحة سياسته ومواقفه، وترفُع اعضائه واصدقائه عن جني المغانم والمكاسب على حساب الشعب، بل تقديمهم المزيد من الجهد والعرق والدم، من اجله.

ويختم حديثه بالقول: نحن لا نبني حزباً على حساب الشعب والوطن، بل من اجل الشعب والوطن..



الاحتفال الاول



* "طريق الشعب": متى احتفلت لاول مرة بهذه المناسبة، ذكرى تأسيس الحزب، في أية ظروف؟ وما هي الذكريات التي تثيرها لديك؟

- اول احتفال حضرته لم اكن مدعواً اليه، لكننا "تسللنا" انا وبعض أصدقائي زملاء الطفولة، الى احتفال لم نكن نعرف انه مكرس لذكرى تاسيس الحزب.

كنا صغاراً، 1952، او 1955 (ابو داود ولد في مدينة الحلة عام 1944 أي كان عمره في ذلك الوقت حوالي 12 عاماً) ونلاحظ سلوك وتحركات من هم اكبر منا سناً بينهم اخي الكبير عباس. لاحظنا ونحن نلعب، تحركاً ملفتاً من قلب واطراف المحلة، همس، مشاورات تسلل شارك فيه اخي عباس، كريم سيد علي، ابو عمشة، وآخرون الى بستان قريب تسللنا بدافع حب الاستطلاع انا ورفقتي الصغار الى حافة البستان.

كان اخي ورفقته الكبار (حوالي 15-20 واحدا) يتجمعون، يتبادلون الاحاديث بمرح، ثم تحدث احدهم. لكنهم ما ان لاحظونا حتى ضحكوا، وبادروا الى تقديم الحلوى لنا.

وهكذا عرفنا ان هذا اجتماع سياسي للاحتفال بميلاد الحزب.

لن انسى ذلك اليوم، ما حييت، اذ شكل ظاهرة جديدة في حياتي، لم ادرك معانيها كاملة ذلك الوقت. لكنها تبقى، لفرادتها وللطقوس التي صاحبتها، تبقى في الذاكرة.



14 تموز 1958

رغم اني كنت اعيش في محيط ليس بعيداً عن الحزب الا ان الوعي بالمناسبة، أي ذكرى تأسيس الحزب، لم ينشأ لدي الا بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958. فكانت هناك احتفالات كبيرة، محاضرات وندوات، تعرف المواطنين وخصوصاً الشباب والاجيال الجديدة منهم بمعنى الاحتفال وبمعنى الشيوعية والحزب الشيوعي ونضال الشيوعيين العراقيين واهدافهم والدروس التي يستخلصها الشيوعيون من مسيرتهم النضالية طويلة الامد.

منذ ذلك اليوم، وحتى يومنا الحاضر، لم اغب عن احتفال ذكرى ميلاد الحزب.

كان هناك دائماً، طقس ما، او فعالية محددة نقيمها وفقاً للظروف وللاوضاع السياسية والامنية للاحتفال بالذكرى. فهناك، في العمل السري، لحظات مميزة للاحتفال، احتفال محدود، لكنها تشع فرحاً وتنبض بالعزيمة والاصرار على مواصلة النضال.



الجواهري الحاضر ابداً

وكان هناك أيضا، احتفالات مدوية، وأكثرها حضوراً هذه اللحظة هي تلك الاحتفالات التي كان يحضرها الجواهري الكبير، بروحه المرحة، وبتفاعله مع الاحتفال وما يتخلله من اجواء.

نعم. كان هناك العديد من الاحتفالات التي حضرها الجواهري، خصوصاً تلك التي أقمناها في براغ عندما كنت ممثلاً للحزب في مجلة "قضايا السلم والاشتراكية".

وكان للذكرى طعم خاص حيثما حللنا في ارض الوطن، وفي كردستان أيام نشاط البيشمركة (فصائل الأنصار التي كان قادها الحزب أواخر السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات).

لكن للاحتفال بالذكرى الان مذاقاً أحلى، ونحن نحتفل الان بين أحبائنا، بين أبناء شعبنا كما جرى في السنوات الأخيرة، بأجمل ما يكون من المشاعر والعواطف والإصرار على مواصلة المسيرة في خدمة الشعب.



معنى الاحتفال

ليس الاحتفال بالنسبة لي، مناسبة عاطفية. وهذا لا يعني انها تخلو من عواطف ومشاعر، من انفعالات، خصوصاً حينما يستذكر المرء من رافقوه وعملوا معه، لا تخلو من تلك اللحظات التي تغرورق فيها العين بالدموع حين يستذكر المرء تلك الوجوه النيرة، النبيلة.

