أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - جدار أمني في فلسطين وحدود مزروعة بالألغام في كوردستان















المزيد.....

جدار أمني في فلسطين وحدود مزروعة بالألغام في كوردستان


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 562 - 2003 / 8 / 13 - 01:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قرأت البارحة مقالاً مطوّلاً بالألمانية عن الجدار الأمني الذي تؤسسه إسرائيل على الأرض الفلسطينية وما له من نتائج سلبية وانعكاسات نفسية عميقة على الشعب الفلسطيني وبخاصة أولئك الفقراء الذين يفقدون أراضيهم ومزارعهم التي يعيشون منها وعليها نتيجة بناء هذا الجدار الذي لايعترف المتطرفون الإسرائيليون حتى بإطلاق إسم "الجدار" عليه وانما يعتبرونه مجرّد "سياج" كسياج الحدائق، مع أنه في النهاية سيكون بطول مئات الكيلومترات، لايختلف في كثيرعن الجدران الكاتمة للضجيج في البدان الأوربية، إضافة إلى تعزيزه بالأسلاك الشائكة وعلى طرفيه بمساحة ليست قليلة من طريق رملي لتظهر فيه آثار الواطئين عليه، ويتم تزويده بلواقط الكترونية تخبرعن اجتيازالمواد المعدنية والأجسام المختلفة، ويوازيه خندق عميق وطريق لعبورالدوريات العسكرية ، بحيث ينطبق وصف "السجن الكبير" على الشعب الفلسطيني في أرض آبائه وأجداده...مما دفع كل القوى المحبة للإنسان في العالم، حتى كثيرين من المدافعين عن سياسة إسرائيل والداعمين لها بالمال والسلاح والعتاد إلى استنكاره ومطالبة الحكومة الإسرائيلية بالكف عن السير في هذا الطريق الذي سيعمّق من الفجوة بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني ولايخدم السلام، بل استمرار العداء والجفاء وتأجيج نار الحرب والتقتيل والإرهاب والتدمير ...الخ                           

ولقد آلمني  فعلاً ما قرأته عن أولئك الناس الذين تم فصلهم بهذا الجدار الأمني عن قريتهم وعن إسرائيل في نفس الوقت بحيث سيظلون طوال حياتهم في عيشة ضنكى وفي عطالة عن العمل، وهم ليسوا بإرهابيين أو متطرفين آيديولوجيين ، حسب النعت الإسرائيلي ، ولا سياسيين ولا ناشطين في أي منظمة فلسطينية، بل هم مجرّد أبناء وبنات شعب عانى ولا يزال من تقسيم وتفتيت  واحتلال..                                        

                 

وبهذه المناسبة تذكرّت وطني كوردستان الذي تفصل بين أبنائه وبناته حدود وسياجات وحقول ألغام وكأنه في وضع عملية جراحية متعددة الوجوه، فهناك لا تزال مئات الألوف من الألغام التي زرعها الجيش الصدامي في جنوب كوردستان ليمنع بها المزارعين الكورد من الاستفادة من حقولهم ومراعيهم المتاخمة للجبال، وكذلك فإن الأتراك قد زرعوا مئات الألوف من الألغام على طولحدودهم مع سوريا عبر الأراضي الكردية الخصبة ونسجوا سياجاً شائكاً رهيب المنظر وحقير الغايات بحيث فقد معه الأكراد مساحات واسعة من أراضيهم التي كانوا يزرعونها قمحاً وقطناً وكروم عنب..  وكما في فلسطين فإن الدوريات التركية والإيرانية والسورية (والعراقية فيما مضى) تجوب أطراف الحدود منذ عقود طويلة لتمنع التقاء الكردي بأخيه الكردي وليسلبوه بإسم الجمارك ما في جيوبه من دراهم وليمنعوا بذلك أي تقدم سياسي ثقافي اجتماعي واقتصادي كردي، وهم يدّعون الإشتراكية أو الإسلام أو أنهم ورثة أهل البيت ، وأهل البيت منهم ومن حربهم القذرة على الأمة الكردية أبرياء...                                                                      

 

والفارق بين فلسطين وكوردستان أن العالم يتحدث كل يوم عن "الجدار الأمني الإسرائيلي" في حين يتجاهل هذا العالم بالذات ما حدث ويحدث للكورد ومزارعهم وحقولهم وبلادهم بسبب هذه الحدود وبسب حقول الألغام هذه..جورج دبليو بوش وكولن باول اللذين يعتبرهما العرب عدوّين لدودين لهم أقّرا بأن هذا الجدارالإسرائيلي قد يفضي إلى الحرب بدل السلام ويضّر بالشعب الفلسطيني ضرراً كبيراً.. ولكنهما ، على الرغم من ادعاء بعض المثقفين العرب بأنهما حلفاء الكورد، لم يتحدثا يوماً عما يصيب الشعب الكوردي نتيجة الحدود الجائرة التي قسمّت بلادهم ومزّقت وحدتهم ودمّرت كثيراً من جوانب حياتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وعرقلت تنقلّهم وتلاقيهم وهم أبناء أمّة واحدة..                  

