أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح قدوري - حول مشروع قانون النفط والغازالعراقي















المزيد.....

حول مشروع قانون النفط والغازالعراقي


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتبر النفط ثروة وطنية مهمة في العراق. وله ابعاد سياسية واقتصادية على الصعيدين الداخلي والخارجي . ويحتل العراق المرتبة الثانية من حيث الاحتياطي العالمي للنفط . ويتميز بالجودة وانخفاظ كلفته الانتاجية ، التي لاتتجاوز دولار واحد ، في الوقت الذي نجد ان هذه الكلفة قد تتراوح بين 7- 20 دولار في بقية البلدان العالم المنتجة للنفط . يعتمد العراق بالدرجة الرئيسية على ريع القطاع النفطي ، وهو عصب اقتصاده الوحيد الذي يحرك ماكنته في الوقت الراهن . تبلغ نسبة القطاع النفطي بحدود 70% من التاتج المحلي الاجمالي،وتشكل عائدات النفط 90% من موارد الميزانية العامة للدولة، بما في ذلك موازنة البرنامج الاستثماري.يجب التحكم بهذه الثروة بشكل عقلاني ومنطقي ، بحيث ينصب ريعها المالي في خدمة عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ، التي تساهم بالتاكيد في تحسين المستوى المعيشى والخدمي والاجتماعي للجيل الحالي والاجيال القادمة.تعاني البنية التحتية في العراق ومنها القطاع النفطي من التخريب والاهمال والشلل والفساد منذو الحكم الديكتاتوري المقبور،على اثر فرض العقوبات الدولية في اعقاب عزو الكويت، وتعاني ايضا المصافي العراقية اوضاعا مزرية ، حيث لم تجدد لعدة عقود والتقنية المستخدمة فيها قديمة جدا.تفاقمت مشاكل القطاع النفطي بعد الحرب واحتلال العراق، بسبب عمليات التخريب وتهريب النفط من قبل مافيات خاصة شكلت لهذا الغرض، والتي الحقت اضرار جسيمة بهذا القطاع من الجوانب الانتاجية والتصديرية. يبلغ انتاج العراق من النفط حاليا بحدود مليوني برميل يوميا ، ويمكن ان يرفع الى ثلاثة ملاين في الامد القريب ، ولكن المشكلة تكمن في ايصال هذا الانتاج الى موانئ التصدير، حيث ان ثلث الانتاج يصعب ايصاله حاليا الى الاسواق العالمية.
تناول كثير من الخبراء في مجال النفط والاقتصاد ، وكذلك الباحثين والسياسيين مسودة مشروع قانون النفط والعاز في العراق ، وذلك من خلال كتابة العديد من المقالات وعقد الندوات والمؤتمرات والمناقشات على بعض الفضائيات ، عالجوا فيها الجوانب القانونية والفنية والاقتصادية والسياسية لهذه المسودة . وقد خرجوا باراء وافكار ومقتراحات وحلول بناءة ومتقاربة . وانا بدوري اضم ايضا وجهة نظري بخصوص هذه المسالة الى تلك الاراء، ويمكن اجمالها في المحاورالاتية:-
1- وجود حاجة ضرورية وملحة لاصدار قانون خاص ،ينظم نشاطات ووظائف القطاع النفطي .ويجب ان يخدم بالدرجة الرئيسية المصالح الوطنية ،الاقتصادية والاجتماعية للعراق، بعيدا عن المصالح الفئوية والمحاصصة الطائفية والمذهبية والقومية والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة .
2- العراق مازال يعاني من نزاعات داخلية ، ولم تتوافر له بعد اسباب الامن والاستقرار على نحو يسمح بوضع برامج واقعية وطموحة للتنمية واعادة الاعمار، مما يؤدي الى التريث وعدم الاستعجال في اصدار القانون الهادف الى جلب الاستثمارات الاجنبية الى القطاع النفطي بالشكل الوارد في مسودته في الظرف الراهن ، واعطاء مزيد من الوقت لدراستة ومناقشته من جميع جوانبه الفنية والمهنية والاقتصادية. ان اعطاء الاولوية في معالجة الوضع الامني وفرض سلطة القانون والدولة، يعتبر اساسا لمعالجة القضايا الاخرى ، وفي مقدمتها تحسين الوضع الاقتصادي العراقي ورفع المستوى المعيشى والخدمي والاجتماعي للشعب .