كذلك حينما يستذكر المرء المسيرة بمصاعبها وتعقيداتها بشهدائنا، بضحايانا، الالاف منهم، ويعتمر صدر المرء بالاعتزاز والفخر، اذ رغم كل تلك الصعوبات والمآسي، المودة والانسجام والتناغم، حياة احترام القيم الاخلاقية النبيلة، احترام الانسان وحقوقه وحرياته، وبناء مجتمع جديد خال من الاستغلال والاضطهاد والقهر، يفتح الطريق للتقدم والرقي واستيعاب كل ما هو جديد.

هذه هي المشاعر التي تمتزج بالتفكير العميق لاستخلاص الدروس من هذه المسيرة العظيمة. فهي لم تسلك طريقاً متصاعداً حافلاً بالنجاحات الدائمة. فلقد كان الى جانب النجاحات والتقدم، الاخفاقات والتراجع كانت هناك المآسي والأفراح.

هذه المسيرة تعبر عن الامل، وتجسد نشاطاً اجتماعياً نضالياً معقداً، مركباً، تحتاج ان نستخلص منها دروساً تعيننا على المواصلة لتحقيق الاهداف النبيلة التي على اساسها، وبموجبها، بني الحزب الشيوعي العراقي.



الاحتفال المغامرة

* اذن لم يمر بك عام لم تستطع الاحتفال فيه بالذكرى؟

- لا قطعاً. لكن الاحتفالات تختلف، بين ان نكون ثلاثة او اربعة، وبين ان تجتمع الالاف.

* هل صادف ان احتفلتم مرة في وضع خطر؟

- في ايام العمل السري يكون الاحتفال، شأنه شأن أي نشاط حزبي، هو بحد ذاته مغامرة. وكان هناك دائماً خطر المداهمة.

وعندما كنا نحتفل في كردستان، مع البيشمركة، وهي احتفالات كان لها، هي الاخرى، نكهة خاصة مميزة، اغان، فرح اناشيد، اشعار، معارض رسوم، واطلاقات احتفالية احيانا. كان النظام الدكتاتوري لا يفوت فرصة تذكيرنا بهذا اليوم، عن طريق القصف المدفعي الشديد، او تحليق طائراته، مما كان ينطوي على مخاطر فقد اعزاء.

كان يحدث احياناً ان تحتفل بعض فصائلنا المسلحة هي الاخرى، بطريقتها الخاصة، أي ان توقت عمليةضد مواقع النظام مع 31 اذار يوم الاحتفال.

* هل حدث ان استشهد أحد في مثل هذا النوع من العمليات؟

- ابوداود: لا اتذكر، لكن هذا الامر كان وارداً، سواء في مثل هذه العمليات او في غيرها.



عندما تشابكت الاكف

الى جانب هذه الاحتفالات المحفوفة بالمخاطر، كان هناك احتفالات زاخرة بالفرح، كما حصل في احتفالات بغداد في السنوات الاخيرة، او كما حصل في كردستان المحررة، بعد اخراج النظام الدكتاتوري وقواته من المنطقة، عندما كانت تتشابك أكف مئات الشباب والشابات في سفوح الجبال والحقول في رقص متواصل طوال يوم 31 أذار احتفالاً بذكرى ميلاد الحزب، هذا فضلاً عن الاحتفالات ذات الطابع الرسمي في القاعات حيث كانت تلقى الخطب والكلمات امام الآلاف.

ولا يمكن نسيان العديد من الاحتفالات الاخرى التي حضرتها خارج الوطن عندما كانت تتدفق العواطف وتُرجم الغربة التي اضطرت آلاف المواطنين على الهجرة ويجري بلوعة تذكر الاهل والاحباب والوطن.



عشية المؤتمر

* يصادف الاحتفال هذا العام عشية انعقاد المؤتمر الثامن للحزب الذي ينخرط آلاف الشيوعيين في التهيئة له، وهو من الجهة الاخرى يقترن بملامح سياسية مميزة، تنامي الشعور بالمخاطر المحدقة بالوطن لدى العديد من القوى السياسية، وتنامي الوعي لدى عدد واسع من المواطنين بالمخاطر التي ادت اليها بعض السياسات، فما هي الرسالة التي تريد ان نوجهها الى الشيوعيين واصدقائهم،والى سائر المواطنين وهم على عتبة تحول هام في حياتهم ومصائرهم ومصائر الوطن؟

مهمات متشابكة

- الوضع كما اشرتم، حساس، معقد، متشابك، لكنه برغم ما يكتنفه من صعوبات وتعقيدات لا يغلق علينا طريق التفاؤل والثقة في قدرة شعبنا على تجاوز هذه المحنة والازمة اللتين هما محصلة تفاعل مجموعة من العوامل والتناقضات وهذا يطرح علينا كحزب وكحركة وطنية مجموعة من المهام المتداخلة المتشابكة.

المهمة الاولى هي مجابهة الارهاب والتخريب الذي يعبث بالبلد ويخرب ويؤذي.

وعلينا ايضاً، ان نسعى لتصفية الاحتلال وآثاره واستعادة الاستقلال والسيادة الوطنيين.