             

طبعاً نحن لانحسد الشعب الفلسطيني على الدعم الذي يلاقيه من أنصار الحرية والسلام في العالم كلّه، بل نؤّيد حقوقه وكل الدعوات المنادية لإنصافه ، ولكن من حقنا كأمّة كوردية أن نسأل أيضاً عن حقنا في نيل هذا الدعم، وقبل كل شيء من المثقف العربي الذي لايرى الألم الكردي ولايتأثر به ، وبخاصة بعد إسقاط نظام صدام حسين حيث حرّر الكورد مدينتي الموصل وكركوك ولم يدافعوا عن صدام حسين وعرشه المنهار حينما اختفى جيشه الجرار من على وجه الأرض... فانقلب هؤلاء المثقفون إلى أعداء للكورد وكوردستان كاشفين عن وجوههم الكالحة ونظراتهم القومية المحدودة التي ترى ما يحدث للشعب الفلسطيني بكل دقائقه ولا يبصرون ما يحدث أمام أعينهم لشعب عريق مجاور للعرب منذ فجر التاريخ... بل لا يهمهم البتة ما يحدث  في كوردستان، ومنهم من يعتبر الكورد غزاة محتلين أو "عملاء للامبريالية" أو "انفصاليين" ويستحقون كل أنواع التقطيع والتقتيل والاغتصاب  وحقول الألغام ...ومنهم من صار في صف أعداء الكورد  لمجرد أنه إنسان حاقد وفي مقدمتهم مثقف يدعى " سليم مطر"  لا أدري سبب حقده الكبير هذا ولماذا يكذب في كل مقالاته عندما يتحدث عن الكورد وبلادهم وزعمائهم وقضيتهم!!                                                                                          

أتذكّرهنا حادثة مرّت معي ، أوّد نقلها للإخوة المثقفين العرب من الذين يفقهون القول عساهم يساعد غيرهم على فهم الأمرعلى حقيقته..                                                                                             

 

صليّت في أحد أيام الجمعة بعد اعتقال واختطاف زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بفترة قصيرة في مسجد المهاجرين في مدينة بون الألمانية وراء الأخ الدكتور متولي موسى الداعية المصري الواعي والمطّلع على قضية الشعب الكردي. فكانت خطبته من جزأين، الجزأ الأوّل تحدّث فيه مفصّلاً عن مؤامرة اختطاف السيد عبد الله أوجلان، والجزأ الثاني كان حول حقوق الجار على الجار في الإسلام...وبعد انتهاء الصلاة سألني أخ كوردي أن نذهب لنحدّث الإمام الخطيب قليلاً حول موضوعات شتىّ ، فجلسنا قبالته ومن حولنا بعض الإخوة الآخرين.. فسألني عن رأيي في الخطبة وهل أعجبني حديثه عن مؤامرة تركيا وحلفائها ضد الكورد.. فقلت له: " لقد كانت خطبتك يا دكتور ممتازة.." فابتسم وشكرني على رأيي.. ثم تابعت: "أنا أقصد الجزأ المتعلّق بحق الجار يا دكتور.." فاستغرب ونظرإلي متعجباً، فطرقت قلبه بقوّة بقبضة يدي اليمنى وقلت له: " لقد جئت أطالبك يا أخي بحق الجار ولا شيء آخر سوى حق الجار...أليس الكورد بجيران لكم يا إخوتنا العرب؟!" فامتلأت عيناه رقّة وقال: "معك حق يا أخي.. معك حق.."  ووعد بأنه سيدافع عن الشعب الكوردي بعد لقائنا ذاك بشكل أٌقوى.. وأعتقد بأنه رجل صادق وأثق بما قاله لي... وها أنذا أطالب كل المثقفين العرب : بحق جيرانهم الكورد عليهم كما نعتبر حق الفلسطينيين علينا نحن الأكراد حقاً من حقوق الجار...                                                                                          

                                                                                                    




#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهلاً عزيزي السكرتير!
- أن نكون أو لا نكون في الجمهورية الموروثة.. هذه هي المسألة..!
- هل للحرب في العراق مبررات خلقية؟!
- تحيا الدولة الكردية
- لماذا الخوف من دولة كردية
- لعبد الباري عطوان
- الكرد قرون الحديد أولو البأس الشديد؟
- لمن تقرع الأجراس ياعرب؟!
- الكرد وحرب الخليج الثالثة
- ….. ونقول: -إنما المؤمنون إخوة
- هذه الحرب، إلى أين ؟
- الكرد السوريون بين المهانة والخيانة
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - جدار أمني في فلسطين وحدود مزروعة بالألغام في كوردستان