أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الامير - الاسلام والديمقراطية 2















المزيد.....

الاسلام والديمقراطية 2


سلام الامير

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخيار الديمقراطي ضرورة للبلدان الاسلامية
يتطلب البناء الحضاري والمعركة ضد التخلف في البلدان الاسلامية حياة سياسية سليمة ومشاركة واسعة من المجتمع وشعور كل مواطن انه معني بالعملية السياسية وان الدولة انما تحكمه برضاه وانها اداة تنفيذية بيد الارادة المجتمعية العامة وايضا ان الوصول للسلطة هو انعكاس لارادة المجتمع وليس بالضد من هذه الارادة ولا تلفيقا لها كما ان بقاء الحاكم في السلطة هو رهن هذه الارادة وتعني ايضا ممارسة الحكم من خلال مؤسسات دستورية مستقرة تتميز فيها شخصية الحاكم عن شخصية الدولة
وفي العصر الحديث اصبح مصطلح الديمقراطية والاليات الديمقراطية من اكثر المصطلحات تداولا في الادب السياسي في العالم والشائع ان تاريخ الديمقراطية انها بدأت مع الزعيم الاثيني pericles الذي اكتسب مصطلح الديمقراطية الاثينية معناها من خطبه واصلاحاته ويرى بعض الباحثين ان البداية التاريخية للديمقراطية بدأت في عصر الانوار في اوربا وبسبب هذه النشأة نجد بعضهم يعتبرون الديمقراطية عبارة عن مذهب سياسي فيما يعتقد اخرون انها شأن اجرائي لكن التطورات التي حصلت للديمقراطية في السنوات الاخيرة ترجح بدرجة كبيرة تساوق الجزم انها شأن اجرائي وكانت بداية هذا التطور عام 1942 عندما اعلن جوزيف شومبيتر رفضه للتعريف الكلاسيكي للديمقراطية الذي كان سائدا في القرن الثامن عشر والذي يقول - ان الاسلوب الديمقراطي هو ذلك الترتب المؤسساتي الذي يمكن من خلاله التوصل الى القرارات السياسية التي تشخص الخير العام عن طريق جعل الشعب نفسه يتخذ القرارات من خلال انتخاب افراد يقومون بتنفيذ ارادة الشعب - وقال انه لا يوجد هناك شيء اسمه المصلحة العامة او الخير العام الذي يمكن ان يتفق عليه الجميع عبر النقاش العقلاني لان الخير العام يمكن ان يعني اشياء مختلفة بالنسبة لكل فرد وبهذ الفهم طرح شومبيتر مفهوما جديدا للديمقراطية يقول انها -عبارة عن الترتب المؤسساتي الذي يؤمن الوصول الى قرارات سياسية والذي يتمكن فيه الافراد من امتلاك القدرة على التقرير من خلال التنافس على اصوات الناخبين - وبحسب هذا التعريف فهي طريقة منح الافراد القدرة على ان يكونوا حاكمين وهي طريقة اصوات الناخبين فعبر الفوز بهذه الاصوات يتحول الفرد العادي الى فرد مخول بالحكم واتخاذ القرار وحتى يكون لاصوات الناخبين قيمة يجب ان تتاح فرصة حرية الاختيار فلا قيمة للتصويت اذا لم يكن قائما على اساس الاختيار بين عدة بدائل يقول آلان تورين -لا وجود للديمقراطية بدون تعددية سياسية - وهذا يحتم وجود متنافسين للفوز باصوات الناخبين .