كما علينا أن نعيد بناء العراق، اقتصادياً، سياسياً اجتماعياً، ثقافياً، فالعراق يعاني اليوم من كثير من عناصر التخلف والخراب، فالتركة التي خلفها لنا النظام الدكتاتوري المباد كبيرة وكبيرة جداً، على جميع الصعد. ولم ننجح حتى اليوم في ان نتعامل مع تلك التركة بكفاءة وفعالية كي نضع مسيرتنا على الطريق الصحيح، بما يحقق لنا الانجاز المتصاعد.

ونواجه، بما لا يقل الحاحاً، مهمة مواجهة الفساد والمفسدين وكل الذين يعبثون بمصائر شعبنا وابنائه وعلينا ايضاً ان نجابه ونحد من تدخل دول الجوار، الدول الاقليمية، في شؤوننا الداخلية ليستطيع شعبنا ان يبني دون تدخل خارجي فظ، بالضد من مصالحه وبالضد من رغبته العارمة في اقامة علاقات حسن جوار مع جميع البلدان التي تحيط بارض الرافدين.



الصراع على الكعكة!

ولا تقل اهمية عن ذلك مواجهة تلك المهمة الحساسة، الخطيرة، واعني بها مهمة تنظيم الصراع التنافسي بين القوى السياسية العراقية التي استعملت، للاسف في السنوات الاخيرة، شعار الطائفية والتعصب الاثني لتمرير وتبرير صراعها التنافسي من اجل السلطة، من اجل الموقع الاقوى المهيمن، في السلطة، من اجل حصة اكبر من كعكعة السلطة، وهو الصراع الذي اثمر الكثير الكثير من المآسي وفرخ ميليشيات وانفلات في العلاقات السياسية وفوضى امنية وعسكرية وفتن طائفية وصراعات لا ناقة ولا جمل للمواطن البريء بها.

اننا نواجه كل ذلك، كل هذه المصاعب لكننا ما زلنا متفائلين لانه لن يصح الا الصحيح.. وان المدخل هو عودة القوى السياسية المتصارعة الى العقل، فلن تجني هذه القوى من العنف ومن التزمت والتعنت الا الخيبة والخذلان والخسائر.

ولن يستطيع أي طرف ان ينتصر على الطرف الثاني، بل ان مواصلته لتعنته وتزمته لن يؤدي به الا لان يكون اداة بيد هذه القوة الاقليمية او الدولية او تلك.



لحظة الحقيقة

فاذا اردنا، ويبدو اننا نصل الى هذه اللحظة، كما لاحظتم، اذا اردنا ان نبني عراقاً جديداً، يتاح فيه المجال لكل المشاريع السياسية والفكرية ان تتصارع، وان نتنافس، ديمقراطياً، يجب ان نتخلى، جميعاً عن اعتماد العنف والعمل المسلح، او الاقصاء والتهميش، اسلوباً في التعامل مع بعضنا البعض.

من هذا المنطلق ايدنا تفعيل الحوار والمصالحة الوطنية وخلق الاجواء الايجابية لتعاون ابناء الشعب وتفاهمهم، في الوقت الذي ندعم فيه كل ما يساعد على عودة المؤسسات الديمقراطية الى الفعل، ولان تكون الاطار الامثل لحل الخلافات بين القوى السياسية، وهذا سيحد من تدخل القوى الاقليمية والدولية الى درجة كبيرة.

نحن نعيش الان هذه اللحظة وعلينا ان ندفع باتجاه ان يعي الجميع انه آن الاوان لكي تهجر الاساليب والطرائق وانماط التفكير البالية التقليدية، وحتى ندخل العصر الجديد، وهذا ما نلمس بعض ملامحه في غياب الخطاب السياسي المتشنج، وضعف صوت المتوترين الاستفزازيين من كل الاطراف، في الساحة السياسية العراقية، وابداء الجميع، بصرف النظر عن مستوى ودرجة الصدقية، الرغبة في الدخول في الحوار ودعم المصالحة الوطنية، ولتفعيل كل ما تتطلبه الخطة الجديدة لأمن بغداد من مستلزمات واجواء لتأمين نجاحها، بما يعتبر نجاحاً للجميع. ذلك ان الفوضى والعنف والتخريب والارهاب هي كلها خسارة للجميع لا يستطيع احد ان يجني منها ربحاً، اللهم الا ربحاً صافياً للمخربين وللعصابات والمافيات وللمفسدين.