3- هناك مهمات امام الحكومة الحالية قبل اصدار قانون النفط الموضوع للبحث ، وعلى راسها اجراء تعديلات منتظرة وبسقف زمني قريب على عدد من فقرات الدستور،وهناك كتل في البرلمان تحبذ هذا الاجراء، وخاصة مايخص منها بالثروة النفطية وتوزيع الموارد المالية للمناطق/الاقاليم .
4- ضرورة اجراء تنسيق تام بين المركز والاقاليم ،وخاصة اقليم كردستان القائم حاليا ، في التنفيذ والاشراف والسيطرة على النشاطات النفطية ، والالتزام بالخطط المقررة من قبل وزارة النفط ، مع تحديد وبشكل واضح ومحدد صلاحيات الاقاليم في عمليات التنقيب والتطوير والانتاج والتسويق مستقبلا.
5- ان الامكانيات المالية والفنية والادارية متوفرة في العراق،ويمكن الاعتماد على الكوادر الوطنية والاستعانة بخبراتها الطويلة والاستفادة منها في مختلف المراحل الفنية لهذا القطاع . في ضوء الصعود التدريجي لمعدلات الانتاج لعموم العراق ، يمكن تامين الاحتياجات المالية لاعادة تأهيل وبناء هذا القطاع خلال السنوات العشرة القادمة ، اذ لا تتجاوز كلفتها عن 30 مليارد دولار، اي تخصيص بمعدل 3 ملياردولار سنويا في الموازنة الاستثمارية لهذا الغرض. اما بخصوص التكنولوجيا الحديثة التي تستخدم في القطاع النفطي ، فيمكن استيرادها بالاستفادة من هذه التخصيصات اوالاستعانة بقروض ميسرة.تدريب وتعليم الكادر العراقي لاستخدامه في عملية الاستكشاف والتطوير والانتاج ، وبذلك يمكن رفع القدرة الانتاجية للنفط العراقي خلال هذه المدة من6 -10 مليون برميل يوميا.
6- اعادة هيكلية وزارة النفط بما يتماشى مع المتطلبات والمهمات المنتظرة لها، وتنسجم مع اصدار القانون الخاص بالنفط . مع التاكيد على استمرار دور العراق في منظمتي الأوبك والاوابك.والتاكيد على ضرورة اعادة استحداث شركة النفط العراقية ، واصدار قانون خاص بها يتماشى مع متطلبات قانون النفط والغاز عند اصداره .
7- حيث الحكومة منشغلة حاليا في تطبيق الخطة الامنية وفرض سلطة النظام والقانون، يتم الالحاح على فرض مسودة القانون بالضغوطات من الجهات الخارجية على راسها الولايات المتحدة الامريكية وبالتعاون مع المنظمات الدولية ،( كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية)، المستعجلة في مسالة تثبيت نظام الاقتصاد الحر، وفرض سياساتها وتوجوهاتها في كل المرافق الاقتصادية والحياتية في العراق الجديد ، الذي لا يستطيع ان يكون فاعلا في نظام العولمة ، فلا انتاج وطني لديه يدخل به الى السوق ، ولا نظام سياسي واجتماعي وديمقراطي وثقافي نابع من ارادة الشعب حتى يستطيع حماية هويته الوطنية والتربوية والثقافية امام الهجمة الشرسة للراسمالية المعولمة ، مما يفتح الطريق امام رؤوس الاموال الاجنبية لفرض هيمنتها على النشاط الاقتصادي الوطني .
8- ان مشروع مسودة قانون النفط والغاز المقدم الى الحكومة العراقية ، يهدف بالأساس الى فرض مبدء الخصخصة في القطاع النفطي بكامله. لذلك نرى بان انشطة العمليات الانتاجية للنفط ، وكذلك امتلاك البنية التحتية لهذا القطاع ، يجب ان تكون بيد الدولة وتحت اشرافها وتصرفها ، وهو ايضا مطلب جماهيرى بالاضافة لمعظم المتخصصين في حقل النفط والاقتصاد ، ، يمكن اسهام ومشاركة القطاع الخاص في بعض مراحل صناعة النفط ، الا ان المشكلة في الوقت الحاضر هي ، ان القطاع الخاص المحلي لايملك الامكانيات الفنية والمالية والتقنية المتطورة والحديثة للقيام بذلك ، اذ لا بد من الاستعانة بالقطاع الخاص الاجنبي، وفق الشروط والمواصفات التي تحقق المصالح الاقتصادية للعراق.