ولاحظ صامويل هانتنغتون عام 1997 ان التعريف الاجرائي الذي اطلقه شومبيتر على الديمقراطية يحظى بقبول الباحثين المشتغلين بهذا الموضوع وقال انه بعد الحرب العالمية الثانية اصبح الاتجاه الغالب في تعريف الديمقراطية هو ذلك الذي يربطها بصورة تكاد تكون كاملة بالانتخابات بحيث صار ينظر الى الديمقراطية باعتبارها مجموعة وسائل لاقامة السلطة ووضعها تحت طائلة المسؤولية وذلك في مقابل الوسائل الاخرى المعتمدة في الانظمة السياسية التي تمكن الافراد من ان يصبحوا حكاما عن طريق الولادة او الثروة او الاكراه . اما فوكوياما فقال انها عبارة عن الحق الشمولي في الاشتراك في السلطة السياسية أي الحق الذي يملكه كل المواطنين في الانتخاب وفي المشاركة في الحياة السياسية والبلد الديمقراطي هو الذي يمنح الشعب حق اختيار حكومته يواسطة انتخابات دورية على اساس التعددية الحزبية وبالاقتراع السري وذلك على اساس الاقتراع العام والمساواة بين جميع افراد المجتمع
وقد انتجت التجربة الديمقراطية في اطار النموذج الغربي اليات محددة اخذت تترسخ حتى كادت تكتسب استقلالية عن الاساس الفلسفي والاجتماعي لهذا النموذج وهذه الاليات هي
التعدد التنظيمي المفتوح أي حرية تشكيل الاحزاب والمنظمات والجمعيات السياسية دون قيود
تداول السلطة السياسية من خلال انتخابات حرة تنافسية تتيح امكانية انتقال السلطة وفقا لنتائج الانتخابات
التعايش السلمي بين المجموعات السياسية والفكرية المختلفة
احترام الرأي الاخر وحفظ حقه في التعبير عن نفسه
صيانة حق المعارضة السلمية ومشروعيتها
رفض نظرية احتكار الحكم من قبل الحزب الواحد او الفرد الواحد
منع استخدام القوة العسكرية في الحياة السياسية بما في ذلك الاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة
الايمان بحق المجتمع المدني في اختيار حاكميه على مستوى السلطة التنفيذية او اختيار ممثليه على مستوى السلطة التشريعية
منظومة الحقوق والحريات العامة التي اصبح توافرها مقياسا لاحترام حقوق الانسان واهم هذه الحقوق والحريات هي
حق المساواة سواء في ذلك امام القضاء والمساواة في حق العمل وتولي الوظائف العامة او حق المساواة بين المراة والرجل وغير ذلك
حق الحياة وحق الامن وحق المشاركة السياسية وحق الملكية وحق العمل
حرية العقيدة وحرية الرأي وحرية التنقل وحرية السكن
فهل يمكن استخدام الاليات الديمقراطية في الحياة السياسية للمجتمعات الاسلامية المتخلفة وهل يمكن الجمع بين الاسلام والديمقراطية وهل سيقبل الاسلاميون بالديمقراطية كحل للخروج من الازمة
هناك جدل ونقاش واعتراض حول امكانية الجمع بين الاسلام والديمقراطية ويرتكز على تصور ما زال البعض يؤمن به وهو ان الاسلام لا يقبل بالديمقراطية كما يثير ان الديمقراطية لا يمكن ان تشتغل في الاطار الاسلامي لحجج كثيرة اهمها ان العلمانية من شروط الديمقراطية والسعي الى تفعيلها في مناخ اسلامي يعني فصلها عن العلمانية وهذا الامر يجعلها غير صالحة للعمل وهذا ما يجعل المجتمعات الاسلامية امام خيارين اما الاسلام واما الديمقراطية وظهرت في الساحة الاسلامية كما اشرنا في بداية الكلام عدة تيارات يمكن حصرها في ثلاث تيارات هي
التيار الرافض للديمقراطية باعتبارها نظاما مخالفا للاسلام وقد رفع لواء هذا التيار عديد من العلماء والمفكرين الاسلاميين فعلى قول بعضهم لا يجوز ان يكون لدى الدولة أي مفهوم عن الحياة او الحكم الا اذا كان منبثقا عن العقيدة الاسلامية فلا يسمح بمفهوم الديمقراطية ان يُبتنى في الدولة لانه غير منبثق عن العقيدة الاسلامية فضلا عن مخالفته لها . ويقول بعض اخر ان الديمقراطية التي سوقها الغرب الى بلاد المسلمين هي نظام كفر ولا علاقة لها بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد وتتناقض مع احكامه تناقضا كليا . واخر يقول لا سبيل لمزج الاسلام بالديمقراطية ولا سبيل للقول بان الاسلام نظام ديمقراطي او انه يقبل النظام الديمقراطي لان القاعدة التي يقوم عليها الاسلام تختلف اختلافا جذريا عن القاعدة التي تقوم عليها الديمقراطية