الصراع

نحن، اذن، في لحظة تاريخية حساسة، هناك صراع بين من استمتع، من تجار الحروب والمفسدين، من ثمار تلك الفترة البائسة وبين العقل والحكمة والواقعية مسنودة برغبة جماهيرية عارمة وبدعم دولي واقليمي للوصول الى محطة الاستقرار والامن والاوضاع الطبيعية، وهي الارضية الاساس لكل بناء مستقبلي، اذ لا يمكن ونحن نعيش هذه الفوضى ان نتحدث عن مشاريع مستقبلية، فكيف تبني وانت لا تملك الاساس الضروري، من هذه الناحية نقول وباستعراض كل العناصر، هناك الكثير مما يدعو الى التفاؤل بنجاح الخطوات المتخذة للخروج من الأزمة الراهنة، والعناصر التي تساعد على النجاح، لكن المهم ان نحسن تجميعها، وتقع على الحكومة المسؤولية الاولى في ذلك.



رأس المال الكبير

صحيح ان الاجراءات العسكرية والامنية ضرورية واعادة بناء المؤسسات الحكومية بالكفاءة والنزاهة، ضرورية هي الاخرى لكنها غير كافية، لابد من اجراءات اخرى تتكامل مع الاجراءات الامنية، ونعني بها الاجراءات ذات الطبيعة السياسية، انفراج سياسي، مصالحة، حوار حل مشاكل الناس، تطبيق مفردات مبادرة المصالحة التي هي تعبير عن رغبة كل الكتل السياسية.

لقد حصلت خطة أمن بغداد "فرض القانون" لاول مرة، على اجماع القوى السياسية وهذا يشكل رأسمالا كبيراً لكن المهم: كيف نثمّره؟ ونوظفه؟ كيف نكافىء القوى السياسية التي دعمته بالاجماع، على موقفها الايجابي البناء والمبدئي، بتطبيقات سليمة.



اجراءات متكاملة

لابد، اذن، من اجراءات متكاملة. ووفقاً لما قيل ولما جرى التعهد به، فانه لن يتم الاكتفاء بالاجرءات الامنية والعسكرية على أهميتها، وانما لابد من أن ترافقها اجراءات سياسية، بكل ما تعنيه الاجراءات السياسية من حوار ومصالحة وطنية وعمليات انفراج وغير ذلك، على الصعيد الداخلي وعلى صعيد العلاقات مع دول الجوار خصوصاً التي كانت وما زالت مراكز لتسرب الارهابيين والتشويش على الوضع العراقي، وهذا يجب ان يتكامل مع مجموعة من التدابير والاجراءات ذات الطبيعة الاقتصادية- الاجتماعية. هذا الى جانب الحد من المحاصصة الطائفية والتعصب الطائفي الاثني، كل هذا مطلوب في هذه اللحظة، ولا يقل اهمية عن ذلك ضرورة الحد من نشاط الفرق المسلحة اياً كان نوعها او مسمياتها.

اذ لابد من تطويق نشاط الميليشيات المسلحة ولا يمكن ايضاً، تأجيل ضرورة اتخاذ بعض الاجراءات، ذات الطابع الخدمي، اذ تشتد الحاجة الى اجراءات آنية سريعة تؤشر للمواطنين بان هناك جدوى من توفير الامن والسلام والحياة الطبيعية ومردودها ينعكس في المزيد من الخدمات والتدابير الاقتصادية لامتصاص البطالة وتحسين مستويات المعيشة الخ...

وفق هذا البرنامج تستطيع الحكومة استثمار كل طاقات القوى وبالانفتاح على كل من يمتلك الرغبة لانجاز مهمات العملية السياسية القائمة، محققة بذلك نجاحاً كبيراً.

ولا يمكن اغفال ان هناك رأي عام دولي مناصر لعودة الحياة الى مجراها الطبيعي. وهذا هو المدخل الصحيح الوحيد في الظرف الراهن للتعجيل في جلاء القوات الاجنبية.



من يعرقل عودة الحياة الطبيعية؟

* هل تسير الامور، على ارض الواقع حقاً في هذا الاتجاه؟

- الملامح العامة متوفرة لكن هناك، للاسف، الكثير من المعوقات، في المقدمة تلك القوى والشخصيات والعصابات والمافيات المستفيدة من فساد الاوضاع وبشكل خاص الفوضى الامنية، أي اولئك الذين نهبوا وسلبوا، فهم لا يعنيهم، بل يضرهم عودة الامن والاستقرار، وفي هذا الاطار يحتل الارهابيون والصداميون موقعاً خاصاً.

فالارهابيون والتكفيريون لا يرغبون اطلاقاً في التهدئة وعودة الاوضاع الطبيعية، فمشروعهم الفكري السياسي مبني على تخريب الوضع القائم ولذلك لا مجال للحوار معهم.