9- ان ممارسة الضغوطات السياسية من قبل امريكا وبالتعاون مع المؤسات المالية الدولية ، يهدف الى فرض مسودة قانون
النفط والغاز على العراق وفي ذلك دلاله واضحة ، بان امريكا وشركاءها يطمحون في شراكة انتاج النفط العراقي ، وهو ما يضمن تدفق النفط بشكل مستمر الى الولايات المتحدة الامريكية ، اوربا واليابان ، وتحقيق ارباح خيالية من ذلك ، وبالتالي التحكم باهم مصدر للطاقة في العالم من حيث حجم الاحتياطي والانتاج مستقبلآ.
10- تتضمن مسودة قانون النفط والغاز منح عقود للتطوير والانتاج والتي يسميها البعض عقود المشاركة بالانتاج ، بان تعطي في الفترة الاولى للانتاج حقا للمستثمر باستقطاع نسبة عالية قد تتراوح بي 70-90% من قيمة النفط المستخرج ، حتى انتهاء فترة استرجاع كامل المبالغ المنفقة على التطوير ، ومن ثم المشاركة بنسبة تمثل 20% او اكثر من النفط المستخرج خلال فترة العقود قد تصل الى 50 سنة.اما في واقع الحال والمنطق،يكون استرجاع المبلغ بان يحسب على اساس كلفة المشروع المنجز في النهاية،وليس في فترة زمنية قصيرة جدا، وعلى الشكل الموضح اعلاه. وهذا استنزاف كبير للموارد وغبن في حق تصرف الدولة ولفترة الطويلة بالنفط ، ويعتبر ايضا نوع من الهيمنة على السيادة الوطنية .
11- من الضروري ايضا اصدار قانون خاص بالقطاع التحويلي والخدمي لفرض معالجة الاختناقات الحالية والمستمرة التي يعاني منها عموم الشعب.
12- يجب ان يرفق مع القانون نماذج من العقود الاخرى عند العرض والمناقشة من قبل المجلس الوطني ، عند المصادقة على عقود الاستثمار الاجنبي.الاستعانة بالخبرات والكفاءات العراقية والاستفادة منها في كل الحلقات التي تخص هذه المسالة ، حتى يحقق المصلحة الوطنية .







#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر بخصوص مشروع مجلس الجالية العراقية في الدانمارك
- معاناة المرأة في العراق اليوم
- الموازنة الحكومية ... والأستحقاقات الأقتصادية والأجتماعية
- لم البكاء والعويل على اعدام صدام
- الجمعيات المهنية الدولية واثرها على تطويرالنظام المحاسبي
- باقة ورد الى الحوارالمتمدن في عيده الخامس
- افضل المشتريات في اوربا*
- اشكالية النفط بين اقليم كردستان والحكومة المركزية
- لجنة بيكر...والمسار السياسي العراقي
- مرة اخرى حول المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- الذكرى الخامسة لهجمات11 سبتمبر...واستمرارية الأرهاب
- هل الأن، وقت العلم أم العمل!؟
- لن نسمح ،بان يفلت أى مجرم بدون العقاب
- على هامش التدخل العسكري، تركي-ايراني في شؤون اقليم كردستان ا ...
- قمع المظاهرات في اقليم كردستان العراق ، بدلأ من حل المشكلأت
- ثورة تموز تبقى خالدة الى الأبد
- التحضير الى المؤتمر الثامن للحزب الشيوعى العراقي
- سوء الأدارة الأقتصادية ، واثرها على الأجيال القادمة في العرا ...
- افاق التطورالأقتصادي في الأدارة الفيدرالية الموحدة لكردستان ...
- السفرة العلمية لطلأب الجامعة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صباح قدوري - حول مشروع قانون النفط والغازالعراقي