التيار الموافق على الديمقراطية وقد كان قليل العدد الى وقت قريب ولعل اول من حمل راية هذا التيار في القرن الماضي هو الفقيه الاسلامي محمد حسين النائيني في العراق ودعا الى اعتماد الديمقراطية كطريق للقضاء على ا لاستبداد كما قسم الاستبداد الى نوعين استبداد سياسي واستبداد ديني ويقول المفكر الاسلامي محمد البوجنردي ان الاسلام لا يخالف الديمقراطية
التيار الثالث وهو الذي ظهر في السنوات الاخيرة وهو لا يرقض ولا يقبل بالديمقراطية باطلاق وانما اخذ يميز بين الاليات الديمقراطية والعقيدة الديمقراطية واعلن قبوله بها باعتبار انها اليات سياسية محايدة وقد ازداد هذا التيار عددا وتاثيرا في السنوات القريبة .فهو يقبل بالاليات الديمقراطية ويرفض أي جانب مذهبي او عقائدي يمكن ان يفترض في الديمقراطية وربما يصح القول ان هذا التيار يسعى الى أسلمة الديمقراطية
نخلص انه على المستوى الفكري فقد اصبح من الممكن القول ان الموقف الاسلامي العام من الديمقراطية يتميز بقبولها سواء اخذنا المعنى الواسع لها الذي يقول به المفكر السياسي ديفيد هيلد او المعنى الضيق الذي يقول به شومبيتر وهما معنيان لا يخرجان عن المفهوم العام الذي طرحه جورج سورينسون الذي جوهره ان الديمقراطية تتضمن المنافسة والمشاركة والحريات المدنية والسياسية .
وهذه مبادئ عامة ليس في الاسلام ما يدعوا الى رفضها بل ان القواعد الاسلامية العامة تقول بها
وتشترك في هذا القبول للديمقراطية التيارات الاساسية الاسلامية العراقية وقد اقرت بالاليات الديمقراطية كوسيلة لتنظيم الحياة السياسية في المجتمع ونصت على ذلك في برامجها السياسية
فاذا كانت الديمقراطية آلية فهي اذن ليست معروضة في مقابل الاسلام ونحن لسنا امام خيارين اما الاسلام او الديمقراطية وانما بين الديمقراطية او الدكتاتورية {انها الديمقراطية }
وعندما نقول ان الديمقراطية هي السبيل الوحيد للخروج من الازمة واستقرار النظام السياسي فان على من يرفض الديمقراطية ان ياتي ببديل عنها

سلام الامير



#سلام_الامير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والديمقراطية 1
- اربع سنوات لارساء الديمقراطية في العراق وقائع وارقام
- فرص النجاح لمحاولة اياد علاوي لتغيير الخارطة السياسية في الع ...
- اين وصلت المصالحة الوطنية في العراق
- صور الزعماء في عصر الديمقراطية
- انهاء العنف في العراق بحاجة للوسطية لحل الازمة السياسية
- سياسيو العراق مصابون بداء حب الرئاسة
- العراقيون بين سنوات الظلم وأحلام التغيير
- علاقة الصداقة بين المرأة والرجل بين النظرية والتطبيق
- تحية إلى المرأة العراقية المناضلة في يومها العالمي
- نيسان 2003 الخير مؤامرات 8 شباط السوداء 1963 –2
- نيسان 2003 الخير ومؤامرت 8 شباط السوداء 1963
- ثلاث نقاط مهمة لانجاح مشروع المصالحة الوطنية العراقية
- انقاذ الفضائية العراقية من الطائفية
- من المسئول عن زج المرجعيات الدينية في السياسة
- محاكمة الإسلام السياسي


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الامير - الاسلام والديمقراطية 2