اضافة لهم هناك التيار الاكثر تطرفاً وتشدداً من داخل الصداميين والبعثيين الذين لا يجدون في الاستقرار واقامة دولة القانون ما يناسبهم، بل هم يخشون على أنفسهم ومنافعهم من عودة الحياة الطبيعية، لذلك فهم يعملون على تخريب الاوضاع وعلى التأسيس لعودة نظام الاستبداد الدكتاتوري. هذا ما تشي به بياناتهم ونشرياتهم، فهم لا علاقة لهم بالديمقراطية ولا بحكم الشعب، انهم يطمحون لقلب الاوضاع، كانوا يراهنون على عودة صدام وهم يعملون لعودة "الصدامية" كنظام حكم، بدون صدام. ويمكن تلمس نشاطهم في المفخخات والاغتيالات والاختطافات، فضلاً عن تخريب البنى التحتية مثل مؤسسات النفط والكهرباء لكي يعرقلوا مسيرة البناء.



عقبات من داخل العملية

ولا شك ان بعض التيارات او القوى او العناصر التي تغلب مصالحها الذاتية الضيقة تضع، هي الاخرى العراقيل والعقبت بوجه توفير الاجواء البناءة.

القصور في تنفيذ بعض الالتزامات، يؤثر على حيوية وديناميكية مسيرة المصالحة الوطنية.

العقليات التقليدية التي لا تريد ان تعي الواقع ومستلزماته وظروفه وما تزال مستمرة على النمط السابق ذاته من التفكير والتصرف، فهي تريد ان تستحوذ على السلطة بقوة السلاح وبالاعتماد على نفوذها داخل الاجهزة دون الأخذ في الاعتبار لمصالح الآخرين، ومن مواقع، فكرية وسياسية، غير ديمقراطية بل لا انسانية احياناً. هذه القوى، ومن دون أي شعور بالمسؤولية تعبث وتعرقل.

وهناك، ايضاً الصعوبات والعراقيل التي تضعها قوات التحالف، فنحن بحاجة الى توسيع قواتنا المسلحة بما يتطلبه ذلك من معدات وسلاح، ونحن بحاجة الى فرص اكبر للتحرك ليصبح الملف الامني، بصورة سريعة ومتصاعدة الوتيرة، بايد عراقية، لكن قوات التحالف تضع في وجه ذلك عقبات ليست بالقليلة رغم ان الفترة الاخيرة شهدت ضغطاً متوالياً لاعادة النظر في علاقات التنسيق والعمل المشترك مع قوات التحالف، لكن ما يزال لقوات التحالف حساباتها الخاصة المختلفة عن حسابات القوى الوطنية.

حذار من الغرور

والحذر، كل الحذر، بعد هذا كله، من لحظات الغرور خصوصاً عندما تتحقق نجاحات ذات طبيعة عسكرية امنية، بحيث تربكه، وتؤثر سلباً على اداء الحكومة واجهزتها في مواصلة العمل بسياسة متكاملة شاملة، فتهمل الحاجة الى الانفراج والتعاون مع القوى الاخرى، الحاجة الى التعامل بروح المواطنة، او تتلكأ في حل المشاكل والمستحقات الاخرى، وفي البلد الكثير منها، وهي تنتظر الحل على اكثر من صعيد. فالتخلف او التردد، على هذا الصعيد يخلق مشاكل غير محسوبة.

اذن، مع التفاؤل ومع رؤية ما يمكن ان يؤدي الى تحسن الوضع، لا يمكن الا ان ننبه بكل اسف والم، الى وجود عناصر ومعوقات وظواهر، تستحق من الاخرين اخذها في الاعتبار، والعمل الجاد لتذليلها واضعاف تأثيرها، كي تواصل البلاد مسيرتها على الطريق الصحيح.

اعادة بناء الحزب، اعادة بناء الوطن

* لطالما ارتبطت مهمة بناء الحزب وبناء الوطن، في آن، لكن لعلها المرة الاولى التي تتخذ فيه هذه المهمة، هذا الطابع من التشابك فهل تعتقدون ان ما تحقق على صعيد اعادة بناء الحزب، يؤهله لأن يلعب دوره في التأثير على العملية المعقدة الجارية في البلاد، وبتعبير مكثف ادق، في عملية اعادة بناء الوطن، بكل جوانبها، وهل انتم راضون عن ما تحقق على هذا الصعيد، صعيد بناء الحزب؟

- هذه انتباهة مهمة وحساسة جداً، واساسية. نعم، ترتبط اعادة بناء الحزب فعلاً، باعادة بناء الدولة العراقية، باعادة بناء الوطن، هذا الوطن العزيز على قلوب سائر الشيوعيين، الذي خُرب، والدولة التي انهارت. وفي اعقاب سقوط الدكتاتورية وفي ظل غياب البديل، واضح المعالم، الذي كنا وما نزال نريده أن يكون ديمقراطياً.

ولا يمكن اغفال ما للاحتلال والتخريب والارهاب والصراعات المدمرة والفساد، وعوامل اخرى كثيرة جرى التطرق الى ابرزها خلال هذا الحديث، من اثر مدمر على ما نراه الان. علينا في ظل هذه الظروف ان نعيد بناء الحزب واعتقد ان تحقيق هذه المهمة في ظل هذه الظروف التي لم يكن لنا بالتأكيد يد فيها، وكنا نفضل، ونعمل، من اجل تلافيها، ان اعادة بناء الحزب في مثل هذه الظروف المعقدة الصعبة، السلبية، يتيح، ويا للتناقض! يتيح اعادة بناء الحزب على اسس صلدة تمكنه من مواجهة ظروف معقدة.

ذلك ان البناء الذي يتحقق في ظروف الاسترخاء قد ينتج عنه تعقيدات لاحقة.

اما ونحن نبني في ظل هذه الظروف ونعمل على التوعية بتعقيداتها، فسيكون البناء في هذه الحالة اكثر متانة، اكثر عمقاً واصالة.



نساهم في التغيير

الحزب، كفصيل وطني، لا يمكن ان ينأى بنفسه، كما يفعل البعض، عن الانخراط والاندماج في حياة المجتمع وما يواجهه من مشكلات ومستحقات، على كل الصعد. فنحن معنيون باعطاء اجوبة، وليس فقط باعطاء اجوبة، كالفلاسفة الذين ينتجون التوضيحات وينهمكون في "تفسير" الواقع، لكننا مطالبون، وامانة لمنهجنا ومؤسسي حركتنا، ان نسهم في التغيير، من موقع المشارك، وليس من موقع المتفرج الذي يحرص ان يحافظ على نظافة يديه وملابسه وكفى المؤمنين شر القتال فلقد قلت كلمتي... وكفى!

لا لا يصح هذا، فنحن مطالبون بان نعمل ومع الفصائل الاخرى، دون فقدان استقلالنا ولوننا الواضح، ودون نسيان من نمثل وعما نعبر من مصالح، فنحن نسعى لان نساهم بفعالية في اعادة بناء الوطن، واعادة تأسيس الدولة العراقية على اسس سليمة، وليست تلك الاسس التي قادت الى ما نراه من اوضاع مأساوية، نعني بذلك الاسس التي يشعر فيها المواطنون انهم حقاً ابناء لهذا البلد، وليس فقط بالاسم، بلد يحفظ لهم حقوقهم بما يسمح لهم ان يؤدوا واجباتهم تجاهه.

لذلك فنحن نرفع عالياً شعار "لا للطائفية!" و"لا للتعصب!" و"لا للمحاصصات!" ولا لكل افرازاتها بشكل اعم، وصوتنا مسموع ومفهوم ونحن نلعب دورنا في هذا الاطار، ونحن ايضاً، قلنا لا للحرب! لا للغزو! بالقوة نفسها التي قلنا فيها لا للدكتاتورية!

لم نرحب بالحرب، ولا بافرازاتها لكن انسجاماً مع الاوضاع الجديدة ومن اجل تحشيد وتعبئة كل ابناء شعبنا ومن منطلق قراءة علمية صادقة وواقعية لظروف بلدنا، نسعى لتوفير المستلزمات المادية لجلاء القوات الاجنبية واستعادة سيادة واستقلال بلدنا.



حزب متفاعل مع الواقع

ولهذا فان حضورنا في هذه المعمعة سواء ونحن نخوض الانتخابات ونقيم علاقات، ننتقد او نعارض، ونحن نؤيد، كل هذه هي امور تتطلبها المساهمة النشيطة في حياة البلد، وهي ارضية لبناء حزب متفاعل مندمج بالمجتمع ويعمل من اجل حل مشاكله، يلمس، من موقع المشارك الفعال، ما يعانيه ويساعده ذلك على تكوين رؤية في كيفية تحقيق المستقبل الذي ينسجم مع منطلقاتنا ومبادئنا.

هذه الظروف تساعد، اذن، على بناء حزب صحي، فالحزب لا يخفي اوراقه في الظلام ولا يحجب سياسته عن اعضائه واصدقائه وجماهيره، فنحن حزب منفتح، علني، نعلن مواقفنا وبرامجنا للجميع، نتفاعل مع الآراء ونرسي السياسة التي تلبي ما يحتاجه الوطن للتقدم والازدهار.

فهل يتعارض هذا مع مبادئنا وايديولوجيتنا؟

لكن ماذا تعني المبادىء الايديولوجية، ان لم تكن منسجمة مع الواقع ومتطلباته ومع حاجات الناس؟ هذا هو المطلوب في الظرف الراهن.

وذلك يعني اننا نستمد قوتنا ليس فقط من بناء تنظيمنا في ظروف معقدة وصعبة وفيها امتحان للمناضلين واختبار لقدراتهم على التعامل مع هذه الظروف المتنوعة، وهذه المنعطفات وهذه الاجواء الشائكة، بل ايضاً بامتحان مواقفنا وسياستنا في التطبيق العملي، في ردود فعل الناس وبشكل خاص، الفئات والطبقات التي ندافع عن مصالحها. قد يشوش هذا على بعض الناس الذين تعودوا على الاجابات السهلة؛ فاما اسود او ابيض. بالنسبة لنا فقد اخترنا الوان الحياة، بكل تنوعها، فذلك افضل، واغنى بالتأكيد، من عمى الالوان.

واعتقد اننا، بذلك، استطعنا ان نعيد بناء الحزب وان نبني ركائز متينة، لكن هل يعني هذا اننا وصلنا الى المستوى الذي نطمح له او هل أن مسيرتنا خالية من الصعوبات والاخطاء، خالية من الثغرات؟

هذا قول غير صادق وغير واقعي لايمكن أن نقول به. نحن نتقدم عبر الصعاب وتجاوز الاخطاء وعبر ردم الثغرات، باكتشاف اساليب ووسائل جديدة تفرضها الحياة وتجعلنا اقرب الى الناس.

لقد عانينا كثيراً ولا يعني مجرد غياب الدكتاتورية اننا استعدنا كامل عافيتنا. وفي أية ظروف؟ في هذه الظروف حيث الفوضى الخ... الظروف التي تثقل فيها على عقول الناس ووعي الناس، الالتزامات التقليدية العاطفية والانتماءات الاولية وليس انتماءات الوطن والوعي الاجتماعي. وهذا، كله يثقل قدرة الحزب على الانتشار والتوسع. لكن الحياة متحركة، والوقائع تتغير، وكما ترون فنحن لسنا متشائمين اذ قد تواجهنا مصاعب ومطبات، فترات صعود وفترات انحسار، لكنني اعتقد اننا وضعنا ارجلنا على السكة الصحيحة، المفضية الى التقدم والنمو، الى الحضور الاكثر فاعلية في الساحة السياسية.

لعلنا الآن نمارس تأثيرنا على سير الاحداث، باكبر من حجمنا التنظيمي، وهذا ناشىء عن صحة سياستنا. وهذا يشكل رأسمالاً لنمونا التنظيمي اللاحق خصوصاً اذا تأمنت الاوضاع الطبيعية والظروف المستقرة والسلام واستبعاد العنف، فذلك هو الجو الافضل والانسب لنمو التيار الديمقراطي عموماً وحضوره السياسي وبالتالي لنمو الحزب الشيوعي في مجمل الحياة السياسية وفي العلاقة مع الجماهير.

نحن الشيوعيين متفائلون، برغم الصعاب، من امكانية تحقيق ذلك ونعتقد ان المستقبل سيحالفنا في أن نكون في موقع افضل لخدمة الوطن والشعب والكادحين الذين نسعى لتمثيل مصالحهم.



معوقات البناء

* ما هو المعوق او المعوقات، الداخلية، الاساسية التي تعرقل بناء الحزب؟

- هما امران مترابطان.

فلقد مرّ الحزب بفترة طويلة من المعاناة، دمرت خلالها منظمات الحزب وقطعت اوصاله، وشُتت كادره وصفي اكثره. أي ابتعدت تنظيماته ورفاقه في غالبيتهم عن العمل المباشر، الفكري والسياسي لسنوات طويلة. ولقد اسفر هذا عن نتائج سلبية على صعيد مواكبة ما حصل في العالم، وما حصل في الفكر وفي التجارب السياسية. وكان لابد ان ينعكس ذلك سلباً ونحن نعيد البناء، كان لا يمكن لـ(35) عاماً من التأخر عن مواكبة التطور الفكري والثقافي والوعي النظري واستلهام التجارب والدراسة العلمية المتفحصة لما حصل في العالم من تحولات، الا ان تترك تأثيرها البالغ على الكثير من المناضلين.

الامر الثاني الذي لا يقل فداحة، ان لم يزيد، هو خسارتنا لكادر ليس من اليسير تعويضه، على كل الاصعدة، ونتج عن اجتماع هذه العوامل تأثير مؤذٍ وسلبي يعيق اعادة بناء الحزب بما تتطلبه المسؤوليات الكبرى التي تجابهه.

نحن نسعى للتغلب على هذه العوامل السلبية فنقيم دورات للدراسة الحزبية وننشر ونعقد لقاءات وندوات ونعمل من اجل تكوين كادر جديد ونضاعف نشاطنا بين اوساط الشباب والنساء ونفيد من تجربة المجربين القدامى، الرواد. نحاول ان نجمع كل ذلك في تيار واحد، لنهيء احتفالات ناضجة معبرة عن رغبة الشيوعيين في ان يكونوا في الصفوف الامامية لخدمة الشعب والوطن واعادة بنائه، وايضاً، في التهيئة السياسية والفكرية والتنظيمية لانجاز عقد المؤتمر الوطني الثامن الذي تقدمنا كثيراً في تهيئة مستلزمات عقده.



لا نريد بناء الحزب على حساب الوطن بل من اجل الوطن

* هل من كلمة اخيرة ترغب في ان توجهها للشيوعيين واصدقائهم في هذه المناسبة.

- اتمنى للجميع نساء ورجالاً شيباً وشباباً، لهم ولعوائلهم كل النجاح والخير والموفقية، فلقد قدموا الكثير وسيجازيهم شعبهم على ما قدموا. وانا واثق انهم سيستمرون في العطاء حتى يتحقق الوطن الحر والشعب السعيد فهذا اثمن ما يكافأ به الشيوعي او صديق الشيوعيين بتحقيق امانيه واهدافه. وان نظل دائماً وحدة متماسكة فعالة مبنية على اساس الرفقة الكفاحية والصدق والقيم الاخلاقية، على اساس احترام تاريخنا وتراثنا، حتى نكون في طليعة المجددين المواكبين لما يتطلبه العصر من افكار ومفاهيم وانماط سلوك وعلاقات.

اكرر تهنئتي القلبية للجميع متمنياً المزيد المزيد من النجاحات. اذ ان الوقت برغم كل المصاعب، مناسب لمراكمة النجاحات وخصوصاً ونحن نعيش هذه الاجواء والظروف حين تتعزز مكانة الحزب بين الناس، وتثبت لهم التجربة اليومية الملموسة، الدامية والمريرة احياناً، صحة سياسته ومواقفه، وامانته في الدفاع عن المصالح الكبرى للشعب والوطن، بعيداً عن التعصب الذميم ونزعة الثأر وتصفية الحسابات، فنحن نتعامل بانفتاح وواقعية مع كل ما يجري، عاملين على تحشيد كل الطاقات من اجل اعادة بناء العراق العزيز على قلوبنا نحن الشيوعيين وعلى قلوب كل المخلصين من ابنائه.

فهذه هي الارضية الصالحة لنمو الحزب وتوطيد بنائه، واتساع جماهيريته وحضوره الفعال في حياة الوطن.

فنحن لا نريد بناء الحزب على حساب الشعب والوطن.. بل من اجل الشعب والوطن.

*اول احتفال حضرته لم اكن مدعواً اليه لكننا "تسللنا" الى الاحتفال ونلنا نصيبنا من الحلوى ومنذ ثورة 1958 لم افوت مناسبة للاحتفال بالعيد في كل الظروف

*نحن في لحظة تاريخية حساسة وهناك صراع محتدم بين من يفيد من استمرار الاوضاع الشاذة ويدفع الى المزيد من التدهور وبين القوى التي تعمل على الخروج من الازمة الراهنة

*كان النظام الدكتاتوري يذكرنا بالاحتفال، بتشديد القصف المدفعي على مواقعنا في كردستان وتحليق طائراته

*هناك الكثير من العناصر التي تدعو الى التفاؤل وتساعد على النجاح. المهم ان نحسن تجميعها وتقع على الحكومة المسؤولية الاولى في ذلك

*نتعامل بانفتاح وواقعية مع كل ما يجري، عاملين من اجل تحشيد كل الطاقات من اجل اعادة بناء العراق العزيز على قلوبنا، نحن الشيوعيين، وعلى قلوب كل المخلصين

*نحن الشيوعيين متفائلون برغم الصعاب ونعتقد ان المستقبل سيحالفنا في ان نكون في موقع افضل لخدمة الوطن والشعب والكادحين

*نمارس تأثيرنا على سير الاحداث باكبر من حجمنا التنظيمي، هذا ناشىء عن صواب سياستنا

*الحزب لا يمكن ان ينأى بنفسه، كما يفعل البعض، عن الانخراط والاندماج في حياة المجتمع وما يواجه من مشكلات ومستحقات ونحن مطالبون بان نعمل مع الفصائل الاخرى دون فقدان لوننا واستقلالنا



#حميد_مجيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من فتح صفحة جديدة عبر تفعيل المصالحة الوطنية
- حميد مجيد موسى: القوى العلمانية تتحرك بموجب مشروع وطني ديمقر ...
- مداخلة حميد مجيد موسى في البرلمان حول ميزانية 2007
- الرفيق حميد مجيد موسى في لقاءه مع قناة الحرة -عراق -الحلقة ا ...
- الحزب حقيقة سياسية شاخصة في المجتمع العراقي
- قانون الاقاليم مرهون بارادة اغلبية السكان وضمن شروط تمنع است ...
- في حوار مع طريق الشعب : حميد مجيد موسى : علينا حماية حقوق وم ...
- الانتخابات معلم اساس لانتصار الشعب على الارهاب والدكتاتورية
- حزبنا في الصميم من نضال شعبنا، فاعلاً متفاعلاً من اجل الديمق ...
- الرفيق حميد مجيد موسى لصحيفة “البينة
- نحن لا نقوم بدور " حلف الشمال " من أجل بوش


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد مجيد موسى - للاحتفال بالعيد مغزى تأكيد إصرار الشيوعيين على خدمة شعبهم بتفانٍ ونكران ذات